Lady Casanova.

By Tullipxx

75.2K 6.7K 6K

ما أجمَل مِن أن تَعشق شخصًا إلى حَدِ المَـوتِ؟ ▪كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪السَيدة كازانوڤا [ رِوايَـة - لِويس تَ... More

السَيدة كازانوڤا.
الأوَل|سَيدة القَطيع
الثانِي|لَيلة في مَهبِ الرَيحِ
الثالِث|في عَصرِ الأزماتِ
الرابِع|رَبيع إيلڤان
الخامِس|خارِج عَن المألوفِ
السابِع|تُحفة فنِية غاضِبة
الثامِن|سِحر حُورِيات البَرِ
التاسِع|زِفافٌ ريفِيٌ
العاشِر|سِياسة الحُبِ
الحادِي عَشر|حُمى مُصيبة للقُلوبِ
الثانِي عَشر|سَليلة بالَوم
الثالِث عَشر|الوَجه الآخر للعُملةِ
الرابِع عَشر|الخَيط الرَفيع
الخامِس عَشر|مَع الدَقةِ العاشِرة
السادِس عَشر|حالَة زواج
السابِع عَشر|حيلَة آفروديتِي
الثامِن عَشر|القِط والفأر
التاسِع عَشر|امرأة العَصر
العِشرون|موعِد على العَشاءِ
الواحِد والعِشرون|أعادَة إحِياء الماضِي
الثانِي والعِشرون|أسرَى حَرب الذَكرياتِ
الثالِث والعِشرون|جِدال بَين شظايا مُجتمع
الرابِع والعِشرون|الأُم العَقيم
الخامِس والعِشرون|الحَياة دائِرة مُغلقة
السادِس والعِشرون|سِر الوَشاحِ الأزرَق
السابِع والعِشرون|رَومِيو وچولِيَت
الثامِن والعِشرون|قَبل غُروبِ الشَمسِ
التاسِع والعِشرون|الشُموع السَوداء
الثلاثون|بَين الحُبِ وغَريزةِ التملُكِ
الواحِد والثلاثون|الرجُل الآخر
الثانِي والثلاثون|حَواء الضِلع الأعوَج
الثالِث والثلاثون|مِكيالا العَدل والرجُل
الرابِع والثلاثون|عَرين لِوجورَيا
الخامِس والثلاثون|قلبُ قدِيس وحَياة آثِم
السادِس والثلاثون|غُربال وغِربان
السابِع والثلاثون|آخِر عَربة بقَطارِ الأوهامِ
الثامِن والثلاثون|أُمسِية على قَدمٍ وساق
التاسِع والثلاثون|عِرق ليلِيث
الأربَعون|حَلوى أم خُدعة؟
الواحِد والأربَعون|أُمنِية مَع وقفِ التَنفيذِ
الثانِي والأربَعون|حَفل على شَرفِ بِروتوس
الثالِث والأربَعون|قَوس وسَهم
الرابِع والأربَعون|تَرنيمة مِزمار المَوتِ
الخامِس والأربَعون|فَن العَودةِ للواقَعِ
السادِس والأربَعون|نَعيم مُزيف
السابِع والأربَعون|جُنون أرستُقراطِي
الثامِن والأربَعون|بوصلَة ومِرساة
التاسِع والأربَعون|ساعَة رَملِية مَكسورة
الخَمسون|الكَأس الأخَير
نِهاية السَيدة كازانوڤا.

السادِس|لِقاء مَع حَبة كَرز

1.7K 167 60
By Tullipxx

لَم يكُن مِن السَهلِ علَيه أن يَحسِم قَراره بكونِه مُخطِئًا. رَفع لِوي سدَيري قميصِه الأسوَد بخامتِه الناعِمة إلى جذعِه رَيثما يُطالِع وَجهه المُسترخِي بالمَرآةِ التي عَكست شَمس الصَباحِ على زَرقاوِيه الناعِسَتين.

لقَد كانَ مفاجِئًا لَه أن تحظَ مناقَشة الأمسِ بإهتمامِه الَذي ردَعه مِن الحُصولِ على لَيلٍ خالٍ من ساعاتِ تَفكيرٍ عَميقٍ وَصل بِه إلى ذاتِ النُقطةِ مَهما إختلَف الطَريق، لقَد كانَ متسرِعًا بالحُكمِ على السَيدة سيڤين بالَوم.

نَزل دَرج البَيتِ بكَسلٍ سَعى لجَرفِه بعيدًا مُتتبِعًا صَوت غِناء ألبِرت مِن المَطبخِ حيثُ وقَف الأخيرُ يحتسِي كَوب عَصيرٍ كَرزيٍ إنتَشرت رائِحَته القوِية بالمَكانِ الدافِئ.

"صَباح الخَيرِ."جَذب لِوي إنتباهَه بنَبرتِه البَحوحةِ ليَبتسِم لَه خالُه دافِعًا بإحدَى فطائِره المُحلاة نَحوه بإشراقٍ. "صَباح الخَيرِ. لقَد حضَرت لكَ فَطيرة التُفاحِ الَتي تُحِبها!"

"لَا. لستُ جائِعًا."أبعَد لِوي الطَعام بشَهيةٍ مَسدودةٍ، ومدلِكًا صَدغه الَذي نبَض عن نومٍ شَحيحٍ ولَيلةٍ مُقلقةٍ. "أنا سَوف أغِيب لبَعضِ الوَقتِ."

قطَب ألبِرت جبينَه بحَيرةٍ وهو يُشاهِده يتَوجه نحو بابِ المَطبخِ المُطِل على المُروجِ المُزهِرة، ليوقِفه بإستغرابٍ. "إلى أينَ ستَذهب؟"

حَك لِوي مؤخَرة عُنقِه بتَرددٍ كانَ يمِس قَراره فِي التقدُمِ أو التراجُعِ التامِ، قَبل أن يُحرِر نفسًا عميقًا ويَلتفِت إلى ألبِرت مُصرِحًا. "إلى السَيدةِ سيڤين بالَوم. بالأمسِ وَقع خِلافًا بَيننا، وكنتُ لئيمًا في الكَلامِ مَعها قليلًا."

لَم يكُن غريبًا له رَؤية إبتسامَة ألبِرت الواسِعة وهو يَحِثه على الإسراعِ بلَهفةٍ وكأنَما يَخشى تَغيير رأيَه باللَحظةِ التالِية. كانَ نسيمُ الصَباحِ ونيسًا لَه عبر التَلةِ حيثُ تهافَت حَوله رَحيق الفُلِ مختلِطًا بالياسمَينِ في عبيرٍ زَكيٍ خَدره.

كانَ البُستانُ الأحمَرِ بثَمراتِ الفَراولةِ فِي مَرمى قَريبٍ مِنه حيثُ توَقف ناظِرًا إلى المَرأة الَتي جلَست على مَقعدٍ بالمُنتصفِ أمامَ لوحتِها الَتي طلَتها بألوانٍ داكَنةٍ كئيبةٍ؛حَيرته.

فكَيف يُمكِن لشَخصٍ أن يتَوسط قِطعَة مِن فَردوسِ الطَبيعةِ يتَنفس بحَيويةٍ أن تَكون رؤيتَه سَوداوِية قاتِمة تُصيب الناظِر بالإحباطِ؟ كَيف يُمكن لامرأةٍ فاتَنةٍ مثلَها أن تكِن تِلك المَشاعِر المُضطرِبة التي منَعتها عن رؤيةِ الجَمال مِن حولِها، وجعلَتها تُصوِر ما بداخِلها مِن ظَلامٍ؟

"مرحبًا، سَيدة بالَوم."نَبس. شَبك قَبضتيه خَلفه بتهذُبٍ رامِقًا ظَهرها المولِي إلَيه بإقتضابٍ لم يَنكسِر مَع تحيتِه. لم تتَوقف أصابِعُها عَن التَمسيدِ بالفُرشةِ السَوداءِ على اللَوحةِ الحَزينةِ والهَواء يُداعِب شَعرها الشِبه مُنسدِل على كِتفَيها موارِيًا وجهًا لم يتمكَن مِن فكِ طلاسِمه.

لَعق شِفَتيه بتَوترٍ كارهًا ذلِك الموقِف الَذي وقَع فِيه بحُريتِه، وتَحمحم بلُطفٍ. "لقَد جِئتُ لِأعتذِر عمَا بدَر مِنى من سوء مُعاملةٍ باللَيلةِ الماضِية. لم أعنِ أن أكونَ غِير مهذبًا."

لَا صَوت.
رَفع حاجِبَه بتهكُمٍ كامَنٍ شاعِرًا بالإحراجِ لعدمِ تلَقييه لكَلمةٍ واحدةٍ تحفَظ ماءَ وجهِه حَتى. كانَ بإمكانِها رَد تَحيتِه على الأقلِ.

عَض لِسانَه بإنزعاجٍ رَيثما يُتابِع يدَها تستمِر في سِريالِيتها على لوحتِها السَوداءِ وقدماه تجُراه للخَلفِ آملًا بإنقاذِ ما تَبقى مِن عزيمتِه. يالَه مِن موقفٍ سَخيفٍ تمامًا.

"حسنًا، هَذا كُل ما جِئت لقولِه."

"الدَفتر. أسفَل الشَجرةِ."
تثلَجت خطواتُه بغتةً مَع أوَلِ هَسيسٍ أصدَرته. نبرتُها كانَت ناعِمة يُطوِقها خَيط أجِش كانَ غريبًا على صوتِها، فإستَدار لَها بعدمِ فهمٍ. "ماذا؟"

لَم تَمنحه تفسيرًا ما، ليلضُم شِفَتيه تارِكًا عِبارَتها الغامِضة تَقوده إلى الشَجرةِ القَريبةِ حيثُ تترُك سَلة ثمارِ الفَراولةِ بجانِب دَفترها الَذي يُصاحِبها بكُل مكانٍ. رَفعه لِوي ببُطيءٍ ملقِيًا بنَظرةٍ إلى نصفِ وجهِها الجامِد، قُبيل أن يتطلَع إلى صَفحاتِ الدَفترِ بتأنٍ.

كانَت صَفحاتُه تضُم قِطَع شِعرَية ورُموز موسيقَية تنَقل بَينها بجَهلٍ. لم يَدرِ ما أرادَت مِنه أن يرَه بالتَحديدِ، حَتى توَقف أمامَ قِطع وَرقٍ تدَثرت بين الدَفترِ وإن لم تكُن جزءً مِنه، ليَندهِش.

لقَد كانَ رسمًا عشوائِيًا لوَجهِه بقَلمِ رُصاصٍ خَفيفٍ. وكأنَها رَسمته في لَحظةِ شُرودٍ فلَم تهتَم بإضافةِ تَفاصيلِه وإنَما دَققت في نَحتِ ملامِحه بمَهارةٍ. كانَت رَسمة سِيريالَية عَجيبة.

"هَذا أنا!"

"لَيس تمامًا."نَفت، لتتعانَق خطوطُ جبينِه سوِيًا بتعجُبٍ مراقِبًا إياهَا تترُك فُرشتها وتَلتفِت إلَيه أخيرًا، فإتطلَع إلى وجهِها المُتخشِب بنَظراتِها الزُجاجِية. "هَذا ما أراكَ أنا علَيه."

لَم يفهَم. كانَت تُدرِجه بكُل مرةٍ إلى جَرفِ حديثٍ مُبهمٍ يُظهِره كرجُلٍ أحمَقٍ سَطحيٍ، كانَت كمَن يتعَمد إظهارَ معرِفته الكَبيرة أمامَه كي تُبهِره بأن هُناك امرأة مِثلُها. جاهَد كَي لا يَجهر بعدمِ فهمِه، وأعتَمد نبرَته المُستنكِرة. "ماذا تَعنين؟"

كَسرت وجومَ وجهِها ببَسمةٍ رَفيعةٍ. نَظفت سيڤين يدَها بقَطعةٍ قُماشيةٍ وسارَت صَوب الشَجرةِ رافِعة سَلة الفَراولةِ على ذراعِها، قَبل أن تواجِهه بعيونِها الخَضراء الخاطِفة. "ما رأيُك بكَوبٍ من الشاي؟"

أُخِذ بعَرضِها المُفاجِئ لثَوانٍ قَليلةٍ، ثُـم إبتَسم هازًا رأسَه بقُبولٍ ولُطفٍ. "سَيكون ذلِك عظيمًا."

كانَت بلابِلُ الصَباح تَشدو بنَغمٍ طَربٍ وهِى تُرفرِف في السَماءِ الَتي ينَعت بحُمرةٍ وَهميةٍ توسَدتها الشَمس الزاهِية بظَلالٍ مُشرِقة أطلَت ببَهاءٍ يُعيث بالقُلوبِ عشقًا.

أسبلَت الساعَة الدَقة العاشِرَة على آذانِه الَتي إنبَسطت وهو يُمرِر عيونَه المُستكشِفة على أركانِ البَيتِ الدافِئ وقَد فاحَ بِه عَبير الياسَمينِ الذي أمسَى كعَلامةٍ مَميزةٍ لهذهِ السَيدة الجَميلة الَتي إستَحوذت على جُل إهتمامِه بخُلسةٍ مِنه.

كانَ يَجلِس في الحُجرةِ المَعيشية الصَغيرة يَنتظِر حُضورها بأقداحِ الشَاي بعدَما علَم بأنَها هُنا بمُفردِها، بلا أي خَدمٍ حَتى ليَهتموا بحُقولِها عَنها. كانَت كيانًا فريدًا لم يُقابِله مِن قَبلٍ في سَيدةٍ. فلَا امرأة تَرضى بالعنايةِ بمَزارِعها بنفسِها، لَيس في وسطِهم الرَفيع على أيةِ حالٍ.

حينَما عادَت، تعَسر علَيه تمالُكِ إنجذابَه. طوَقها ذلِك الثَوب القُرمزِي بمَشدِه الضَيِق ونُقوشِه الرَفيعة حَول نُهديّها. شعرُها كانَ شِبه مربوطًا خَلف رأسِها ولكِن لَيس للحَدِ الَذي جعلَه يتملَى بحُريةٍ فِي عيونِها الخَضراء الرَحيبة عَبر خيوطِه الشَقراءِ الهاوِية.

كانَت جَميلة. ولقَد كانَ جمالُها جذابًا!

تَمتم بشُكرٍ هامَسٍ وهو يَلتقِط قَدح الشاي الساخِن مِنها، بَينما تَنبطِح بدَورِها على المَقعدِ المُقابِل ببَسمةٍ واسَعةٍ وكأنَها قرأت ما دارَ بعقلِه مِن قَصيدةِ غَزلٍ خَجل مِن التَفكيرِ فيها، أو رأتَ ما لمَع في عَينيه مِن هَيامٍ بطَلتِها الساحِرة.

"إذَن.."تَحمحم، مسترِدًا تركيزَه مِن جَديدٍ. "ما الَذي عنَيتِه بالخارِج، عَن تِلك الرَسمةِ؟"

إعتَدلت سيڤين بجَلستِها. إرتِداد شُعاع الشَمسِ الباهِت على وجهِها كانَ لطيفًا مظهِرًا لبشرَتها الشاحِبة وهِى تَبتسِم نَحوه بنُعومةٍ.

"الرَسم هو وَسيلتِي في التَعبيرِ عن مشاعَري نَحو الآخرين، سَيد ليڤَرِنت. حينَما سمِعتُ عنكَ أول مَرة تخيلتُك رجلًا مهذبًا مثقفًا نبَع من عائلةٍ عَريقةٍ كعائِلتك، حَتى أنَني حاوِلتُ رَسم ملامِحك في ذَهنِي مَرة. وعندَما تقابَلنا فِعليًا لأولِ مرةٍ بالمَقابرِ، تأكَد ظَني بأنكَ رجلًا نبيلًا ولم يُغير رائِي آمرًا مِما رأيتَه مِنكَ من أسلوبٍ جافٍ، لأنَني أعلَم بأن ذلِك كان تأثير ما سمِعته عَني ومِن الصورةِ التي تصَدرت عنِي لكَ. ولكِن على عَكسِك، سَيد ليڤَرِنت، أنا آخذ الأفرادَ بأولِ أنطباعٍ عنهُم لدَي. وهَذا ما سأظَل أراه فِيكَ أيًا كان شعوركَ نحوي. رجُل نَبيل ومُهذب..وإنَما يتأثَر بسُرعةٍ بآراءِ الآخرينِ."

رَغم صراحَتِها في نَهايةِ حديثِها،هو لَم ينزعِج. كانَ يستمِع لَها وللمَرةِ الأُولى يترُك نوافِذ عَقلِه مَفتوحة، مجنِبًا مشاعِرَه التي تأسَست على كلامِ الآخرينِ ورؤَية غِير مُفسرة لم يهتَم بمعرِفة جوانِبها.

لقَد حكَم بمّا سَمع فكانَ مُستعِدًا على مُقتِها مَع أولِ فعلٍ ترتكِبه يُعارِض ما شَكل في رأسِه من أعرافٍ واهَيةٍ لمُجتمعٍ مُتشددٍ.

"هَل يُمكِنك عَدم التَحديق بِي بهَذا الشَكلِ، رجاءً؟"

إنتَبه مِن وَسطِ أفكارِه المُتخبِطة على بَسمتِها الَتي ينَعت بإحراجٍ جعلَه يرمُش مغمغِمًا بآسفٍ لم يَردع شِفَتيه مِن الإبتسامِ بدَورِها. لقَد كانَت غَريبة على نَحوٍ جَيدٍ.

شَعر كالأحمَقِ وهو لا يَجِد كلِماتًا تُوازِي ما قالَته بحقِه للتَوِ. لم يُمكِنه أن يكذِب ويمدَحها بمّا لم يحسِمه بَعد. ولَم يستطِع أن يجَهر بصعوبةِ تَحديد مشاعِره نَحوها بهذا الشَكلِ، فهَل هِى حقًا امرأة سَيئة كَما يَقول الجَميع،أم هِى امرأة غامِضَة تحتاجَ لِمَن يتعَمق بعالمِها الخاصَ وحَسب؟

لَم يَدرِ.

"لَديكِ بيتًا جميلًا."كانَ كُل ما تمَكن مِن إنتزاعِه مِن حلقِه، ليلعَن عَفويته الَتي تُصوِره كالمُغفلِ. هو لَم يكُن ابدًا مِن النوعِ المُرتبِك أو الخَجول،بَل كانَ واثِقًا يعلَم دومًا ما يَقول. ولكِنه بهذهِ اللَحظةِ..كانَ شارِد الذَهنِ.

"شكرًا لكَ."إبتَسمت، فلَم يفعَل سِوى إخفاءَ وجهَه بقَدحِ شايّه الَذي أمسَى دافِئًا. في كُل مرةٍ يجمعهُما موقٍفٌ ما يَتحول ليَكون الأكثَر توترًا على الإطلاقِ، ليَكون دَوره هذهِ المَرة بألّا يترُكها تأخُذ عنه إنطباعًا غِير مَرغوب.

نشَله دَق بابِ البَيتِ من بُحيرةِ إحراجِه؛ليترُك الكَوب جانِبًا مستقيمًا على قَدميه وهو يُتابِعها تُجيب الطارِق الَذي لم يكُن إلا رَشدان الَذي إنحَنى لَها بتَحيةٍ. "يومٌ سعيدٌ، سيدَة بالَوم. لقَد أرسَلنِي السَيد ويلسَون لإستدعاءِ السَيد ليڤَرِنت على الفَورِ."

"هَل هُناك خَطب؟"إندَفع لِوي متسائِلًا بقَلقٍ، فعلَّت بَسمة رَشدان المُطمئِنة وهَز رأسَه نافِيًا. "لا تقلَق، سَيد ليڤَرِنت. إنَه يُريدك أن تجمَع مَعه ما نَضج مِن الكَرزِ عن الأشجارِ."

تَنفس لِوي بإرتياحٍ وأومأ بفَهمٍ كإشارَةٍ للبُستانِي ليَنصرِف. تسَيد الصَمت لعَدةِ لحظاتٍ لم يثقُبها إلا طَنينِ أفكارِه المُتخبِطة قَبل أن يزفَر ناظِرًا إلى وجهِها المُنشرِح مباشرةً. "لقَد كانَت فُرصة سَعيدة للحَديثِ مَعكِ، سَيدة بالَوم. فِعلًا سَعيدة."

"نَفس الشُعور، سَيد ليڤَرِنت."
إبتَسم. رَغم بِداية الموقِف ببَدايةٍ لم تُعجِبه إلا أن ذلِك اللِقاء القَصير كانَ مريحًا أهدأ عَصف عقلِه. سارَ بطولِ التَلةِ عاليًا نَحو مَزرعةِ الكَرزِ الناضِجة ذاتَ البَتلات الوَردِية برَحيقِها المُتهاوِي بنُعومةٍ ماثلَت شَبح ابتسامتِه الذي رافَق شِفَتيه بِلا وَعيٍ.

"إستَغرقت وقتًا طويلًا."قابلَه ألبِرت ببَسمةٍ جانَبيةٍ وهو يرُص عناقَيد الكَرزِ اليانَعة فِي السَلةِ بعنايةٍ. "خِلتُك ستَعود مِن مُنتصفِ الطَريقِ."

"لم يكُن الآمر بهَذا السَوء."صَرح لِوي، هازًا كِتفَيه بخَفةٍ بَينما يَلتقِط أحَد المَقصاتِ الرَفيعة ويَعتلِي السُلم الخَشبِي الصَغير نَحو شَجرةٍ ناضَجةٍ بحُمرةٍ نَقيةٍ. "إنَها لَطيفة."

عجبًا. كَم بَدى قول ذلِك التَصريحِ قَبل ليلةٍ واحدةٍ مضحِكًا تمامًا.

"هَل سمِعتَ هَذا يا رَشدان؟ يَقول بأنَها لَطيفة!"ضَحك ألبِرت نَحو بُستانِه البَعيدِ قَبل أن يرمُق لِوي مِن خلفِ فَرعِ الشَجرةِ المُبرعِم بنَظرةٍ واثَقةٍ وبَسمةٍ رَفيعةٍ. "أخبرتُك بأنَك إذ عَرفتـها؛ ستُـحِبها."

"لقد قلتُ بأنَها لَطيفة وحَسب، ألبِرت."
هَز ألبِرت كِتفَيه بإصرارٍ على قولِه أمام تهكُمِ أبـن شَقيقتِه المُهوِن، ليَتنهد لِوي مستسلِمًا لتعنُتِ الأوَل بإقرارِه غِير محاوِلًا حَتى شَرح حَقيقة مشاعِره نَحو السَيدة الشَقراء الغامِضة.

فهو نَفسه لَم يعلَم ماهِية هذهِ المَشاعِر.

لقَد كانَ من الغَريبِ علَيه التَفكير بِها على نحوٍ مُختلفٍ. مَحو كُل مشاعِره السَلبية وتَكوين قرارَه بنفسِه وفقًا لرؤيتِه هو ولَيس رؤَية الآخرينِ. على الرَغمِ بأنَه لايزَل مزدرِيًا مِما رأه مِنها من فعلٍ مُشينٍ لم يستطِع أن ينسَه ليلة ذلك الحَفلِ.

كانَ مندسًا بَين فُروعِ أشجارِ الكَرزِ مستمتِعًا بمُداعبةِ ورودِها ليَديه ووَجنتيه بكُل نعومةٍ إستَرخى لَها بوَلعٍ. كانَ مِن عاداتِه القَديمة الَتي تشارَكها مع خالِه هو حَصد ثِمار الكَرز حينَ نُضجِها، ولَطالما واجَه شِجارًا مع جدتِه بأن ذلِك يُقلِل من مظهرِه كرجُلٍ نبيلٍ سيَغدوه.

ولكِنه لم يكُن يراهَا بهذا المَنظورِ.
كانَ يعلَم بأنَها كانَت تُحاوِل تَربيته كوالِده وأن يَكون رجلًا مهذبًا رفيعًا عَكس رؤيتِها لخالِه الَذي تطرَف وتمَرد على عائِلته وتقاليدِها، وإنما علَّه كانَ يملِك جذرًا متمرِدًا خجولًا بداخِله يُحب الخُروج عن القواعدِ لهُنيهةٍ من الوَقتِ.

"أهـلًا بَـكِ، سَيدتِي!"
چُذِب من عَميقِ شُرودِه عَلى تحيةِ خالِه البَهيجةِ ليُطِل برأسِه عَبر الفُروعِ كَي يراه يَستقبِل سيڤين بالَوم بمُنتصفِ الحَقلِ ببَسمةٍ واسَعةٍ.

كانَت لاتزَل تتأنَق بثَوبِها الأحمَر القُرمزِي الَذي أبرَزها كحَبةِ كَرزٍ يانَعة الجَمالِ بَين الأشجارِ، رَبطت شعرِها بلُطفٍ خَلف رأسِها بوشاحِها الأزرَق الَذي لايزَل يشعُر بملمسِه الناعِم تمامًا بين آنامِله، ويستنشِق عبيرَ الياسمينِ الذي علَق بآنفِه منذ هذه اللَحظةِ.

كانَت تتحلَى بإطلالةٍ فَريدةٍ تُعاوِنها على خَطفِ الأنظارِ مَهما كانَت ماهِية المَكان الَذي تدخُله. كانَ لدَيها تِلك الهالَة المُبهمة الَتي تسرِق لَها إنتباهَ الجَميعِ كَي يضيعون فِي لَوحةِ جمالِها الَذي يستشعِر إستِثناءَه ثانِية تَلو الأُخرى.

أعادَ نفسَه بَين الفُروعِ متابِعًا قَص العَناقيدِ بذَهنٍ ساهَمٍ وآذانٍ رمَت بحالِها إلى عُقرِ أصواتِهما الَتي كانَت تقترِب مِن مُحيطِه برَويةٍ جاهَد ألا تُشتِته عَن عملِه. هو لَم يعلَم ما يُصيبِه بكُل مرةٍ تُصبِح بالجَوارِ، وكأنَه لم يتعامَل مع امرأةٍ ما مِن قَبلٍ.

"لَم يُجدر بَكِ إرهاقَ نفسَكِ بالمَجِئ، سيڤين."أقَر ألبِرت بهَونٍ قابلَته الشَقراء بهَزةِ رأسٍ بَسيطةٍ بَينما تَبتسِم بَسمة عَليلة لمَحها لِوي مِن بَين ورودِ الكَرزِ المُتشابِكة. "يُسعِدني دومًا مَد يَد العَون لكَ للإعتناءِ بالمَكانِ، ألبِرت."

إستطاعَ رؤَية صدرَها يَعلو ساجِنًا نفسًا طويلًا تغلَغل بِه رَحيق الكَرزِ المُهيمنِ مَع الهواءِ الصافِي بعُمقٍ شَديدٍ، وأستَرخت. "بجانِب أن ساعَة الظَهيرة تَكون دائِمًا في غايَّةِ الجَمال هُنا."

لقَد تعلَم دومًا بأنه خِلال القِيامَ بعملٍ ما يَجب أن يَكون هو مَركزِ إهتمامِه. ففِي خلالِ سَنواتِ دراستِه تعلَم بأنَه لإنجازِ مُهمةٍ ما يجِب أن يَكون دقيقًا ويتجَنب التشتُتِ.

ورُبما لَو كانَ منتبِهًا لنفسِه للَحظةٍ لمَ تأوَه بآلمٍ ومِقَصه يعُض إصبَعه ببَربريةٍ جَعلت قطراتَ دماءِه تُلوِث بَعض بَتلات الكَرزِ العَذراءِ بمَلمسِها الدافِئ ومذاقِها الصَدِئ.

"لِوي، هَل أنتَ بِخَير؟"تطلَع لَه ألبِرت من أقربِ بُقعةٍ لَه، ليضغَط لِوي على أسنانِه ويَجثو علَى إحدَى درجاتِ السُلمِ الصَغيرِ ممسِكًا بيَدِه مَجروحة الإصبَعِ بآلمٍ جاهَد لنَبذِه. "أجَل. لقد جرحتُ نفسِي وحَسب."

"أخبرتُك أن تَرتدِ القُفازاتِ ولَكِنك تُعانِدني وحَسب."

لَم يُجِب عِتاب خالِه وهو يَسمعه يعقِب ذَلِك بآمرِ رَشدان بإحضارِ بَعض الضَماداتِ الطَبيةِ بَينما يَرنو إلى هَذا الظِل الَذي إقتَرب جاذِبًا عنقَه إلَيه عالِيًا كَي يتقابَل مع وجهٍ إنبَسط بعُيونٍ متسائَلةٍ. "هَل الآمر خَطير؟"

نَفى لِوي بعُنقِه متجرِعًا لعابَه بتَوترٍ مسَّه مع شعورِه بيَدِها الناعِمة ذاتَ العُروق البازِغة تضُم خاصَته المَجروحة بحَذرٍ شَديدٍ مُتفقِدة مآل الدَمِ أسفَل زَرقاويه الذاعِنَتين.

"إنَه لَيس بخَطيرٍ. يَبدو بأن هُناك ما شَتت إنتباهَك."ابتَسمت نِصف بَسمةٍ مُلقِية إلَيه بنَظرةٍ سَريعةٍ، جعلَت وجهَه يرتَد بإستَحياءٍ دافِعًا بحُروفِه إلى لسانِه بأرتباكٍ دَفينٍ. "أجَل. لا أدرِ ما أصابَني..لِلتَـو.."

إختَنق كُل حَرفٍ عمَل على بناءِه بخَتامِه مَع شُعورِه بشِفَتيها تضُما إصبَعه الدامِي عنوةً مُثيرة ولعًا مضطرِبًا بأوصالِه وهو يُطالِعها بدَهشةٍ أصرَعت كلِماتَه وهُو يَقشعِر بخَدرٍ أصابَ عقلَه.

لمستُها كانَت رَقيقة تمامًا.
خَضراوَاها لانَتا بنَظرةٍ هادَئةٍ كمَن تعلَم ما الَذي تفعلَه جيدًا بحافَة لِسانها وهو يَنتقِي قَطرات الدَمِ الهاوِية بلُطفٍ شَديدٍ يَبسه كالصَنمِ مُحاوِلًا إستيعابَ الموقِف الدائِر كامِلًا.

فهَا هو كانَ كالعاجَزِ المُنتشِي يَجلِس أمامَ أكثَر النِساء رَيبة وغَرابة قابلَها في حَياتِه تُعانِق إصبَعه المَجروح بَين شِفَتيها الناعَمتينِ كحَلوى قُطنِية فاتِنة مُستحوِذة على شَتى حواسِه بلا وَعيٍ.

فهَل يُمكِن للوَضعِ أن يمسَ أكثَر غرابةً؟

"لقَد أحضرتُ الضِمادات، سَيدة بالَوم."
إفتَقد للمَلمسِ الدافِئ والرَطبِ حَول إصبَعِه مَع صوتِ رَشدان حينَما أبعَدته عَن شِفَتيها مُبقِية بيَدِه فِي قَبضتِها بَينما تُداوِي جَرحه بكُل مَهارةٍ جعلَته يتسائَل ما إذ كانَ هناك ما لا تَستطيع تِلك المرأة فِعلَه.

"ها أنتَ ذا، سَيد ليڤَرِنت."إبتَسمت عِند إنتهاءِها مُوقِظة إياه مِن مَرقدِ شرودِه العَميقِ بَين الكثيرِ من الآمورِ، ليَنتبِه شاكِرًا إياها بأخفَتِ نبرةٍ تمَكن مِن إنتزاعِها مِن بَحرِ ذهولِه.

"أعتَقِد بأنَ دَورك قَد إنتَهى اليَوم هَكذا، لِوي."أبلَغه ألبِرت ببَسمةٍ مُطلسمةٍ لم ينشغِل بتَرجمتِها وهو يَومأ ثمِلًا بكُل ما جَرى خِلال ساعاتِ يومِه الأُولى وحَسب، وبمّا آخَذ مِنه تركيزَه دون أدنَى مُقاومة حَتى.

"حاذِر من فَعلِ شيئًا قَد يؤذِي يَدك مجددًا."

"لا تقلَق علَيه، ألبِرت. السَيد ليڤَرِنت وأنا لَدينا حديثًا لم يكتمِل بَعد علَينا إنهاءِه."بُتِر جَواب لِوي بعَبارةِ سيڤين الَتي صَرحت بشَبحِ بَسمةٍ وَديعةٍ كادَت تسرِق آنفاسَه لوَهلةٍ.

"..هل تُمانِع فِي إصطِحابَي بجَولةٍ صَغيرةٍ، سَيد ليڤَرِنت؟"

كَيف يُمكِن لرجُلٍ يتحلَى بنَسبةٍ قَليلةٍ من العَقلانيةِ أن يرفُض طلبًا لامرأةٍ كهذهِ؟ لقَد كان من الصَعبِ تَحديد شعورَه وهو يجِد نفسَه يَهيم بَين سيقانِ الوَردِ المُرفرِفة ونَسيم الشِتاء المُنعِش يتراقَص خالِقًا جوًا إستِثنائيًا حولَهما.

رَغم زعمِها بعدمِ إنتهاءِ حديثِهما إلا أنَها لم تنبِث حرفًا منذُ إنفرادِهما بعيدًا عن مسمعِ ألبِرت ورَشدان. كانَت هادِئة بجانِبه تتآمل الحُقول الشاسِعة بعُيونٍ لم تُقابِل خاصَته قَط. وبطَريقةٍ ما هو لَم يجِد لإرتباكِه فرارًا.

كانَا يَهيمان بالأراضِي الَتي تُطوِق مِلكَية ألبِرت حيثُ عبَرا بجانِب جَدولٍ جرَت فيه المَاء بهَيامٍ ترَك خريرًا لطيفًا أضافَ لجولتِهما العَجيبة ونسًا مَع صَوتِ الِأوز وهو يُحلِق بأجنحتِه الرَقيقة بَين الغَمامِ.

"هَل شَعرت بالِانزعاجِ؟"تفاجَئ بسؤالِها الَذي حَيره وجعلَه يرنَو إليها بعد إلحاحٍ شَديدٍ كبَحه طويلًا بعدمِ فهمٍ. "مِن ماذا؟"

"حينَما وضعتُ إصبَعكَ بَين شِفَتي. هَل إنزَعجت؟"فصَلت إستفهامَها بتريُثٍ مُحيلة بزُمرديّها صَوبه متآمِلة هَزة رأسِه الغَير حاسِمة والمَذهولة بعرضِ سؤالِها ببَساطةٍ. "كنتُ متفاجِئًا بكُل تأكيدٍ. ولَكِنني لَم أنزَعِج."

"لقَد أخبَرنِي بِها طبيبٌ مِن معارِفي.
قالَ بأنَه يجِب إيقافَ النَزيف قَبل ضَمد الجَرحِ كَي لا يَكون ملوثًا."

"لقَد ساعَد ذلِك. شكرًا لكِ."إبتَسم لإبتسامتِها الَتي تجعَل أساريرِها تَنبسِط بكُل إشراقٍ هادَئٍ، وتابَع مَعها نُقطة وصولِ دائِرة سيرِهما حيثُ عادا مِن جَديدٍ إلى أعتابِ بُستانِ ألبِرت حيثُ تنَفست زهور الفُلِ بشَغفٍ نشَرت بِه عِطرَها الواهمِ.

لم يكُن لِلوي عِلَة سِوى ما تَقوم بِه من حركاتٍ غَير مُتوقعةٍ تُزيد مِن حيرتِه. حيثُ شاهَد أنامِلُها تمتَد بكُل سلاسةٍ إلى إحدى الورودِ المُتفتِحة مُلتقِطة فَراشة صَغيرة مكَثت بَين بتلاتِها وإرتَحت لعناقِها نسَجت بَسمة لَطيفة على ثَغرِها.

"فِي الثَقافةِ الرومانَيةِ ترمُز الفَراشات إلى المَشاعرِ النَبيلة الكامِنة بالقُلوبِ. يعتبِرونها فألًا عاطِفيًا للحُبِ الحَقيقي."صَرحت بوَقعٍ هامَسٍ أسرَه، وهِى تُطلِق سَراح الفَراشة بالآفاقِ مُطالِعة إياهَا بهُدوءٍ. "ألا يُدهِشك كَم الأسرارِ الَتي تحتويّها تِلك المَخلوقات الفاتِنة؟"

"أجَل. كَم يُدهِشني."هَمس، ولكِنه لَم يكُن يعلَم ما إن كانَ يؤكِد قولَها أم يُقِر بواقَعةٍ أُخرى تجَسدت أمامَه. لَم يكُن يعلَم.

"لقَد حظَينا بحَديثٍ ممتعٍ مُبكرٍ ذَلِك الصَباح."ادرَجت القَول بخَيطِ بَسمة لَم تُغادِرها وهِى تستنِد على جَذعِ الشَجرةِ لتَكون كلَوحة فَنِية مُتكامِلة لحَبةِ كَرزٍ سَقطت بوَعاءٍ من الفُلِ، فتَفوقت علَيه بجمالِها.

"رَغم بأنكَ بدَوت غِير مرتاحًا قليلًا."
رَمى بقَبضتيّه داخِل جيوبِ بنطالِه بَينما يقرِن حاجِبَيه بإستَغرابٍ نَفى إستنتاجَها. "هَذا لَيس صحيحًا. رُبما كنتُ متوتِرًا، ولكِنني إستمتعتُ بالحَديثِ معكِ، سَيدة بالَوم."

"هَذا جَيد."كانَ كُل عبَّرت بِه، ولَم تُزِد.
لقَد وَقفا هُناك، العُيون تفرَقت في دُروبٍ مُختلفةٍ رُبما لم تتقابَل مِن جَديدٍ. ففِي حَينِ كانَت تُطالِع الأُفق ساهِمة بأيٍ ما جابَ رأسَها مِن أفكارٍ عَجيبةٍ مِثلَها،كانَ هو هائِمًا بوجهِها بكُل ما يَحتوِي صدرَه مِن حُروبٍ إندلَعت بحَيرةٍ.

كَم هَذا جُنونِي.
فكَيف يُمكِن أن يُراوِده الكَثير مِن المَشاعِر المُختلِفة نَحو امرأةٍ ما خَلالِ يومٍ واحدٍ وحَسب؟

**
مساءكم جميل يقمرات😚💜💜
بقالي كذا يوم محشورة في مسلسل بنسى اعمل ابديت بسببه🌚💔

اتمنى يبقى الفصل عجبكم،متنسوش تقولوا رأيكم يعيال🥺💜💜،بحبكم💋💋.

Continue Reading

You'll Also Like

952 129 6
"مَلجأكَ حِين ترِيدُ كِتابًا يَأخُذكَ بعيدًا عَن الوَاقع المرِير."
16.9K 1.5K 24
« أُقسِم سأقتُلك!» قبَضت على المُسدس بإحكامٍ وجهرت حانِقةً،ليأتيها ردُّه المُفعم بالتحدِّي: « حاوِلي ذلك.» صكَّت على أسنانها وصوَّبت المُسدَّس نحوهُ...
53.4K 6.4K 21
متى سَتصُحو من غفوتِكَ، كي يكُفَّ الحنينُ أخيرًا عن زيارتي؟ - هاري ستايلز. { قصة قصيرة }