أغنية أبريل|| April Song

By Sanshironi

391K 30.3K 27K

الثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه... More

الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار
الفصل الثالث: أنت مجنونة!
الفصل الرابع : سندريلا الغناء
الفصل الخامس : قطة بأذان دب
الفصل السادس : لماذا القدر يتلاعب بي؟
الفصل السابع: لمرة واحدة فقط
الفصل الثامن : كوني بخير
الفصل التاسع : ابن الموظف
الفصل العاشر : التقينا مجدداً
الفصل الحادي عشر: لحن المساء
الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة
الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة
الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟
الفصل الخامس عشر : لأنك أخي
الفصل السادس عشر : ذكرى تحت المطر
الفصل السابع عشر : حرب غير متوقعة
الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى
الفصل التاسع عشر : روابط مزيفة
الحساااااااااااب رجعععععععععععع🎇🎉🎉🎇🎊🎊🎊
الفصل العشرون : قناعة كاذبة
الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول
الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني
الفصل الثالث و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثالث
الفصل الرابع و العشرون : الاميرة النعسة
الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير
الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟
الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!
الفصل الثامن و العشرون : صديق
الفصل التاسع و العشرون : ضغائن متبادلة
الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات
الفصل الواحد و الثلاثون : عيون حاقدة
الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة
الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن
الفصل الرابع و الثلاثون : ثمانية عشر شمعة
الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان
الفصل السادس و الثلاثون : حقيقة ما تم إخفاءه بالماضي
الفصل السابع و الثلاثون : انتهت اللعبة
الفصل الثامن و الثلاثون : الليالي التي لن تموت
الفصل التاسع و الثلاثون : المفكرة البيضاء
الفصل الاربعون : تحامل
الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة
الفصل الثاني و الاربعون : مقيد
الفصل الثالث و الاربعون : تذكر أغنيتي
الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع
الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

الفصل الاول: كابوس من جديد!

37.7K 1.3K 1K
By Sanshironi

إقفزي .. إقفزي.. إقفزي.. إقفزي ..

أصوات صائحة تردد صداها مسبباً الطنين في أذني ، تطالبني بالقفز بينما ينظرون إليّ من الاسفل و يهتفون بحماس .

أعتقد أني مررت بلحظة خمول او أن الرعب قد شلّ تفكيري في تلك اللحظة بينما أخذ جسدي بالارتعاش ، حتى ان عضلات قدمي لم تقوى على حملي اكثر من ذلك ، رغم ذلك حاولت الصمود و البقاء متوازنة فوق سياج سطحٍ يبلغ ارتفاعه أربعة طوابق .

ملأت الجروح و الكدمات الخفيفة وجهي إلى أن الخوف الذي أشعر به انساني الم تلك الجروح فما سأقدم عليه لن يجعلني أتألم بعد الان إطلاقاً ، رفعت قدمي لأحطها في الهواء إستعداداً للانصياع لهتافهم مغمضة عيني تقبلاً لمصيري المحتوم .

دفعت بجسدي الى الامام في حين علت تلك الاصوات الحماسية أكثر و أكثر فهم سيرون سقوط فتاة من طابق الرابع و هذا شيء لا يتكرر كل يوم ........ لم تعد اذناي تسمعان اي صوت و اكتسى الظلام داخلي منتظرة ارتطام جسدي بالارض! .

كل شيء بات  مظلماً في لحظة ، هل هذا هو الموت؟

شهقت بأعلى صوتي لاستيقظ مفزوعة ، هلعة و نبضات قلبي تكاد تتردد بين جدران غرفتي الصامتة ؛ جلست بسرعة و وضعت يدي على صدري بينما اخذت الهث في ذعر شديد ... ثم أمسكت برأسي الذي كاد يقتلني بصداعه ....

مرت لحظات و انا ما ازال جالسة على السرير حتى هدأت انفاسي و قل إضطراب قلبي ، كانت الغرفة مظلمة جداً و كأن الشمس لم تشرق فإلتفت الى ساعة الرقمية الموضوعة على منضدة بجانب سريري ، انها مزالت الخامسة و نصف صباحاً .....

جذب انتباهي التاريخ المكتوب فوق الساعة فإبتسمت بسخرية رغماً عني و قلت :

- هه! .... لان ايقنت ان عقلي دقيق مثل هذه الساعة حتى لا يفوت فرصة تذكيري بهذا الكابوس في نفس الوقت من كل سنة!

مع ان الساعة ماتزالت مبكرة و قد كان بإمكاني العودة الى النوم لكني بدل ذلك ضغطت على زر الساعة حتى اللغي المنبه و نهضت من على السرير بخمول.

فتحتُ الستائر اولاً ليدخل نور القمر الباهت الى الغرفة الموحشة كان نوره الازرق يضيء المكان فلم احتج للمصابيح لرؤية موضع قدمي ؛ استدرت متجهة نحو الحمام حتى أستحم.

ارتدتَ ثياب المدرسة المكونة من تنورة قصيرة بالون الاسود الغامق تتخللها من الاسفل خطين ابيضين و بلوزة بيضاء ذات ازرار ذهبية مع ربطة عنق سوداء و كذلك لا ننسى السترة السوداء بنفس لون التنورة تحمل شعار المدرسة المنقوش باللون الذهبي ..

طالعت نفسي في المرآة و انا ارتب هندامي ، ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتاي لان شكلي يبدي و كأنني ذاهبة للى جنازة لا للمدرسة بعد التفكير لا فرق بينهما البته ...

بقيت في غرفتي حتى صارت الساعة السابعة و عشر دقائق خرجت بعد ذلك لانه قد حان وقت الافطار ، نزلت الدرج بهدوء متوجهة الى غرفة الطعام الموجودة في الطابق السفلي.

كانت الطاولة كبيرة بحيث تحمل اثنى عشر كرسياً الى انه لم يكن فيها غير ثلاثة أشخاص يجلسون في هدوء ، على رأس الطاولة يجلس عمي باتريك و هو رجل في عقده الرابع أصلع و كأن الشعر نفر من رأسه و على يمينه تجلس زوجته لوريندا ذات شعر أشقر قصير و ملامح رقيقة ، اما على يساره يلجس ابنهما ادريان و هو في ربيعه التاسع عشر ذو ملامح هادئة و فاتنة تدرك من البداية انه ورث وسامته من أمه .

أمسكتُ برأس الكرسي الذي بجانب ادريان قائلة بهدوء:

- صباح الخير.

لكن لم أتلقى اي رد كالعادة، حسناً هذا يحدث كثيراً لكني لم أهتم جلست على الكرسي متظاهرة بعدم المبالاة لأقوم بتناول طعامي كما يفعل البقية ، كان الهدوء سيد الاجواء حتى  قرر كبير الاسرة عمي باتريك السؤال:

- اليوم هو يومك الدراسي الاول يا آليس اليس كذلك؟

رفعت رأسي مجيبة بهدوء :

- بلى.

لمحت وجه لوريندا تنظر نحوي و قد إرتسمت علامات السخرية و الاستصغار على وجهها قائلة بنبرة ساخرة:

- لا أريد القاء المحاضرة نفسها كل عام ! ... لا تجلبي العار لنا هل هذا واضح!

قلبت عيناي داخلي بغيض و قبضت على تنورتي مطأطأة الرأسي لأرد بإنصياع:

- حاضر.

اللعنة على تلك العجوز الشمطاء لماذا تحب تعكير مزاجي كل صباح؟ حسناً ليس و كأنه سيتعكر فما زالت هناك حصة لريتشل و جايكوب.

انتبهت لمولي مدبرة هذا المنزل التي وقفت بجانبي و هي تمد لي شريط يحوي حبوباً صغيرة ، أستطعت رؤية الانزعاج من كلماتهم على محياها ما باليد حيلة مولي! أخذت حبة الدواء لأبتلعها ثم شربت عليها عصير برتقال التي تركته عمداً حتى أتجرعه مع دواء كالعادة .

نظر عمي باتريك نحوي و قد لا حظت ارتخاء غريب في تقاسيم وجهه ثم وجه بصره نحو ادريان قائلاً بنبرته الجامدة:

- ادريان هل ستذهب الى الجامعة الان؟

نظر اليه ادريان بملامح هادئة ليرد على والده:

- أجل.

اعاد عمي نظره نحوي لدرجة اربكتني لبرهة ثم الى ادريان من جديد ليقول بنفس نبرته:

- اذا اصطحب آليس معك و اوصلها الى المدرسة.

هذا فقط؟ ظننت انه سيقول شيء عن مشروع جديد او ما شابه حسنا هذا جيد نوعاً ما ، اومأ ادريان بهدوء على عكس تلك الشمطاء التي صاحت بغضب و هي تشير نحوي :

- ما الذي تقوله يا باتريك؟ لماذا على هذه العليلة ان تذهب مع أبني!

سحقاً نفس الترهات مرة اخرى لماذا لاتمضي الامور بسلام و لو مرة؟ كأنني سأكله او ما شابه .

نظر اليها عمي باتريك بجمود فنهض من مكانه و هو يخصها بالحديث:

- و ماذا في ذلك عزيزتي؟ انه الصباح بالفعل لا داعي لكل هذا الانفعال.

أكملت تلك الشمطاء بنفس نبرتها السابقة:

- ماذا في ذلك؟ باتريك هل انت جاد؟!

قلبت عيناي داخل رأسي لولا انها تراني لسخرت منها بصوت عالي ، و لكن حينها سأضطر الى توديع حياتي القصيرة .

نهض ادريان ليرد على امه بنفس الملامح الهادئة و بنبرة المؤدبة:

- لا تضخمي الموضوع يا أمي لا بأس حقاً ، حسناً انا ذاهب آليس هيا بنا .

أتعلمون تلك التعابير الخائبة و الاقرب الى الحزينة؟ تلك كانت تعابير تلك الشمطاء و هي تعارض :

- لكن بني ....

- سأكون هنا على العشاء لا تتنتظروني .

قاطعها ادريان بأدب حتى ينهي هذا الجدال ارتخت ملامحها في استياء فمن الواضح انها لم تكن راغبة ابداً في ان ارافق ابنها المدلل فلو تركوا الامر لها فأقسم انها لكانت جعلتني أذهب الى المدرسة على الاقدام.

نظر ادريان نحوي قائلاً على نفس الوتير:

- آليس هيا بنا.

نهضتُ من مكاني بسرعة قائلة له و انا أتجه نحو الباب:

- سأحضر حقيبتي و اوافيك.

- حسنا.

صعدت الدرج بسرعة لأحضر حقيبتي من غرفتي بينما ذهب ادريان الى حيث تنتظرنا السيارة مع السائق الذي سيأخذنا الى مدرسة و جامعة .....

ركبتُ بجانب ادريان خلف مقعد السائق لأتنهد براحة رغم كوني صعدت الدرج فقط لكنه اتعبني قليلاً ، ادريان كان يستند برأسه على نافذة و قد أغمض عينيه في رخاء كنت استرق النظر نحوه بين فنية و الاخرة حتى قررت كسر الصمت بسؤاله:

- امم .. كيف هي أخبار الجامعة؟

اجاب و هو مايزال بنفس الوضعية:

- جيدة.

سألته بحماس و قد اقتربت منه اكثر:

- ماذا عن التقرير! ... الم يعطك الاستاذ العلامة بعد؟

ابتسم ابتسامة جانبية ليفتح عينيه ثم عبست ملامحه مما ذب الرعب في قلبي ، يألهي هل حصل على علامة سيئة؟ قال بحزن :

- في الحقيقة ....

كنت أرمقه بترقب شديد و قد بتُ خائفة جداً لكنه ابتسم فجأة فتحدث مازحاً:

- لم يعطينا العلامات بعد.

للحظة نسيت كيف أتنفس حتى شعرت بحاجة رئتاي للهواء ، تنفست الصعداء لأجعل الهواء يدخل رئتاي و ينعشني ، أردف ادريان بخبث:

- و هل تظنين انني سأبقى هكذا معك اذا ما حصلت على علامة أقل من 85 درجة؟

ابتعدت عنه عائدة الى مكاني و قد شعرت بإنزعاج من مزحته السمجة فردت عليه بتهكم:

- لا ... و لكنني تعبت كثيراً في كتابته لذا كنت اتمنى ان يثني عليك الاستاذ مثل كل مرة.

نظر الي بثقة تعالي قائلاً:

- انا أيضا اظن انني سأتلقى الكثير من الثناء من الاستاذ فقد بذلتِ مجهوداً جيداً هذه المرة.

ابتسمت له رغم كلامه لكن فكرة انني أُنافس طلاب الجامعة تحمسني و تسعدني كثيراً مما يزيد من ثقتي بدخول جامعة اوكسفورد بسهولة .

بقيت في فقاعة أحلامي الزهرية حتى لاحظت إنعطاف السيارة و قد أتخذت طريقاً آخر ، شعرت بتوتر و القلق و قد عبست ملامحي لاننا قد إقتربنا من المدرسة أكثرً ، لاحظ ادريان عبوسي المفاجئ فتحدث و هو يتحاشى النظر الي:

- لا بأس ... فقط تجاهليهم و سيكون كل شيء بخير.

ردت عليه و انا انظر الى الاسفل قائلة و انا اطبق على اسناني:

- فقط ... ليتهم هم من يتجاهلونني!

فتح ادريان فمه ليقول شيء ما لكن السائق سبقه و قال لي بعد ان توقفت السيارة :

- آنستي لقد وصلنا.

تنهدت بقلة حيلة فبعد كل شيء لا يمكنني الهرب فهي المدرسة و انا قدري مواجهة العقول الفارغة يومياً فأنا أقبله ، أحياناً اتمنى لو انني أعيش في غابة لربما كان ذلك أرحم.

نزل السائق كي يفتح لي الباب لأترجل من السيارة و لا انكر انني اشعر بتوتر و مضطربة قليلاً ، مشيت قليلاً و انا ادعوا الا أرى تلك العاهرة ريتشل لكن أوقفني صوت باب السيارة يفتح من جديد فإستدرت لأرى ادريان يقف و قد غلف وجهه بتعابير باردة قاتلة لدرجة انني شعرت برهبة منه للحظات ، لماذا نزل هذا الاخر بحق الله؟

توجه نحوي و عيناه تجولان في الارجاء و هو يرمق كل من يمر او ينظر ناحيتهم بنظرات قاتلة تجعلهم يخافون منه ، من قال انه قد ورث من امه وسامته فقط اقسم انني ارى فيه نظرات تلك الشمطاء المرعبة.

استغربت تصرفه كثيراً فسألته عندما وقف امامي و هو مايزال يبحلق في الارجاء:

- ما الامر لماذا خرجت من سيارة؟

اجابتي بعد ان نظر الي اخيراً :

- لا شيء فقط اتفقد الاوضاع هنا.

إبتسم بسخرية و أكمل:

- أنا ايضاً لي ذكريات جميلة هنا!

جميلة؟ اين هو الجمال انا لا أراه! لربما هو في اقرب مكب قمامة.

ذلك الوغد شدد على كلمة جميلة مما جعل براكين الغضب تغلي داخلي لقد كان منذ لحظات يواسيني اما الان فهو يغضبني ، كيف لهذا الصباح ان يسوء أكثر؟

تحركت و تركته استدرت لأراه مازال و يبتسم بهدوء حسنا سيد وسيم لقد نجحت في جعلي اغضب حتى انسى توتري بذكر الوسامة رأت ثلاث فتيات يشرن نحو ادريان و يتحدثن فيما بينهن لكنه التفت اليهن نظر لبرهة ثم إبتسم لهن بزيف لكنها كانت كافية حتى تجعل قلوبهن يتوقفن من كثر خفقان فصارت كل واحدة تقول ابأنه ابتسم لها ليبدأ شجار سخيف .

قلبت عيناي بضجر من تصرفه الصبياني و اكملت طريقي اصعد درجات التي امام الباب الرئيسي لقسم لمبني الثانوية و بكل تأكيد اتجهت كل العيون نحوي فلم اسلم من الهمهمات استطيع ان احزر ما يقوله كل شخص حسنا لا يمكنني تحديد ما يقوله كل شخص لكن هيا لنلعب لعبة التخمين.

اممم ... اولئك الثلاثة على اليمين يتسألون كيف لي الاستمرار في الدراسة هنا او انني كيف سأتحمل البقاء لانني ارى شيء من تسأل و ربما القلق؟ لا بتأكيد هي شفقة ... حسنا يكفينا هذا لانني بت أشعر بإشمئزاز من نظراتهم تلك.

لكن فجأة انقلبت الاجواء 360 درجة في لحظات ، سمعت عُلو تلك الهمهمات اكثر و الجميع ينظر نحو الوراء و يشيرون الى شيء ما استدرت قليلاً لأرى انهم يشيرون نحو سيارة ليكزس الفاخرة ذات الطلاء الاسود الامع حتى انهم تجمعوا حولها كالنمل في ثواني ، حسناً اخيراً شيء ما يخلصني من تحديقاتهم المقززة لي.

اسرعت في الخطى نحو صفي حتى استطيع حجز مكان لي قبل الجميع ، لست فتاة تتمسك كثيراً بالاشياء فافي كل سنة اختار كرسياً بشكل عشوائي لكن هذه المرة قررت الجلوس في المؤخرة حتى اجرب شعور الطلبة المشاغبين و لو لمرة واحدة.

صفوف مدرستنا ليست مثل الصفوف العادية فهي اشبه بقعات الجامعات الى انها اصغر في الحجم كثيراً بحيث تسع من عشرين طالباً الى ثلاثين كحد اقصى ، المقاعد و طاولات موضوعة بشكل طولي على المدرجات التي بدورها تكون خمس درجات نحن الطلاب ندخل من الباب الموجود اعلى المدرج بينما الاستاذ يدخل من باب في الاسفل قريب من مكتبه .

مكتب الاستاذ موضوع على منصة مرتفعة قليلاً بقدر درجتان خلفه سبورة الكترونية .

دخلت الصف و جلست في أول كرسي بجانب الباب في الاعلى تنهدت براحة و سعادة الان المكان شاغر و الان يمكنني الخروج بسرعة من الفصل لكن الفرحة لم تدم فما ان جلست و بالكاد اخرجت نفساً حتى سمعت صوت ضرب يدين على طاولة لدرجة أغلقت منهما عيناي فتحتها ببطئ و يا ليتني لم أفعل.

يا له من صباح جميل بدأ برؤية ريتشل باركر ، أين أقرب طريق للجحيم من فضلكم؟ زفرت بملل و رسمت إبتسامة زائفة واضحة لأقول:

- صباح الخير ريتشل باركر.

بإبتسمت ريتشل بسخرية كما هو المتوقع منها فردت علي و هو تضم يديها الى صدرها:

- أمثالك يصبح الصباح شراً برؤية وجوههم.

حقاً؟! اذا ما أقول انا يا سُكرة قلبي ،ازلت ابتسامتي الزائفة و قلب عيوني بملل:

- اذا لماذا ترغبين بإفساد صباحك برؤية وجهي؟

فعلاً لماذا تريد إفساد صباحها و صباحي يكفي ما نكنه لبعضنا من حقد حتى تستطيع الشعور به من بعد أميال ، ردت بنزق و هي تعض على شفتها السفلية:

- لانك تجلسين في المكان الخطأ يا بلهاء!

ان كان هناك شيء خاطئ في هذه الحياة ستكون اللحظة التي رزقتي فيها.

نظرت حولي لأرى ان القليل من الطلاب المتوزعين بين الكراسي بشكل عشوائي فلم تكن كراسي الخلفية ممتلئة او ما شابه، نظرت اليها بملل و تحدثت بإنزعاج:

- و لما انا فقط من يجلس في المكان الخطأ.

وضعت ريتشل يديها على الطاولة من جديد لترمقني بنظرات قاتلة ، يأمي سأبلل ملابسي! و تردف بتهديد:

- لانك تجلسين في مكان سيد روتشايلد المفضل و اذا لم تنهضي و تغيري مكانك فلا اظمن انك ستعشين لليوم التالي!

رائع فكرة الموت اعجبتني كثيراً لكنني مازلت صغيرة و لدي طموح و احلام ارغب بتحقيقها ، لم اعر كلامها اي لعنة و لا من نبرتها المهددة بل في الواقع اصبحت اقلب اسم روتشايلد في رأسي هي لا تقصد جايكوب بتأكيد؟ ، تنهدت بضجر فالامر لا يعنيني بعد كل شيء لملمت اشيائي و نزلت الدرجات حتى اجلس في المقعد الاول كطالبة المجتهدة .

عندما كنت أنزل الدرجات قام احد الطلاب بمد رجله امامي و لسوء حظي لم أرها فتعثرت بها لكنني تداركت نفسي و امسكت بمقعد على جانبي ، نظرت الى ذلك طالب الحقير بإنزعاج فقال هو بإستهزاء:

- أنظري امامك ايتها الحمقاء.

فقط كم اتمنى إقتلاع عيونك تلك حتى تعلم كيف ترى جيداً ، ذلك الحقير كان يضحك هو رفيقه الذي بجانبه و كالعادة تجاهلت الامر بضجر شديد ، قد أبدو اغلي من الداخل الا انني سرعان ما انسى او اتجاهل هذه الاشكال بسرعة فقد علمت ان الدواء لمرضهم هذا هو التجاهل.

تابعت النزول حتى وصلت لاول مقعد و جلست فيه ، اخرجت دفتراً و قلماً ثم ادخلت اصبعي في ياقة قميصي الابيض لأخرج منها سماعات بيضاء وضعتها في اذنيي و غطتيتها بشعري حتى لا يراها أحد .

اوه نسيت ، انا دائما ما افعل ذلك سواء في الحصص او في اوقات الفراغ دائما استمع الى التي يسجلها لي ادريان او اقوم بتحميلها من الانترنت لانني و بكل بساطة اعرف جيداً كل كلمة تسخرج من فم الاستاذ لانني سبق و ان درستها منذ زمن.

دخل الاستاذ و صار يتحدث بشكل عام عما سندرسه هذه السنة و بلا بلا حتى انتهت الحصة الاولى ثم الثانية و الثالثة و انا لم أتحرك من مكاني و كأنني قد انبت جذوراً انغرست في الكرسي ، لم يكن عقلي متصلاً بالواقع ابداً و لم اعر اولئك الحمقى اي اهتمام حتى أتت استراحة الغداء.

نهضت من مكاني بسرعة و اخذت حقيبتي معي لانني لست مستعدة لجعلهم يعبثون بأشيائي و اتجهت مسرعة نحو الخارج ، انا متحمسة بل سأطير من الحماس .. لحظة لحظة! لا تظنون انني متجهة الى كافتيريا المدرسة او الى اي مكان ملئ بالخنازير القذرة انا الان متجهة نحو المكان الذي كان ملاذ لي طول السنتين الماضيتين .

مكان معزول لا تسمع فيه سوى اصوات هبوب الرياح و تغريد العصافير ، اسرعت في خطواتي و انا اتمنى الا ارى احد و لأول مرة تحقق امنيتي هذا الصباح . الى اين انا متجهة؟ هناك طريقتان للوصف اما المجازي او الحرفي و لانني الان كدت اصل فسأختار الحقيقي .

للمدرسة مباني عدة فهناك مبنى الابتدائية البعيد جداً من هنا و كذلك مبنى الاعدادية الذي يعد اقرب بقليل و هنا منبى الثانوية الذي ادرس به ، جميع المباني كاملة من الصفوف حتى المعامل و مختبرات الا ان الثانوية مختلفة قليلاً لديها مبني منفصل يبعد عنها بضع اميال و هو مبني المعامل المختبرات هو ليس ببعيد و لكن لنقل ان لا احد يذهب نحو تلك الجهة .

لذلك استغليت الامر و صرت اذهب الى سطح ذلك المبنى كل يوم حتى انفر من اولئك المزعجين ، ربما هذا هو القانون الوحيد الذي اخالفه .

هذا المكان مميز بحق يكفي انه يطل على ساحة ترابية لا أحد فيها ....صعدت الدرجات المؤدية الى السطح بكل حماس و ما ان فتحت الباب حتى اتاني النسيم عليل يداعب خصلات شعري البندقية و كأنه يرحب بي ، كم أحب هذا المكان و اعلم انه يحبني كذلك لربما هو السبب الذي يجعلني اتحمل نزق و سخف اولئك الحمقى و تجاهلهم.

ادخلت كمية كبيرة من الهواء النقي الى رئتي حتى تزيح كل ما يثقل صدري و كاهلي ، همست و انا ادخل اناملي في غرة شعري حتى ارفعها قليلاً :

- أشتقت الى هذا المكان.

إبتسمت بسعادة اكملت سيري ناحية الجدار الذي يحيط بحافة السطح ، انزلت حقيبتي لسندها بجانبها ثم وضعت راحتي يدي على الجدار و عيون تتأمل جمال السماء و صفائها ان المبني عالي بإرتفاع اربعة طوابق مما يسمح لي رؤية مباني المدينة الشاهقة كذلك العجلة الداورة الضخمة و هي تتحرك ببطئ ، آه كم اتمنى رؤية المدينة من هذا الارتفاع في لليل أقسم انه سيكون اجمل منظر رأيته في حياتي .

ضغطت على يدي حتى ارفع نفسي و اقف على سفح الجدار المنخفض ، بلى انا الان اقف فوق مبنى يتكون من اربعة طوابق استطيع رؤية الارض بوضوح من هنا ، أتعلمون؟ حركة بسيطة بإستطاعتها اسقاطي و إزهاق روحي لكن ليس انا ... لقد اعدت على ذلك من مدة طويلة الوقوف على حافة السطح دون ان يرف لي يجفن ان يدق قلبي برعب لان ذلك كانت الطريقة الوحيدة حتى اتغلب على خوفي من المرتفعات.

نسمات الهواء تحرك تنورتي السواد كذلك خصلات شعري ، الساحة في الاسفل خالية تماماً و هذا ما يجعلني أستطيع الوقوف من دون ان يراني احد و يظن انني مجنونة او ارغب بالانتحار او ما شابه .

لا خوف لا توتر لا قلق ، فقط الراحة و الفرح هذا ما كنت اتمناه منذ الصباح .

ضمت يديها الى صدري و اغمضت عيوني لثواني معدودة ، همهمت بلحن ما لثواني ثم رفعت صوتي الشجي عالياً أغني:

I've been reading books of ola

The lagends and the myths

Acllis and his gold

Hecules and his gifts

Spiderman's control

And Batman with his fists

And clearly ldon't mysalf upon that list

But she said. Where'd you wanna go?

How much you wanna risk?

I'm not looking for somebady with some superhuoman gifts

Some superhero

Some fairytals bilss

Just somthinge l can turn to

Some bady l can kiss

I want somthinge just like this

Do Do Do Do

كل ما يمكنني سماعه هو ارتداد صوتي و انا اغني ، لطالما شغرت بلذة مختلفة عند الغناء هنا لانني اغني لنفسي و روحي لا لتسجيل صوتي حتى يتمتع الناس بسماعه ، هنا صوتي هو من يمتعني هنا بإستطاعتي رفعه كما اشاء و دون قيود هنا أكون أنا ، آليس باترسون .

في لحظة سهواً قاطعني صوت صرير الباب القادم من خلفي ، لم أعرف ماذا افعل لانني و لأول مرة شعرت بالخوف! سأكون ميتة اذ ما رأني احد ما هنا و بتلك الحالة لذلك دون انتظار التفت بسرعة لتلتقي عيوني بشرارة من البرق و كأنها عيون أسد ينظر بكل غرابة لما يراه.

*********

مرحبا يا مرشميلو؟

كيفكم انشاء الله بخير

ادري ادري سألت هناك بس عادي اسأل حتى هنا

اول بارت نزل - ترقص رقص شرقي-

رأيكم بالبداية؟

للناس الي نصحتني و قالت اني اركز على رواية وحدة بس

عارفة و لله و كلامكم صح 100٪ بس الانسان شو يعمل لما يكون في شخص يلح عليه ليل و نهار؟

- تروح تهرب قبل ما تقتلها so2002-

كمان الرواية مكتوووووووبة يعني في كم فصل جاهز و ما في تأخير و لا شيء الا اذا قدر الله و انقطع النت او خرب الفون لسمح الله 🌚💔
مثل ما قلت فصل كل اسبوع - تقريباً حتكون يوم السبت-

كتعويض عن تقصيري في رواية بإنتظار الربيع

كمان شيء اخر لكل شخص أرجوك لا تحكم على البداية عارفة ان البعض حيقول مكررة او معروفة بس أرجوك كمل معي لول للفصل الرابع بعدها أحكم رغم ان القصة حتوضح في الفصل 15 بس عادي

بصراحة مش مستعدة اني اتلقى اي تعليقات سلبية احتمال اي تعليق احذف ام الرواية و ما انزلها ابداً

شيء كمان البطل رح يظهر في الفصل القادم تتوقعون كيف هي شخصيته؟😂😂

عدا كذا ما عندي شيء

احبكم مووووووت 💖💖💖

Continue Reading

You'll Also Like

658K 29.2K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
477K 36.4K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
5.8M 166K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
461K 37.8K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...