أغنية أبريل|| April Song

By Sanshironi

391K 30.3K 27K

الثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه... More

الفصل الاول: كابوس من جديد!
الفصل الثالث: أنت مجنونة!
الفصل الرابع : سندريلا الغناء
الفصل الخامس : قطة بأذان دب
الفصل السادس : لماذا القدر يتلاعب بي؟
الفصل السابع: لمرة واحدة فقط
الفصل الثامن : كوني بخير
الفصل التاسع : ابن الموظف
الفصل العاشر : التقينا مجدداً
الفصل الحادي عشر: لحن المساء
الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة
الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة
الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟
الفصل الخامس عشر : لأنك أخي
الفصل السادس عشر : ذكرى تحت المطر
الفصل السابع عشر : حرب غير متوقعة
الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى
الفصل التاسع عشر : روابط مزيفة
الحساااااااااااب رجعععععععععععع🎇🎉🎉🎇🎊🎊🎊
الفصل العشرون : قناعة كاذبة
الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول
الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني
الفصل الثالث و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثالث
الفصل الرابع و العشرون : الاميرة النعسة
الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير
الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟
الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!
الفصل الثامن و العشرون : صديق
الفصل التاسع و العشرون : ضغائن متبادلة
الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات
الفصل الواحد و الثلاثون : عيون حاقدة
الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة
الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن
الفصل الرابع و الثلاثون : ثمانية عشر شمعة
الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان
الفصل السادس و الثلاثون : حقيقة ما تم إخفاءه بالماضي
الفصل السابع و الثلاثون : انتهت اللعبة
الفصل الثامن و الثلاثون : الليالي التي لن تموت
الفصل التاسع و الثلاثون : المفكرة البيضاء
الفصل الاربعون : تحامل
الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة
الفصل الثاني و الاربعون : مقيد
الفصل الثالث و الاربعون : تذكر أغنيتي
الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع
الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار

13.5K 980 521
By Sanshironi


أصوات طنين محركات الطائرات خلفت إحساساً بأن الأجواء مضغوطة بشكل يسحب الأنفاس من الرئتين ، هبطت طائرة من طراز بوينج X-33 كبيرة الحجم مشطوبة من ناحيتها العلوية و بالتالي مسطحة تماماً كان مما لا شك فيه أنها طائرة خاصة  هبطت على المدرج بسلام.

لم تهدئ محركات المركبة بعد حتى ترجل منها شاب في ربيعه السابع عشر ذو شعر حبري يتمايل مع نسيم الصباح العليل ، نزع نظارته الشمسية لتظهر عيونه الحادة رغم ذلك حملت الكثير من الحنين و هو يطالع السماء باشتياق رغم كونها السماء ذاتها لكن المشتاق دائما ما يرى سماء وطنه مميزة، استنشق هواء بكل شغف ليهمس مبتسماً:

- لندن .... ها قد عدت لكِ.

استدار خلفه ليرى فتاة صغيرة ذات شعر أسود القصير تنزل من الدرج و هي تجر دميها خلفها ، كانت تقفز على درجات بطفولية و تضحك باستمتاع كذلك شعرها كان ينط مع كل قفزة مما زاد من شعورها بالمرح ؛ لكن ذلك لم يدم حتى سمعت نبرته الباردة التي اخترقتها ليدب الرعب في قلبها:

- سول! أسرعي فليس لدي اليوم بطوله.

توقفت سول عن القفز و نزلت بسرعة ما تبقى من الدرجات فجأت اليه لتقف بجانبه بصمت و جمود و قد ضمت دميتها اليها بقوة .

اتى اليها رجل في عقده الاربعين يرتدي بذلة سوداء و نظارات دائرية العدسة ، لم يكلف نفسه بإنحناء لكنه تحدث بنبرة هادئة و لبقة:

- أهلاً بعودتك سيدي الصغير ، سعيد برؤيتك بصحة جيدة.

امال برأسه قليلاً ليرد عليه بنفس النبرة الباردة و الامره:

- لم أعدك سيدك الصغير بعد الان آندرو! لدي اسم كما تعلم و هو رايان!

نزع نظاراته الشمسية ثم اشار له بنظراته الشمسية ليكمل:

- أحفظه جيداً!

ارتسمت على شفتي آندرو ابتسامة صغيرة ثم رد بلهجة فاترة:

- سيكون من الصعب الاعتياد على ذلك خاصة ان سمع الرئيس بأمر.

رفع رايان حاجباً بإستنكار قد بداً عليه القليل من التفاجئ فرد بنفس البرود:

- و منذ متى و انت تخاف من غضب ديلان؟

- منذ ان صار الرئيس.

رد آندرو ببساطة و قد بدت ملامحه هادئة الى حد كبير على عكس رايان الذي اظهر تعابير الانزعاج على وجهه البارد ليتقدم و يقف امامه قائلاً بلهجة ساخرة:

- اذا عليك ان تخاف مني ايضاً لانني سأنتقم منك على الجحيم الذي اذقتني اياه.

ابتسم آندرو و رد ببساطة:

- اتطلع لذلك.

ارتدي رايان نظاراته الشمسية بطريقة مستفزة ثم تجاوزه دون ان يعيره اي اهتمام ؛ تبعته الصغيرة سول لكنها توقفت بجانب اندرو و هي ترمقه بإستغراب ، ابتسم اندرو لمنظرها الظريف ليرسم تعابير دافئة فحدثها و هو ينحني قليلاً بمرح:

- أهلا و سهلاً بك آنسة سول ، نحن سعداء بمجئك.

ابتسمت سول له بسعادة و قد توردت وجنتاها و ضمت دميتها لها اكثر و كأنه قال الجملة التي تحتاجها كثيراً ، كانت تنوي الرد عليه لكن صوت رايان الغاضب الذي صاح بإسمها أفزعها فإنتفض جسدها في رهبة و ركضت نحوه بينما هو كان يقف و ينتظرها .

كانت خطوات رايان سريعة و تضرب الارض بقوة من تحته حتى ان سول لم تعد تستطيع ان تجاريه فصارت تركض خلفه حتى ملت فحولت خطواتهت الراكضة الى متقافزة رغم تعبها من الركض و القفز الى انها لم تشتكي او تنبس ببنت شفه.

ما ان وصلوا الى مخرج المطار حتى تلاقتهم مجموعة من الحراس يرتدون بذالي سوداء مع نظرات شمسية تخفي عيونهم ، كانوا متوزعين حول الممر المؤدي الى المخرج و امام واجهة المطار و هم يتناقلون الاخبار عبر سماعات الاذن البيضاء .

خافت سول منهم فتشبت بثياب رايان من الخلف الذي لم يعرها اي اهتمام ، التفت الى اندرو يحدثه بسخرية:

- ما هذا يا آندرو؟ نحن لسنا ضمن أفلام جيمس بوند ثم ....

سكت رايانا ليحول نظر نحو الناس ليرى انهم يرمقونهم و يتهامسون فيما بينهم ، اختلفت النظرات فيما بينهم فمنهم من كان يحدق بذهول يشير نحوهم بكل جراءة و منهم من كات قلقاً و مرهوب منهم لكن الشيء الذي اشتركوا عليه هو إبقاء مسافة أمنة منهم فقد بدوا حذرين الى حد ما ، ليس هذا فقط بل حتى ان سيارة مرسيدس السوداء التي ستقلهم الى البيت محاطة بسيارات اخرى شبيهة بها و كأن امر ما سيحصل .

أكمل رايان بإنزعاج و هو يخاطب اندرو:

- الكل يحدق بنا يا هذا و كأننا أفراد عصابة او ما شابه ... لماذا تحدثون كل هذه الجلبة من الاساس؟

رد آندرو عليه بلجهة جامدة:

- أنها اوامر الرئيس فقد طلب مني ان اوفر لكم الحماية لازمة حتى وصولكم الى البيت بسلام.

شد رايان عظمة انفه العلوية بسبابته و وابهامه ليقول بهمس :

- سوف أركل مؤخرة ذلك الاحمق عندما اراها!

ثم استدار نحو السيارة ليتوجه لها قائلاً بغيظ:

- هيا اسرعوا! يكفي ما سببتموه من جلبة.

فتح السائق الباب لرايان ليركب هو ثم سول في كراسي الخلفية اما اندرو فجلس بجانب السائق ، وضع اندرو سبابته على سماعة الاذن المثبتة على اذنه اليسرى ليحدث كل الحرس و يأمرهم بتحرك .

تحركت سيارة التي تحمل رايان و سول و امامها و خلفها سيارتان من اجل الحماية .

اسند رايان رأسه على زجاج النافذة و هو يحدق في الارض بشرود مع ذلك ملامحه بقيت كما هي باردة و مرعبة بنسبة الى سول التي كانت تراقب المباني و عمارات الشاهقة خلف زجاج النافذة الاسود .

كانت سعيدة جداً حتى كادت الابتسامة تمزق وجنتيها الصغيرتين و اكثر ما اسعدها هي ساعة بيغ بين الشهيرة التي مروا من جانبها ،استدارت نحو رايان لتسأله بعفوية طفولية لكن مرحها ذاك و سعادتها اختفت عندما رأته بتلك الوضعية .

شعرت بخوف منه للحظات فسرعان ما اعادت انظارها نحو الخارج لكن هذه المرة بتوتر و قليلاً من الحزن .

الطريق من المطار الى منزا عائلة روتشايلد كان طويل جداً و مملاً بنسبة الى سول التي كان الامر مختلف كلياً عن طول الطريق في الطائرة على الاقل كان هناك تلفاز و جهاز لوحي تلعب به .

نظر آندرو اليها من مرآة ليبتسم ثم قال مخاطباً اياها:

- آنستي هل تشعرين بلملل؟

كانت سترد عليه بسرعة لكنها نظرت الى رايان بطرف عينها فخافت ان تزعجه لتنفي برأسها و قد وقست شفتاها في استياء ، لم يبالي اندرو بإجابتها فقام بضغط على زر بجانب المسجل لتظهر شاشة مسطحة من السقف تعرض برنامج ما فقام اندرو بإمساك جهاز التحكم و ضغط على احدى ازراره لتتغير القناة الى اخرى تعرض رسوم متحركة.

ابتسمت سول بسعادة و قد تعلقت بلورتاها على الشاشة و هي تلمع و تبرق بسعادة طفولية بريئة و قد نست امر غضب رايان و ازعاجه.

نظر اليها رايان بطرف عينه بجفاء غير مبالي و مع ذلك بذل مجهود كبيراً حتى يسيطر على نفسه من الانفجار فيها بسبب تلك الاصوات المزعجة و صاخبة الخاصة بالكرتون .

بعد نصف ساعة ، شقت السيارة طريقها هي و باقي سيارات الحراسة نحو طريق اخر ، كانت جوانب الشارع فارغة! ليست سوى مسطحات خضراء شاسعة و كأنها سرمدية .

ضمت سول دميتها الصغيرة اليها اكثر في توتر فقد قالوا لها انها ذاهبة الى بيت! و لكن اي بيت هذا الذي يقع في خلاء؟ ...... لم تستمر في التفكير طويلاً حتى إطمأنت عندما توقفت سيارة امام بوابة سوداء حديدية خلفها قصر شاهق يحبس الانفس و يخطف عيون الناظرين ، رغم بعده الشديد الى انه بارز بروز الشمس في يوم افرجت عنه الغيوم .

فتحت البوابة لتسمح بسيارات بدخول ، تحركت السيارة ببطء داخل الممر الحجري الذي يسمح عرضه بدخول سيارة واحدة فقط ذو جوانب مرتفعة مرصعة بالاحجار الرمادية و كأنها جزء منه .

بيقت السيارة تسير ببطء داخل الممر الحجري الطويل و كانت جوانب الطريق تزداد علواً حتى صارت حائطاً مرصعاً بالاحجار حتى دخلت الطريق الايمن الذي يؤدي الى تلك التلة في الاعلى لينقص علو الحائط تدريجياً حتى اختفى تماماً فرست السيارة وسط ساحة حجرية شاسعة .

تتوسط تلك الساحة نافورة رخامية كبيرة ، القصر كان وراء النافورة يبعد عنها حوالي 15 متر ..... يوجد سياج اسود قصير امام القصر مفتوح من المدخل كانت احواض مزهرة ملتصقة بسياج من الخارج و كذلك علت شجرة الصنوبر لتشكل عمودين على جانبي المدخل .

توقفت السيارة امام المدخل فأتى احد الحرس و فتح الباب بسرعة ثم انحنى احتراماً لرايان الذي نزل و هو يجول بنظره بأرجاء لتعيد تلك المناظر له الذكريات اشتاق لها كثيراً لكن سرعان ما سحبه صوت طقطقة كعب مسرعة فلم يتدارك الالتفات لصوت حتى قفز عليه جسم غريب يعتصر جسده بين ذراعيه كل ما استطاع رؤيته هو شعرها الاشقر الذي يصل الى نصف رقبتها حاول ابعادها لكنها التصقت به صاحت بمرح:

- روبياني الصغير! لقد اشتقت اليك كثيراً كثيراً كثيراً ....

قاطعها رايان و هو يختنق:

- اذا ستودعيني بعد لحظات الا لم تبتعدي عني الان.

ادركت من صوته انه يختنق فإبتعدت عنه لتحتضن وجهه بين كفيها ظلت تنظر اليه بحنية و اشتياق لكنها صرخت برعونة فجأة و اعادت احتضانه قائلةً بمرح:

- رباه!  روبياني الصغير كبر و اصبح وسيماً جداً يا اللهي ...

ابتعدت عنه لتعيد النظر الى وجهه فصفعته بخفة بكلتا يديها ثم صارت تحرك وجهه يمينا و شمالاً قائلة على نفس نبرة الصارخة:

- يا اللهي كم اصبحت لطيفاً اشعر بأنني سأكلك يا قطعة السكاكر الحلوة ال ....

ابعد رايان يديها عنه فقاطعها و قد برزت عروقه من الغضب:

- بياتريس! ... أقسم انك ان لم تتوقفي في الحال فسوف ....

لم تجعله يقل ما لديه لتقاطعه و هي تضع يديها على جانبيها قائلة بمكر و خبث:

- فسوف ماذا؟ ... لم تعد تهديداتك تجدي معي بعد الان ام نسيت؟

حركت حاجبيها الاعلى و اسفل في حركة استفزازية منها ، دحرج رايان عينيه في ملل ثم تحرك نحو الداخل و قد تجاهل ندائها عليه الذي بات لا يطاق .

نادت بياتريس عليه كثيراً لكنه لم يعرها اي اهتمام فتوقفت عن نباح بأسمه كما تعتقد لان هناك ما جذب انتباهها بعد ان نست تماماً ان سول قد أتت معه .

كانت سول مازالت تنظر الى القصر و الحديقة في ذهول الذي كانت تحمل الطابع الكلاسيكي القديم رغم كونه بناء حديثاً ، تقدمت الصغيرة بضع خطوات لتحط انظارها على بياتريس و كيف تعامل رايان بهذه الطريقة ؛ ذهلت لانها لم تكن تتوقع بأن احد ما قادر على تزانخ مع رايان بهذه الطريقة فإكتفت بصمت لان مشاهدته يُتلاعب بتلك الطريقة مضحك و ظريف في نفس الوقت يشفي غليلها منه .

بعد ان انتبهت بياتريس الى سول اخيراً ظلت تحدق بها في صمت و كأنها تدرس شكل تلك الصغيرة فقد اذهلت بشبه بينها و بين رايان نفس الشعر الاسود كمجرة شاسعة لكن بدون نجوم و ملامح الهادئة و المغيرية لكنهما يختلفان في لون العيون فسول ذات حدقات الزجاجية كالبلور اما رايان عيونه عسلية فاتحة و كأنهما شريحة من البرق الذي يضرب السماء.

لم تيغب سول اي تفصيل او ملامح و لم تأخذها من رايان و كأنه و لو عاد صغيراً لظن الجميع انهما توأم ما عدا اختلاف لون العيون.

جلست بياتريس القرفصاء حتى تصل الى مستوى الصغيرة التي اصابها شيء من رعب فخطت الى الوراء و هي تعانق دميتها و قد بدت حذرة .

مدت بياتريس يدها ببطء نحو الصغيرة فصعقت عندما اغلقت سول عينيها في خوف و قد اخذ جسدها بإرتعاش و كأنها مذعورة من شيء ما .

لم تتحمل بياتريس رؤيتها بهذا المنظر فسحبتها بسرعة لتضمها الى صدرها و تغرقها حناناً قائلة بهدوء و دفء :

- لا تخافي يا صغيرتي فلا شيء يدعوا الى قلق انت الان في كنف عائلتك الجديدة التي ستحميك و ترعاك دائماً و ابداً.

كلماتها الحنونة أضائت قلب سول حتى انها اخفضت دفاعها ارتخت بين يدي هذه المرأة الغيريبة التي تراها لاول مرة ، صوتها الدافئ كشعلة لهب اوقدت بين الثلوج لتغرقها دفئاً و طمأنينة و آمان.

ابعدت بياتريس سول عنها لتخاطبها بعد ان شعرت بهدوئها نسبياً:

- من الان و صاعداً اي شيء ترغبن به تحتاجينه ، تفكرين به اي شيء تعالي و اخبريني و لا تترددي ابداً اتفقنا؟

ابتسمت الصغيرة بسعادة لها كإجابة عليها لتردف الاولى قائلة بنفس اللهجة:

- رائع! و الان و صاعداً ناديني تريس.

وضعت بياتريس يدها على خذها و قد اخت ملامحها تعبس قليلاً فقالت مكملة و هي تنظر الى سماء في تحسر:

- ان اسمي طويل و سيكون مضيعة للوقت ان ذكرته كله ..( تنهيدة).. لا أعلم ماذا كان يفكر به والداي عندما اختارا لي هذا الاسم الغريب.

ضحكت سول بخفة قائلة في محاولة منها لمواسات بياتريس:

- و لكن أسمك جميل .

نظرت بياتريس اليها لتمسك انفها بسبابتها و ابهامها محركة اياه للجانبين و هي تقول بنزق:

- بتأكيد ستقولين هذا لان اسمك جميل و خفيف على لسان على عكس اسمي التي يستغرق قرناً لكي ينطقه المرء .

فكرت سول ببلاهة في مسألة القرن تلك فنطقت اسم بياتريس ببطء و هي تنزل اصابعها المرفوعة لتلامس راحة يدها تعد الثواني:

- بيـاتريـس ... لقد استغرق ثانيتان فقط!

كتمت بياتريس ضحكتها بصعوبة لتربت على شعر سول ثم سحبتها للمنزل و هما ما يزالان يتناقشان حول الاسم بكل طفولية!.

في غرفته ارتمى رايان على سريره فقد كان جسده منهك و متعب من طول الطريق ، اغمض عينيه و قد تسلل الى قلبه مشاعر كاد ان ينساها طوال فترة سفره الا و هي الراحة و الامان! مع ذلك مازالت ملايين الافكار و المشاعر تطارده كان قد نساها هناك لترش الملح على جرحه العميق الذي آبى ان يلتأم مع الزمن.

لكن سكونه ذلك لم يدوم عند سماعه بإقتحام باب جناحه ضيق عينيه المغلقتان و عقد حاجبيه في إنزعاج ليفتحما على مصرعيهما عندما ضربت اقصد فتحت بياتريس باب غرفته بقوة حتى كاد الباب يطير من مكانه .

صرخ رايان عليها بعد ان قاطعت تأمله:

- تريس و للعنة من الذي تفعلينه في غرفتي؟!

بقيت بياتريس واقفة امام الباب تلقي الاوامر الى الخادمات اللتن يقمن بإدخال الحقائب متجاهلة صراخه عليها مثلما فعل هو عندما تركها في الخارج و تجاهلها .

صرخ رايان مجدداً لكن هذه المرة وجه كلامه الى الخدم:

- أخرجوا حالاً و الا حطمت هذه الحقائب فوق رؤوسكم!

ارتعب الخدم منه فعلاً ليتوقفوا للحظات عن الحركة لكن بياتريس اشارت لهم بإكمال عملهم لتصرخ بعد ذلك على رايان:

- كف عن صياح كالغوريلا فهذه الحقائب لن تدخل نفسها و بنفسها!

رد عليها بغضب حتى برزت عروقه:

- أدخليها في وقت لاحق دعيني ارتاح و لو قليلاً!

رفعت بياتريس احد حاجبيها في حركة مستفزة لترسم ابتسامة جانبية ماكرة قائلة :

- في أحلامك التعيسة تلك! الان انهض و استعد جيداً لانك ستذهب الى المدرسة غداً!

قفز رايان من سريره بتفاجئ ليقول بتهكم:

- اللعنة! ما الجحيم الذي وقعت فيه! لم تمضي دقائق على وصولي حتى صرت ارغب بالهروب من هذا المنزل الملعون .... لماذا علي ذهاب الى ذلك المكان البائس لست في حاجة لتعلم اشياء اعرفها منذ عقود!

رفعت بياتريس سبابتها قائلة بغيض مكتوم:

- اولاً انت في 17 اي انك في عقدك ثاني الا ثلاثة ... ثانياً فكر في الهرب و سأقوم بتقييدك من رقبتك مع كلاب الحراسة في باحة المنزل ... ثالثاً لست انا من اتخذ قرار الذهاب للمدرسة اذهب و ناقش اخوك في هذا الامر.

مسح رايان كفه بوجهه قائلاً بيأس:

- انتِ و اخي اللعنة ذاتها ....اذهبي و اخبري زوجك الداعر ذاك بانني سأفصل رقبته عن جسمه عندما أراها.

تفاجأت كثيراً من ألفاظه البذيئة فحدقت به بعيونها الواسعة و يديها امام صدرها في غضب لتصيح عليه:

- يبدو ان بقائك في امريكا لخمس سنوات جعلك تتعلم الفاظ بذيئة جديدة! .... يا اللهي هل تعطل ضبطت حظر الكلمات البذيئة من قاموسك ام ماذا؟ لا تقلي انك تتحدث هكذا امام سول ... اقسم لك انني اذا سمعتها تقول اي كلمة خارج الطريق فسأقطع لسانك السليط ذاك و أكله على العشاء!

قد تبدو بياتريس جريئة و مرعبة حتى بنسبة لرايان لكنها ايضاً قادرة على فعل هذا ، لهذا قرر رايان الصمت فلا جدوى من الحديث و صياح اكثر من ذلك و الارتماء على سريره من جديد في محاولة لتجاهل الضوضاء من حوله لكن اكثر ما يثير اعصابه هو انه سيذهب الى المدرسة! .

و ليست اي مدرسة ، مدرسة سيرين و مديرتها أم جايكوب الذي يكون ابن عمه ، هي اكبر مدرسة في المملكة المتحدة و واحدة من افضل المدارس في العالم بحيث يتلقى الطلاب تعليم ذو مرحلة متقدمة جداً يخولهم الدخول الى افضل الجامعات بسهولة و اولها جامعة اكسفورد التي لا يجد المتخرجين من هذه المدرسة صعوبة في دخولها او حتى تحمل مصاريفها لان و بكل بساطة الاثرياء وحدهم القادرين على ارتيادها!.

عندما اقول الاثرياء فيكنكم تخيل ما مدى الازعاج و التصنع الذي يصاحب الاجواء هناك ، لن تجد سوى الاشخاص ذوي الوجوه البلاستكية المتباهين بأملاكهم و ثرواتهم و كل ما تتضمنه احداثهم هي عن الشركات و الاسهم و ما الى ذلك من تفاهة لعينة تجعل رايان يصاب بصداع بمجرد التفكير انه سيعود الى ذلك المجتمع المزعج من جديد .

لكن الان الوضع مختلف! الان هو يدرك انه سيكون اكثر شخص مكروه بينهم مما يزيد الطين بله.

اغمض عينيه في تعب بعد ان خرج الخدم من غرفته اخيراً ليتمتم قبل ان يستسلم الى النوم:

- ستكون هذه السنة اكثر السنوات ازعاجاً على الاطلاق.

وضع ذراعه على عينيه لتنتضم انفاسه و ضربات قبله معلنة عن خلوده الى النوم .

.

.

.
في الاسفل حيث كانت تريس ( اختصار اسم بياتريس) تشرف على اعداد طاولة العشاء فاليوم مميز بدون ادنى شك لذلك كان عليها الاشراف على كل شيء بنفسها اثناء ذلك سمعت احدى الخدمات و هي تتحدث الى احد ما و بتأكيد كيف لها الا تميز ذلك الصوت الرجولي فاتجهت صوبه مسرعة سامحة لطقطقات كعبها على الارضية الرخامية ان تصل الى مسامعه قبل ان ترتمي في حضنه ثم تطبع قبلة لطيفة على شفتيه قائلة في دلال:

- أخيراً عدت! لقد اشتقت اليك كثيراً يبدو انك لا تجيد فعل اي شيء بدوني.

قهقه هو على كلامها لانها كانت محقة ليجيب و هو يزيح بعض من خصلاتها الشقراء خلف اذنها قائلاً بهدوء :

- كان علي التضحية و فعل كل شيء بما ان زوجتي الجميلة ستقبى حتى تستقبل اخواي.

ابتعدت عنه فور ذكره لهما لتضع يديها على جانبيها قائلة بتهكم:

- بذكرهما ... بحق خالق الجحيم ديلان اين كان يدرس رايان مع اني اشك بأنه قد اختلط مع احد ما لكنه صار اكثر فضاعة من سابق لقد اصبح فمه كمقلب القمامة!

رفع ديلان احد حاجبيه في استغراب مما يسمعه ليسألها :

- ماذا؟ لماذا ما الذي حصل في غيابي؟

برمت تريس وجهها الى الجهة الاخرى لتنفخ الهواء قبل ان ترد:

- لم يحصل شيء انه فقط يلقي الفاظ سوقية بذيئة ، ان كان رايان هكذا فأنا اخشى على سول ما اذا كانت قد سمعته طوال فترة بقائهما معاً!

كانت تريس غاضبة جداً على عكس ديلان الذي انفجر ضاحكاً فلم يستطع كتم ضحكته الا بعد ان تلقى نظرة نارية من زوجته جعلته يخرس مباشرةً.

فكر في تغير الحديث قليلاً فقام بسؤالها بتردد لانها ما تزال غاضبة:

- أ .. أين هما الان؟

- رايان نائم في غرفته طلب الا يوقظه احد اما سول فتركتها تلعب في غرفتها الجديدة ....

ضمت يديها الى صدرها مكملة بسعادة و بصوت رقيق:

- لقد كانت سعيدة جداً عندما عرفتها على غرفتها لو انك رأيتها كانت تشبه الحلوة القطنية يالهي سوف أكلها في اي لحظة!

ابتسم ديلان على شكلها فلف يديه حول خصرها ليجذبها اليه بينما عينيه لم تتزحزحا عن وجهها ، كان ينظر اليها بحب واضح كوضوح الشمس ليبتسم قائلاً لها بإمتنان :

- شكراً جزيلاً لك تريس لانك تبذلين قصار جهدك من أجل سول و رايان ... انا واثق بأنك ستكونين ام رائعة في المستقبل.

ارتسمت على ملامحها تعابيرة حزينة الى انها حاولت اخفائها بإبتسامة مصطنعة لترد عليه :

- سأبذل قصار جهدي حتى اكون كذلك.

رغم انه استطاع استشعار الحزن في كلماتها الى انه بتأكيد سيبقيا يتأملان و ينتظاران حدوث ذلك بفارغ الصبر.

.

.

اتى الصباح يوم جديد ، قد يبدو كأي صباح روتيني ممل لكن صديقنا يرى عكس ذلك! .... انه الصباح فقط! فما ان استيقظ حتى صار يرمي الشتائم و لعنات على كل مخلوق يمر من خلاله حتى عصافير المغردة في سلالم لم تسلم منه!

نزل الى الطابق السفلي حيث غرفة الطعام و هو يرتدي زي المدرسي المكون من سترة بيضاء مع ربطة عنق سوداء و جاكيت بلون الاسود كذلك منقوش عليه شعار المدرسة بلون الذهبي و سروال بلون الكريمي المائل الى لون القهوة .

عندما اقترب من وجهته لم ينتبه الى الشخص امامه حتى انه كاد يصتدم برجل ذو كستنائي غامق و عيون زرقاء باهتة لو يستغرق الامر ثواني حتى صاح رايان به و لم تخلوا طبعاً كلماته من الشتائم:

- كدت تصتدم بي ايها الاحمق! اللعنة عليك كنت افكر في طريقة لانتقام منك لكنك جأت الي بقدميك ل ....

صاح ديلان بسعادة عندما رأه فقام بإحتضانه مانعاً اياه من قول المزيد مع ان الثاني حاول دفعه عنه لكن ديلان كان اكثر قوة منه لذلك لم يستطع الافلات منه ... قال ديلان و هو يعصر اخيه بين ذراعيه بسعادة:

- روبيان الصغير كبر كثيراً و صار يشتم و يسب كعجوز ارمل في ستين فقد عقله منذ ...

لم يستطع اكمال كلامه بسبب قدم رايان التي حطت و بقوة على قدمه جعلته يبتعد عنه و هو يتألم ليتحرر رايان منه اخيراً ، ابتسم بسخرية قائلاً و هو يعدل من هندامه:

- اولاً اذا اردت الترحيب بي فهناك شيء يسمى المصافحة ثانياً اذا اردت رد شتائم الي بطريقة غير مباشرة فعليك قول شيء آخر كـ .....

- ما الذي يحدث هنا؟!

صوت انثوي رقيق جرى على مسامعهما كسم عندما يجري في العروق! ابتلع كلا من رايان و ديلان رمقهما و دب في الرعب في اوصالهم لسماع ذلك الصوت الهادئ الاشبه بالهدوء ما قبل العاصفة! .

و من غيرها تريس التي وقفت واضعة كلتا يديها على جانبيها و تلك النظرة المرعبة قد اكتسحت ملامحها الرقيقة لتتبدل بأخرى تجعل من ينظر اليها يحفر قبره بملعقة! كانت سول تختبئ خلفها و قد تمسكت بتنورتها السوداء و كأنها تحتمي من شيء ما على الاقل هي غير قادرة على رؤية ملامح تريي و هذا ما جعلها محظوظة حد اللعنة.

- ت ... تريس!

- ع .. عزيزتي!

نطقها كلهما في رعب تام ليحدقا بعدها ببعضهما و قد تواردت الفكرة ذاتها في ذهنهما ، إحضن رايان اخوه ديلان ليقوم الثاني بمبادلته العناق ليبدوا كأنهما اكثر الاخوين محبة في عالم بينما هما ينتصبا رعباً منها.

رمقتهما تريس بنظرة "حقا؟!" ليتنتصب كل شعرة في جسديهما من الخوف فهمس رايان لاخوه بحيث لا يسمعه احد سواه:

- اللعنة أفعل شيء!

- ما الذي أفعله؟

- انها زوجتك تصرف!

- و لكن من يقف الان ليست زوجتي بل شيطانها القادم من الجحيم!

عندما عرف رايان انهما هالكان لا محالة و ان ديلان عاجز مثله تماماً تمتم بسخط" اللعنة عليك جميعاً!"

كان الصمت سيد الموقف حتى صفعت تريس يديهما ببعضهما لترسم ابتسامة مزيفة قائلة بمرح:

- رائع اخيراً سلمتما على بعضكما و الان لنذهب و نتناول الطعام كعائلة.

شددت على الكلمة الاخيرة قائلة اياها كشيء من زمجرة وحش ما و قد اشارت بعينيها الى سول الواقفة خلفها ، دخل كلا الاخوين الى غرفة الطعام و هما ما يزالان يحتضنان بعضهما ليس حباً انما خوفاً من اعين الشيطان الذي دخل خلفهما يكاد يقسم كلاهما انهما يشعران بنظراتها تخترقهما .

بقيت سول في مكانها للحظات و هي تراقب ديلان و رايان و تصرفاتهما و كأنهما لم يكونا يصرخان على بعضهما منذ ثواني ثم الى تريس التي استطاعت تروضهما في لحظات خصوصاً يولان الذي لم يبدو لها ذلك الرجل القاسي المعروف ببروده و قسوته المبالغة بها اثناء ادارته لواحدة من اكبر مجموعات في البلاد كلها و ثالث اكبر مجموعة في اوروبا ذلك الشخص الذي يهابه الكثير و لا يجرء احد على تعدي عليه و لو بمقدار شعرة هو الان يقف كالقط المذعور من زوجته!

ماذا يسمى هذا بحق خالق الجحيم ؟ اما رايان فهو حكاية بأكملها تكفي شتائمه التي تشمل الجماد حتى، هو الان منتصب فقط من حضور زوجة اخيه؟ .... تمتمت سول بعد صمت طويل من المراقبة:

- يالها من عائلة غريبة!

***********************

مرحبا قايز كيفكم انشاء الله بخير

هذا البارت هدية مني للمارشميلو
popoise

رح حاول قدر الامكان خلي مواعيد النشر يوم الخميس بس ناو خلينا نتفق انه حيكون اما الخميس او جمعة

آني وير

رأيكم بالفصل؟

رأيكم بشخصية بطلنا 😀😀😀
كان مثال للبرود في البداية بعدها تحول لقط مرعوب 😂😂

تقيمكم لشخصيات كبداية؟

عندكم اي تخيلات للمستقبل؟

اليوم ما في صور 😀 لهيك حبيت اسألكم أضيف صور و الا اخلي البارت سادة و تعتمدوا على مخيلتكم؟

أنزل بارت في كتاب كهف كيكي لصور الشخصيات؟

هذا كل شيء 💖

دمتم في امان الله و حفظه😘

Continue Reading

You'll Also Like

294K 13.9K 21
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
984K 36.2K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.3M 122K 36
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
36.9K 4.6K 47
لِتكُن حَسَنَة لك، و حَسَنَة ليِ. {وعَن ذُكر اللَّه لـاَ تغفلون}. 8# في الأذكار