أغنية أبريل|| April Song

By Sanshironi

391K 30.3K 26.9K

الثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه... More

الفصل الاول: كابوس من جديد!
الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار
الفصل الثالث: أنت مجنونة!
الفصل الخامس : قطة بأذان دب
الفصل السادس : لماذا القدر يتلاعب بي؟
الفصل السابع: لمرة واحدة فقط
الفصل الثامن : كوني بخير
الفصل التاسع : ابن الموظف
الفصل العاشر : التقينا مجدداً
الفصل الحادي عشر: لحن المساء
الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة
الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة
الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟
الفصل الخامس عشر : لأنك أخي
الفصل السادس عشر : ذكرى تحت المطر
الفصل السابع عشر : حرب غير متوقعة
الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى
الفصل التاسع عشر : روابط مزيفة
الحساااااااااااب رجعععععععععععع🎇🎉🎉🎇🎊🎊🎊
الفصل العشرون : قناعة كاذبة
الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول
الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني
الفصل الثالث و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثالث
الفصل الرابع و العشرون : الاميرة النعسة
الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير
الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟
الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!
الفصل الثامن و العشرون : صديق
الفصل التاسع و العشرون : ضغائن متبادلة
الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات
الفصل الواحد و الثلاثون : عيون حاقدة
الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة
الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن
الفصل الرابع و الثلاثون : ثمانية عشر شمعة
الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان
الفصل السادس و الثلاثون : حقيقة ما تم إخفاءه بالماضي
الفصل السابع و الثلاثون : انتهت اللعبة
الفصل الثامن و الثلاثون : الليالي التي لن تموت
الفصل التاسع و الثلاثون : المفكرة البيضاء
الفصل الاربعون : تحامل
الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة
الفصل الثاني و الاربعون : مقيد
الفصل الثالث و الاربعون : تذكر أغنيتي
الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع
الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

الفصل الرابع : سندريلا الغناء

10.1K 836 231
By Sanshironi


سندريلا؟ ....

لقد سمعت عنها كثيراً ... أليست تلك الفتاة التي كانت تعمل و تعاني من زوجة أبيها و أختيها.

و في نهاية صارت أميرة!

و لكنها لم تعاني من التمنر اليومي من قبل اممم تقريباً .... ثلث المدرسة؟ ربما فمن يضعون وقتهم بإزعاجي لا يتعدون الثلث اما البيقة اما يتجاهلون وجودي او لا يعرفونني حتى ، اليس ذلك رائعاً نوعاً ما؟

تنمر ، إزعاج ، مضايقة ، كل الطرق تؤدي الى روما ؛ و روما هنا هي أنا! سندريلا الغناء ....

ان كنت تتسألون عن نعت نفسي لسندريلا رغم كوني مختلفة عنها كثيراً ، حسنا ... ليس فقط في المظهر او في الحياة بل في كل شيء تقريباً ... لكني مع ذلك مازلت ارى نفسي سندريلا .... سندريلا الغناء على الاقل.

او هكذا لقبوني ....

شركة (WOC) هي واحدة من اشهر الشركات في الانتاج السنمائي و مسلسلات الكرتون الاروبية ، انها تشبه شركة ديزني الشهيرة كثيراً .

عمي هو صاحب هذه الشركة التي كان أبي مالكها في الاصل ، قبل ان يستلم عمي إدارة الشركة بسنة واحدة أطلقت شركة Woc التي هي إختصار لجملة world of Cartoons فيلم بعنوان " سندريلا الغناء " كنت صغيرة آنذاك و قد اكتشف أبي إمكانياتي الصوتية حينها .

كانت مجرد تجربة آداء لمعرفة ما ان كان صوتي الطفولي مناسب لمقاطع الموسيقية في الفيلم و ياللحظ! .... إتضح انني من كان الشخص المناسب لهذا الدور .

عُرض الفيلم في كل صالات السينما حول العالم و لاقى رواجاً هائلاً! بل انه إحتل المركز الاول في شبابيك التذاكر لمدة 3 أسابيع متتالية ... مع تلك الشهرة الذي إكتسبها الفيلم و ذلك النجاح التي لاقته الشركة بقى أسم مؤدي صوت البطلة و الاغاني مجهولاً!

لماذا؟ ...

لان أبي قام بتكتم على ذلك ، لقد منع منعاً باتاً ظهور و لو تلميح صغير عني ما زاد من شهرة الفيلم و أثار ضجة كبير خاصة عن الفتاة المجهولة التي أدت دور البطلة التي كان أسمها آليس!

لقد سمى أبي البطلة الكرتونية بإسمي ما زاد من ظهور الشائعات و الكثير من النظريات .... السبب حول تكتم أبي هو انه لم يريد مني ان أصير مشهورة لانني حينها سأضيع عن حلمي الذي كنت أنقشه منذ طفولتي .... أريد ان أصبح عالمة فضاء.

و شهرة ستكون عائقاً كبيراً في طريقي و كان هناك سبب أكثر خطورة هو الادمان في المستقبل ، اكثر الاشخاص الذين يكتسبون الشهرة في صغرهم و يكبرون تحت الاضواء ينتهي بهم المطاف أما مدمنين او منتحرين! لهذا السبب كان ابي رافضاً للفكرة تماماً.

حتى مع تسلم عمي الادارة منذ عشر سنوات مازال ذلك العقد قائماً ، العقد الذي ينص على إخفاء هويتي و عدم التلميح عني حتى أبلغ سن الثامنة عشرة و تنتهي صلاحية العقد .... حينها لن يكون هناك ما يسمى بسندريلا الغناء ابداً.

لا بأس في كل مرة اذكر نفسي انه مازالت امامي سنتان فقط و انهي جحيمي الدراسي و حياتي الموسيقية الى الابد ، دفعة من الامل هي ما تبقيني على قيد الحياة حتى الان .....

لننتقل الى الموضوع الاهم الان!

ذلك الفتى الغريب! .....

لنسميه توماس شلبي حسناً؟

ذلك الوغد كاد يخلع لي ذراعي ... اقسم انني ما زالت اشعر بألم في كتفي ، ما الذي يأكله بحق خالق الجحيم في الصباح! مسامير؟

و الادهى من ذلك هو كلامه المرعب! أحقاً هو غير مبالي بحياة البشر الى هذا الحد؟ ... لا لا انا جادة! لقد درست جسده و ردود فعله جيداً و قد كانت جامدة ، مظلمة الى لدرجة انني خفت من الاختفاء داخل الظلام اذ ما غصت أكثر .

انه ليس بشخص طبيعي!

الجيد في الامر انه تركني و لم يعرني اي اهتمام في الواقع ليس لدي اي نية في زيادة عدد المتنمرين اكثر .... مثير لسخرية!

انهيت باقي يومي الدراسي الاول بسلام نوعاً ما ، ربما لان ريتشل و المدعو جايكوب و ميلي لم يهتموا بوجودي اليوم و ذلك بسبب المدعو روتشايلد قريب ذلك المعتوه على الاغلب .... شكرا جزيلاً لك روتشايلد لانك جذبت انتباههم عني .

عدت الى المنزل بمفردي لان ادريان لديه محاضرة اخرى على الاغلب ، حسنا شيء جيد اخر كلما قلت لقائاتنا كلما زادت فرصتي في قضاء باقي اليوم بسلام .

انه يستفزني لدرجة الغليان .

ارتميت او انبطحت على سريري بعد ان بدلت ملابسي لأخرى مريحة و أدع من صورة سوداء تتكون داخل دماغي تليه شعور الراحة و سكينة ..... كم أحب النوم .... و الوسائد و الاغطية و كل شيء يتصل و لو قليلاً بنوم.

هل تعلمون ان حيوان الكسلان يقضي ساعة واحدة في الاكل و البحث عن شريك حياته اما 23 ساعة متبقية يقضيها في النوم! .... انه المخلوق الوحيد الذي إستطاع فهم الدنيا بشكل الصحيح ، انت قدوتي ايها الكسلان.

لم استيقظ الا بعد اربعة ساعات لانني لست الكسلان لأسف و الجميل في الموضوع انهم لم يكلفوا انفسهم عناء ايقاظي على غداء! .... حسنا ليس الامر و كأنني لست معتادة عليه.

خرجت من غرفتي لاتجه الى المطبخ و انا اترنح مثل الثملة من شدة الجوع ، عصافير بطني تحولت لدينصورات تزأر مطالبةً بطعام.

عندما كنت انزل الدرج الحلزوني بتكاسل فرأيت ادريان في بداية الدرج و قد توقف في مكانه ما ان رأني هو الاخر... هل انا اتوهم ام انه ينظر الي؟

راودني الشك في ثيابي اذ كنت ارتدي قطعتين من ثياب الداخلية ، اقشعر بدني و شعرت بالخوف فنظرت نحو ثيابي مباشرة لكنني كنت ارتدي شورت قطني يصل الى منتصف فخذي رمادي اللون و بلوزا من دون اكمام ذات رقبة واسعة بلون الزهري اضطررت الى ارتداء قميص داخلي باللون الرمادي حتى لا تبرز حمالة صدري ....

ربما قد يكون هذا اقرب الى ثياب النوم التي لانخرج بها ابداً خارج الغرفة لكنه ادريان بحق! ... و كأنه سينظر او يعير فتاة مثلي اي انتباه بغض النظر عن اننا كنا نستحم معاً في طفولتنا .... اووي لا أريد تذكر ماضيّ المحرج .

اطالت نظراته نحوي فإضطرت الى سؤاله:

- ماذا؟ هل هناك شيء ما على ثيابي؟

طرف عدة مرات ثم اكمل صعود الدرج بسرعة ليمر بجانبي قائلاً:

- لا شيء!

اوووووه .... انه منزعج! اتمنى ان اكون خارج الموضوع ...

- آليس .... بعد العشاء تعالي الى غرفتي.

جدياً؟! لماذا لم اتمنى العكس؟ اللعنة هل حصل على علامة سيئة على البحث؟ لا .. لا مستحيل لقد بذلت قصار جهدي فيه لكن لماذا هو منزعج؟ بل الاحرى لماذا يريدني المجيء الى غرفته بعد العشاء؟ .... عاهرات أفكاري باتت تحضر الافكار سودوية لرأسي.

( تصحيح * بنات أفكار * )

نزلت باقي الدرج و انا انذب حظي التعيس ، اقسم ان الكلاب تمتلك حظ أفضل مني .... دخلت المطبخ او ارتميت على كرسي الذي برأس الطاولة و نطحت رأسي بها بقوة فلم اكلف نفسي عناء رفعه عندما سمعت صوت مولي و هي تحدثني بقلق:

- آنستي! .... ما الامر هل تشعرين بأي الم؟

هززت رأسي للجانبين و هي ما زال على الطاولة لأقول لها بنبرة شبه باكية:

- ادريان منزعج! و هو يريد مني الجيء الى غرفته بعد العشاء.... اخشى انه منزعج مني .. ياللهي لماذا لا يمضي شهر واحد من دون ان اعاقب!

ضحكت مولي بقوة مما جعلني ارفع رأسي بسرعة و ارمقها منزعجة تعني - هل هذا وقت الضحك الان؟!- لتتوقف عن ذلك و تأخد كرسيها بجانبي قائلة و هي تحاول كبت ضحكتها:

- منزعج منك؟ ... لماذا قد ينزعج منك ما دمتي لم تفعلي اي شيء.

عقدت حاجبي بعدم فهم ثم قلت بتهكم:

- هااا؟ ... لقد كان ينظر الي بتفحص ثم طلب مني المجيء الي غرفته و قد بدى منزعج جداً!

هزت مولي رأسها للجانبين ، لتقترب مني و تهمس :

- السيد الشاب لم يكن غاضب عندما عاد لقد تلقى مكالمة هاتفية منذ قليلاً و قد كان يصرخ على المتصل.

طرفت عدة مرات ، ليس مِنْ ما عرفته الان بل من ان هذه الخادمة تعلم كل صغيرة و كبيرة في هذا البيت و كأنني قطعة أثاث هنا ، تنهدت و نظرت اليها بعتاب:

- مولي كم مرة علي ان اقول لك الا تحشري انفك في امورهم ... اقسم لك ان عرفت السيدة لوريندا بهذا فستجلك طعام لكلاب الحراسة! او أسوء .... منشفة تمسح بها دهان وجهها.

( تصحيح * مساحيق تجميل * )

حركت مولي يدها بعشوائية لتردف بسخرية:

- ليس و كأنني ارغب حقاً بمعرفة كل شيء و فليس ذنبي ان كنت اتواجد دائما في موقع الحدث.

امممم ... محقة! هذه المرأة تمتلك حظ غريب في معرفة كل ما يدور هنا و الغريب اكثر ان كل شيء يحدث بصدفة! لو كانت صحفية لكانت ناجحة بشكل رهيب...

- لقد جعلتني انحرف عن ما كنت قادمة لأجله انا جاائعة ... اعطي شيء لأكله.

تحدثت و انا ارسم وجه عابس مصطنع لربما تعطف عليا هذه الثرثارة و تسكت لكنها
ضربتني بخفة على كتفي لتنهض من على الكرسي قائلة:

- العشاء سيكون جاهز بعد ساعتين لا تفسدي شهيتك .

ساعتان! ... هذا مستحيل قد أهضم نفسي و انا أنتظر ، ضربت الطاولة بإحتجاج و حركت رجلي بالهواء و كأنني طفلة صارخة:

- و لكنني جائعة!

وضعت مولي صحن كبير من الفاكهة على الطاولة امامي ثم قالت:

- كلي بعض الفاكهة ريثما ينضج الطعام.

فاكهة ... فاكهة أيتها الشريرة ما بيد حيلة ،
نفخت خديي بإنزعاج لأتناول تفاحة ثم نهضت حتى أعود الى غرفتي، اخرجت دفتر ذو غلاف احمر و أخذت أدرس مع ان الدراسة تجعلني افكر و تفكير يستهلك من طاقتي و عندما تستهلك طاقة الجسد يشعر بالجوع .... أين أقرب طريق للجحيم أرجوك.

ساعتان مرتا علي كدت أكل فيها ملابسي ، نزلت اخيراً لأتجه نحو غرفة الطعام لأجد كل من عمي باتريك و زوجته لوريندا كذلك ذلك المنزعج الاشقر ادريان ... و انا من كان يظن انني أبكرت بسبب الجوع.

جلست مكاني بجانب ادريان لتأتي الاطباق من بعدي على الفور ، كل يتناول طعامه في هدوء تام دون اي احاديث جانبية كالعادة لكن الهدوء تم قطعه عندما اصدر هاتف عمي باتريك صوت رنين معلناً عن تنبيه او وصول رسالة .

وضع الملعقة جانباً ثم تناول هاتفه لينظر الى المحتوى المعروض ثم حدق .... بي أنا؟

تجاهلت تحديقه الغير مبشر أبداً و تظاهرت بأنني لم أره و انني كنت منغمسة في طعامي ، رغم اني لا أعلم لماذا فعلت ذلك و لكن من باب الحيطة فقط .

نطق عمي باتريك بأسمي ، رغم انتفاض جسدي الغير ملحوظ لكنني طالعته بإستفهام ليردف هو بنبرته الجامدة:

- غداً .. لديك مراجعة لدى دكتور القلب في مستشفى رويال ماسدين.

لو كنت أكل الان لإختنقت بطعامي لكن ادريان فعل فناولته أمه كأس ماء ليشربها دفعة واحدة ثم شعرت به ينظر نحوي ، اما أنا فقد كانت يدياي ترتعشان اسفل الطاولة مع ذلك أبقيت على جمود تعابيري قدر المستطاع ، ردت بهدوء :

- حسناً سأتصل بخالتي و اعلمها حتى تحجز لي موعد عنده.

هز رأسه ليكمل طعامه كما فعل البقية اما انا فقد فقدت الشهية بعد ان كنت أموت جوعاً ....

انزلت رأسي و ثبت عيوني على طبقي و ملايين الافكار تتناطح داخل دوامة سوداوية في عقلي ... شعور سيء يضيق مجرى تنفسي رغم انني لا أعلم سببه فقط ... أنه يورقني كثيراً ، سمعت صوت لوريندا تحدثني بنبرة شامتة :

- آليس لماذا توقفتي على الاكل يا صغيرتي؟ انت في سن النمو لذلك عليك الحفاظ على وجبات طعامك فلا نريد مشاكل اخرى اذ ما حصل و فقدتي الوعي من نقص الفيتامينات.

انهت جملتها بإبتسامة مستمتعة ، هل أبدو لك كعرض مسرحي فكاهي أيتها العاهرة؟ ردت بهدوء تحمل بعض السخرية في طياتها:

- شكراً على أهتمامك سيدة باترسون و لكنني تناولت بعض الفاكهة قبل العشاء لذلك احس بشبع الان.

حركت لوريندا رأسها اجاباً لتزم شفتيها ثم تقول:

- الفاكهة جيدة ايضاً ... لا بأس اذاً.

لم تكن لدي اي نية في بقاء أكثر فنهضت و انا أرسم إبتسامة متكلفة :

- لقد شبعت .... عن أذنكم الان.

عدت لغرفتي لأصفع الباب بقوة خلفي ثم رميت جسدي فوق السرير ، الالف الافكار السيئة منها و الجيدة ظلت تتداخل و تتشابك و تتزاوج داخل عقلي ، اين يكن فقد كنت راغبة بنوم حتى أنهي هذا اليوم الملعون بأي طريقة .

لكن يبدو انه لا يريد الانتهاء بهذه السهولة فقد سمعت صوت طرق الباب تليه دخول احدهم دون ان حتى ان أذن له بدخول ليقول بتسأل:

- آليس هل انت بخير؟

نظرت نحوه بذهول ، لست منذهلة لانه ادريان بل لانني أراه قلقاً اكثر مني ؛ لم أرد زيادة الوضع بؤساً فبدلت تعابيري لأخرى مستفزة فوضعت خدي على راحة يدي و قائلة مع ابتسامة جانبية:

- و منذ متى و انت تهتم؟

دخل و أقفل الباب خلفه فرد مع إبتسامة هادئة:

- منذ اللحظة التي حصلت فيها على 97 درجة على البحث اليوم .

لمعت عيناي كالهرة الصغيرة لأنهض جالسة و قد كدت أسأله بلهفة لكنني فقدت ذلك الحماس و فضلت الصمت ، تربعت على السريري ممسكة برجلي لأسأله مجدداً:

- ما تريد؟

مشى ادريان داخل الغرفة قائلاً بتحادق:

- هناك مثل يقول الا لم يأتوا اليك فإذهب اليهم .

قلبت عيناي و صححت له قوله :

- المثل يقول الا لم يأتوا معك فإذهب معهم!

رفع كتفيه بعدم مبالاة ثم تحدث بجدية :

- ان سيد لتشاردو يريد منك المجيء الى الاستوديو غداً حتى يناقش معك الاغنية الجديدة.

أغنية جديدة؟ زاد حماسي فسألته بلهفة:

- اي أغنية؟

إبتسم ادريان إبتسامة لطيفة ... أجل لطيفة و رد علي :

- سوف تقومين بغناء شارة النهاية للفلم تعمل الشركة عليه الان.

كدت أقفز من على السرير لكنني اكتفت بصراخ بحماس ضامة يدي الى صدري ، سمعت صوت ضحك ادريان على تصرفي ، لقد استطاع هذا الابله تحسين مزاجي كثيرا و قد شعرت بشيء من راحة .

عدلت من جلستي لأقول بمرح مع بعض السخرية:

- كدت اقفز عليك و اخذك في عناق كبير لكنني إستعدت صوابي سريعاً.

رفع حاجبه ليرد بإستنكار:

- و كأنني كنت سأسمح بشيء كهذا!

نهرته بسرعة :

- كاااذب ... استطيع رؤية هذا في عينيك.

لحظة صمت مرت علينا لننفجر ضحكاً على سخافة ما قالته .... الى ان لحظة الضحك كانت عابرة قبل ان يقول ادريان بحزم:

- سأذهب معك!

بتأكيد فلهذا السبب جاء الي ... أرخيت ملامحي لأرد بهدوء يحمل شيء من الاستقرار :

- لا اظن ان خالتي ستكون سعيدة برؤيتك.

حاولت عدم إظهار اي مشاعر في نبرة صوتي لكنني فشلت ، رد علي بشيء من الرجاء:

- الا تستطعين اقناعها؟

قلت مفكرة:

- لست ادري انها عنيدة و .... عنيدة!

زم شفتيه و هو يحرك رأسه بتفهم فنهض و وضع كلتا يديه في جيوبه فقال معلناً:

- علي اي حال ... سأعلم السيد لتشاردو انك لن تستطيعي المجيء غداً.

اومأت له ليتحرك خارج الغرفة لكنني أوقفته قائلة:

- ادريان ..... شكراً.

التفت الي ليرمقني بإستغراب ثم ابتسم ابتسامة جانبية ليقول بمكر:

- اظن انك ستندمين على شكري لاحقاً.

- اممم ... بلى .. اما الان فشكراً.

لا أعلم ماذا جرى بعد ذلك كان ادريان يبتسم في وجهي طول الوقت حتى ظننت انه محموم او ربما احدى اعراض الشفقة!

في اليوم التالي ذهبت الى المدرسة معه ايضاً الى انه حافظ على صمته طول الطريق ، اما انا فكدت اكسر اصابعي من كثرة عقدها ببعضها البعض في توتر .

مضى اليوم على خير تقريباً ريتشل لم تفوت فرصة و تسخر مني و انا ايضاً ردت عليها لكنني التزمت الحدود فلم اكثر معها الثرثرة ، جايكوب اسقطني من الدرج ليجعلني أضحوكة و لم ارى ميلي او في الواقع هي لم تراني و قد بدت مشغولة في شيء ما .

مع ذلك لم أشعر بشيء لا بذلك الغضب و لا بإنزعاج او حتى براحة اثناء ذهابي لسطح ، لا شيء فقط توتر و قلق و كأنني في مسابقة من سيربح المليون.

عند انتهاء الدوام ارسل الي ادريان رسالة يعلمني فيها انه لن يستطيع القدوم معي بسبب بعض الاعمال المهمة .

حسناً تمنيت ان يحصل شيء كهذا لان خالتي جيني لن تكون سعيدة برؤيته ابداً ، على ذكرها وجدتها تنتظرني امام البوابة و هي ترتدي المأزر الطبي فوق ثيابها .

ان خالتي جيني طبيبة أطفال تعمل في مستشفى رويال مارسيدن لذلك هي من تقوم بالحجز لي لدي الطبيب دائما و هي من ترافقني في كل مرة .... بالمناسبة هي ليست بقريبة لي لكنها كانت صديقة أمي الحميمة.

ما ان توقفت امامها حتى انزلتُ رأسي بحركة لا ايرادية و اكأنني اترجاها الا تأخذني ، لكنها وضعت يدها على كتفي لتقول مع بسمة صغيرة:

- هل أنت جاهزة؟

نظرت لها لأبتسم بمرارة و اومأت ايجاباً ثم ركبت السيارة معها ، طوال الطريق كانت تطمأنني و تخبرني بأن لا شيء يدعو للخوف .

ذهبنا الى المشفى و قمت بعمل تخطيط للقلب و صورة رنين مغناطيسي اخبرنا المخبري انها تحتاج الى ساعتين حتى تظهر الصورة و يكتب التقرير و بما ان خالتي جيني تعمل هنا فلم يكن مني سوى التمشي في حديقة المشفى حتى يأتي الموعد....

و انا أمشي كنت أراهام ... كل مريض هو نزيل هنا كنت أراهام ، " هل سأنظم اليهم انا ايضاً؟ " سألت نفسي بوهن لكنني تخلصت من تلك الفكرة بسرعة فلطالما كانت لدي إيرادة صلبة كالحديد و تفاؤل بالمستقبل ... او هكذا ظننت.

.
.
.
.

- آليس هل تتناولين دوائك بإنتظام؟

طرفت عدة مرات و حدقت نحو خالتي التي ترسل الي نظرات مستفسرة فردت عليه فوراً:

- بلى ... حتى انني لم اتأخر عن موعد ابداً!

تنهد الطبيب ثم وضع التقرير جانباً ليزيحه نظاراته كذلك ، تلك النظرة في عينيه ترعبني لكن ما أرعبني هو حديثه اذ قال بتسأل:

- اذا لماذا تزداد حالتك سوءاً؟ هل تمرين بإي ضغوطات نفسية او جسدية؟ هل هناك شيء يشغل تفكير و يستهلك جهدك؟ الدواء! ... هل تتناولين مهدئات او عقاقير دون وصفة طبية؟

اشار الطبيب الى الصورة الاشعاعية الظاهرة على شاشة المكبرة ليردف:

- انت تعانين من فشل في بطين الايسر من القلب ... و لكن من المفطرد انه مع العلاج يجب ان يقلل تيبس في جدار البطين الايسر و ان يؤدي واجبه حتى و لم يكن بالكفائة المطلوبة فمادام انه يضخ الدم المؤكسج الى الجسم فهذا المهم الان ، لكن الصور تبين ان هناك تضخم في الجدار مما يسبب في اختلال نُظم القلب و هذا لا يجدر به الحصول ابداً الا في حالة عدم اخذك لأدويتك في المواعيد المحددة او تعرضك الى ضغط نفسي شديد ايضافة الى عدم اهتمامك بوجباتك و الابتعاد عن دهون و بروتينات الزائدة عن حدها.

ما هذا ما هذا؟ صرت اشعر ان جسدي صار قطعة خردة لا فائدة منها اكل هذا بسبب بعض الظغوطات النفسية مع انني اقن انني ادرك ما يؤثر علي و ما لا يفعل ... لكن هذا لم يحصل ابدا!

هتفت بسرعة لانفي كل ذلك:

- انا اهتم بوجباتي جيداً كما وصفته لي خبيرة التغذية و لا اتناول اي نوع من مسكنات او عقاقير الاخرى حتى انني لا امارس الرياضة فكيف زادت حالتي سوءاً؟

حينها قامت خالتي و قد بدت غاضبة جداً و هذا ما توقعته منها فقالت بإنفعال:

- ايها الطبيب! انا واثقة من ان عائلة باترسون يقسون عليها نفسياً و هذا ما يفسر تراجع في صحة قلبها!

- هل هذا صحيح؟

نظر الي الطبيب بحاجب مرفوع فإزدادت ضربات قلبي خوفاً و بصري يتنقل بين خالتي و الطبيب ، قلت بإستنكار:

- ان خالتي تبالغ ... ليس ... ليس الامر انني اهتم لهم.

- اليس .. هل تدركين ما مدى خطورة العامل النفسي على قلبك؟ ربما قد تقنعين نفسك انك غير مهتمة لان قلبك من يتلقى الضرر بدل عنك! ما يزال امامك الوقت حتى تبلغي الثامنة عشر حينها فقط العملية هي التي ستقرر مصيرك! لا نريد ان نزيد الامر سوء كلما كان وضع قلبك سيء كلما قلّت نسبة نجاح العملية.

طأطأت رأسي لاني لم اعرف ما اقوله ، كلماته اخرستني ليس لانه يقول الحقيقة فقط بل و كأنه يقول انه لا يوجد سبب لتعجيل موتي!

لقد كان كل شيء واضح منذ البداية لا يمكنني الاستمرار بقيت حياتي على الادوية! و ذلك يرجع الى الوضع النفسي السيء الذي اعيشه لهذا لم يكن هناك خيار اخر سوى عملية زرع قلب جديد .... حتى ذلك الوقت يجدر بي الحفاظ على صحتي بإستماتة.

كان يجدر بي الحفاظ على صحتي تحت المعيار المناسب و ذلك حتى يستطيع تحمل المخدر اثناء اجراء العملية حينها فقط ... ان نجحت العملية فسأعود فتاة طبيعية ، فتاة لا تصاحبها كلمة عليلة ابداً ؛ سأعود لتناول كل ما أريد و لأمارس الرياضة دون قلق و تحمل ضغوطات كأي إنسان طبيعي ... بلى طبيعي.

لم اعر اين من هذا و ذاك اي اهمية يوماً! لانني و في مكان ما كان في قلبي ادرك انني استحق الموت!

اكمل الطبيب كلامه و خالتي ظلت تناقشه في بعض النقاط اما انا فقد فقدت حاسة السمع لقد توقفت الاصوات من الدخول الى اذني او انني من توقف عن اعارتها اي اهتمام ..

.
.
.

بعد ان انتهينا لم تُرد خالتي العودة فوراً للمنزل ، انهيت هي كذلك عملها باكراً و ذهبنا لمقهى لطيف يقع في الاطرف الاخر من لشارع بجانب الحديقة العامة .

في العادة كنت أسعد كثيراً في كل مرة تصطحبني فيها خالتي لكن هذه المرة ، لم أشعر بأي شيء ابداً ؛ عقلي فارغ تماماً رغم كوني شاردة طول الوقت الا انني شردت في الا شيء .

لستُ أعلم حاولت كثيراً التفكير في اي شيء سعيد او حزين لكن لم ينفع ابداً ، لازلت عاجزة عن معرفة سبب فراغي هذا و كأن قلبي تحول لقطعة حجر او ان عقلي توقف عن العمل.

خالتي ايضاً لم تقل اي شيء طول الطريق فأدركت حينها انها تنوي ادخار كلامها حتى نصل ، انا ممتنة لها كثيراً.

- آليس ...هل ترغبين بشرب شيء ما؟

سألتني خالتي فجأة لأنتبه لناذل الذي يقف بجانب الطاولة ينتظر مني أن أجيبه ، هززت رأسي للجانبين و قلت له :

- لا شكراً ... فقط كوب ماء .

دون الناذل ذلك في ورقة ثم ذهب ، انسدت ذقني على راحة يدي ثم شردت في زجاج المطل على الشارع ، لقد حل المساء بالفعل و جو صار اكثر برودة أستطيع رؤية المارة يضعون أيديهم في جيوبهم او ينفخون فيها حتى تدفء .

- آليس .... لن أقول لك ان كل شيء سيكون على ما يرام مثل كل مرة ... بل أريد المعرفة! معرفة سبب تراجع صحتك المستمر ، ان كانت عائلة باترسون لا تقسوا عليك كما تتدعين و تتناولين وجبات صحية اذا لماذا وصلت لهذه الحال؟

قالت كلامها المفاجئ و كأنها ليست مقتنعة بكلامي ، في الحقيقة انا ايضاً أجهل السبب ؛ لماذا صحتي و تدهور بينما أحافظ على مواعيد دوائي و كذلك و جباتي حتى العقاقير المهدئة و المنومة كذلك الكافيين ... جمعيها لم تدخل جوفي ابداً.

سؤالها ذاك جعلني في حيرة من أمري و مهما فكرت لن أجد جواباً مقنعاً فأنا هي من تشعر و تعلم بكل ما أفعله و لا شيء من هذا و ذاك يؤذيني بأي شكل من الاشكال ، أكملت خالتي حديثها على وصال هادئ يحمل بعض الاسى :

- ستدخلين السابعة عشر قريباً .... لم يعد هناك شيء ، لقد قطعنا شوط طويل ... تسع سنوات ليست بالفترة الهينة لذلك أرجوك ... أتوسل اليك إيقاف ذلك الشيء ، اين يكن ما تفعلينه او يحدث معك أوقفيه أرجوك ... أريد رؤيتك ترتادين جامعة اوكسفورد و تتخرجين منها كطالبة شرف ... أريد ان أرى أسمك يصل لعنان السماء و انا أقف فخورة و أتمنى ان يكونا والداك معك يقفان بجانبي و يفخران بك .

لمحت الدموع في عينيها ، شعرت بأسى على حالها اكثر من حالي و كأنها من تحمل نفسها عنائي ... أكره رؤية أحد حزين بسببي ، أكره ذلك أكثر من كرهي لزوجة عمي .

رسمت بسمة صغيرة أطمئنها بها قائلة :

- أعِدك .... رغم جهلي مثلك لكنني سأفعل ما بمقدوري حتى أبلغ الثامنة عشر حينها العملية فقط من تقرر.

بادلتني البسمة ذاتها و قد شعرت بإرتياحها بعض ضيق ..... رغم ما قلته لها و ما سمعته منها ايضاً لم يزحزح ذلك الفراغ في نفسي و لو قيد أنملة .

*****************

كيفكم يا مارشميلوز؟ 💖

انشاء الله بخير 😍

فصل اليوم متأخر شوي عن العادة بس اتس اوك نقدر نحط الدراسة كأول سبب من القائمة تحتها عشر خطوط حمر 🌚💔

كمان النت فصل علي و هذا السبب الثاني حطوا تحته خمس خطوط حمر ➕

رأيكم بالفصل؟

للناس الي قتلتني بتعليقتها عن الحبة في الطبق في الفصل الاول 😂😂

ناو عرفتم السبب

اذكر لما كتبت الفصل قبل ثلاثة أشهر تقريباً كانت الكهرباء مقطوعة بالليل و كنا كيف مخلصين الامتحانات النهائية سنة ثانية

فأخذت كتاب الاحياء و صرت اقرا درس تركيب القلب شافتني ماما ظنت اني جنيت 😂😂😂

مين المخبول الي حيمسك كتاب و هو صارله اسبوع مخلص امتحانات 💁👀

شيء ثاني بما ان الفصل انقلب درس احياء فالكلام الي فوق كله صحيح مئة بالمئة و ما فيش اي هبد زي ما الناس صارت تظن اول ما تقرا عن المرض في الروايات

انا درست عنه و قرأت في كم بحث ع الوكيبيديا لاني اكره الهبد او المعلومات الخاطئة

اذا حابين تعرفوا عن المرض اكثر او اي شيء اخر سواء كان موضوع خيالي واقعي علمي اي شيء

بس اطلبوا و انا رح نزله في بارت من كتابي كهف كيكي لحتى نقرا و نثقف انفسنا و نتناقش و نتحاور

شيء اخير

للي ما شاف صور شخصيات في كتابي رح اقتله 🔫🌚

I'm jocking 😉💖

دمتم في امان الله و حفظه 😘

Continue Reading

You'll Also Like

2.1K 245 13
أكبر خطيئة يرتكبها المرء بحق نفسه هي بأن يثق بمن حوله فالجميع يرتدون أقنعة الوفاء و الوداعة و كأنهم ملائكة لا تشوبهم شائبة.. متناسين أن الشيطان بحد ذ...
5.8M 166K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
956K 35.6K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.2K 55 1
تم خطف الحفيد الأول للعائلة وتجار رقيق خطرين يدعون أنفسهم بالكوبرا الذهبية متورطين بهذا، ليلي أصغر أبناء عائلة يوهان تقرر الذهاب في رحلة انتحارية للإ...