Rainy Nights-KTH

By pinkyreality

11.8K 291 16

"هل انت حمقاء؟؟ ألا ترى عيناك ما تلمسه يداك؟؟" حدقت له نورا بغباء كونها لم تفهم سبب غضبه من شيء اعتيادي و ي... More

أولا
I
III
IV
V
VI
VII
VIII
IX
X
XI
XII
XIII
XIV
XV
XVI
XVII
XVIII
XIX
XX
XXI
XXII
XXIII
XXIV
XXV
XXVI
XXVII
XXVIII
XXIX

II

1.2K 17 0
By pinkyreality

 صباح جديد، طاقة جديدة و مزاج أفضل. هذا ما أحست به نورا في طريقها لعملها، كما أنها لن تسمع توبيخ جورج لقدومها في الوقت.

أول ما دخلت من الباب الرئيسي للشركة حدجتها عاملة الإستقبال التي تبدو كالساحرات من القصص الخيالية بشعرها الأصهب و أحمر شفاهها الصارخ بعينين محتقرتين، بادلتها نورا نفس نظرتها و توجهت للمصاعد.







"أيتها السليطة، ألم تجدي غير ابن الرئيس للتطاول عليه؟" صرخت بها نانسي ما إن وصلت لمكتبها، لم تفهم نورا كلمات نانسي أو علاقتها بابن الرئيس الذي نادرا ما هي ترى أبيه حتى.

هزت نورا رأسها بغير فهم "ما الذي تتفوهين به؟" ردت نانسي  "المخنث، الشخص الذي نعتيه بالمخنث يكون ابن الرئيس"

ابتسمت نورا من دهشتها و حركت رأسها غير مصدقة "هذا حقا رائع" مشت نانسي نحوها و وكزتها "إذهبي للمدير هو في انتظارك، و حاولي ألا تطردي. نحن نحب وجودك هنا"

يحبونها؟؟ حقا؟نورا تعرف ان لا أحد يحبها في هذا المكان، ليس و كأنها تحبهم هي الأخرى.

 توجهت نحو مكتب مدير القسم خالية من أي شعور بالخوف أو الرهبة من أنها قد تطرد، ليست نهاية العالم. عملها في هذه الشركة هو عمل يحلم به الكثيرون، راتب جيد و توقيت عمل أفضل. لكنها تكرهه، ليست بالمسألة الشخصية فهي تكره الأماكن حيث يتواجد الكثير من الناس، كانت لتفضل مكانا أكثر هدوء.

طرقت باب المكتب و دلفت للداخل،  أول ما رأته هو وجه المدير الأصلع المحمر من الغضب، تبادر لذهنها أنه يشبه الطماطم الفاسدة، 

و أيضا قضي عليها.

ما إن رأى و جهها حتى صرخ بها "هل فقدت عقلك؟ من أين لك بكل تلك الجرأة؟"

هل عليها الاستسلام بشأن العمل و المغادرة فحسب؟ أمْ أن عليها محاولة الدفاع عن نفسها؟ ليست المخطئة منذ البداية. الغبي أراد هذا، لم يكن عليه بدء هذه الفوضى و إتهامها بشيء لم تفعله.

اعتلى وجه نورا تعبير غبي و كأن لا فكرة لديها عن ما يحصل "ما الأمر هذه المرة؟ لم أتأخر لذا وفر جهدك للمرة القادمة" نظر لها المدير بحدة "لا أعتقد ان هناك مرة قادمة بعد فعلتك تلك، و لا تتظاهري بالغباء... سمحت لك بالتطاول على زملاؤك لكن هذا لا يعني أبدا أن تتجاوزي حدودك مع ابن الرئيس"

تنفست بعمق محاولة تهديء نفسها. بالطبع سيأخد الجميع صفه فهو ابن مالك المكان حتى و إن كان مخطئ لكن هذا لا يعني أنها ستجلس مكتفة اليدان تتفرج على حماقاتهم.

رفعت نظرها نحو المدير "نعتني بالمتحرشة أولا، استفزني أولا. كنت أدافع عن نفسي فحسب" رد عليها جورج و هو ما يزال يشتاط غضبا "لا.. أنت لا تحتاجين للشخص يستفزك اولا، أنت وقحة و بلا حياء دون أي سبب"

لقد تجاوز الأحمق حدوده حقا، لا حق لديه ليصرخ بها.

رفعت نبرة صوتها و ردت بحدة "أنت الآن تهينني، و صدقني لن أسمح بهذا و إن كنت مخطئة" وقف المدير من على كرسيه "اسمعيني جيدا، عليك الإعتذار له أو اعتبري نفسك مطرودة" عاد للجلوس على كرسيه "غادري هو في مكتبه" و أضاف بصوت خفيض "استعملي عذر دورتك، ألا تكن أنتن النساء مجنونات خلالها!"

من بين الكثير من الأمور التي تكرهها نورا هي أن يستخف بها أحدهم، جورج تجاوز حدوده كثيرا بالرغم من أن الأمر لا يعنيه.



في طريقها لمكتب ابن الرئيس بعد ان سألت مساعدة جورج  عنه فكرت بأنه لن يسمح لها بالبقاء في العمل حتى و إن اعتذرت منه، بدا مغرورا جدا ليقبل إعتذارا منها.. ليس و كأنها تنوي الإعتذار، هو الذي يجب عليه أنه يعتذر كونه بدأ هذا.

وصلت لمكتبه و سمحت لها مساعدته بالدخول كما لو كانت بانتظارها.

دخلت للمكتب بدون طرق الباب حتى، وجدته جالس خلف مكتبه بكل أناقته. بدلة رسمية سوداء تحتضن جزءه العلوي كأنها صنعت من أجله فقط و شعره الذي يبدو كأنه أخد منه الكثير من الوقت لتصفيفه.

ابتسم باستفزاز عندما وقعت عيناه عليها و لوح لها مرحبا، الأحمق يستمتع حقا بكونه الأعلى مرتبة بينهما، أو حسب ما يعتقد.

أمعنت فيه النظر لأول مرة منذ اصطدامهما في الحافلة، وسيم مزعج.

لم كل جميلي الهيأة مزعجون!

تحولت إبتسامته لواحدة مغرورة و قال "يمكنك التوقف عن النظر الآن فهذا غير مريح، أجل أنا وسيم لكن نظراتك غير مريحة"

غير أنه  مزعج هو مغرور أيضا.

نظرت له نورا بملل "لا لقد كنت أتأكد من أنك ترتدي ملابسك كاملة تعرف... كي لا تتهمني بمحاولة اغتصابك هذه المرة" ضحك بمرح و أجابها "لا لن أفعل ما زلت صغير و أرغب في الزواج و الحصول على أطفال"

لم ترغب  نورا في الإنقياد معه في حواره الغريب لذلك قالت "أنت تعرف لم أنا هنا طبعا" أومأ رأسه ببطء و بابتسامة مستفزة، ابتسمت هي الأخرى و أكملت كلامها "لن أعتذر لك، أنا مطرودة بكل الاحوال. أليس كذلك؟"

تفاجأ بكلماتها فهو لم يتوقع إجابتها أبدا، إعتقد أنها ستتوسله المغفرة للإبقاء على عملها، هي لن تفعل و إن ماتت جوعا و نورا ليست من النوع الذي يتملق أحدهم فقط بسبب مكانتهم الإجتماعية، لن تعتذر له و إن ماتت جوها.

سقطت الابتسامة من على وجهه و أردف بسرعة "إن اعتذرت بصدق، قد أسامحك. لا نية لي بطردك" ابتسمت نورا "بصدق؟ كأن أتوسل على ركبتاي؟"

لم ترغب نورا بأن تستمر في حديثها و لا تريد البقاء معه في نفس المكان.. تواجده يسبب لها الحنق، قررت أن تورط المدير و المغادرة.

لم  يكن على جورج إهانتها و الصراخ عليها.

نظرت له بهدوء و قالت بصوت ثابت "أنا لم آتي هنا لأعتذر أتيت لأن مديري ترجاني و أخبرني أنك شخص مريض يعاني من جنون العظمة  و بعض المشاكل الأخرى التي لا أتذكرها، أسماءها صعبة نوعا ما. و أيضا أخبرني أنه إن لم أعتذر لك ستطرده هو الآخر..." ضحكت بخفة و أكملت  "وجد لي عذر حتى، قال أن أخبرك بأني أمر بدورتي و لدي اختلالات هرمونية"

بالطبع لن تمنحه فرصة التفاخر فقط لأنه ابن الرئيس و لن تغادر دون بعض الدراما.

أدارت ظهرها لتغادر المكان، لكنها إلتفت نحوه لتجد أنه يحدق فيها بغضب و قالت "أنا سأستقيل، لن أكمل عملي في هذا المكان" 

غادرت مكتبه مرتدية قناع الحمل المظلوم، القليل من التمثيل لن يؤذي أي أحد.

لمحت نظرات شفقة منبعثة من عيون السكرتيرة الأمر الذي حمسها أكثر بتلبس الدور.

ليس صعب عليها أن تبكي بزيف أبدا، لذا بدت و كأنها تعاني يوم حزين.

غادرت المصعد نحو  مكتبها و بدأت بجمع أشياءها تحت أنظار الجميع، تساءل  جميع زملاؤها عن نوع الإنسان الذي أبكى هذه الصخرة.

جعل الجميع يكرهه، هذه إرادتها و لطالما مدح أصدقائها قدراتها التمثيلية.

لم تلتفت خلفها أبدا في طريق خروجها، لا تريد توديع أحد و لا تبادل كلمات حب مزيفة فقط لأنها ستغادر.

غادرت الشركة نحو اللامكان، لا تريد العودة لشقتها و لا إزعاج صديقتها.

مشت و مشت و مشت بين أزقة المدينة. مدينتها التي تحمل الكثير الكثير من الذكريات، ذكريات تمنت نورا أن تعود بالزمن لتغيرها.

مدينة شهدت على سنوات مراهقتها، شهدت على أيام صياعتها و صياعة أصدقاءها. أصدقاءها الذين لم ترهم منذ الكثير من الوقت. هناك أيام حيث تتمنى لقياهم مجددا و هناك أيام حيث تتمنى أن لا تراهم مجددا أبدا، لا يمكنها نكران أنها تشتاق لهم و تشتاق لتفاهتم الممتعة.

 الشخص الوحيد المتبقي في حياتها من ماضيها هي سارا، بالرغم من أن نورا حاولت إبعاد نفسها عن الجميع إلا أن سارا من النوع العنيد الذي لا يستسلم أبدا، و نورا شاكرة لهذا الآن. شاكرة لوجود سارا في حياتها.

دخلت لمقهي جانب الطريق لترتاح من تمشيها و طلبت قهوة سوداء..مشروبها المفضل.

صدع صوت رنة هاتفها الذي أخل هدوء المكان لتجد أن المتصل هو مديرها...سابقا. ردت على الهاتف و ابتسامة صغيرة تتراقص على ثغرها "مرحبا"

"ايتها الملعونة...." أتبعها بعد ذلك بوابل من الشتائم لم تستمع لها نورا لأنها أغلقت  الخط بوجهه.

رن هاتفها مجددا لترد "إن اتصلت لشتمي فقط ،سأغلق" أتاها صوته راجيا "لا، لا تفعلي، استمعي لما أريد قوله أولا"

عضت نورا على شفتها باستمتاع "حسنا، كلي آذان صاغية" تنهد جورج بثقل "أنا لا أعلم ما الذي قلتيه بالظبط، لكني أعلم أنك قلت أشياء سيئة و نسبتيها لي، لنلتقي و نتكلم حسنا؟ علي معرفة ما قلتيه تماما بما أنك غادرت. ليس عليك سحبي معك نورا"

ضحكت نورا بخفة "أنت تطلب الكثير مني... جورج" بإمكان نورا تخيل وجهه السمين يختنق و يحتقن بالدم غضبا و سخطا.

لا بد أن ذاك الأحمق وبخه، يستحق هذا لما قاله لها.

"أرجوك أن نلتقي، أريدك أن تخبريني ما قلتيه فقط، لا شيء آخر. حسنا؟؟" استقامت نورا في جلستها و ردت "سيكون عليك أن تعتذر لي أولا على الصراخ بي و إهانتي" قال جورج بسرعة "أنا آسف على الصراخ و إهانتك رغم أني لا أتذكر إهانتي لك، لقد كنت صريحا فحسب"

أدارت نورا مقلتاها بملل "هذا ليس اعتذارا...جورج. عندما تعتذر عليك أن تظهر صدقك الكامل، لا أن تبرر لي ما أعرفه بالفعل" تنهد جورج بثقل، المجنونة تسبب له الكثير من المشاكل حتى و هي خارج العمل.

 تنفس جورج بعمق قبل أن يقول "أنا آسف آنسة نورا عن كل ما قلته عن قصد أو عن غير قصد، أتمنى أن تقبلي اعتذاري أرجوك. لن أستطيع النوم الليلة إن لم تسامحينني لذا أنا أرجوك أن تسامحيني" لم تستطع نورا منع ضحكتها التي جذبت لها الإنتباه داخل المقهى، هزت رأسها بغير تصديق، ما الذي ارتكبه ذاك الأحمق في حق جورج حتى ينسى جورج كونه مديرها... السابق طبعا.

توقفت نورا عن الضحك بصعوبة لتجيبه "حسنا إعتذارك مقبول بما أنه كان صادقا زيادة عن اللزوم، لذا أجل فلنلتقي"

وافقت نورا على مقابلته فقط لترى وجهه المحمر الذي يشبه ضفدعا مشويا مجددا.







توجهت نورا للمقهى الذي أرسله لها جورج في رسالة نصية، كان عليها أخد سيارة أجرة للوصول للمكان. دخلت للمقهى المقصود تبحث بعينيها عن جورج لتجد أنه ليس لوحده، ذاك المخنث يجلس مقابلا له على الطاولة.

هل أحضره ليثبت له أن ما قالته كذب؟ ألم يتعب من العبث معها بعد؟

سحبت الكرسي لتجلس بجانب جورج الذي قال بسرعة "وصلت أخيرا، فلتخبري السيد هنا أنني لم أقل أي شيء سيئ في حقه"

ماذا؟!! هل اعتقد جورج أنها بهذه السهولة!! دهونه الفائضة أثرت على عمل مخه كما يبدو.

'كم هو ساذج' فكرت نورا داخلها، نظرت نحو المخنث كما ما تزال تلقبه داخلها لتجد أنه رسم ابتسامة جميلة على وجهه "أجل يمكنك البدء بالحديث" بدى و كأنه مستمتع حقا بما يحصل. 

هل أتى ليتسلى؟ هل تمنحه البعض؟ 

"ما الذي سأحصل عليه إن تكلمت؟ لقد استقلت بالفعل، و لن أستفيد شيئا من قول ما يريدني هذا الأصلع هنا قوله" جفل جورج للحظة مدركا أنها لم تطرد و لكنها استقالت  ليجفل مجددا لأنها لا تنوي قول الحقيقة.

 بدا و كأن وجه جورج انتفخ فوق حجمه الطبيعي من قوة التوتر، أحس و كأن قلبه غادر قفصه الصدري ليرقص أمامه ساخرا منه لأنه بلا حول و لا قوة. حاول بصعوبة أن يلملم شتات نفسه و قال "نورا، أنت ستتسببين في طردي. لدي عائلة و لا يمكنني أن أطرد في سني هذا" حدقت به نورا بوقاحة "هل تتباهى لأن لديك عائلة؟ لدي واحدة أيضا"

صمتت للحظة و أردفت "أنا أيضا بلا عمل بسبب ما حدث " قال جورج و كأنه يتوسلها "لقد عملنا معا للكثير من الوقت و لم أزعجك و لا لمرة، لا تكوني ناكرة للجميل"

كانت نورا على وشك ان ترد عليه لكن الأحمق قرر أن ينضم لهم أخيرا "قد نصل لتسوية" نظرت له نورا بانزعاج من حقيقة أنه موجود معهما على نفس الطاولة "ما نوع التسوية؟؟" رد بملل "قد أسمح لك بالعودة للعمل"

ابتسمت نورا للحظة و قالت "ما نوع الكلام الذي تريد مني قوله؟" رد عليها و كأنه يتسائل بينه و بين نفسه "إن اعتذرتي لي عن ما قلته في حقي سأعيدك للعمل! أجل سأفعل..!"

بادلته نورا نظرته مطولا قبل  أن تنحني نحو جورج "إن اعتذر لي سأسحب كلامي" همس لها جورج "لو كانت لدي هذه القدرة، كنت لأكون بين أطفالي الآن لا هنا أحاول الحفاظ على عملي" هزت نورا كتفيها بغير اهتمام "هذا خيارك إذا، لن أعتذر له و لن أغير ما قلته و طبعا لن أغرق لوحدي"

نظر لها جورج برعب، بدى و كأنه طفل ضائع في بيت رعب، لكنه حاول مجددا "يكفي واحد خارج العمل، سأساعدك في إيجاد عمل آخر، أعدك" حدقت فيه بتهكم و ضحكت "جد عملا لنفسك إذا"

ارتجفت يدي جورج و عض على شفته بعصبية و هو يفكر أن هذه المجنونة هنا أنهت حياته المهنية في هذا السن، انزعج تايهيونغ من تهامسهما المسموع و قال "ليس لدي الوقت بطوله، إن اعتذرت لي سأعتذر لكِ بالمقابل. كرهت مسألة أنك ناديتني بالمخنث أمام الكل، لقد أحرجني ذلك جدا"

ردت نورا بسرعة "ألم تفكر أنك أحرجتني أيضا في الحافلة و في العمل، مرتان على التوالي" نظر خارج النافذة إلى جانبه مترددا "لقد كان سوء فهم، لم أقصد إحراجك. لست معتادا على الحافلة و ما يحدث فيها لذا لم أستطع منع نفسي"

نظرت له نورا بحنق "يا له من عذر رخيص... حسنا، بما أنك من بدا كل هذا عليك الإعتذار أولا" قال بسرعة و بدون النظر إليها "آسف على نعتك بالمتحرشة"

كرهت نورا سهولة إعتذاره، فهو سبب لها يوما عصيبا و حتما هي لا تنوي العودة للعمل، عاندته "لا ، ليس هكذا. أريده إعتذارا رسميا أمام جميع الناس في الشركة، أستحق بهذا القدر. أليس كذلك؟"

سيكون عليه أن يستسلم فحسب، هي لا تنوي الإعتذار له و لا العودة للعمل..

حدق بها بغير تصديق "هل أنت جادة؟ أنا رئيسك في العمل لا العكس" هزت نورا كتفيها "جيد إذا، لن أعتذر لك. يعجبني هذا"

نقل جورج نظره بينهما حائرا من مدى عنادهما و قال "هو اعتذر لك نورا، توقفي عن عنادك" تنهدت نورا و رفعت عيناها نحو جورج "لا دخل لك في ما يحدث هنا، و أيضا أنا قلت كل ما لدي"

مرت لحظات تبادلت فيها نورا النظرات مع الأحمق قبالتها قبل أن تنطق "سأغادر إذا، لا شيء آخر أفعله هنا" وقفت من على كرسيها لتغادر قبل أن يوقفها صوت تايهيونغ "حسنا، سأفعل، سأعتذر لك و عليك بالمثل" نظرت له نورا بدهشة و حنق، لم يكن عليه الموافقة أبدا.

ما الذي قد يدفع أحمقا مغرورا مثله ليعتذر لها حتى، أليس هو رئيسها كما قال؟

عادت نورا للجلوس على كرسيها و هي تشتمه داخلها.

لا وسيلة لها الآن لتهرب، رباها والدها جيدا عن أهمية حفظ الوعود و أن كرامة الإنسان متعلقة بكلمته، لطالما صدق هو في عبارة 'وعد الحر دين عليه' مما جعل نورا تصدقها هي الآخرى و تعمل بها.

قالت له باستسلام "عليه أن يكون صادقا، لن أمانع ركوعك" رد عليها ساخرا "لا لن اسمح للناس أن يروا جانبك السادي و المستبد"

الشخص الوحيد السعيد على الطاولة هو جورج، نقل نظره بينهما بابتسامة شقت خديه السمينين و قال "بما أننا سوينا الأمر، ماذا تشربان؟؟"

نظرت له نورا كارهة إياه و نفسها و الكون قبل أن تقول بصوت ممتعض "قهوة سوداء" سخر منها "في هذا الوقت من اليوم، ليست صحية" نظرت له بانزعاج و ردت "لا دخل لك، ما الذي تعرفه حتى"

طلب جورج قهوة سوداء لنورا، عصير خوخ و شاي أخضر من أجل تايهيونغ.

بعد أن وصلت طلباتهم، شربت نورا القليل من كأسها و رفعت رأسها لتنظر نحو الأحمق الذي لا تعرف اسمه حتى "ما إسمك؟؟" رد عليها بلامبالاة "لا أريد إخبارك أنت مزعجة" أدارت عيناها و سألت جورج "ما إسمه؟" أجابها جورج "اسمه تايهيونغ، كيم تايهيونغ"

أومأت برأسها و سألت مجددا "ما الذي أتى به الآن؟" همس لها جورج "أحضره والده ليتأقلم مع العمل هنا، كان خارج البلد لفترة من الوقت" نظرت له نورا بفضول "إن كنت ابن الرئيس، ما كان عملك في الحافلة إذا؟؟"

أبعد عيناه عنها و رد "لا شأن لك"

ضحكت نورا بخفة "لا بد أنك من كنت تريد التحرش ببعض الناس"

"سأغادر" قال تايهيونغ و دفع كرسيه خلفه، ابتسمت نورا " لا تفتري على أحد في طريق عودتك، أنت لا تعلم ما قد يحصل معك"

خرج تايهيونغ من المقهى شاتما داخله كل شيء، الحافلة في الصباح و إزعاج نورا المتواصل له، و والده الذي أجبره على صلح ما تسبب به.

تذكر كلمات والده القاسية له في مكتبه بعد أن علم ما حصل "أنا لم أحضرك لهذا المكان لتسبب لي المشاكل، لدي ما يكفي منها. أحضرتك لإدارة هذا المكان، إن كنت تريد للعمل أن يسير جيدا عليك كسب الناس إلى جانبك لا جعلهم يكرهونك. و هذا ما فعلته في أول يوم لك هنا، ألن تتوقف عن كونك غير مسؤول؟ تعبت من حماقاتك المتواصلة، و لا نية لدي للتعامل معها. عليك إصلاح ما تسببت فيه  و التوقف عن طفوليتك" لم يكن ليعتذر لها إن لم يكن بسبب والده.

غادرت نورا المقهى منزعجة و متمللة وغاضبة نحو شقتها، لم ترد العودة للعمل أبدا و لكنها مجبرة على العودة و الإعتذار منه حتى.

يا له من يوم رائع.






لم تستطع النوم أبدا بسبب جرعة الكافيين المفرطة التي أدخلت لنظامها و أيضا بسبب غضبها من ذاك الأحمق المدعو تايهيونغ، لم تحضى بيوم سلس واحد منذ أن التقت به.




stay safe, be kind and don't forget to love on yourselves every day.

Continue Reading

You'll Also Like

94.6K 4.6K 72
ينتحر سونغمين بألقاء نفسه و ابنه على سكة الحديد ، ولكن يولد من جديد كـطفل لحبيبه السابق بانغ تشان المستحقات 🏅 Top one in جونغان Top one in ليكس Top...
13.1K 1K 39
يَبْحَثُ الأَبُ الأَعْزَبُ تْشُوي سَانْ عَنْ مُرَبِّيَةٍ لِطِفْلَتَيْهِ الصَّغِيرَتَيْنِ حَيْثُ كَانَتَا تُعَانِيَانِ مِنْ رُهَابٍ اِجْتِمَاعِيٍّ. ...
7.7K 966 15
لم يدفعنِي أحد ولم أقع فِي الحب كمَا يقع البَشر في الأخطاء، بل أنَا بوعِي التام تطوَعت للقفز نَحوه. كمن يختَار الغرق في أعمَاق بحرٍ مظلِم مدركًاً كل...
7.4K 1.1K 19
Jeon Jung kook ♪ Park Catherine ♪