أغنية أبريل|| April Song

By Sanshironi

391K 30.3K 26.9K

الثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه... More

الفصل الاول: كابوس من جديد!
الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار
الفصل الثالث: أنت مجنونة!
الفصل الرابع : سندريلا الغناء
الفصل الخامس : قطة بأذان دب
الفصل السادس : لماذا القدر يتلاعب بي؟
الفصل السابع: لمرة واحدة فقط
الفصل الثامن : كوني بخير
الفصل التاسع : ابن الموظف
الفصل العاشر : التقينا مجدداً
الفصل الحادي عشر: لحن المساء
الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة
الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة
الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟
الفصل الخامس عشر : لأنك أخي
الفصل السادس عشر : ذكرى تحت المطر
الفصل السابع عشر : حرب غير متوقعة
الفصل التاسع عشر : روابط مزيفة
الحساااااااااااب رجعععععععععععع🎇🎉🎉🎇🎊🎊🎊
الفصل العشرون : قناعة كاذبة
الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول
الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني
الفصل الثالث و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثالث
الفصل الرابع و العشرون : الاميرة النعسة
الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير
الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟
الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!
الفصل الثامن و العشرون : صديق
الفصل التاسع و العشرون : ضغائن متبادلة
الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات
الفصل الواحد و الثلاثون : عيون حاقدة
الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة
الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن
الفصل الرابع و الثلاثون : ثمانية عشر شمعة
الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان
الفصل السادس و الثلاثون : حقيقة ما تم إخفاءه بالماضي
الفصل السابع و الثلاثون : انتهت اللعبة
الفصل الثامن و الثلاثون : الليالي التي لن تموت
الفصل التاسع و الثلاثون : المفكرة البيضاء
الفصل الاربعون : تحامل
الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة
الفصل الثاني و الاربعون : مقيد
الفصل الثالث و الاربعون : تذكر أغنيتي
الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع
الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى

7.3K 626 470
By Sanshironi


صعدت السيارة و هي تمسك بكتاب رقيق و تدندن بلحن المكتوب ببهجة ، بسمتها و إشراق صوتها لم يخفى على ادريان الذي تساءل عن سبب سعادتها هذا الصباح .

كان كعادته يسند برأسه على الزجاج و يستمع لدندنة آليس التي لم تسكت منذ ان جلست بجواره ، أقترب قليلاً منها ليسترق النظر الى ما تقرأ فرأى علامات موسيقية مكتوبة بحبر أسود ، أمسك بغلاف الكتاب في حضت آليس و رفعه قليلاً حتى يرى عنوانه لكن حركته عكرت صوفها لتسأله بتهكم:

- ماذا تفعل؟

- سوناتا.. ضوء القمر ؟

أبعدت الكتاب عنه منزعجة منه بينما الاخر ظل يرمقها بإستغراب من كل ما تفعله بدأ من البسمة التي تكاد تمزق وجنتيها و الغناء من بكرى الصباح ثم حفظها لمقطوعة تعلمها فعلاً ، أرتجل إخيراً و قرر السؤال :

- هل تحاولين حفظ هذه المقطوعة؟

رأت بعض الفضول في عينيه فأمرها حقاً محُير! فهي منذ يومين فقط عوقبت لأول مرة في حياتها و بدل من ان تكون مستاءة لتشويه سجلاتها النظيفة تبدو طبيعية الى حد تجاوز المؤلوف لديه ، ردت آليس ببهجة و تحتضن الكتاب بين يديها:

- قررت الانضمام الى نادي الفنون مرة أخرى.

ثم أضافت على وصال أكثر حيوية:

- أريد تكريس المزيد من الوقت للبيانو بعد ان قمت بإهماله هذه الفترة.

عاد ادريان لمكانه مسنداً مرفقه على حافة الزجاج ليريح خده على كف يديه محدقاً بها بتململ فقال:

- تبدين واثقة من نفسك حقاً .. لا تخشين تواجد بعض المزعجين الان؟

بعكس ما ظن لم ترتبك او تتوتر بل وضعت كلتا سببابتها و إبهامها على شفتيها محاولة إخفاء ابتسامتها الخبيثة لتتدعي الامبالاة بعد ذلك قائلة:

- لا أعتقد ذلك .. حتى ان تواجد أستطيع الاعتناء بنفسي.

عقد ادريان حاجبيه بشك و ريبة ، فهو يدرك جيداً ان قالت آليس انها قادرة على تولي الامور فهذا يعني انها تنوي على شيء ما ، إبتسم بلطف و بعثر شعرها قائلاً:

- اذا لا تأتي اليّ باكية فلن أعدك أنني لن أتدخل في شؤونك حينها.

حدقت به بدهشة عند رؤيتها لإبتسامته الصادقة ، الان فقط تستطيع القول ان ادريان اخيراً عاد اليها ، بادلته الابتسام بشقاوة هاتفة بمرح:

- انت الافضل.

توقفت السيارة ليعلن لها السائق أنهم قد وصلوا الى المدرسة فترجلت آليس منها فور إستقرارها متجهة نحو المدخل، لم تنفك عيناها عن مراجعة العلامات الموسيقية متمتمة بلحن حتى تجمدت عندما سمعت صوت ادريان من خلفها يصيح:

- اتمنى لكِ حظاً موفقاً.

التفت اليه بآلية و تعابيرها تكاد تختنق حرجاً لتراه يلوح لها من خلف الزجاج ثم غادر تاركاً اياها مصدومة من فعلته ، حدقت بإطراف عينيها الى ساحة من حولها لترى ان معضم الطلاب يحدقون بها بإستغراب .

تحول وجه آليس الى الاحمر حتى انها لم تستطع رفع رأسها فموقف ادريان كان كمثل الام التي تودع ابنها في اول يوم له في المدرسة لكن الفارق كانت نبرته الساخرة و هو يصيح ، دفنت رأسها في الارض من الخجل و حضنت الكتاب بين يديها مكملة مسيرها نحو الداخل.

اثناء صعودها لدرجات الساحة أحست فجأة بثقل الاجواء من حولها حتى ان حركة الطلاب كانت غريبة نوعاً ما فقد توقف الجميع عن الولوج الى الداخل بل عادوا خطوات قليلة للخلف محدقين بشيء ذاته ، توقفت مكانها ثم التفت حتى تلقي نظرة وجدت ان كل الانظار تتجه نحو سيارة جيب التي لم تكن مؤلوفة من قبل.

زمت شفتيها مغمغمة و حدقت بالفراغ قائلة بتفكير:

- لماذا أشعر ان هذا حدث من قبل؟

هزت كتفيها بلا مبالاة و سارعت بدخول فلا نية لديها لمعرفة من الشخصية المهمة التي ستصبح حديث الجميع بعد لحظات ، مشت بثقة و لا مبالاة في الرواق وسط نظرات الجميع التي تنهشها دون ان تعيرهم اي لعنة فهذا قد أصبح روتينها اليومي الان.

وقفت أمام خزانتها التي غطتها الخربشات و بعض الكلمات البذيئة و قد أقسمت أنهم عبثوا بأغراضها ايضاً ، دحرجت عينيها بضجر و نفاذ صبر فأخرجت منديل معقم و حاولت مسح تلك الترهات قبل ان يراها معلم ، بعد ان أنتهت فتحت باب الخزانة ببطء مسترقة النظر اليها بعين واحدة بتوتر لكنه تحول الى البرود و وجوم عندما أدركت ان توقعاتها صحيحة.

دلكت جبينها بغيض مكتوم ثم سارعت بأخذ أحد الكتب لتصفع باب الخزانة بقوة و هي تمتم بلعنات و شتائم ثم حضنت الكتاب بين يديها و استدارت بكبرياء و غرور لا تعلم من اين اكتسبتهما.

أثناء سيرها حاولت إظهار ثقتها قدر المستطاع الا انها أحست بإختلاف الاجواء من حولها لكنها لم تبالي و تابعت حتى رأت أخيراً شخص كانت تبحث عنه بإستماتة في الايام الماضية لكن ابداً الظروف لم تسمح لها برؤيتها حتى اليوم ، ابتسامة ادريان لها منذ دقائق قطعاً لن تختفي مجدداً بل ستحاول المحافظة عليها قدر المستطاع.

لذلك عندما رأت هيذر تقوم بتفقد خزانتها قامت بإقتراب منها و الهمس بصوت يكاد يسمع:

- أتبعيني.

نبرتها جعلت هيذر تجفل ثم تلفت لها بسرعة راسمة علامات الذهول للحظات قبل ان يتحول الى إرتباك عندما رأت كم الجدية و حزم في عيني آليس فلم يكن منها غير إطلاق تنهيدة قصيرة مغلقةً الخزانة حتى تتبعها كما طلبت.

إقتادتها لمكان بعيد جداً عن الاعين ، في سلم درج الطوارئ الخارجي كانت آليس تحتضن الكتاب الذي أخذته من خزانتها و هي تستند بظهرها على السياج تراقب السحب و الابنية البعيدة بعيون باهتة ، دلفت هيذر باحثة عن آليس و قد جفلت عندما التقت عينيها بخاصتها لتحيها بصوت خافت و توتر:

- مرحباً ...

- أهلاً.

ردت آليس بهدوء حتى لا تزيد من توتر الاجواء حولهما أكثر ، إقتربت هيذر منها و هي تمسح على ذراعها بحركة مضطربة لتسألها :

- اظن أنكٍ ترغبين بمعرفة ما حصل ...

ثم أضافت بخفوت و سخرية:

- حتى و انا كان واضحاً.

هزت آليس رأسها بإيجاب فهي تعلم ان علاقة هيذر و ادريان انتهت لكنها تريد ان تعلم كيف انتهى الامر و لما تغيبت هيذر ليومين حينها ، استنتجت ان لعائلتها يد بذلك لذلك تجرأت و سألت بفتور:

- بعد ذلك اليوم بحثت عنكِ فقيل لي أنكِ متغيبة ليومين ...

اضافت آليس بخفوت و امتعاص:

- ثم ظهرتي فجأة من العدم في مكتب المديرة!

رغم ان صوت آليس كان خافتاً الا ان هيذر سمعته و تذكرت من فورها كيف كان ثلاثتهم يجلسون امام المديرة راشيل في انتظار سماع الحكم النهائي ، حاولت كتمان ضحكتها لكنها لم تفلح و ليكون هذا ثاني موقف محرج تمر به آليس اليوم.

سعلت بإصطناعية لتغطي على ضحكتها ثم حمحمت لتعود الى نبرتها الهادئة و ناعمة مجيبة على سؤال آليس:

- اصبت بنزلة برد فلم استطع المجيء .

استندت هيذر على الحائط من خلفها لتصبح مقابلة لآليس و قد التبست في عينيها خيبة و إستياء شديدين و هي تعلم سؤال آليس التالي ، لاحظت الاخرى ذلك لكنها لم تطلب منها المجيء الى هنا فقط لتشفق عليها في نهاية و تعفيها من الاجابة لذلك سألت بإهتمام:

- كيف سارت الامر بينكما؟

حدقت هيذر بها ظانة ان آليس تسخر منها بسؤالها هذا الا ان نبرتها لم تكن تمد بسخرية لصلة ، تنهدت بضيق و قد ثبتت بصرها على الارض لتجيب:

- أخبرته الحقيقة .. حقيقة ان والدتي هي من دبرت أمر تلك الصور حتى تبعدنا عن بعضنا لان علاقته بي تؤثر سلباً على عملي كعارضة و وجه إعلامي ....

كانت آليس تنصت بإهتمام مع انها تعلم بأمر الصور و لكنها تركت المساحة لهيذر حتى توضح:

- لقد مضى على ذلك سنة تقريباً .. في ذلك الوقت تشاجر ادريان معي لاني لن اكون قادرة على الخروج معه بسبب مشاغلي ... كان قد سئم من تلك الحجة و قال انني اصبحت باردة حياله ....

اخرجت نفساً يائساً لتعود و ترفع نظرها نحو آليس مكملة:

- لم يعلم حينها كم الضغط الذي كنت اتلقاه من والدتي حتى ابتعد عنه حتى انها قامت بتهديدي و لكني لم أهتم ... لم اكن اعلم انها كانت ستنفذ تهديدها ذاك ابداً .. لقد قامت بإرسال مزيفة لي بملابس فاضحة و مع رجل ايضاً!!

إهتزت نبرتة صوتها في قهر و ألم مكابرة على سيل دموعها فإستطردت:

- كيف لأم ان تقوم بتشويه صورة ابنتها هكذا!! و حتى و ان كانت غير راضية عن علاقتها.. كيف طاوعتها نفسها بأن تقوم بإهانتي و إظهاري بصورة عاهرة هكذا؟ .. هل تتدركين كم الالم الذي اعتصر قلبي حينها؟

اتسعت عيني آليس بصدمة و هي تسمع و ترى كلا من صوتها و عينيها التي لم يخفى كم الحزن و الالم فيهما ، لسبب شعرت بأسى و ذنب حيالها و كأنها شاركت في تلك اللعبة الدنيئة دون علم مع انها لم تفعل ، ظلت تستمع لهيذر التي تمكن الغيض منها عندما قالت:

- و صدق ادريان الكذبة! .. و لم يعطني فرصة لدفاع عن نفسي و انا ايضاً ابتعلت تلك الخدعة و لم اصر عليه حتى يستمع الي .. لأنني خشيت في حالة تصديقه لي ان تقدم امي على فعل اكبر و اكثر شناعة من ذلك .

كانت قبضتها ترتجف و هي تتذكر كل ما قالته و كأنه عاشته مجدداً مع كل المشاعر التي انتابتها في ذلك الوقت ايضاً ، لقد كانت ضحية! و لم يكن بمقدورها اي حيلة لإصلاح الامور بينهما ، تنهدت آليس فسماع الحقيقة منها مختلف عن علمها بطرقتها فتقدمت نحوها لتضع يدها كتف هيذر قائلة :

- ربما انتهت علاقتكما لكن ما أعرفه ان ادريان أحبكِ كثيراً و للمرة الاولى لم يكن صبيانياً في تصرفاته .. لقد كان حبه لكِ نابع من قلبه فإن كانت مشاعرك تجاهه قوية ايضاً فمن يعلم ربما قد يعيد القدر لم شملكما مجدداً في المستقبل.

وضعت آليس ابتسامة في نهاية حتى تمنحها بعض الامل و لو لم يكن الامل القليل من الراحة ، لربما قد ترتاح نفسها قليلاً من هذا الضغط ، عادت آليس خطوة للخلف متمسكة بكتابها اكثر و قائلة على وصال اكثر بهجة:

- لقد كان ادريان محبط من نفسه كثيراً .. اعتقد انه المذنب في كونه رفض الاستماع لكِ سابقاً و لكنه اجتاز هذا و تقبله في نهاية ... و انتِ ايضاً! .. عليك التقبل و الاعتياد حتى تستطيعي المضي قدماً.

قربت هيذر من سبابتها على شفتها العلوية و قد وضعت شبح ابتسامة و هي تقول بتعجب:

- تبدين حكيمة و كأنكِ مررت بذات التجربة سابقاً.

شعرت آليس بالحرج و الخجل من نفسها ليس لكون كلامها اطراء بل لكنه شيء قد نبع من قلبها عندما تحدثت فردت بلبكة:

- لا .. ليس الامر ذلك .. لقد قرأت سابقاً ان الحب الاول دائماً ما ينتهي بشكل مخيب لأمال.

هذه المرة أرادت آليس حقاً صفع نفسها لتفوها بهذا الكلام الاحمق ، فهي منذ ثواني كانت تتدعمها و تخبرها ان هناك فرصة و الان تقول عكس ذلك ، صفعت وجهها بكلتا يديها مخفية حرجها حتى ان الكتاب الذي كانت تحتضنه قد وقع .

لم تزلهما الا على سماع صوت قهقهة هيذر التي كانت حقاً نابعة من قلبها ، قالت بين ضحكاتها :

- انتِ حقاً غريبة و غير .. متوقعة بتاتاً ..

فركت آليس رقبتها و هي لا تعلم هل تشعر بإطراء ام السخرية ، ام هيذر التي توقفت عن الضحك انحنت حتى تلتقط كتاب آليس الذي وقع منها لكنها انتبهت الى الكلمة المكتوبة على الغلاف الخارجي بخط كبير :

- ما هذا؟!

سألت مستنكرة و هي تلتقط الكتاب لتثير انتباه آليس قبل ان تقع عيناها على كلمة ' عاهرة ' مكتوبة على غلاف كتابها ، تنهدت بملل فكيف لم تنتبه لهذا لكن هيذر اغتاضت من هذا كثيراً فقالت على نحو متعصب:

- من كتب هذا؟

اخذت آليس الكتاب منها لتقول بتروي و استرسال:

- بعض المزعجين .. ليست بأمر الكبير.

اتحدت عيني هيذر فكيف لآليس ان تكون بهذا الاسترخاء و لا مبالاة فأن حصل و تعرضت لموقف كهذا ما كانت لتسكت ابداً فقالت:

- اعلم انه ليس على التدخل لكن كوني رئيسة مجلس الطلبة لا يمكنني التغاضي عن هذا.

حدقت آليس بها لفترة و قد اوشكت على قول كلام جارح قليلاً لكنها تدرك ان الامر ليس بيد هيذر فقالت لها بعدم اكتراث:

- لا بأس اعتدت على ذلك فقد صار هذا اشبه بروتين يومي.

لم تعجب هيذر ببرودة أعصابها ابداً و قد ظنت ان هذا خاطئ لكن ماذا ان كانت في مكانها؟ هل كانت لتكون هادئة مثلها؟ احياناً تظن ان ما يدور في رأس هذه الفتاة شيء لا يجب لأحد الاطلاع عليه فهي قد تقترب من صورة الشيطان ان ارادت ذلك ، لكنها لم تستطع منع شعور المحبة بنمو تجاه آليس ابداً و قد أفصحت عنه:

- لو كانت الظروف ملائمة .. لربما قد نصبح صديقتان في وقت ما.

كانت خجلة و هي تقول ذلك فلم يسبق لها التودد الى شخص ما من قبل لكنها حقاً أردات ذلك ، قد تكون محاطة باشخاص يبدون مقربين منها طول الوقت لكن لم يكن احد منهم يحمل كلمة صديق بين طياته ، لقد ارادت حقاً بان تملك واحداً فلم تشعر بقوة هذه الرغبة الا الان مع آليس .

كانت تنتظر جوابها على أحر من الجمر لكن الاخر قد خيبت أملها عندما قالت مع ابتسامة لطيفة:

- لما لا .. قد يحدث هذا مستقبلاً.

لم يكن رد آليس يعني الرفض و ايضاً لم يكن الايجاب لكن ما علمته هيذر انها لن تستطيع ان تكون كذلك في الوقت الراهن ، نظرت آليس نحو ساعة يدها لترى ان الحصة الاولى قاربت على البدء ، فإعتذرت منها قائلة:

- علي الذهاب الان فستأخر عن الصف.

لوحت لها مغادرة و قد أخفت الكتاب في حقيبتها قبل ان تتعرض لموقف محرج أخر هذا اليوم ، أسرعت قليلاً في خطواتها حتى تلحق بصف كذلك حتى تحاول قدر الامكان تجنب نظرات الاخرين لها و همسهم من وراء ظهرها فقد بات هذا يزعجها كثيراً.

كان كل ما تفكر به هو الوصول الى صفها لكن عندما التقت عيناها بعينين زرقاوتين اوقدت نار متأججة فجأة بصدرها حتى انعكست في عينيها ، لتزيح ساندي بصرها بتوتر و تسارع بالخطى مختفية عن الانظار.

عضت آليس شفتها السفلى و هي تتذكر أحداث الامس بعد ان فقدت أعصابها و سحبت ساندي لذات المكان التي تحدثتا فيه اخر مرة ، امسكت آليس بثيابها و الغضب قد أعماها فصاحت في وجهها قائلة:

- أين دفتر لويس؟ أعيديه الي في الحال!

كانت ساندي محاصرة من قبل غضب آليس مع ذلك حافظت على أعصابها فقالت منكرة:

- اقسم لك انه ليس بحوزتي!

- اذاً اين يكون؟! بحثت عنه في كل مكان و لا اظن ان احداً ما قد يسرق دفتر يوميات لعين!

لم تنخفض نبرتها مع الضغط الزائد على اعصابها أحست بألم في صدرها حتى ان تنفسها بات صعباً مع ذلك لم تبالي و بقت تتشبث بثياب ساندي على بعد شعرة من قتلها ، قالت الصهباء بتوتر:

- انه مع شخص أخر الان.

كان ذلك كثيراً! الامر كان مفاجئ و مثيراً لأعصاب أكثر من الازم ، لم تعد تحتمل اكثر فقد بات الالم في صدرها لا يطاق ، افلتت ثياب ساندي و انحنت واضعة كلتا يديها على قلبها و قد تعالت أنفاسها باحثة عن الهواء .

فزعت ساندي و اقتربت منها مذعورة و هي تنادي عليها:

- آليس! هل انتِ بخير؟ تماسكِ قليلاً.

صفعت آليس يدها و ابتعدت عنها و قد التبست في عينيها نظرة دموية حاقدة بينما اعتصرت ملامحها في ألم ، تمتمت بسخط و هي تحاول الوقوف بكل جهدها:

- لا تقتربي مني! سوف تندمين على ما فعلته.

حاولت تهدأ انفاسها و الابتعاد عنها قدر المستطاع فهي لا تريد ان يراه أحد و هي بهذا الضعف اطلاقاً.

عادت آليس الى الواقع بعد ان ادركت انها توقفت في مكانها منذ فترة وجيزة حينما انغمست في التفكير لتكمل سيرها متنهدة بإحباط.

عندما قاربت من الوصول رأت جيرمي يمسك عكاز طبي و قدمه اليمنى مجبورة ، تفاجئت من رؤيته بهذا الشكل رغم انها كانت حقاً تتساءل عما جرا له من بعد وشيه بشجار جايكوب و رايان لكن ابداً لم تتصور ان الاخر سيبالغ حتى يسبب له كسر في احدى قدميه هكذا.

كان الفضول حقاً ينهشها و بما انها تعلم كيفية التصرف معه تقدمت نحوه بشكل عجل و عندما وقفت بجانبه شهقت بدرامية قائلة بتهويل:

- يا الهي جيرمي ما بال قدمك؟

حدق جيرمي بها بتفاجئ للحظة قبل ان ينقلب ذلك التفاجئ الى عقدة ما بين الحاجبين و حذر ليقول مدعي الانزعاج:

- و ما الذي يهمك؟

ابتسمت آليس بخبث واضعة اطراف اصابعها على شفتيها قائلة بمكر:

- هل جايكوب من فعل هذا؟

فرق جيرمي شفتيه ليرد لكنه كان شبه حائر من ان كان جايكوب من فعل هذا او انه هو الذي سقط من فوق الدرج ، سرح قليلاً بذاكرته لما قبل يومين و بعد حرب الطعام الطاحنة تلك ، كانت الشمس على وشك المغيب عندما خرج من منزله لكي يتمشى قليلاً في الحيّ.

كان غافل تماماً و هو يدندن بلحن ما و كأنه لم يشي بصديقه منذ ساعات ، واضعاً يديه في جيوبه و مسترخي كلياً حتى قاطع ذلك الاسترخاء و حوله الى ذعر صوت قادم من قعر الجحيم يناديه و يقسم بقتله .

التفت جيرمي بهلع ليرى جايكوب يركض يكاد يصل اليه و هو يتوعد بقتله:

- جيرمي يا الوغد أقسم بأنني سأقتلك!

صرخ جيرمي مذعوراً و ركض بأقصى سرعته دون وجهة محددة و معتذراً و طالب للمغفرة لكن جايكوب ظل يتوعد له بالقتل ، ظل جيرمي يركض فلمح درج بين مبنيين و لان جايكوب اوشك على الامساك به لم يكن لديه خيار سوى القفز من فوق الدرجات .

لم يكن هبوطه ممتازاً ابداً لان في تلك اللحظة سمع طقطقة عظامه تليه شعور فضيع من الالم ، سقط على الارض ممسكاً بساقه يتلوى من الالم فظنه جايكوب يمثل لينحني شاداً لثيابه و قد أرهقه الجري قائلاً بصوت لاهث:

- هل تظن انك قادر على خداعي؟ هيا انهض و واجهني كرجل.

لم يكن جيرمي قادراً على الرد ايضاً لم يكن صابر على المه ابداً فظل يصرخ بصوت عالي و ينتحب كالاطفال ، احس جايكوب بجدية الامر فإعتراه القلق ، تفقد ساق جيرمي ليجدها متورمة للغاية ، تمتم جايكوب بسخط:

- اللعنة! يبدو انك نجوت ايها الوغد.

سارع بأخذه للمشفى و هناك لم يتوقف جيرمي عن الصراخ كفتاة صغيرة حتى اضطر الطبيب و لتخديره كاملاً بعدما فشل التخدير الموضعي لانه لم يتوقف عن الصراخ و نحيب حتى بعدما اختفى الالم.

لم يشيء جايكوب تركه خاصة بعد البلبلة الذي سببها صديقه النائم على السرير غير واثق من انه قد يحدث ضجة اخرى ان وجد ساقه مجبورة ، اتى والد جيرمي و تفقد حال ابنه ثم تحدث مع جايكوب لفترة قصيرة قبل ان يذهب ليكمل اجراءات الخروج.

همهمة صغيرة سبقت فتح عينيه ليكون اول ما يراه تعابير جايكوب الواجمة فتمتم بسؤال بصوت مجهد:

- جايكوب اين انا؟ ..

ثم حول بصره نحو الغرفة ليعرف اين يكون لكن تهيئ له سماع صوت والده منذ لحظات فإلتفت لجايكوب الذي يضم يديه الى صدره مزفراً بعدم صبر:

- جايكوب اين أبي؟

نظر اليه جايكوب بسرعة و قد فرق شفتيه ليرد بغضب لكن معالمه تغيرت فجأة فصارت حزينة و متأسفة جداً لدرجة ارعبت جيرمي عندما وضع يده على كتفه قائلاً:

- جيرمي ان والدك قد ...

اشاح بصره و لم يجرأ على الكلام مما زاد الرعب في قلب الاخر فصرخ عليه راجياً:

- جايكوب تكلم اين هو ابي؟!!

- لقد تبرع والدك بقلبه لك يا صديقي.

شهق بقوة و فزع و ظل يصرخ منادياً على والده حتى ضربه جايكوب على رأسه لينهره قائلاً:

- ايها الاحمق رجلك مكسورة فما علاقة قلبك؟ لقد ذهب والدك لكي يكمل اجراءات المشفى .

كشر جيرمي عن اسنانه بنزق و ادعى النوم مجدداً ليس لانه غاضب من المزحة السمجة بل لانه يرتجف خوفاً من جايكوب و ماذا سيفعل.

عاد جيرمي الى الواقع على صوت فرقعة أصابع آليس التي بددت مستغربة من سرحانه الغريب و العميق ايضاً ، ادعى الحدة عندما اجاب على سؤالها المعلق منذ مدى على مضض :

- وقعت من اعلى الدرج.

ابتسمت آليس مخرجة لسانها بطفولية و قائلة بتشفي:

- تستحق هذا!

سارعت بخطواتها القافزة عالمة بأنه غير قادر على اللحاق بها .

.
.
.
.

وقف وسط المساحة العشبية في فناء المدرسة و عيناه تراقبان السماء الملبذة بالغيوم بشرود ، كثر شروده بتفكير كثيراً هذه الفترة و من ظمن الاشياء التي كانت تزعجه بتفكير هو أخوه ديلان الذي كان من المفترض ان يعود بعد أربعة أيام.

و ها قد مر أسبوع و لم يعد! لم يكن ليبالي ابداً لولا أسئلة سول المتكررة يومياً عن عودتهما ، وجد نفسه مضطراً لان يبادر هو و يتصل به
بما ان ديلان لم يفعل في الاونة الاخيرة .

- رايان! كيف حال أخي الصغير؟

لم يخفى التوتر في نبرة ديلان عالماٌ ان شقيقه في الجهة الاخرى يكاد يفرمه حياً ، رد رايان بنبرة مشبعة بنية القتل:

- اياك و ان تجرأ على السؤال ايها الداعر!

حمحم ديلان محاولاً السيطرة على موقفه:

- أعلم انك غاضب مني و لكن عمل مهم قد طرأ فجأة....

- ديلان! ... لا تحاول العبث معي.

قاطعه رايان بجدية و حدة حتى ينهي اي محاولة له بلف و دوران ، تنهد ديلان على الجانب الاخر و قد علم منذ البداية انه غير قادر على الكذب لذلك تطرق الى الموضوع بجدية هو الاخر:

- لا بأس فقد انتهت الزيارة على اي حال .

نظر الى تريس الجالسة بجانبه على الاريكة فبادلته الاخرى النظرات الغير مرتاحة ليبتسم لها قبل ان يسأل رايان عبر الهاتف بصوت اكثر حيوية عن السابق:

- كيف حال سول؟ أمل أنك تعتني بها جيداً.

زم رايان شفتيه و نظر بعيداً قائلاً في نفسه " بل هي من أعتنت بي كما أعتقد" شعر بالقليل من الاحباط لكن سرعان ما حاول إخفائه بنبرته المتهكمة:

- انها بخير فهي لا تكف عن سؤالي عن موعد عودتكما.

- لا تكن قاسياً معها فهي ما تزال صغيرة.

حاول ديلان جعل نبرته أكثر لين لربما يعمل رايان بكلامه لكن الاخر ظل يلعن و يتذمر حتى التقطت تريس الذي كانت تسمع كل شيء منذ البداية الهاتف من يد زوجها لتقول بتهديد مبطن تحت نبرة لطيفة مزيفة:

- أخبرها بأننا سنعود خلال يومين و حتى ذلك الحين أمل ان تتصرف معها بشكل جيد مفهوم؟

تجمد رايان صامتاً دون ان يرد فهو لم يتوقع ان تريس بجانبه و تسمع كل شيء ، لم يرد بل اكتفى فقط ببلع ريقه في صمت لتكمل تريس على ذات الوتيرة:

- و سنتحدث لاحقاً عن شجارك مع جايكوب و عقاب المديرة راشيل لكما.

ثم أغلقت الخط دون ان تترك اي مجال لرايان بقول كلمة ، مدت الهاتف لديلان ليأخذه منها و هو يحدق بها بتردد مشفقاً على شقيقه في هذه اللحظة .

- لماذا كذبت عليه؟

صوت انثوي قوي و جامد ، جعلهما يلتفتان للمرأة الجالسة على الجهة المقابلة من الاريكة ، شكلها ، حضورها و هيئتها ، جميعها كانت طاغية على الاجواء بشكل مهيب ؛ وضعت فنجان الشاي الذي كانت تحتسيه و حدقت بجمود نحو ديلان منتظرة منه الاجابة.

- لقد اخبرت رايان و سول أنني سأسافر من أجل عمل و مهم و اعود بسرعة ، اخشى من غضبهما ان علما اني تأخرت بسبب زيارتك يا امي.

كانت تريس غير مرتاحة ابداً على عكس ديلان المسترخي و المبتسم اغلب الوقت ، قررت تريس التحدث و توضيح بعض الامور أكثر:

- سيدة جيما كما تعلمين .. ان رايان و سول صغيران قد لا يجيدا التصرف في حال وقوع أمر ما فجأة ...

كانت تريس تحاول ايضاح لجيما انهما غير قادران على المكوث في فرنسا اكثر من هذا لكن جيما التي أصرت على بقائهما قالت بصرامة و فتور:

- لقد عاشا معاً في أمريكا لخمس سنوات فما الجديد في لندن؟

احتست القليل من الشاي لتستطرد بنبرة أقل حدة عن سابقتها:

- رايان واعي بما يكفي حتى يجيد التصرف بمفرده .. انه ابن جيرالد بعد كل شيء.

احس كلاهما بتوتر ، تريس و ديلان لم يكونا مرتاحين لإعادة فتح حديث من الماضي مجدداً لذلك قامً ديلان واقفاً تبعته تريس بتوتر ليقول بلهجة محترمة و أدب:

- أعتذر أمي و لكني مضطر للعودة غداً .. أعدك بأني سأزورك قريباً مجدداً.

لم تبدي جيما اي ردة فعل فقط استمرت بشرب شايها بهدوء حتى ان ديلان ظنها مستاءة منه رغم ان ذلك لم يكن ظاهراً على ملامحها حتى قالت ببرود :

- لا داعي لذلك فزيارة القادمة ستكون مني.

.
.
.
.

بعد ان أغلقت تريس الخط في وجهه ، تنهد رايان بقلة حيلة متخيلاً سيناريو طويل من الاسئلة و النقاشات التي لن تنتهي ابداً ، مجرد التفكير بالامر بجلب له الصداع ادخل اصابعه في مقدمة شعره و بعثرها على نحو منزعج ، توقف فجأة عندما سمع بعض الضجيج من حوله ليتفت متفقداً الطلاب من حوله فوجدهم ايضاً يتسألون عن هذا.

لم يكن ليهتم ابداً حتى انه مشى قليلاً في طريق معاكس لكنه أجبر نفسه على التوقف و الاستدارة و العودة لتفقد الامر ، لسبب ما شعر ان آليس متورطة في شيء ما.

قبل ذلك بقليل ، كانت الفتاة الشقراء تركض في الاروقة بكل حيوية و شغف ابتسامتها السعيدة تكاد تمزق كلتا وجنتيها حتى ان قلبها الذي ازدادت ضرباته بسبب الركض كان يقرع على طبولاً من شددة السعادة ، حتى انها لم تتوقف عن الترديد :

- لقد عاد! .. جان عاد اخيراً.

انفاسها التي تتسابق مع ضربات قلبها كلتهما لم تهدأ حتى بعد ان توقفت أخيراً ، كانت تراه ، تراه و هو يمشي و لأنه كان يعطيها ظهره نادت عليه بصوت يكاد يصرخ من السعادة:

- جان بونير!

ظلت تهلث و تتنفس بصوت عالي و الابتسامة لم تترك وجهها قط ، التفت المعني اليها و قد بدت علامات الاستغراب جلية على ملامحه لوهلة حتى تحولت الى تفاجئ ناطقاً بغير تصديق:

- ميلي؟

ركضت حتى تنهي المسافة التي تفصلهما مرتمية في حضنه ، و قد كان واضحاً ان ذلك العناق من طرف واحد ابتعدت عنه قليلاً محدقة الى وجهه ببهجة قبل ان تستغرب من ملامحه الجامدة و متحجرة التي يرمقها بها ، نطق من بين أسنانه بسخط:

- ابتعدي عني!

كانت مصدومة! عيناها تكادان تخرجان من الصدمة ، ابتعدت عنه خطوة للوراء بحذر لتقول محاولة التماسك برباطة جأشها قدر الامكان:

- جان .. هذه انا ميلي! حبيبتك ..

رفع جان حاجب واحد بإستنكار مردداً بتسأل:

- حبيبتي؟ ..

هزت ميلي رأسها بإيجاب و قد عاد شبح ابتسامة الى شفتيها حتى قال جان ببرود و لا مبالاة:

- عذراً و لكنني لا امتلك واحدة الا اذا ...

تحولت نبرته الجامدة الى هازئة ماكرة مع ابتسامة جانبية مكملاً:

- كنتِ واحدة من الفتيات التي أتسلى بهن من وقت لآخر.

سخطت ميلي ، و قد أسود وجهها كلياً فقد كانت وقع كلماته فاجعاً ليس فقد هذا ، صوت جان الذي تعمد جعله عالياً حتى يصل الى أذان كل الطلاب في الرواق جعل جميع الاعين الشامتة و متشفة تنخر ميلي بكل قسوة .

حاولت الصمود و سيطرة على دموعها قدر المستطاع ، طأطأت رأسها و أخرجت نفساً حاراً هدأ قلبها قليلاً ، أقتربت منه أكثر و نظرت نحوه بحده لكن صوتها خرج يائساً:

- قل أنك تمزح! لأنني غير قادرة على تصديقك جان.

دلك جبينه بتعصب فرد ببرود:

- أغربي عن وجهي حالاً.

ارتجف جسدها و اخد خطوة للوراء خوفاً ، ظلت اوصالها ترتعش بينما عقلها يرفض تصديق كل كلمة تفوه بها ، استدار جان و مشى بعيداً عنها دون اي ذرة ندم او شفقة لما فعله بها ابداً لكن ميلي التي لم تكن تريد انهاء هذا قبل الاخذ بإعتبارها قالت بصوت عالي كما فعل ليهينها:

- ايها التافه الوضيع! كيف تجرأ على اهانتي و انت لست سوى معتل اجتماعي مخبول!

اضافت على وصال اكثر سخرية :

- من حسن الحظك التعيس ان فتاة بجمالي قد أعارتك انتباهها يوماً .. عليك ان تبقي هذا في عقلك الرخو عندما تدخل المصحة.

ردودها كانت قاسية جداً ، قاسية لدرجة ان كل من أستمع لها احس بشفقة تجاه جان الذي كان قد انتقل تواً الى المدرسة فصاروا يأنبون ميلي على ما قالته ، لكن ما لم يعرفه احد ان جان لم يكن بحاجة الى اي شفقة او حتى احد ليأتي و يوبخ ميلي على ما قالته لأنه و ببساطة قادر على أخذ أعتباره باي طريقة كانت لذلك صفعها بقوة حتى انقلب وجهها الى الجهة الاخرى!

من بين كل الاشياء المجنونة التي حصلت في هذا الاسبوع هذا كان أكثرهم جنوناً على الاطلاق! فتى قام بصفع فتاة في الرواق و أمام حشد غفير من التلاميذ! يمكن نعته بالمتوحش او الغبي او حتى العدواني لكن جان لم يكن يبالي ابداً ليس لأنه قادر على التمييز بين الخطأ و الصواب .

انهمرت دموع ميلي التي ابت ان تُحبس حتى ان شهقاتها علت دون المحاولة لكتمانها ابداً ، رايان الذي رأى ما حدث من بعيد ظل يحدق جان واثق بأنه لم يسبق له و ان رأه هنا في المدرسة ابداً ، ليس لأن شخصية عدوانية مثله قادرة على البقاء في ظل ابداً ، انحنى جان حتى يكون قادراً على الهمس في اذن ميلي بنبرة قاتلة:

- ما حصل بيننا انتهى و تذكري انك انتِ من رمى نفسه علي.

ذهب جان تاركاً ميلي منهارة خلفه تتسلل الى مسمعها كل المهمات و همسات التي تقال أمامها بكل وقاحة و قد كانت ريتشل التي تعتبر اقرب صديقاتها تضحك بخبث و شماتة .

آليس التي كانت تراقب من بعيد كانت على وشك الهديان حرفياً فقدومه كان اخر شيء توقعته قبل الفصل الدراسي القادمة استدارت بسرعة و الافكار تعصف بذهنها حتى انها لم تنتبه عندما اصطدمت بأحداً ما أمامها.

لم يكن الاصطدام قوياً فقد كانت تنوي الاعتذار لأين يكن و ذهاب بسرعة لكن ذلك ' الأين يكن ' كان رايان الذي استغرب من عجلتها و قد اوشك على سؤالها مستغرباً ، أحرجت آليس منه فقامت بإمساك رأسها و تأوه مدعية الألم بسبب اصطدامها به ، ظلت تمسك برأسها متألمة و هي تمشي حتى استطاعت الهروب منه تماماً دون اي احتكاكات اخرى.

- جميل! .. اذن هي تعلم ماذا فعلت.

تمتم رايان و هو يراقبها تبتعد واضعاً يده في جيوبه فقد كان تصرفها الطفولي دون معنى اطلاقاً ، و من جانب آليس التي كاد وجهها ينفجر من الخجل كيف لا و هي لا تستطيع النظر الى عيون رايان بعد ان التصقت عليه و نامت على كتفه حتى ان امنيات الموت و الشتائم لم تخفف عنها و لو قليلاً.

كانت و بالكاد استطاعت تخطي رايان ليظهر لها جايكوب راكضاً من الرواق الجانبي و قد كان هو الاخر على وشك الاصطدام بها لو لا انه انتبه في لحظة الاخيرة ، رفعت آليس رأسها قليلاً حتى تراه و عندما علمت من يكون امسكت برأسها بكلتا يديها و علت تأوهاتها المزيفة اكثر حتى تستطيع الفرار منه هو الاخر ، وقف جايكوب مراقباً اياها تبتعد دون ان تكف عن التألم فقال بإستنكار و تعجب:

- ما بالها؟ انا لم ألمسها حتى!

اختبأت آليس بجانب الخزائن و هل تندب حظها الذي تخلى عنها اليوم و تركها وحدها ، ظلت تراجع كل ثانية من هذا الصباح وصولاً الى الان ، صفعت نفسها لانها لا تمتلك الوقت لتضييع فتوجهت مباشرة نحو نادي الفنون حتى يبدأ عملها الجدي.

.
.
.

كانت تتجول و عيناها تتفحصان كل الوجوه من حولها بعناية ، بدا من الواضح انها تبحث عن شخص ما لكنها ايضاً لم تكن واثقة من ايجاده لانها لا تعرف شكله! اعتقدت انها قادرة على التعرف عليه فقط بتشبيه لكنها كانت مخطئة فليس كل الاخوة متشابهون!

سمعت صوت لنغمات بيانو كانت مبعثرة و تائهة غير متطابقة مع اللحن المطلوب ابداً ، اختلست النظر الى حجرة مجاورة فنادي الفنون مكان شاسع و كبير حقاً! رأت فتاة صغيرة بدت كزهرة وردية اللون وسط سواد ذلك البيانو ، ضربت الفتاة على على المفاتيح بغضب عندما لم تفلح بعزف اللحن المنشود و دفنت وجهها فوق المفاتيح و بين ذراعيها.

لم تستطع آليس تجاهل خاصة انها علمت المقطوعة التي حاولت الفتاة الصغيرة بإستماتة لعزفها ، بتهوفن سوناتا ضوء القمر! كانت تلك من أغرب المصادفات التي مرت بها آليس طيلة حياتها ، اقتربت من الطفلة الصغيرة مع بسمة صغيرة فوضعت يدها مرتبة على ظهرها ما جعل الفتاة ترفع رأسها لترى بعيونها الكرستالية الدامعة من تكون.

- لماذا تبكين؟

دق قلب آليس لوهلة و قد أحست بشعور غريب يعتريها لم تتعرف عليه ابداً! فوجه هذه الصغيرة كان اكثر شيء مألوف لديها لكنها كانت عاجزة عن معرفة اي رأته ، مع ذلك سألت بكل هدوء و حنية حتى لا تثير حفيظة الصغيرة التي عبست و حولت بصرها الى الارض قائلة بإستياء:

- انا عاجزة عن إتقان الحركة الاولى من هذه المقطوعة.

واستها آليس و هي تمسح دموعها برقة:

- هذا ليس سبباً كافياً لتبكي من أجله.

بررت الصغيرة مطأطأت رأسها لأسفل:

- أردت ان أفاجئ أخي و زوجته بعزف هذه المقطوعة حينما يعودون من السفر.

اتسعت ابتسامة آليس فإستقامت واقفة لتجلس على الكرسي بجانب الفتاة واضعة أصابعها على مفتاح البيانو طالبة:

- هل تسمحين لي؟

هزت الصغيرة رأسها بالموافقة و هي ماتزال مستغربة مما تقوم به آليس حتى ضغطت أناملها على المفاتيح بكل هدوء و إسترخاء ، انه ذات اللحن! اللحن الذي عجزت الفتاة عن إتقانه تعزفه آليس دون اي مشقة او حتى صعوبة ، بعكسها كانت تعزف مغمضة العينين بينما أصابعها تتنقل بكل روية دون الحاجة الى النظر الى مواقعها ابداً بدت عالمة اين تحط دون ارشاد!

لم تكن المقطوعة صعبة او حتى معقدة بل كانت سلسلة و هادئة لكن الفتاة فغرت فاهها بذهول لانها كانت غير متمكنة و هي الان ترى آليس في ذروة التحكم ، ثلاث دقائق كانت كافية من أجل الصغيرة ، نظرت الى الفتاة عندما انتهت من العزف لترى انها تحدق بها بدهشة لم تمانع اخفائها ابداً لتثير الضحك لديها .

- ما رأيك؟ انها سهلة اليس كذلك؟

توردت خدود الفتاة و شعرت بخجل من نفسها فقالت بنبرة تشوبها بعض الحزن:

- لهذا انا اشعر بإحباط لعدم اتقاني لها مهما حاولت.

ارتبكت آليس و شعرت بسوء فليس هذا ما كانت تريد زرعه فيها فقد ارادت اخبارها ان المقطوعة سهلة و ستستطيع اتقانها قريبا لكن بدل ذلك قامت بإحباطها أكثر ، برقت فكرة في رأسها لترسم ابتسامة كبيرة على شفتيها قائلة ببهجة:

- تستطعين عزف أغنية ألمعي يا نجمتي الصغيرة صحيح؟

عقدت الصغيرة حاجبيها فقالت على وصال مستنكر جاف:

- هل تسخرين مني؟ حتى الطفل في المهد يستطيع عزفها.

ابتسمت آليس ببلاهة و هي تسمع الى الاهانة التي يتفوه بها هذا الفم الصغيرة ، " أطفال هذا الجيل لا يعرفون شيء يسمى البراءة ابداً" تمتمت تحت أنفاسها و هي تراقبها تعزف ذلك اللحن الطفولي و البسيط فلم يستغرق اكثر من ثلاثين ثانية حتى انتهت لترسل اليها نظرة متبجحة.

ابتسمت آليس لها ثم عاودت عزف تلك الاغنية لكن مع الاغنية نفسها ، يدها تضغط على المفاتيح و صوتها كان ينشد تلك الكلمات التي حفظت بكل عقل و قلب طفولي صغير ، كانت فقط تريد ان تريها ان العزف سهل اذ ما اقترن بأغنية لكن تلك الطفلة أدركت ما هو أبعد من ذلك و هي تحدق بها بأعين مصدومة.

انتهت آليس من غناء و قالت قبل ان تنظر الى صغيرة حتى:

- أرأيتي؟ لقد اصبحت المقطوعة أسهل بكثير عندما ...

توقفت عندما نظرت نحو الصغيرة التي تحت تأثير التفاجئ بشكل مفرط ، احست آليس بالقلق تجاه نظراتها تلك فعقدت حاجبيها و سألت :

- لماذا تحدقين بي هكذا؟

- لا أصدق! ... هذا الصوت .. انت سندريلا الغناء!

صرخت في أخر جملة لينفجر عقل آليس معها ، كان يجدر بها ان تصدم و تقلق لكنها سكنت و كأن روحها قد غادرتها فجأة ؛ بينما كانت غير متصلة بالواقع ظلت الفتاة تسألها بشكل غير مترابط دون توقف حتى استعادت آليس وعيها تدرجياً لتدرك اي نوع من المصائب قد وقعت فيها

ادركت مقدار خطأها لإستخفاف بهذه الطفلة ، لا مجال لإنكار او الكذب فردة فعلها فضحتها و اثبت صحة كلامها ، و ضعت يدها على فم الفتاة حتى توقف سيل الاسئلة تلك و اقتربت منها و هي تضع سبابتها امام شفتيها كعلامة كتمان قائلة:

- ان هذا سري الصغير فهل أستطيع إتمانك عليه؟

هزت الصغيرة رأسها بحماس و ما ان ابعدت آليس يدها عن فمها كادت تشرع في الأسئلة مجدداً حتى رأت آليس تستمر بوضع سببابتها امام شفتيها و هي تحثها على الصمت ، استجابت الفتاة لذلك ما جعل الراحة تنمو قليلاً في صدرها قبل ان تلمع فكرة ما في رأسها لتحمد الاله ان الوضع اصبح لصالحها الان.

- ما اسمك؟

سألت آليس بلطف و تودد لترد الطفلة بحماس و البسمة تكاد تمزق وجنتيها:

- سول .. سول روتشايلد.

هي فقط اخبرتها بإسمها لكن آليس بدت كمن قام احداً ما بسكب دلو مياه بارد على رأسها ، " لماذا تستمر هذه العائلة بظهور أمامي! كم يمتلكون ابناً بحق خالق الجحيم " سخطت آليس و تمتمت داخلها فيبدو ان هذا اليوم لن يمر بسهولة ابداً! رأت ملامح سول التي تغيرت فصارت مستغربة لثانية من صدمة آليس لكنها تحولت فجأة الى مرتعبة و خائفة.

احست آليس بذنب و الاستياء من نفسها بسبب ردة فعلها لكنها ايضاً لم تفهم سبب ذعر سول فبدل من ان تكون خائفة من افصاح عن نفسها كان يجب ان تكون متفاخرة و مغترة! او هذا ما ظنته ، تحدثت آليس بلطف لتخفف من قلق الصغيرة قائلة:

- ان إسمك جميل حقاً .. سول هل يمكنني طلب شيء منك؟

تغيرت ملامح سول و قد بدت حائرة قليلاً لكنها أومأت بإيجاب لتستطرد آليس في طلبها:

- لا يمكنني المجيء دائماً الى نادي الفنون مع أني أنضممت اليه تواً .. فهل يمكنك البحث عن شخص ما من أجلي؟

نظرت سول نحو الفراغ لثانية مفكرة قبل ان ترد ببهجة:

- انا أعرف الجميع هنا تقريباً! أستطيع مساعدك.

ابتسمت آليس بتشدق لأنها و أخيراً سار شيء ما لصالحها هذا اليوم ، اقتربت منها اكثر كمن سيخبر بسر خطير فقالت بخفوت حتى لا يسمعها أحد:

- أريدك ان تبحثي لي شخص يدعى ديفيد بونير .. انه طالب في الاعدادية و عازف بيانو مذهل اظن أنك تعرفينه صحيح؟

هزت سول رأسها لكنها لم تمنع حيرتها من الظهور فسألت بفضول:

- هل تربطكما علاقة ما؟

كان السؤال جريء نوعاً ما لدرجة جعلت آليس تتفاجئ و تعيد تفحص سول فلا يجب ان يتوفه هذا الفم الصغير بهذا الكلام ابداً! حمحمت آليس و نطقت منكرة:

- لا تربطنا اي علاقة .. انه يمتلك شيء ليس ملكه و أريد استرجاعه.

ابتسمت سول بعفوية و قفزت من فوق المقعد قائلة بحماس:

- اذا كان الامر كذلك سأساعدك.

اعجبت بحيويتها و عفويتها التي جعلتها تبدو ظريفة للغاية ، قامت آليس لتجلس القرفصاء امام سول حتى تصل الى مستواها و هي ترفع إصبعها الصغير من دون الباقي لتقول بحذر:

- لكن عليكِ اولاً قطع عهد معي بأنك لن تخبري احد عني حسناً؟

حدقت سول بإصبع آليس بإستنكار لتقول بسخرية:

- و لكن هذا طفولي!

بدا و كأن سهماً قد أخترقها فهذه ثاني اهانة تسمعها منها في دقائق بعد ان ظنت انها ستخدعها بهذه الخدعة الطفولية و رخيصة ، " حقاً أطفال هذا الجيل لا يعرفون البراءة!".

- فقط عديني!

اصرت آليس على قطع الوعد فلم يكن امام سول سوى شبك اصبعها الصغيرة مع خاصتها و هي تقول بثقة و حزم:

- أعدك.

.
.
.
.

تنقلت بين أرفف الكتب و هي تقعد أصابعها متمتمة بأماني و دعاء بألا تراه هنا ، اقتربت من مكانها المعتاد قسم الفلسفة الاجنبية فإستشعرت حركة ما بين الارفف ، إختبئت خلف المكتب الضخم و قلبها يدق بسرعة بسبب التوتر .

إسترقت النظر بشكل خاطف لتراه يبحث بين الكتب بملل ، طول فاره و شعر أشقر يصل لمؤخرة رقبته ، عيون غامقة و بشرة شاحبة استطاعت من خلالها التعرف عليه فسارعت بإختباء من جديد .

ظلت آليس تراجع نفسها مراراً و تكراراً في نية مقابلته ، لم تشعر بأي أحد بقربها لكن همسه كان قريب من اذنها قائلاً:

- الى متى تنوين الاختباء؟

صرخت آليس بفزع و ابتعدت عنه ممسكة بصدرها فقالت بصوت مرتعش متهكم:

- اللعنة عليك جان! ما كان عليك إخافتي هكذا .

اقترب منها و قد بسط يده امامها في طلب قائلاً ببرود:

- هل أحضرتها؟

هزت آليس رأسها بنفي ثم دفعته برفق حتى يختبأ بين الارفف حتى لا يراهما أحد لتقول بإنزعاج:

- لقد بدأت اليوم فقط بالبحث و لكنك ظهرت أمامي فجأة كالعفريت!

تنهد جان بضيق ليسأل بعدم صبر:

- كم سيستغرق منك الامر؟ على اي حال انا لن ابقى طويلاً ثلاثة ايام كحد أقصى.

شعرت آليس بضيق و توتر لكنها تنهدت مخرجة كل ذلك لترد بحزم:

- لا تقلق لن يطول الامر ...

تردد كلمات ميلي في رأسها فجأة لسبب شعرت بالفضول لتهم بسؤال دون تردد:

- هل ما قالته ميلي صحيح؟ اعني انت لا تخصع لأي نوع من العلاجات .. اليس كذلك؟

استند جان على المكتب من خلفه و قد سرح قليلاً بتفكير قبل ان يقول موضحاً:

- ان ميلي غبية .. فهي لا تعلم حتى ما معنى كلمة ' معتل اجتماعي ' انها تظنه مرض نفسي او ما شابه .. ما تزال ذات الحمقاء الساذجة لم تتغير قط .

هزت آليس رأسها بتفهم و قد اعجبت بجزء السب و شتم ذلك و لكنها تدرك ما معنى معتل اجتماعي لم تعلق انما تركت جان يفسر من تلقاء نفسه:

- يقولون اني عدواني و حقير و لا اميز بين الخطأ و الصواب لكنني لا آبه لكل هذا الهراء اطلاقاً.

كانت اجابته المخيفة مريحة لآليس التي كانت تعتقد انها تورطت مع الشخص الخطأ الا انها ايضاً لا يمكنها الائتمان بجانبه ابداً خاصة بعدما رأت ما فعله بميلي ، بتأكيد لم تخشى ان يقوم بمد يده عليها لكنها ايضاً لا تستطيع الوثوق به .

مر جان بجانبها راغباً في الرحيل لكنه قبل ان يفعل القى على مسامعها تحذيره بنبرة تقشعر لها الابدان:

- عليك الالتزام بشرط .. لا تقحميني في لعبتك مهما حدث!

ابتسمت آليس بخبث فلم ترد او حتى تومئ له فقط اكتفت بصمت كإجابة.

***********************************************

مرحبا مرشميلوووو💖

كيفكم انشاء الله بخير

- اوك خدو نفس عميييق لان الثرثرة اليوم طويلة!-

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

بضبطت كنت ناوية انزل البارت بأمس بس لاسف النت فصل💔

تعرفو يعني كنت ناوية اعملكم خظة و ارعبكم شوية بس احلامي تدمرت

قبل كل شيء حنتكلم عن الفصل

طبعاً كلكم حتقولو انكم تعبتو من الغموض و اللغاز 😂😂 بس لا تخافو الفصل الجاي رح يوضح كل شيء تقريباً

اولهم جان ده الي طلع فجأة بدون مقدمات
و علاقته المريبة مع آليس

و الكثير الكثييييييرررررر

الفصل الجاي حيكون على شخصية مش متوقعة

تفتكرو مين؟

كماااان الشخصية الثانية الي ظهرت جيما🔥🔥🔥

طبعاً عرفتوها ام ديلان و رايان

شن هو انطباعكم عنها؟

انا عن نفسي مش قادرة استنى الفصول الجاية ظهورها حيكوون ناااااار و شرااااااار🔥🔥🔥💜

اني وير

حابة اشكركم بجد على تعليقاتكم العسل في البارت السابق😍😍 انا كنت خايفة منه بصراحة لاني توقعت ان بعضكم حيعتربه مبالغة او مجرد حشو اي كلام خلاص فكنت مترردة منه مع اني كتبتبه بحماس بسبب أحداثه الكوميدية

شكرا جزيلا لييكم يا مارشميلووووو😭😭💖💖

بنسبة لجزئية جيرمي فوق انا مكنتش ناوية اكتب اي شيء عنه في هذا البارت لحد ما شفت ان اغلبكم كان متشوق شو رح يصير فيه بعدما يمسكه جايكوب😂😂😂

فقررت ارتجل و اكتب هذه الجزئية

كمان في شيء مكنتش متوقعاه ابدا


المارشملو و كتكوتة ميراي عملت ميم ساخر على الفصل السابق مووووتني ضحك😂😂😂😂😂

جيرمي يا قاهرهم😏💖

هي كمان عملت ميم ثاني رح نزله في البارت الجاي و كل ما حد يعمل ميم رح تنزله في نهاية كل بارت مع اني افضل انزله ع صفحة الانستا تبعي

الي حابب يتواصل معي حسابي ع الانستا kiki_2o2

طبعا صورتي الدببة الثلاثة😂😂💖

لناس الي تشتكي من تخيل السخصيات ع طول بقولولي لو عملت آليس شقرا و عيون زرقاء و كمان رايان اشقر او اي كلام

يا حبيبي انت وياها تخيل مثل ما بدك حتى لو تخيلتها قصيرة بعيون حمرا و شعر أخضر براحتك هو خيالك و انت حر فيه انا بس انقلكم صورة الشخصيات كيف ما انا تخيلتهم


الكتكوتة هذي تخيلتها ميكو مرة وحدة😂💖💖💖

بس بتشبه آليس ع العموم

انا حاليا اشتغل على رسمة ليها اول ما اكملها رح نزلها ع حسابي ع الانستا و في كتابي كهف كيكي كمان

و قبل لا أختم هالثرثرة عندي خبر سار لقراء رواية بإنتظار الربيع

اخيرا بعد طول غياب قررت اكمل الفصل الي مدحوش عندي في المسودة من ستة اشهر و اكمل كتابته بس المشكلة هي

ان لما دخلت و قرأت احداثه ما فهمت شيء🌚💔
كنت اقرأ و مصدومة هو انا كتبت هذا؟

الفصل فيه حكاية ام السا و ريتا و كيف تزوجت ابوهم الملعون جون

الحكاية كان فيها ايرل و دوق و عائلات و خزبعلاااات كثيرة ما فهمت منها شيء

سو محتاجة شوية وقت لحتى اعيد قراءة الرواية و اجمع افكاري و اكمل الفصل لان ولله عم يطاردني حتى في الاحلام

هذا كل شيء

شكرا لك شخص وصل لهنا

الان فيك ترمي الفون و تروح تشرب كأس ماء مصقع

دمتم في امان الله و حفظه

Continue Reading

You'll Also Like

1.2K 55 1
تم خطف الحفيد الأول للعائلة وتجار رقيق خطرين يدعون أنفسهم بالكوبرا الذهبية متورطين بهذا، ليلي أصغر أبناء عائلة يوهان تقرر الذهاب في رحلة انتحارية للإ...
1M 10.3K 5
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
5.8M 166K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
475K 36.3K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...