أغنية أبريل|| April Song

By Sanshironi

391K 30.3K 27K

الثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه... More

الفصل الاول: كابوس من جديد!
الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار
الفصل الثالث: أنت مجنونة!
الفصل الرابع : سندريلا الغناء
الفصل الخامس : قطة بأذان دب
الفصل السادس : لماذا القدر يتلاعب بي؟
الفصل السابع: لمرة واحدة فقط
الفصل الثامن : كوني بخير
الفصل التاسع : ابن الموظف
الفصل العاشر : التقينا مجدداً
الفصل الحادي عشر: لحن المساء
الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة
الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟
الفصل الخامس عشر : لأنك أخي
الفصل السادس عشر : ذكرى تحت المطر
الفصل السابع عشر : حرب غير متوقعة
الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى
الفصل التاسع عشر : روابط مزيفة
الحساااااااااااب رجعععععععععععع🎇🎉🎉🎇🎊🎊🎊
الفصل العشرون : قناعة كاذبة
الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول
الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني
الفصل الثالث و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثالث
الفصل الرابع و العشرون : الاميرة النعسة
الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير
الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟
الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!
الفصل الثامن و العشرون : صديق
الفصل التاسع و العشرون : ضغائن متبادلة
الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات
الفصل الواحد و الثلاثون : عيون حاقدة
الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة
الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن
الفصل الرابع و الثلاثون : ثمانية عشر شمعة
الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان
الفصل السادس و الثلاثون : حقيقة ما تم إخفاءه بالماضي
الفصل السابع و الثلاثون : انتهت اللعبة
الفصل الثامن و الثلاثون : الليالي التي لن تموت
الفصل التاسع و الثلاثون : المفكرة البيضاء
الفصل الاربعون : تحامل
الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة
الفصل الثاني و الاربعون : مقيد
الفصل الثالث و الاربعون : تذكر أغنيتي
الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع
الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة

7.4K 691 1K
By Sanshironi


عندما لا نريد خلق المتاعب لأنفسنا نحاول قدر الامكان الابتعاد عنها ، فقلوبنا أرقق من ان تتحمل هجاء الاخرين عليها .

دندنة لطيفة خفيفة تصدر من حلقها و هي تتقافز على العشب جاعلة شعرها الفحمي القصير ينط مع كل قفزة ، فلو لم يأتي أحد ليلعب معها فهي ستلعب مع نفسها و تسليها ؛ هكذا أقنعت سول نفسها حتى لا تخوض في المتاعب مع تعصب الطلاب نحوها و عدم إطاقتها ابداً.

جهلها لكرههم لها و نفورهم الذي اختلط ما بين الخائف و المتردد و المتعصب جعلها تدرك انها في غابة لا في مدرسة حيث البقاء لأقوى و لو كانت تمتلك القوة و لا تعلم كيف تستخدمها ، كانت تمرح بالقفز و تلعب حول الشجرة التي تتوسط الباحة متجاهلة كل العيون من حولها فقد اعتادت على ذلك.

إعتادت الدوران حول الشجرة ذات الجذع الضخم فقد كان صعباً ان ترى أحدهم من الجهة الاخرى ، ظهرت امامها فجأة فتاة صغيرة و لترعبها بقولها " بووه!" على حين غفلة مما جعل سول ترتعب و جراء ذلك تعثرت و وقعت على الارض بقوة ، شهقت الفتاة الصغيرة بخفوت و سارعت نحوها لتساعدها على الوقوف و لم ينفك فمهما الصغير عن نطق كلمات الاعتذار بسرعة و لبكة غلبت على نبرتها طفولية:

- هل أنتِ بخير؟ .. اووه انا اسفة اسفة لم أقصد إخافتك أرجوكِ سامحني .. انتِ لم تتأذي صحيح؟ يا الهي انا اسفة ..

قاطعتها سول و هي تنهض نافضةً التراب من زيها لتهدء هذه الثرثارة الصغيرة:

- لابأس انا بخير أتقبل أعتذارك فقط إهدئي.

إتستعت إبتسامة الفتاة حتى كادت خدودها ان تغطي عينيها البندقيتين قائلة بإعجاب:

- لديك لكنة جميلة حقاً! انا مغرمة بلكنة الامريكية و سماع أحدهم ينطق بها أمر جميل.

عقدت سول حاجبيها بعد فهم و توتر فتصرفات هذه الفتاة الودودة مريبة جداً ، أنها المرة الاولى التي يتصرف فيها أحد معها هكذا فقد كان الكل اما يتجاهل وجودها او الحذر من الاقتراب منها الا زمرة من المزعجين الذي باتوا في الاونة الاخيرة يحبون شجار معها ، ضحكت الفتاة بخفة واضعة يدها على رأسها و كأنها أدركت شيء ما فاتها قائلةً بمرح:

- في الحقيقة .. كنت دائماً ما أراقبك من بعيد و قد تمنيت حقاً التعرف عليك عن قرب و لكن لم أكن أتملك الشجاعة الكافية لتقديم نفسي.

عقدت سول ذراعيها امام صدرها و هي ترمقها بشك قائلة:

- و هل أتتك الشجاعة الكافية الان فجأة؟

إبتسمت الفتاة بريبة ناطقة بهدوء:

- أنتِ حذرة جداً ..

ثم سرعان ما إتسعت بسمتها بشكل مرح مردفة على وصال اكثر بهجة:

- بلى ... بالامس فقط علمت ان لا أحد يهتم سواء كونتي اي صداقات او ما شابه و أنهم لا يكرهونك بل هم غير راغبين في الاختلاط بإي فرد من عائلة روتشايلد بشكل خاص و كل ذلك بسبب خوفهم من أخيك و إبن عمك.

رفعت سول حاجب بتعجب غير مستعوبة لكلمات هذه الفتاة لتردد أخر جملتين بتسأل:

- أخي و إبن عمي؟ ... أتفهم بسبب خوفهم من رايان لكن إبن عمي؟ و من يكون؟

فغرت الفتاة فاهها بدهشة لتقول بإستنكار:

- ألا تعلمين عن جايكوب روتشايلد؟

رددت سول الاسم داخل عقلها مراراً و تكراراً لتنتهي بضرب رأسها بغباء عندما تذكرت ان لديها عم أخر و هو زوج المديرة فلانتين ، ضحكت الفتاة على منظر سول و هي تضرب نفسها فقد أعجبت بها اكثر لما تحدثت معها عن قرب هكذا لتمد يدها ببهجة كسحت تقاسيمها الناعمة و تعرف بنفسها:

- لم أعرفكِ بنفسي بعد أسمي بيلين بروكس ناديني بِيلّ.

إبتسمت سول لها لتصافحها بسعادة غمرت قلبها الصغير اخيراً في هذه المدرسة لترد على ذات النبرة:

- و انا سول روتشايلد .. سأكتفي بسول فقط.

عقد يدين ، و صداقة جديدة بعد شهر كامل و من النبذ و تعرج ألم الوحدة ، فقط بمصافحة تبددت تلك المشاعر الاليمة و كأنها كانت سراب ثم أختفى ليظهر لها جمال ما يسمى الصداقة و لو كانت في أول الطريق.

*******************

في ملعب المدرسة الخاص بثانوية ، أجتمع طلاب السنة الثانية من الشعبة الاولى من أجل حصة الرياضة الاجبارية فبغض النظر عن المشتركين في نوادي رياضية هناك حصة ليوم واحد في الاسبوع يكون الطلبة ملزمون على حضورها مثل الحصص العادية ، الملعب كبير جداً و قد ضم أفضل الاجهزة لتمارين للجمباز و قفز و غيرها.

وقفت آليس بعيد عن منتصف الملعب و قد طغى لانزعاج و تهكم على ملامحها فإمتحانات نصف الفصل قد بدأت اليوم و بدل من ان يمنحوا الطلبة وقت لذهاب الى المكتبة او دراسة قبل الامتحان عليهم حضور حصة الرياضة التي ستنهك أجساهم ، لكن ما زاد إنزعاجها أكثر أنها لم تستطع الحصول على إذن من الممرضة لكيلا تحضر هذه الحصة كما العادة فكونها مريضة بالقلب لا يمكنها تحمل الجري او الانهاك لفترة طويلة ابداً.

تنهدت بإستسلام ثم خلعت معطف زي الرياضة الابيض ذو خط ازرق من الكتف حتى الذراعين و ربطته حول خصرها مكتفية بل بلوزا البيضاء الداخلية فالجو هنا اكثر حرارة من الخارج ، جالت بنظرها على من يقوم بالإحماء لتنتقل بين الذين يلعبون و الذين يركضون بملل حتى سمعت المدرب غانثر ينادي بإسمها متوجهاً نحوها قائلاً:

- باترسون لماذا تقفين هكذا عندك أنت تعلمين أنني أرصد الدرجات هنا هل تريدين الحصول على صفر؟

ضمت آليس يدها الى صدرها و لم تمانع إظهار انزعاجها له او حتى الرد عليه بإقتضاب:

- لا و لكنني غير راضية ابداً عن هذه الحصة.

قلد المدرل حركتها بضم ذراعيه و كذلك نبرتها رافعاً صوته قليلاً بجهورية:

- اوه حقاً؟ و ما الشيء الذي لا يرضيكِ يا آنسة؟!

توقف كل من في الملعب عن إصدار الضجيج ليراقبوا ما يحدث بإهتمام و فضول شديدين بما فيهم رايان الذي كان يقف على مقربة منها متكئ بظهره على الجدار و واضعاً يديه في جيوبه غير متهم ابداً بما يحدث ، أجابت آليس معلنة بحداقة:

- انه اول يوم من أمتحانات منتصف الفصل و كون حصة الرياضة قبل حصة الامتحان مباشرة لهو خطأ جسيم اي بدل من ان يقوم الطلبة بمراجعة دروسهم و الاستعداد عليهم ان ينهكوا جسدياً حتى لا يكونوا قادرين على تركيز جيداً إضافة الي الوقت الضيق بين الحصتين الذي لا يكفي لخلع الثياب هل تريد من الاستاذ المسكين ان يصاب بالعمى من الرائحة؟

لم يمتالك أحداً نفسه لينفجروا ضاحكين و حتى و ان كان في كلماتها إهانة ، احس المدرب غانثر بشيء من الاقتناع رغم غيضه من طريقة حديثها و لكنه إعترض خاصة بعد ان صارت ضحكات الطلبة تدوي في الملعب:

- لا علاقة لي انا التزم بجدول المدرج من الادارة.

اسقطت آليس ذراعيها بجانبها لتطلق تنهيدة متعصبة قبل ان تتحدث بنبرة أكثر هدوء و لين:

- ليس لدي اي أعتراض عن الجدول و لكن اليوم مختلف و يبدو ان الادارة لم تنتبه او تناست الامر على اي حال نحن بلكاد نقوم بتحصيل اي درجات تحت هذا النظام المتشدد و قاسي و لا يوجد اي طالب راغب بإعادة العام الدراسي و سيقع اللوم علينا لاننا لم نشتكي من البداية و لن يتساهل الاستاذ معنا لان لا علاقة له بالامر و في الاخر نحن من سيتلقى الضربة من الجهتين.

صمت المدرب مفكراً بجدية في كلامها و قد بدت مقنعة و قلقة من الامتحان جداً و لكن الظاهر عكس الباطن فهي لم يكن يفرق معها ذلك ابداً ليس و كأنها قلقة من عدم أجتياز الامتحان بل لانها تريد التهرب من الحصة كالعادة ، زفر المدرب بإستسلام متناول صفارته ليصدر صوت صفير عالي جذب إنتباه الكل اليه متخداً بضع خطوات حتى يعلن لهم بصوته الجهوري:

- سننهي الدرس اليوم باكراً و لكن قبل ذلك يجب ان تقوموا بتمارين الضغط لعشر مرات ثم تمارين المدّ ثلاثة عشر مرة و أخيراً القفز فوق حصان القفز.

تلك الابتسامة المهلهلة التي شقت محياهم تبدلت الي خيبة و ذبول عندما أكمل الاستاذ حديثه و الخيبة الاكبر كانت من نصيب آليس التي ظنت أنها قد أفلحت معه لوهلة ، مر رايان بجانبها متعمد إصدار ضحكة مكتومة من حلقه ساخراً على مجهودها الذي قلب الموازين الي الاسوء اما هي بقدر خيبتها تلك تبدلت الى غضب مصدرة صوت زمجرة من بين أسنانها كيف لا وهو أخر شخص ترغب بلخسارة أمامه فدائماً ما يجد ثغرة في حديثها ليحولها ضددها.

عند إجراء تمارين الضغط كان هناك فارق كبير بين الفتيه و الفتيات حيث كانوا لا يعانون من اي مشكلة بعكس معضمهن و بمعنى معضمهمن كانت آليس على رأس القائمة ، أستقام الجميع ليقوم بتمرين التالي دون أخذ فاصل قصير خاصة مع المدرب الذي يتحرك جيئة و إياب أمامهم يكاد يثقب آذانهم من كثرة الصفير العالي و متقطع مصدر لحناً خاص .

عندما أستدار المدرب تداركت ريتشل الامر لتهم قائلةً لآليس التي بجانبها و لم تخلوا نبرتها من الحنق و وجوم:

- كل هذا حدث بسببكِ أيتها اللعينة لو أنكِ أطبقتي فمك فلم يطلب أحد منك التحدث بإسم الطلاب.

قلبت آليس عينيها فقد كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر مع ذلك ردت ببرود و لامبالاة:

- أعتذر فلدي أنف حساس و لن يتحمل رائحتك الكريهة.

إبتسمت بإستهزاء كرد على ما قالته ثم قلبت فحوى الحوار الى توعد و قد إمتزجت نبرتها ما بين المكر و الغضب فقالت:

- من الان و صاعداً عليكِ مراقبة كل ما يخرج من فمك و لا تظني اني سأتغاضى عن إهانتك بعد الان.

عاد المدرب أمامهما مجدداً فلم تستطع آليس الرد فإنتظرت ذهابه من جديد لتختصر كلماتها فقد شارف التمرين على الانتهاء:

- عزيزتي لقد شهدت الموت بأم عيني و تحملت ما هو أسوء آلاف المرات العبرة هي أنك نقطة في بحر.

أنهى المدرب التمرين لتتوقف الفتاتان عن النقاش إجبارياً ، كان الطلبة يشكلون صف طويل بإنتظام و كلما سمعوا صوت من الصفارة ينطلق الطالب التالي راكضاً بسرعة ثم يضع يديه على الجهاز المغلف و يقفز من عليه ليحين دور التالي.

عندما اتى دور ريتشل فعلت مثل الباقي لكن هبوطها كان مختلف فقد اللتوى كاحلها بعد ان قفزت لتقع على الارض مصدرةً أنين متألم و هي تمسك بقدمها. أسرع المدرب ناحيتها كما أسرعت صديقاتها لإطمئنان عليها لتجيبهم بين أنينها:

- لقد اللتوى كاحلي فحسب انا بخير.

قرفص المدرب ليتفحص كاحلها مخرجاً زفيراً براحة لما وجد ان إصابتها بسيطة ، وقفت ريتشل بمساعدة صديقتيها ليأخذاها الى أقرب كرسي حتى تجلس عليه ، كان في الامر حركة مريبة لم يلحظها غير رايان الذي كان يتجهز ليحين دوره بعد شخصين أحداهما آليس التي تجهزت في إستعداد لسماع صفارة المدرب .

إبتعد المدرب خطوات عائداً الى المكانه ليطلق صوت الصفير مشيراً الى آليس بتقدم و هذا ما فعلته بعد ان أحكمت رباط شعرها و الضغط على عقدة معطفها الملفوف حول خصرها و قد أشتعلت نفسها حماساً و هي تركض بتجاه حصان القفز ، كل ما عليها هو القفز و وضع يديها عليه دافعةً جسمها الى الامام دون ان يلمس اي جزء من جسدها ثم الهبوط على ساقيها بإستقامة.

بدا ذلك سهلاً جداً في مخيلتها حتى انها فكرت في ايجاد رداً ما على المدرب لكيلا يعيد فعلته مجدداً ، أحلام اليقظة لم تدم طويلاً فما ان قفزت آليس و وضعت يديها على الجهاز أحست بملمس بارد و لزج تحت كفها مسبباً تخلخل في أتزانها على نحو سريع لتهوي ساقطة على الارض بجانبها و قبل ان يكون أحد ما قادر على الرمش تناهى الى مسمعهم صوت صرختها المتألمة .

فلو كان أحدما قريب منها لربما سمع صوت تحطم عظام ، صرختها الاولى تليه بكائها المتألم أدخل رعباً و فزعاً في قلوبهم منذ لحظة سقوطها و كأنهم لم يتوقعوا حدوث هذا ، ركض المدرب ناحيتها بقلق سيطر على تقاسيمه ثم رفعها قليلاً من على الارض و عيونه على الفور إرتكزت على ذراعها التي كانت تحتها ليجدها باتت تتورم شيء فشيء مع ظهور شيء من السواد حول الكدمة .

كانت آليس تحاول بإستماتة كبت صوتها عن الخروج مع ذلك الالم المريع في ذراعها الا ان عيونها أبت ان تكبت دموعها لتريهم كم أنها تتألم ، أجتمع الطلاب من حولها ليشبعوا فضولهم تزامن مع حديث المدرب بتدارك:

- هذا فظيع! أخشى أنك ذراعك قد كسرت.

ثم حاول جعلها تنهض ببطء ليعود و يسألها خوفاً من شكوكه:

- هل تشعرين بدوار؟

هزت آليس رأسها بإيجاب و هي تقضم طرف شفتها السفلى و تحكم الاغلاق على جفونها كابتة الالم في إستماتة ، حملها المدرب بين ذراعيه فجعلها تمشي أمر مستحيل مع إحتمال فقدانها للوعي او تقيء في كلتا الحالين لن تكون قادرة على الحركة ، في وطئة إصابة آليس الغير متوقعة كان من المفطرض ان تنتهي الحصة أبكر بكثير من المتوقع ليعلن المدرب لهم قبل ان يأخذها الى الممرضة:

- أنتهت حصة اليوم عودوا الى صفكم.

بدأ الطلاب بتسرب واحد تلو الاخر و هم يتناقشون حول أشياء مختلفة من ضمنهم آليس التي كان الكل متفاجئ بما حصل لها من ضمنهم رايان التي زاورته بعض الشكوك إزدادت عندما أقترب هو الاخر مع الجميع ليروا آليس فداعبت أنفه رائحة عطرة مألوفة بعض شيء ، بحث عنها ليجدها منبعثة من حصان القفز فلما وقعت عيناه عليه وجد خطاً لماعاً لينحني قليلاً فتلاقته ذات الرائحة العطرة ، تمتم بين نفسه بفهم:

- الحمقاء يبدو أنها فركت يديها بجل معطر.

عقد حاجبيه مباشرة بعد حديثه فهذه الرائحة مألوفة بنسبة له و لكنه ابداً لما يشمها من آليس من قبل بحكم أنهما يرايان بعضهما يومياً على سطح ، و لكن ما أثار دهشته و سخريته في ذات الوقت عندما وقع بصره على ريتشل التي تمشي بطبيعية و كأنها لم تكن تعرج منذ دقائق .

لم يكن رايان اطلاقاً ليتدخل فهذه ليست المرة الاولى التي يرى فيها أحدهم يتعرض للمضايقة و أولهم آليس لكن هذه المرة زاد المزاح عن حده خاصة ان هناك إحتمال كبير بأن ذراعها قد كسرت و بعد نصف ساعة لديهم أمتحان ، لم يكن لديه إثبات قوي او هكذا فكر لثانية حتى رأها من بعيد ترمي شيء ما في سلة المهملات و تغادر و كأن شيء لم يكن ، التقط علبة شفافة صغيرة من السلة ففاحت منها ذات الرائحة لتتسع إبتسامته بنصر غير مدرك لما يفعل ذلك.

.
.
.
في غرفة الممرضة آمبر ، كان المدرب يجلس على مقربة من آليس التي إنتفخت عيونها من
البكاء أكثر من ذراعها المتورمة لتظهر الممرضة ممسكة بصورة مقطعية تظهر فيها عظام آليس التي كاد يقسمها شرخ طولي الي نصفين ، إبتسمت آمبر براحة قائلة و هي تتخذ المقعد القريب من آليس مجلساً:

- لديكِ شرخ بطول ثلاثة سنتيمترات في عظمة الذراع بسبب وقوعك على يدك بشكل مفاجئ و قد كاد يتحول الى كسر.

لم تتغير تعابير آليس الواجمة و لو قليلاً حتى بمعرفتها أنه ليس كسراً لذا سيأخذ وقت أسرع في شفاء بل لم تتخلى عن نظراتها التي إتحدت بسخط من لا شيء ، أفرج المدرب عن أنفاسه المحبوسة براحة بعد ان كان يحبسها من فرط القلق ليهم واقفاً بعد ان إطمأن فقال قاصداً آليس:

- لا بأس سيكون كل شيء بخير نحن محظوظون ان الاصابة بسيطة بقدر ما كنا نتوقع الاسوء .

حدقت به بنظرات أرعبته لوهلة و كأنها تلومه و تتوعده بجعل مقلتيها الزمردية لا تفتكان عن تحديجه ، باشرت الممرضة آمبر في عملها بتجهيز لفافات الضمائد و باقي المعتدات ليهب المدرب معتذراً حتى يغادر بعد ان إطمأن على حالها لكنه في الحقيقة لم يستطع البقاء أكثر بسبب نظرات آليس التي تفتك به .

إنتبهت الممرضة أخيراً الى ثياب آليس التي تخلت عن معطفها بربطه حول خصرها و الاكتفاء بسترة داخلية سوداء بدون أكمام لتسألها بتعجب:

- الثلوج تكاد تسقط في الخارج و انت ترتدين هذه الثياب؟

رشفت آليس بعد ان أحست بسيل أنفها بسبب بكائها قبل لحظات قبل ان تأخذ المسكن الذي أعطته إياها آمبر مفعوله لتجيب بصوت متحشرف:

- الملعب كان مضغوطاً و قد شعرت بالاختناق.

رفعت الممرضة حاجباً بإستنكار قبل ان ترد بلهجة مشبعة بالعتاب:

- حتى و إن كان الجو هناك حاراً فلا يجب عليك فعل ذلك! آليس ... ان وضعك مختلف عن بقية الطلبة و البرد هو أكبر أعدائك أنتِ بتأكيد لا تريدن أن تُصابي بأزمة قلبية.

رمت بكل كلامها و نقاطه عرض الحائط لتقول بسخرية لاذعة متهربة من النقاش:

- أعداء؟ و هل نحن في حرب؟

إبتسمت آمبر و هي تمسك بذراع آليس بحذر حتى تباشر في عملها قائلةً بلهجة هادئة:

- ربما قد يكون هناك أناس في حياتنا نعتبرهم ألذ أعدائنا و لكن ما لا ندركه هو ان كل ما يصيبنا بمكروه او يضرنا عدو ايضاً ، و المرض و حلفائه هم ضمن المعنيين ايضاً و من هنا أتت عبارة ' محاربة المرض ' الا يعني هذا أنها الحرب؟

هزت آليس رأسها مع إبتسامة صغيرة زينت ثغرها ليطرأ فكرها سؤال أكثر أهمية قبل ان تنطق به:

- كم سيستغرق هذا؟

أجابت الممرضة متجاهلة نبرتها المتوترة:

- من عشرين دقيقة الى أربعين او ربما أكثر.

فتحت جفونها على مصرعيها لتصيح فور تذكرها لأمر الامتحان:

- لدي أمتحان بعد نصف ساعة تقريباً لا يمكنني تفويته الا يمكنك الاسراع او الاتيان بحل آخر؟

ردت آمبر بجمود غير مبالية:

- الجبيرة تأخذ وقت و لا يمكنني التهور و الاسراع كما ان لا توجد حلول أخرى.

أغلقت آليس جفوفنها ثم فتحتها عندما لم تجد خيار آخر فهي لا تريد تفويت الامتحان و لو كسرت عظامها و تهشمت ، أحيانا هناك فائدة تكمن حول كونك مهوس الدرس و كون آليس لن تستفيد من هذا الان غير إستعمال سمعتها الدراسية فقط فقد لمعت الدموع عينيها ثم قوست شفتاها في إستياء قائلاً على وصال باكي:

- لا يمكنني هذا آمبر حتى و ان أعاد الاستاذ الامتحان لي فلا يمكنني تخيل ان كل ما درسته اليومين الماضيين يضيع هباء هكذا أرجوكِ جدي حلاً فأنا لن أتحمل تفويت الامتحان و هذا قد يأثر سلباً على صحة قلبي الضعيف.

لو ان أحد مخرجين السنمائيين هنا لما تردد في منحها جائزة على تمثيلها المتقن لكن يبدو ان آمبر إكتشفت حيلتها بسرعة ، ضيقت جفونها في عدم إقتناع فقالت ببرود حاد :

- توقفي عن تمثيل دور المسكينة فهذا مثير لإشمئزاز حقاً و لكن أخبريني بصدق ...

أقتربت آمبر من آليس أكثر فلم تتزحزح تعابيرها السابقة ابداً حتى عندما إستطردت :

- هل حقاً لا تريدين تفويت الامتحان ام أن هناك شيء ما يلعب داخل رأسك؟

لم تكن آمبر تعاني من فهم فكر آليس ابداً ما جعل الانكار أمر مستحيل ، خطفت آليس النظر نحو يدها و إستنشقت رائحة العطر التي تفوح منه قبل ان تجيب بمكر :

- هناك أمر يجب تسويته قبل ان ألقن تلك العاهرة درس لن تنساه.
.
.
.
.
.

كانت الاروقة شبه فارغة كون معضم طلبة السنوات الاخرى في فصولهم عدا فصل آليس و رايان الذي أنهى حصة الرياضة مبكراً جداً فما كان منهم غير تبديل ثيابهم الرياضية و العودة الى الفصل ، أثناء سيره حمل في يده الزجاجة الصغيرة التي وجدها في سلة مهملات الملعب و قد غرق في تفكيره تحديداً سؤاله لنفسه " لماذا عليّ التدخل؟ " مع كل مرة يعجز عن إقناع نفسه يخرج زفير حاد من حلقه ، فا في النهاية هو يرى أنها لا تستحق ما يحدث معها لا أكثر.

وضع الزجاجة في جيبه عندما دخل الى صفه و بدل ان يجلس على مقعده القريب من الباب كلف نفسه عناء النزول لبضع درجات فقط حتى يقف أمامها ، كانت ريتشل في تلك الاثناء مشغولة بالحديث مع إحدى الفتيات جالسةً على طاولة بكل ميوعة غير آبهة بسلوكها واضعة ساق فوق الاخرى ، لم تركز لما حولها ابداً الا عندما سمعت صوته كالرنين يطرب قلبها قبل أذنها لما ناداها:

- باركر!

التفت اليه و كلها رجاء بانها لا تحلم او حتى تتوهم لكن هيئته الفذة و تعابيره الباردة التي لم تستطع ان تطغى على سحر عيونه العسلية و كأن الاله شطر البرق لنصفيه أحده بقى في السماء و الاخر أعطاه اليه ليدرك كم هو محظوظ بحصوله على هذه الهدية الربانية .

أفاقت ريتشل من شرودها بسرعة بسبب ضربات قلبها التي تعزف سوناتا أجمل مما عزفه بتهوفن في حياته لتقول بتعلثم و لبكة حرجة:

- ن .. نعم ... أقصدتني؟

تمالك رايان نفسه من إبراز اي تعابير ساخرة فمجرد رؤية عينيها التي تفضح مكنونها شعر بذنب لانه سيخب ظنها بل لربما لو إضطر ليهين كرامتها ، أجاب على ذات الوصال المعهود:

- بلى ... هل يمكننا التحدث قليلاً في الخارج؟

وسط صدمة كل من حوله و تكذبيهم لما يرونه تجاهلت ريتشل كل ذلك بل و صارت تنسج من خيوط خيالها أحلام لا متناهية لتنهض بثقة عالية و نظرات مغرورة أشعلت حقد كل فتاة ترقبهما و مضت نحو الخارج كما طلب منها رايان ليقوم هو بلحاقها متجاهلاً همسات من حوله و نظراتهم الثاقبة .

إبتعدا قليلاً عن الباب ليظمن ان لا أحد قد يسمعهم ليتوقفا أخيراً بجانب الخزائن ، إستهلت ريتشل الامر عليه بسرعة بتعابيرها المبهجة لكن كل ذلك إحبط و بشدة بل و تحول الى فزع عندما أخرج رايان العلبة من جيبه ليقول و هو يرفع حاجباً بتعجب:

- ما هذا؟

لم يخفى عليه التغير السريع في ملامحها حتى و ان إدعت الجهل عندما قالت ببساطة :

- أظن أنه جل معطر لليدين ... ربما؟

ارتفعت زاوية فمه في شبحه إبتسامة ، فكما هم يستمتعون بإذلال من حولهم و إذيتهم فلما لا يحاول هو الاخر؟ ، أسهل طريقة لإحراج اي فتاة تعلم انها تكمن لك المشاعر هي بإعطائها أمل زائف لثواني ثم تسدد لها الضربة القاضية .

و هذا ما فعله رايان عندما انحنى قليلاً حتى ان شعره الحبري صار يداعب خد ريتشل المتجمدة مستنشقاً العبير الذي يفوح منها و قد أخذت أنامله تتحرك برقة على رقبتها راسماً خط رقيق بنعومة من أسفل أذنها حتى خدها بعد ان حول بصره ليدرس تقاسيم وجهها المتخدرة و وجنتاها التي كسحتهما الحمرة بسبب لمساته التي لم تتخطى الدقيقة ، همس لها جاعلاً صوته يطرب قلبها في إطراء:

- رائحتك لا تقل جمال عن وجهك.....

كادت تقسم ان قلبها قد خفق بقوة في تلك اللحظة لدرجة ظنت انه سمعه مع ذلك لم تبالي سامحة لنفسها بأن تنجرف مع التيار و تتخذ الخطوة التي لطالما حلمت ، فإقتربت منه ببطء كذلك كانت ترفع يديها نحوه لتستقر على صدره حالمة بهذه اللحظة الفاصلة فشفتاها توشك على تقبيله!

ذلك الجانب السيء من شخصيته المستمتع بتحطم من حوله ان مسوه و لو من دون قصد تغلغل في نفسه ليظهر الى العلن بعد إختبائه طوال الوقت خلف جدار الجليد الذي وضعه رايان عنواناً لشخصيته ، إبتسم بمكر و هو يوشك على الضحك بأعلى صوته فلم يتوقع أنه سيصل لهذه المرحلة بهذه السرعة بل في لحظات ، أردف جملته المبتورة بخبث تخللته سخرية مبطنة:

- و لكنهما كافيان ليغطيا على قبح نفسكِ.

فتحت ريتشل جفونها على مصرعيها و قد كانت قريبة جداً منه مما جعلها تصاب بالفزع من رؤيتها لتعابيره المرعبة التي تغيرت فجأة متى و كيف حصل هذا؟ لا تعلم شيء كلما تعرفه هي انها يجب ان تأخذ خطوات للخلف فقد دق ناقوس الخطر داخل عقلها و هذا ما فعلته لتسأل بتوتر :

- ما الذي تقصده؟ انا لا أفهم.

أمسك رايان بمعصمها الذي كان ما يزال يستقر على صدره و قد فاحت من كفها ذات الرائحة ليجيب مع بسمة مريبة نقشت على ثغره:

- اذا فسري لي هذه الرائحة التي تغطيك او قبل كل ذلك ... ألم تقعي و تصاب قدمك؟

سحبت ريتشل يديه من إحكام قبضته بسرعة و قد سرعت رعشة في كامل بدنها عندما أدركت انها كشفت فلم تجد غير الغرور و التكبر لتظهر له عكس ذلك:

- لقد كان التواء بسيط و قد شفى و لكنني لا أفهم سبب تحدثك عن رائحتي؟!

قرب الزجاجة من نفه و شم رائحتها المطابقة لرائحة ريتشل ليردف لها بجدية تخلله نبرته بعد ان سئم من كل هذا:

- ألم تسكبي هذا الجّل على حصان القفز حتى توقعي باترسون؟ إياك و الانكار فقد رأيت ذلك بأم عيني.

هو لم يرى بل لاحظ ذلك و لكن لا بأس بإضافة بعض من البهرات صحيح؟ فقط حتى يظمن انها لن تنكر أكثر من ذلك ، و قد افلح! غطت غشاوية مائية عينيها الفيروزية هي ليست غاضبة من انه كشفها بل لأنه خدعها و داس على قلبها و أهانها ، ذلك كان السبب الحقيقي وراء دموعها لكنها أبت و ان تخرج مشاعرها أكثر من ذلك فقالت مدعية البراءة و ندم:

- لقد كانت مزحة .. لم أقصد أذية آليس فلو أنني أعلم أنها ستصاب بشدة لما فعلتُ ذلك فكيف لي أذية صديقتي؟ ...

قاطعها رايان و قد أطبق على أسنانه بإشمئزاز قائلاً بحنق و شدة:

- توقفي أنتِ مثيرة لشفقة كفاية!

نفس قوي دخل رئتيها و كأنها شهقة ناتجة عن غرز سكين في صدرها ، لما عليه ان يكون قاسي هكذا؟ هل هذا ما يكمن خلف صمته و برودة تصرفاته ام أنه ليس سوى جزء من أحجزية؟! أردف رايان بجدية و صرامة غلبت على نبرته:

- أمامكِ خياران ... لا انتِ لستِ مُخيّرة بشيء .. في حال إستطاعت باترسون حضور الامتحان فسأحافظ على صمتي و أتستر عليكِ هذه المرة اما في حال لم تستطع .. فسأذهب الى المديرة فلانتين بنفسي و أخبرها بكل شيء حتى تتخذ التدابير الازمة و بقولي كل شيء أعني بما تفعلينه من أفعال مزعجة تجاه غيرك.

هذا كثير ... كثير عليها دفعة واحدة ، لو أنه صارحها منذ البداية لما شعرت بتحطم و الانكسار كما الان فبعد إقترابه منها زرع بذرة نمت بسرعة لتصبح شجرة ، و لكن ما تلبث هذه الشجرة حتى تتنفس ليقطعها من جذرها بكل وحشية ، تمتت بصوتها المخنوق وسط سيل مياه عينيها بغزارة:

- لماذا تفعل هذا؟ منذ متى و انت مهتم بما يحدث حولك؟ لماذا هي بتحديد؟! هل هناك علاقة ما بينكما؟

كان رايان قد إستدار بالفعل حتى يعود لفصله لكن أسئلتها إستوقفته قصراً دون رغبته ليأتي الدور و يطرح ذات الاسئلة على نفسه ، لكن بسبب لامبالاته و ببرودة مشاعره أجاب بكل بساطة دون تكلف:

- انت محقة فأنا بالكاد أعير أحد ما هنا ذرة إهتمام لكن ما فعلته اليوم شنيع و لا يغتفر فمهما كانت خلافات بينك و بينها فلا يحق أبداً انت تقومي بكسر عظامها....

إبتعد عنها ليتركها خلفه تسبح في دموعه و قد أكمل في نفسه بلين:

- و اظن لانها ليست قادرة على أخذ حقها ... لربما هي الشفقة لا أكثر.

أطبقت إحكام قبضتها حتى غرزت أظافرها في راحة يدها و إبيضت مفاصيلها دون ان تتوقف دموعها عن سيلان ، لكن ما لم يعرفه رايان انه بدل من أن يضع حد لهذه الافعال الصبيانية زاد كبر الفجوة بين ريتشل و آليس أكثر ، تمتمت ريتشل بصوت يفيض الحقد و الكره منه قائلة:

- لماذا على آليس ان تأخذ كل شيء ... ما المميز فيها عني؟ .. اولاً جايكوب ثم لويس و الان ... و الان رايان ... لن أقف مكتوفة اليدين هكذا سوف أجعلها تندم على اليوم أتت فيه للمدرسة.

مسحت دموعها بعنف و هي تلعن و تشتم في سخط عارم ، متوعدة بأن الايام القادمة معتمة اكثر مما تتصور!

*************

شمعة إشعلت لتنير قلب ملأت عتمة الوحدة ثناياه و كأنه لم يكن ، فكيف للوحدة ان تكون مرّة هكذا؟ بتفكير بأنها ضيعت وقتاً طويلاً و هي تتجرع من تلك المرارة بصمت تتسأل كيف تحملت؟

لم يمضي على تعرفها ببيل سوى ساعتان ، لكنها كانت كافية حتى تعيد إحياء إبتسامة سول الصادقة على ثغرها من جديد ، كانت بيل فتاة ثرثارة كثيرة الحديث و سؤال على عكس سول الهادئة تماماً .

فقد ظلت بيل تطرح الاسئلة على سول و هي تجيب بصدر رحب فقط ناذرة تلك المواقف التي تشرع فيها سول بسؤال بدل بيل ، كانت الفتاتان تسيران في أحدى الممرات حاملتان صندوقين صغيرين مناسبان لحجميهما ، قالت بيل ببهجة و إبتسامة واسعة ابرزت اضراسها:

- انا سعيدة لان المعلمة طلبت منها نحن الاثنان نقل الادوات الى المرسم .

هزت سول رأسها موافقة مع بسمة صغيرة زينت ثغرها لتواصل الاخرى في الحديث :

- اظن انها لاحظت صداقتنا لهذا اختارتنا نحن الاثنان .. الا تظنين ذلك؟

مالت سول برأسها قليلاً و لم تشيء ان تحبط أمال بيل بقولها انها اختارتهما صدفة بل وافقتها صوت هادئ:

- بلى .. أعتقد ذلك.

اتسعت إبتسامة بيل البريئة أكثر و قد بدت بغاية السعادة لسماعها هذا الى انها لم تدم لتحافظ على هذا الصمت المريح لتبدأ بالاسئلة:

- سول من تفضلين أكثر ديلان ام رايان؟

طرفت سول من السؤال المفاجئ و قد تزعزت الثقة فيها فإرتبكت اثناء رد عليها بسرعة :

- أفضلهما كلاهما فهما اخواي بعد كل شيء.

همهمت بيل بتفهم و قد طرأ في ذهنها شيء و رغم ترددها في القول الى انها تجرأت:

- هل هما جيدان حقا؟ .. اعني لقد سمعت بعض الشائعات تقول ان رئيس عائلة روتشايلد شخص بارد و قاسي جداً و قد طرد كثير من الموظفين اثناء توليه رئاسة المجموعة و لا يستطيع أحد مجاراته ابداً او حتى الاعراض عن أموامره ...

قاطعتها سول منكرة بعبوس و بلهجة هجومية:

- هذا غير صحيح! .. ديلان طيب و لطيف جداً و من المحال ان يفعل أشياء سيئة كهذا الا اذا أجبره العمل على إقصاء بعض الموظفين ... بتأكيد كونك لا تسمعين غير الشائعات سيكون من الصعب تصديق العكس.

اردفت جملتها الاخيرة بإستياء ما جعل بيل تندم على ما قالته لتبتسم لها و ترد بثقة و حماس اعترياها:

- لا تهمني الشائعات فأنا أصدق صديقتي و كونك تحبينه الى هذه الدرجة يثبت لي انه شخص جيد .. و أعتذر عما بدر مني لم أقصد إزعاجك.

إبتسمت الصغيرة ببهجة ليعتريها الشعور براحة كون ان هناك من يصدقها و يدعمها لهذه الدرجة بل و صارت ممتنة لأن بيل من صارت صديقتها ، وصلتا الى المرسم لتقوما بوضع الصناديق فيه و قبل ان تغادرا شهقت بيلين شهقة صغيرة عندما تذكرت شيء ما لتقول بإحباط:

- يا الهي كيف نسيت! لدي صف موسيقى بعد خمس دقائق يجب ان أذهب بسرعة.

تسألت سول بتعجب فهما في نفس الصف الى انها تدرك جيداً انهم لا يمتلكون حصة موسيقى اليوم لتجيب بيل عليها:

- لقد إشتركت في نادي الفنون منذ بداية السنة ، حتى ان والدتي تخصص لي دروس اضافية نهاية الاسبوع لتعلم العزف على البيانو.

لكن نبرتها المنزعجة و المحبطة تغيرت تماماً عندما أمسكت بكتف سول لتقول لها بحماس :

- ما رأيك بإنظمام انت لناديِ ايضاً ؟ سيكون ذلك رائعاً و سنبقى معاً دون ان نفترق.

لم تكن تلك فكرة سيئة فمن الجميل تعلم العزف على إحدى الالآت الموسيقية لكنها ترددت في الاجابة فعليها اولاً إستشارة تريس في الامر:

- لستُ أدري .. علي سؤال ديلان و تريس اولاً.

عبست بيل قليلاً من ردها الجاف و متردد لتقول بتعجب غزة على نبرتها اكثر من الخيبة:

- هل تخشين معارضتهما؟ أنه قرارك فلماذا أنت مترددة هكذا؟

وضعت سول أصبعها السبابة على خذها و قد أغلقت جفونها لبرهة قائلة بنبرة مفكرة:

- لا ليس هذا و لكن الا يجب ان أتعلم الاساسيات اولاً؟ مثل السلم الموسيقي و اشياء كهذه ثم .. اظن اننا نمتلك بيانو في المنزل لكنني لا أعلم ما اذا كان صالحاً ام لزينة.

إبتعدت بيل خطوة للخلف و قد رفعت يدها مودعة قائلة على وصالها المبتهج:

- اذا اظن انني سأستمع الى جوابكِ في الغد .. علي الذهاب الان الى القاء.

لم تعطي بيل فرصة لسول بأن تودعها او تقول لها اي شيء لتركض مسرعة ناحية وجههتها فقد تأخرت كثيراً ، ظلت سول واقفة في مكانها واضعة يدها تحت ذقنها بمفكرة قبل ان تنطق بتسأل:

- تُرى .. هل سيوافق رايان ايضاً؟

************

ا

كتفت آليس بضماضة متينة لفتها الطبيبة آمبر حول ذراعها و علقتها بحمالة حول عنقها و لتسكن ألمها كان عليها المخاطرة و أخذ بعض المسكنات الممنوعة عليها ، رغم شكها في كون ريتشل وراء الامر خاصة بعد حديثهما معاً الى انها لا تمتلك اي دليل ضددها كذلك هي واثقة من انه لم يكن حادث عرضيّ فقد أحست بملمس لزج تحت يدها مسبباً في إنزلاقها .

وصلت لصفها اثناء بدء الامتحان مباشرة لترى ان الاستاذ بلكاد شرع في توزيع الاوراق لتتوجه نحو مقعدها و انفها مرفوق في عزّة و غرور متجاهلة نظرات المتفاجئة و متعجبة التي كسحت وجوه الطلاب من حولها خاصة ريتشل التي علمت لتوها ان الحظ يقف في صفها على عكس رايان الذي صفع وجهه بإحباط لاعناً تصرف آليس الغبي هذا.

ما ان جلست في كرسيها حتى أتاها الاستاذ مسرعاً بوجه قلق ليعلمها في عجل:

- لقد أخبرني المدرب غانثر بما حصل لكِ و قد أخبرته بأنني سأقوم بتأجيل الامتحانك تستطعين الذهاب و الاستراحة في غرفة الطبيبة.

رسمت آليس إبتسامة لتحاول زرع الطمأنينة في نفس أستاذها لكن عيونها الذابلة و المتورمة من كثرة البكاء قلبت معاملم وجهها الى بائسة قائلاً:

- انا بخير الان فقد سمحت لي الطبيبة بالحضور ثم أنني قادرة على الكتابة بيدي اليسرى.

لم يشيء الاستاذ مناقشتها اكثر ليكتفي بهز رأسه و وضع ورقة الاسئلة أمامها ، التقطت قلماً بحماس و إبتسامة شقت وجنيتها لسهولة الاسئلة في منظورها بينما غيرها يواجه وقتاً عصيباً ؛ انتهت الحصة و انتهى الدوام معها ليأخذ الجميع حاجياتهم حتى يعودوا لمنازلهم .

تظاهرت ريتشل بتفتش في حقيبتها اثناء مرورها بجانب مقعد رايان الذي لاحظ حركتها الطفولية تلك ليبتسم في سخرية لكن سرعان ما تحولت الى انزعاج عندما رأى آليس تصعد المدرجات هي الاخرى و قد بدا الانهاك و تعب واضحين على محياها الذابل الى انه لم يكترث لذلك فقال بصوت منخفض عندما عبرت بجانبه:

- لو لم تأتي لنالت تلك الفتاة ما تستحق.

تعجبت من كلماته اكثر من طريقة حديثه لتقف حتى تعيره انتباهها عندما التفت اليه قائلة و هي ترفع حاجب بإستنكار:

- اذا أنت تقول أنها هي وراء هذا؟

نهض رايان من مقعده واضعاً حقيبته على كتف واحدة فقال على ذات اللهجة المعهودة:

- ان الامر واضح و لم يكن بحاجة لكل هذه التعقيدات لو أنكِ بقيتي في حجرة التمريض.

خطى خطوات ناوياً الذهاب لتوقفه نبرة آليس الجادة و حازمة عندما قالت:

- هذه ليست المرة الاولى التي يحدث لي موقف كهذا لذلك انا أعرف كيف أتصرف.

التفت اليها بوجه بارد ليرد على فوره بلامبالاة:

- لا انت ستحصلين على مزيد من الكسور لا أكثر.

سحبت آليس رأسها أنشاً الى الوراء بإستغراب و قد تفاجئت قليلاً منه فقالت متسائلة:

- و لماذا تبدو قلقاً هكذا؟

استدار اليها ليريها تعابيره الساخرة كاملة ليرد عليه بتكلف:

- انا أسخر منك لا اقلق عليك.

اسدلت آليس جفونها على فورها لتقول بصوت منخفض:

- هذا منطقي أكثر.

عند المدخل حيث إجتمعت أفواج الطلاب العائدين الى منازلهم كانت الغيوم تغطي السماء كحال الطقس البارد المعتاد لكن نور الشمس كان قادراً على فرض هيمنته و بقوة وسط الغيوم ليضفى جواً جميلاً لولا البرد القارس في الهواء .

أمسكت آليس ذراعها المجبورة برقة و قد تسللت بعض علامات الالم الى وجهها معلناً عن إنتهاء تأثير المسكن ، شعرت براحة عندما رأت سيارتها تنتظرها و قد تسلل شبح إبتسامة الى شفتيها المكتنزتين لكن ما لم تتوقع هو نزول ادريان بشكل مفاجئ من السيارة ليتجه صوبها على عجل .

شعرت بتوتر من رؤيته و قد بلعت ريقها فماذا ستقول له؟ بتفكير في ذلك هي تناست أمر عائلتها كلياً و على رأسهم ادريان الذي لن يقتنع ابداً بكونه حادث عرضي ، وقف امامها بتعابير قلقة ليضع يديه على كتفيها سائلاً بحدة:

- آليس ما الذي حدث لكِ؟ من الذي فعل بكِ هذا؟!

توترت آليس كثيراً و إرتبكت منه فلم تجد غير الابتسام له و تهدأته قائلة:

- لقد وقعت في حصة الرياضة انا بخير ... انه شرخ في عظم لا أكثر ....

قالت جملتها الاخير بعدم اكتراث لتندم لان ادريان صاح بها بغضب:

-ماذا؟! ....

ثم تحول بصره لما وراء آليس ، كانت الشرر يتطاير من عينيه عندما رأى جايكوب يسير واضعاً يديه في جيوب بنطاله فأخذت القدماه بتوجه صوبه و بقوة و قبل ان يمنحه حق التسأل و الاستغراب من ادريان أمسك به من ثيابه و رفعه قليلاً قائلاً و هو يصك على أسنانه في حقد:

- لقد تماديت كثيراً هذه المرة ايها الوغد.

ارتفعت قبضته فأوشك على لكم وجهه لولا تدخل آليس بيد واحدة محاولة إبعاد ادريان قدر الامكان ، قالت و هي تمسك بذراعه:

- لا علاقة لجايكوب هذه المرة لقد وقعت و آذيت نفسي بنفسي هو ليس في صفي حتى!

وسط تلك البلبله ظل جايكوب مستغرب مما يحدث الان حتى وقع بصره على ذراع آليس التي تربطبها حول عنقها بحمالة طبية لتبرز إبتسامته الساخرة لثواني بفهم قبل ان يزيحها و يقول بتهكم:

- انها محقة! ...أُّكد لك انني لم أفعل اي شيء بل انني لم ارها اليوم ابداً.

زمجر ادريان في وجهه و لم يقتنع ابداً بكلامه بل و شد عليه اكثر ناوياً ضربه الى ان آليس بذلت قصار جهدها في إبعاده حتى صدمها على ذراعها دون قصد لتتأوه من الالم بقوة منحنية قليلاً و هي تشد على ذراعها من فرط الالم ، انتبه ادريان اليها و كاد يسألها حتى نظرت اليه برجاء و الالم يعصرها قائلةً له:

- انا بخير .. دعنا نذهب الى مستشفى فممرضة لم تكن قادرة على وضع الجبيرة.

ارتخت تعابير الحاد ليعود القلق عليها لكنه لم ينسى جايكوب و غضبه المتأجج بسببه حتى أحاطت ذراع ما أحاطت به فكت وثاق ادريان و ابعدت جايكوب عنه ، لم يكن غير رايان الذي أبعدهما عن بعضهما قائلاً بحزم:

- ليس له اي يد هذه المرة كنت معها اثناء وقوعها في حصة الرياضة يستحسن ان تأخذها الى مستشفى قريب بسرعة.

لم يزد على كلامه اكثر من هذا بل وسحب جايكوب معه بعيداً اما ادريان فقد هدأ قليلاً بمساعه لذات الكلمات التي قالتها آليس لكن من فم آخر مما يثبت انها صادقة .

سحب رايان جايكوب خطوات كافية لإبتعاد قبل ان ينفض الاخر ذراعه عنه و يعدل هندامه قائلاً على وتيرته المستخفة:

- ما كان هذا الان؟ هل حقاً انقذتني؟

تجاهل سخريته الواضحة فهو لم يبالي ابداً بما كان ما سيحدث له بل سيستمتع برؤيته يضرب هو فقط تدخل عندما سمع صرخة آليس المتألمة ، نظر اليه بعيون ثاقبة و جمود طاغي مردفاً:

- كان علي التأكد من ان لا أحد سيشوه وجك عداي.

ألقى برده و ذهب دون المزيد من تضييع الوقت اما الاخر رغم انزعاجه مما حصل بدء من ادريان انتهاء برايان الى ان احداً لم يكن قادراً على رسم تلك الابتسامة الماكرة و الخبيثة غير رؤيته لسول و بيل يخرجان معاً و قد بدا عليهما الاستمتاع كثيراً ليهمس في نفسه بنصر:

- لقد التقطت القطة الصغيرة الطعم.

*******************************************

مرررررااااااااااحب يا شعب المارشميلو العظيم

كيفكم انشاء الله بخير

- تمسح عرق وهمي و تخرج زفير -

اخيراً كملت الفصل و في الموعد كمان

- تصفيق يا جماعة-

رغم انه مر اسبوع الا اني حاسة انه مر شهر و ما نزلتش فصل يمكن لان هذا راجع للحجر الصحي و الحبس في بيت

و لله هذا اطول اسبوع يمر علي فحياتي يا ريت العطلة هيك💔

الواحد لو بده يفتح موضوع الكورونا رح يبدأها هزار و ضحك لحتى يبعد عن الواقع الي فيه

رغم المسخرة الي صايرة في سوشل ميديا و كمية الاستهتار بين بعض الناس فياريت بس الناس الي تموت بالعشرات كل يوم تخبرهم لحتى يصحوا شوي

كلمة #خليك_في_الحوش
مش غلا فيك او حب لحتى العالم يوقف الدراسة و أشغاله بس مشان يعطيك عطلة

احنا خايفين عليك و على كل انسان حياته مهددة و على كل شبابنا و بناتنا من الضياع حتى لو تعبت من الوضع استحمل هذه محنة و تعدي انشاء الله

بإذن الله بعد كم سنة يجي حد يقرا الفصل حيضحك و مرات يسأل شو هي الكورونا؟

بذكر الفصلللللللللللل اااااااااااااع

اخباره ايه معاكم؟

ريتشل شغلت وضع الدايركت على طول بس حبيب قلبي انتقم منها💖💖💖

رغم اني حاولت قدر الامكان اني اطلع الفصل بالمستوى المطلوب بس لسا حاسة بشيء ناقص او مش عاجبني مش عارفة اتمنى انه عجبكم انتم اهم شيء

اكتشفت اني قادرة انزل فصلين في الاسبوع لو يفصلو النت من علي لأسبوع😂🌚💔

- انا شيفاكم بتدعوا يفصل علي النت👀-

شيفاااااااكم هعهعهعهعهعهعععع

لا بجد و لله الفصل هذه بدات كتابته يوم الاثنين و توقعت اخلصه الخميس لولا ان بابا اشترك في باقة نت من جديد فضربت ام الكتابة و على طول رحت اقرأ مانهوا

غايز في شغلة مهمة لازمتكم فيها

بدي شخص يكون مساعدي و ذراعي اليمين اي شخص عنده القدرة الكتابة الصور و تصميم فيديوهات و يكون اكبر مني او على الاقل يكون مطلع و آرآئه منطقية

سو لو حد يقدر يساعدني و يقف جنبي أتمنى انك تعلق هنا

عارفة ان طلبي سخيف شوي و متشرط كثير بس و لله حسيت في بالعجز في كم نقطة و الفون مش مساعدني لهيك طلبت منكم

اخر شيء حبايبي لو حابين الفصل الجاي ينزل بوقت أسرع

100 تعليق + 28 فوت

ما أقبل الايموجي و على الاقل يكون في سبعة اشخاص معلقين

شريرة صح؟

دمتم في امان الله و حفظه😘💖

Continue Reading

You'll Also Like

2.2M 126K 200
رومانسي حزين إثارة جريمة
5.8M 166K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
172K 14.8K 37
" هل فكرتي مسبقاً في التحرر من قيودكِ؟ " همس بجانب أذني بنبرة أجشة، و سرت القشعريرة عندما بدأت أناملهُ تلمس خاصتي، ثم ببطئ تتشابك معها لتكون من كفّا...
4.3K 995 36
افعل ما يحلو لك. هم سـ يكرهونك. لكنهم بكل الأحوال سيفعلون." حليب - قصة بفصول قصيرة