لحن الكاميليا || Camellia Mel...

By Jolianakingdom

84.5K 6.4K 4K

لكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخير... More

التحدي
هدنة واتفاق
رهان متسرع
معركة غير محسومة
صدمات
انطلاقة
لقاء جديد
فتاة متهورة...عمل جديد
جريمة قتل
تحقيق من نوع خاص
معي أم ضدي؟؟
وحش بهيئة إنسان
اعتراف من نوع آخر
لحظات ثمينة
بدايات ونهايات
لا وقت للراحة
قدر
معاً
شرط
ليلٌ لا ينتهي
خلافات
ألكساندرا روسيل
ثقة؟!
خصمان وهدفٌ واحد
عقربٌ وأفعى وآيتون
نائبة القائد
سفاح دراكوس الجديد
المصيدة
تضحية
مشاعر مبعثرة
اذهب إلى الجحيم
حفلة الزفاف
لأجل دراكوس
دليلٌ حاسم
مهما كان الثمن غالياً...النهاية

حفل مشؤوم

2.6K 221 83
By Jolianakingdom

(4)

سيلين:

بكل برودة أعصاب ممكنة كنت أجلس على إحدى أرائك منزلي أتابع التلفاز بملل.

نظرت إلى الساعة لأجد أن موعد نومي المعتاد قد حان ولذا أطفأت التلفاز واتجهت إلى غرفة النوم.

ولكن ورغم كل محاولاتي لم أستطع منع نفسي من توجيه نظرة قلقة إلى النافذة التي اعتاد الجوكر الدخول منها.

لقد قال سابقا أنه سيأتي إلى هنا بعد يومين مساء وها قد أصبحت الساعة العاشرة مساء ولكنه لم يأتي.

أنا لم أره مطلقا منذ أن أفقدني الوعي في تلك الليلة قبل يومين ليعتني بإصاباتي. ورغم أن الأمر أغضبني كثيرا عندما استيقظت في اليوم التالي واكتشفت ذلك ولكن أعترف أنه اعتنى بها جيدا لدرجة أنني لم أشعر بأي ألم بها بعدها.

ولكن خلال هذين اليومين الماضيين استطعت أن أراجع آخر ما فعلته في الفترة السابقة واكتشفت أن حياتي اتخذت منحى سيئا جدا وبعيدا جدا عن هدفي الأساسي.

ولذا وبعد مراجعة جميع أفعالي قررت أن أعيد كل شيء كما كان وأول ما سأفعله هو إخراج الجوكر من حياتي.

علي أن أذكر نفسي دائما أنه لص وأن مهمتي القبض عليه فقط.

ولكن رغم هذا لم أستطع منع نفسي من التفكير بما حدث معه وهل وقع في فخ جيمس أو لا. أكره الاعتراف بهذا ولكن أنا قلقة وهذا وحده سيء جدا ولذا يجب أن أنهي كل شيء بأسرع ما يمكن حقا.

سمعت صوتا يقول:
-لقد عدت أيتها المحققة الجميلة. هل افتقدتني؟؟

التفت إليه بسرعة وتنهدت براحة لا إراديا ما إن أدركت أنه استطاع الهرب من أفخاخ جيمس.

ارتميت على إحدى الأرائك بتعب وأنا أشعر أن عبئا ثقيلا انزاح عن كاهلي. الآن أستطيع المضي قدما بلا مشاكل ولا مزيد من الرهانات المتسرعة أو القرارات الخاطئة. سأعيد الأمور إلى مجراها.

سمعته يقول مجددا وهو يقترب مني بهدوء:
-يبدو أنك كنت قلقة كثيرا.

نهضت واقفة ببرود وأنا أقول بلهجة قاطعة:
-بعد يومين مساء سيكون موعد نزالنا ولن يكون هناك غيره. إما أن أنتصر أنا وأقبض عليك أو أفشل في ذلك وأنسحب من القضية تماما وأعترف بإخفاقي.

أنا محققة والتفاوض مع اللصوص خطأ كبير ما كان يجب أن أقوم به. ولذا سأصحح كل شيء بالقبض عليك أو سأنسحب ببساطة إن فشلت.

المهم أنني أريد أن أنهي كل شيء وأستعيد نمط حياتي السابق بدون وجودك الغير قانوني حولي دائما.

والآن سأكون ممتنة حقا إن انصرفت بهدوء وبلا مشاكل وأتيت بعد يومين لنحسم كل شيء.

كان واقفا في مكانه بلا حراك ينصت إلي باهتمام وبجدية وما إن انتهيت حتى استدار مغادرا وهو يقول:
-أنت محقة تماما. دخولي إلى حياتك بهذه الطريقة خطأ كبير كان علي تجنبه.

نظرت إلى ظهره وهو يغادر وقد شعرت أنه يقصد أمرا آخر تماما ولكن لا أعرف ما هو.

ولا أدري لما غمرني هذا الشعور الكبير بالكآبة وكأنني أخسر شخصا مهما. أريده أن يتوقف. أن يعترض. أن يعاند ويقرر البقاء. لم أتوقع أن يوافق بهذه البساطة.

هل شعر بالحزن بسبب ما فعلته؟؟ هل أغضبته؟؟ هل خذلته؟؟ أم أن الأمر لا يعنيه حقا وأنا مجرد شخص ثانوي كان يمضي معه بعض الوقت حين يشعر بالملل.

أكره نفسي عندما أفكر هكذا وأشعر هكذا وكرهت نفسي أكثر وأكثر عندما نطق لساني بلا إرادتي قائلا:
-انتظر.

تمنيت لو أنني قطعته قبل أن ينطق. لا يجب أن أتراجع عن قراري ولا يجب أن أسمح لمشاعري بإيقافي.

التفت هو نحوي ببطء متسائلا ولم أجد ما أقوله أو أبرر به سبب إيقافي له ولذا أشحت بوجهي بعيدا بارتباك رغما عني وقلت بتعلثم:
-أنا...ربما...لا أدري...
لا شيء انس ما قلته يمكنك الذهاب.

زفرت نفسا حانقا وأنا أشعر برغبة بالاختفاء فقط. هذا محرج حقا. لقد وضعت نفسي في موقف سخيف جدا.

شعرت به يقترب مني بهدوء ولذا أعدت نظري إليه ووجدت ملامحه لا تعبر عن شيء إطلاقا. أتمنى لو أنه يبتسم على الأقل فابتسامته تشعرني بشيء من الطمأنينة.
ولكنه بدونها يبدو مختلفا تماما.

وقف أمامي تماما ونظر إلي بثبات وقال:
-أنا آسف حقا أيتها المحققة. أنا آسف حقا لاقتحام حياتك وفرض وجودي حولك دائما. ثقي أنني أدركت متأخرا أن هذا كان خطأ كبيرا حقا. وتمسكك بي يزيد شعوري بالندم كثيرا.

رمقته باستنكار شديد وأنا أقول:
-أنا بالتأكيد لم أتمسك بك ولا يهمني أمرك أبدا وكل ما أريده هو القبض عليك بصفتك لصا هاربا من العدالة فقط.

ولذا لا داع لكي تسمح لخيالك بالتحليق بعيدا عن الواقع. أنت مجرد لص ماكر بالنسبة لي لا أكثر.

رمقني بنظرة أمقتها جدا لأنها مليئة بالشفقة مما أغضبني ولكنه قال بهدوء:
-سأكون مسرورا جدا إن كان كلامك صحيحا. هذا ما أتمناه حقا.

رغم إنكاري واستنكاري التام لكلامه ولكن شيئا ما في أعماقي يخشى أن يكون ما يقوله صحيحا حقا. ورغم هذا رمقته بحدة وأنا أقول:
-كلامك ليس منطقيا أبدا. لما سأهتم بأمر لص وبالتحديد أنت من بين جميع اللصوص الذين التقيت بهم؟؟

هل لأنك الشخص الوحيد الذي اعتنى بي واهتم لأمري قليلا؟؟ أم هل لأنك الوحيد الذي يتحدث معي بلا مصالح شخصية وكأننا أصدقاء؟؟ أم هل لأن عيناك غريبتان جدا وكأنهما سماء مظلمة لا نهاية لها أو ربما قاع محيط حالك الظلمة يشدني إلى أعماقه رغما عني؟؟

أم هل لأن ابتسامتك تبدو صادقة ودافئة وتجعلني أشعر بالطمأنينة؟؟

أخبرني هل تجد سببا منطقيا واحدا يدفعني لأتمسك بك؟؟ غير منطقي أبدا فأنت لص وأنا محققة ولا مجال حتى للجمع بينهما في جملة واحدة سوى كما نجمع بين الصياد والفريسة.

نظرت نحوه بتساؤل وأنا أتمنى حقا أن يعطيني جوابا مقنعا لما يحدث معي.

أخذ نفسا عميقا وقال بندم مجددا:
-أنا آسف حقا. لم أكن أظن أنني سأتسبب بكل هذا لك. لم أكن أعلم أن ما فعلته سيؤثر بك هكذا.
سأحرص على تصحيح خطئي بالتأكيد. كوني واثقة بهذا.

شعرت بالألم وبالحزن لأنه اعتذر مني مجددا. لأنه يجد أن كل ما حدث مجرد خطأ. هو لا يعلم أنني بشكل أو بآخر اعتدت وجوده حولي واهتمامه بي. هو لا يعلم أنني كنت في أعماقي أشعر بالسعادة لأن هناك شخصا واحدا على الأقل اهتم لأمري قليلا.

همست قائلة بصوت متألم:
-في النهاية أنت أيضا سترحل ببساطة مثل الجميع واصفا اهتمامك بي بالخطأ. لما علي أن أكون وحيدة دائما؟؟ لما علي أن أعاني بسبب هذا دائما؟؟

أبي لن يتردد في قتلي إن رآني أمامه وأخي يكره أن يتنفس من نفس الهواء الذي أتنفسه.

وأمي؟؟ لا شيء مهم بشأنها سوى أنني تسببت بموتها. قتلتها بيدي هاتين.

ورغم هذا آخر ما قالته لي بابتسامة باهتة بسبب الألم هو:
"لا تحزني يا صغيرتي"

وهكذا أنا بلا عائلة. أنا مجرد مجرمة وقاتلة متخفية خلف قناع محققة تحارب لأجل العدالة.
على الأقل أنت لص ولست قاتلا.
ولكنك ذكرتني بكل ما كنت أحاول نسيانه وتجنبه والهرب منه.

أتمنى لو أني لم ألتق بك أبدا. أتمنى لو أني لم أوافق على تلك القضية. أتمنى لو لم تتدخل بحياتي هكذا وتعيد إلي إحساسي بالوحدة التي كنت قد اعتدت عليها قبل لقائك.

أتمنى لو أنك تختفي من حياتي وكأنك لم تكن موجودا مطلقا.

لم أدرك أنني كنت أصرخ بغضب شديد في نهاية كلامي ولم أدرك أن دموعي كانت تتدافع بغزارة إلا عندما شعرت بسخونتها.

استدرت للجهة المعاكسة وأدرت ظهري له لأنني لا أريده أن يراني أبكي بضعف هكذا.

نطقت بنبرة خافتة قائلة:
-أرجوك ارحل فقط.

مرت دقيقتان كاملتان لم أسمع خلالهما أي رد أو تعليق منه ولذا استدرت لأجد أنه رحل بالفعل....ببساطة.

انهرت أرضا وبدأت بالبكاء بشدة.

وسؤال واحد يتردد في داخلي.
لماذا؟؟ لقد كنت أتدبر أموري وأعيش متأقلمة مع كل ظروف حياتي.

لما على كل شيء أن يتحطم لسبب سخيف وغير متوقع كلقائي بهذا اللص.

لو كنت أعرف. لو كنت أعرف فقط أن هذا ما سيحدث لما فكرت بتحديه أو قبول قضيته أبدا.

استمررت بالبكاء طويلا كالعادة. أنا لا أبكي إلا نادرا جدا. أنا أتحمل كثيرا وأقاوم كثيرا ولكن حين يتراكم الكثير من الألم أبكي.

أبكي طويلا جدا لأنه ليس لدي أحد يقف بجانبني ويدعمني لأتجاوز ما أمر به. ليس لدي أحد يوقفني عن البكاء ويمسح دموعي سوى نفسي.

ولكن هذه المرة حتى نفسي خذلتني ولم أستطع التوقف عن البكاء. ربما لأن أحداث وفاة أمي تتدافع في ذاكرتي بقوة وترغمني على الشعور بألمها مجددا.

أنا آسفة أمي. أنا آسفة حقا للمرة الألف. كم أتمنى لو أني فقط أستطيع الحصول على مسامحتك لي. لو أني فقط أستطيع سماع صوتك الدافئ أو الارتماء في حضنك مرة واحدة فقط.

لو أنني أستطيع رؤيتك حتى لو في حلم قصير بلا كوابيس مؤلمة كالعادة.

لو وفقط لو. ولكن أمنياتي مستحيلة التحقيق مع الأسف.

وفي النهاية سقطت نائمة من الإنهاك دون أن تجف دموعي حتى.
.
.
.
.
.
مضى نهار اليوم التالي طويلا وكئيبا جدا وخصوصا أنه لم يكن لدي أي عمل فاليوم عطلة.

قررت دفن جميع ما حدث البارحة عميقا وتناسي حدوثه أساسا. ولن أفكر به مطلقا.

وصلتني دعوة لحضور حفل يضم الكثير من المحققين والضباط في الساعة التاسعة مساء. وفي الحقيقة كنت سأتجاهل أمر الدعوة لولا أني علمت أن آرثر سيكون موجودا أيضا.

ربما ستكون هذه فرصة جيدة لوضع نهاية لكل شيء عالق بيننا. إما أن نفتح صفحة جديدة لعلاقتنا معا كأشقاء أو نطوي صفحة علاقتنا للأبد وننهي كل شيء.

لم أفكر طويلا فيما سأرتديه فآخر همي أن أبدو بمظهر جميل في هذا الحفل. اخترت سترة كحلية اللون وبنطالا أسود وربطت شعري كالمعتاد.

والآن ها أنا ذا أقف على باب المنزل الذي سيقام به الحفل.

أريت الحارسين بطاقة الدعوة وشارتي وسمحا لي بالدخول.

كانت الحفلة مقامة في الحديقة الضخمة التي كانت مجهزة بالكثير من الطاولات والأضواء.

بالإضافة إلى البوفيه المفتوح في جانب الحديقة.

وهناك الكثير من المدعوين ولم أتوقع أن يكون الحفل ضخما هكذا.

التفت باحثة عن آرثر ولكن لم أجده في أي مكان. وبما أنني لا أحب الاختلاط مع الآخرين ولست جيدة في ذلك حتى، اضطررت للجلوس بعيدا عن الجميع بانتظار ظهور آرثر وعلى أمل ألا يلاحظ وجودي أحد من الحاضرين.

ولكن أملي خاب تماما ما إن رأيت هنري يتقدم نحوي مبتسما.

يا إلهي ألا يمل هذا الشاب أبدا.

حاولت تجاهله ولكنه ما إن وقف بجواري حتى قال:
-مرحبا أيتها الزنبقة السوداء. لقد مر زمن طويل حقا ولكنك لم تتغيري مطلقا.

رمقته بهدوء وأنا أقول:
-أما أنت فقد تغيرت كثيرا. تبدو واثقا بنفسك أكثر. ويبدو أنه تمت ترقيتك أيضا وهذا يعني أنك تجاوزت جميع مشاكلك السابقة واستطعت المضي قدما.

ابتسم هنري وجلس على كرسي مقابل لي وقال:
-هذا صحيح. لقد سعيت للتغيير بعد ما قلته لي في لقائنا الأخير منذ سنة تقريبا.

رغم أنني كنت غاضبا جدا في البداية ولكن لاحقا أدركت أنك محقة وها أنا ذا.

تنهدت بارتباك وأنا أقول:
-لا تتوقع مني أن أعتذر إليك. أنت كنت متدربا مزعجا وضعيفا ومتشائما وجبانا ولذا شعرت بالغضب منك وقلت ما قلته في ذلك الوقت وكنت تستحق هذا فعلا.

ابتسم هو بارتباك وقال:
-لا تفكري فيما حدث أبدا. أنت محقة وأنا كنت أستحق ما قلته لي رغم أنك قلته بأسوأ طريقة ممكنة. ولكني لست غاضبا منك أبدا بل علي شكرك على ذلك فلولاه ما تغيرت مطلقا.

ولذا شكرا لك حقا أيتها الزنبقة السوداء.

أومأت له وأنا أقول:
-على الرحب والسعة أيها المتدرب. وكلما شعرت بأنك بحاجة لدرس جديد تعال إلي.

ابتسم هو ابتسامة واسعة وقال:
-أنت حقا لم تتغيري مطلقا. لازلت تكرهين الاعتراف بأخطائك بل وتحولينها لأمور جيدة وتضعين اللوم على الضحية. ولكن لا بأس أنت رائعة هكذا ولا يجب عليك أن تتغيري مطلقا. و أنا كما ترين لم أعد متدربا. أنا الآن محقق مثلك.

رمقته بحدة وأنا أقول:
-بالتأكيد لن أتغير مطلقا. وأنا لم أخطئ.

وأنت ستبقى متدربا عندي وأنا سأبقى رئيستك ولن يتغير هذا حتى لو أصبحت رئيس المحققين.

ولكن إن توقفت عن مناداتي بالزنبقة السوداء فربما أتوقف عن مناداتك هكذا.

ابتسم هو مجددا وقال:
-أنت حقا لم تتغيري. ولا بأس بالنسبة لي إن ناديتني بالمتدرب بل ويسعدني أن أكون متدربا عند محققة مبدعة مثلك.

ولا تتوقعي مني مطلقا أن أتوقف عن مناداتك بالزنبقة السوداء. فهذا اللقب يمثلك تماما ولن أجد لقبا أنسب منه لأناديك به.

أجبته بلا مبالاة:
-افعل ما تشاء. الأمر لا يهمني كثيرا. طالما أننا لن نلتق إلا نادرا.

رد علي قائلا بإحباط:
-هذا مؤسف حقا. لقد كنت أتمنى لو أننا نعمل معا مجددا. ولكن مع الأسف تم فرزنا إلى وحدات مختلفة قبل سنة.

لقد كان العمل تحت إشرافك رائعا حقا. وأتمنى أن نعاود العمل معا يوما ما.

لم أبال بالرد عليه فقد كنت أبحث بنظري عن آرثر ولكنه لم يظهر بعد. يبدو أنه لن يأتي أو ربما هو في مكان ما خارج نطاق رؤيتي.

سمعت هنري يقول مجددا:
-بالمناسبة لما تجلسين وحدك؟؟ ألا تعرفين أحدا من الحضور أم أنك لازلت تكرهين الاختلاط بالآخرين؟؟

رمقته بحدة وأنا أقول:
-اهتم بشؤونك الخاصة أيها المتدرب ولا تتدخل فيما لا يعنيك.

تنهد هو متململا وقال:
-لقد طلبت منك قبل سنة فرصة لأثبت لك أنني سأكون صديقا جيدا وأنه يمكنك الثقة بي ولكنك كنت ترفضين طلبي دائما وقد كنت شخصا ضعيفا حينها ولم أكن أستحق أن أكون صديقا لك أبدا.

ولكن الآن أنا أجدد طلبي لك وأريدك أن تمنحيني هذه الفرصة.

أنا معجب بك وهذا صحيح تماما وأعترف بهذا ولكني لن أتسرع وأطلب منك الموافقة على الارتباط بي أو ما شابه لأنني أعلم أنك لن توافقي أولا ولأنه حتى لو حدثت معجزة ما ووافقتي فهذا لن يستمر طويلا من دون أن تثقي بي.

ولذا فقط أريدك أن توافقي على أن نكون أصدقاء للوقت الحالي على الأقل. ما رأيك بهذا؟؟

نهضت واقفة بكل برود وأنا أقول:
-أنا أرفض عرضك هذا. لا أريد أي أصدقاء. ولا أريد أن أمنح أحدا أي فرصة. لن أسمح لأحد أن يقتحم حياتي مجددا. ولذا سأكون سعيدة حقا إن أوقفت محاولاتك للتقرب مني وتركتني وشأني فقط.

ابتعدت عنه بعدها متجهة إلى مكان آخر ولكنه قال:
-لن أستسلم أيتها الزنبقة. سأحطم ما تبنينه من جدران حولك وسأجعلك تثقين بي وتوافقين على طلبي يوما ما.

لم ألتفت نحوه حتى. لقد سمعت هذا الكلام مئات المرات من الكثير من الأشخاص لدرجة الملل. لن يقتحم أحد جدراني أبدا.

تابعت طريقي وقد لمحت آرثر جالسا على إحدى الطاولات. الآن ستبدأ معركتي الحقيقية.

أخذت نفسا عميقا قبل أن أتقدم نحوه وأجلس على مقعد مجاور له وأنا أقول بابتسامة مشرقة:
-مرحبا أخي.

حسنا لا داع لوصف نظرة التقريع الشديد التي رمقني بها ولكنه لم يستطع أن يقول شيئا بسبب وجود العديد من الأشخاص حولنا.

ابتسمت وأنا أقول:
-أشعر أنه قد مر زمن طويل حقا منذ لقائنا الأخير رغم أنها أربعة أيام فقط ولكني اشتقت إليك حقا.

نظر نحوي بحدة وقد تحولت جميع أنظار الجالسين على الطاولة نحونا وبسبب وجود بعض الأشخاص الذين يهتم آرثر لنظرتهم نحوه فهو ابتسم لهم وقال وهو ينهض واقفا:
-اعذروني. سأعود بعد قليل.

تبعته دون أن أعير الجالسين أي اهتمام أو أكلف نفسي عناء الابتسام لهم. حتى لو كانوا شخصيات هامة فلا أهتم لنظرتهم نحوي مطلقا.

وقف آرثر في مكان بعيد عن الحفل قليلا على أطراف الحديقة وقال:
-ماذا تظنين نفسك فاعلة بالضبط؟؟ من أنت لتسمحي لنفسك باقتحام طاولتي وتخريب سمعتي؟؟

رمقته بحدة وأنا أقول:
-أنا شقيقتك ولذا يمكنني فعل ما أريد. عليك أن تهتم لما أريده أنا وليس لما يريدونه هم.

زفر نفسا حانقا وبدا أنه يحاول تمالك أعصابه قدر الإمكان وقال بنبرة غاضبة:
-سيلين توقفي. هذا يكفي حقا.

أنا أكرهك. أكرهك بكل جوارحي. الأمر خارج عن إرادتي. لا يمكنني أن أعتبرك شقيقتي مطلقا. كرهي لك زرع في داخلي مذ كنت صغيرا ومهما فعلت لن تستطيعي تغيير ذلك.

وصدقيني حتى لو حاولت أن أمنحك فرصة فهذا لن يغير شيئا. لأنني أكرهك من أعماق قلبي.

أنا أكرهك كما تكرهين جيمس. هل تتخيلين نفسك قادرة على منحه فرصة؟؟ بالتأكيد لا لأنك تكرهين تنفس الهواء الذي يتنفسه وأنا أكرهك هكذا أيضا.

ولذا توقفي عن المحاولة. استسلمي. انسي فكرة أن لديك شقيقا لأنني لن أكون شقيقك أبدا.

أخفضت رأسي نحو الأرض محاولة إخفاء دموعي التي أخذت تنهال من عيني بغزارة. أصبحت أبكي كثيرا مؤخرا.

لم أستطع أن أقول أي شيء. هو لم يترك لي أي مجال لتصحيح خطئي. هو قال الحقيقة حقا. إنه يكرهني من أعماق قلبه.

مر بجواري عائدا إلى طاولته بعد أن وضع نهاية كل شيء ببساطة.

وقبل أن يبتعد تماما قلت بصوت مبحوح دون أن أستدير إليه:
-كما تريد آرثر. لن ترى وجهي بعد اليوم. سأنسى أنه كان لدي شقيق يوما ما.

سأنسى كل ما يتعلق بك وسأمحوك من حياتي تماما. لم أعد أريد أن أحاول. ولم أعد أريد أن تسامحني.

أنا أعلن استسلامي. أنت رسمت النهاية بكامل إرادتك وأتمنى ألا تندم على هذا يوما ما.

استدرت نحوه في نهاية كلامي وقد كان يقف موليا ظهره لي وسمعته يقول:
-هذا أول قرار صائب تتخذينه في حياتك. وأنا لن أندم على هذا مطلقا.

ثم تابع طريقه دون أن يلتفت نحوي مطلقا ودون أن يبال بمعرفة مقدار الألم الكبير الذي سببه لي مع كل كلمة قالها.

رحل ببساطة هو أيضا بعد أن كسرني وحطم آخر آمالي. لماذا؟؟ لماذا يحدث هذا معي دائما؟؟

استدرت حينها متجهة إلى الخارج قبل أن أنهار تماما. بدأت السير نحو المنزل بسرعة وأنا أمسح دموعي التي ترفض التوقف بقوة.

وبدأ صوت شهقاتي يعلو أيضا. ومن الطبيعي في حالتي هذه ألا أنتبه للشخص الذي لحق بي خلسة إلا حين شعرت بوخزة إبرة مؤلمة في عنقي تلاها شعوري بشلل تام في جميع أطرافي وسقوطي أرضا دون أن أفقد الوعي ودون أن أستطيع الحركة مطلقا.

شعرت بأحد ما يحملني وسرت قشعريرة في كامل عمودي الفقري عندما سمعت صوت السافل جيمس يقول:
-وأخيرا أنت لي أيتها المحققة.
.
.
.
.

     ************     
   The End of this part 
     ************    

عنوان البارت القادم:
معركة غير محسومة

مررررحبا أصدقائي من جديد. ما رأيكم بالبارت؟؟😆😆

أعلم أنه كان كئيبا ولكن الأمر ليس بيدي. إنه منحى الأحداث من يرغمني على هذا.😞😞

ولكن الرواية ستتخذ منحى جديدا قريبا وسيتغير سير الأحداث تماما ولذا ترقبوا هذا.😆

كما أنه هناك مفاجأة قادمة في هذه الرواية ستسعد الكثير من المتابعين والقراء القدماء ولذا ترقبوها أيضا👍👍

وشكررا جزيلا مئة مرة لكل من قرأ روايتي السابقة القدر أم الحب؟؟ والآن يتابع معي بهذه الرواية.

وشكرا جزيلا تسعة وتسعون مرة لكل من قرأ روايتي السابقة فقط أو روايتي الحالية فقط😉😉😂😂

أتمنى حقا أن تبقى الرواية عند حسن ظنكم بها وأسفة للتأخير في التنزيل في الفترة السابقة ولكن كان لدي امتحانات والأمر خارج عن إرادتي.

وسأبذل جهدي لتعويضكم خلال العطلة الصيفية❤

والآن سنبدأ فقرة جديدة وممتعة عنوانها توقعاتكم وآراءكم لاطلع عليها وأرى مدى صحة توقعكم لما سيحدث في البارتات القادمة.
.
.
.
.
الجوكر رحل فجأة ولم يظهر مجددا. كيف تظنون أن لقاءه القادم بسيلين سيكون؟؟ ومتى؟؟
.
.
سيلين قالت أنها كانت سبب وفاة والدتها. هل تستطيعون تخيل كيف حدث هذا؟؟
.
.
هنري شخصية جديدة اقتحمت مسرح الأحداث. هل تظنون أنه سيكون له مشاركة فعالة في الأحداث القادمة؟؟
.
.
آرثر أكد لسيلين أنه يكرهها من أعماق قلبه ولا مجال لمنحها أي فرصة لتصحيح خطأ قديم قامت بارتكابه في الماضي. ما هي توقعاتكم حول هذا الخطأ؟؟ هل هو بسبب تسببها بوفاة والدتها أم أن هناك سببا أخر؟؟
.
.
هل ترون أن آرثر شخص جيد أم سيء مع الأخذ بعين الاعتبار أن سيلين افتعلت خطأ لا يغتفر في الماضي بالنسبة له؟؟
.
.
هل ترون أن قرار سيلين خاطئ أم صائب بشأن إعلان استسلامها؟؟
.
.
ومع الأسف ظهر جيمس مجددا ويبدو أنه لا ينوي على خير أبدا هذه المرة. ماذا سيحدث لسيلين معه وهل ستستطيع الهرب منه أم لا؟؟
.
.
عنوان البارت القادم معركة غير محسومة. ماذا تستنبطون من هذا العنوان؟؟
.
.
.
.
.
هذا كل شيء أصدقائي. شكررا لكم جميعا مجددا وأتمنى أن يكون البارت قد أعجبكم.

أراكم في البارت القادم💖💖...إلى اللقاء👋👋

Continue Reading

You'll Also Like

605K 20.2K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
21.6K 1.5K 59
في ظل الممالك السبعة هناك مملكة ماغونسايت التي يعيش بها بطلنا ألدس ولي العهد للملك مابل بعد ان يرسله الى أكاديمية إريوس محاولة ضبط سلوكه في التهيء ل...
365K 24K 64
"النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان. كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أ...
158K 5.1K 62
"القدر جعل العالم يخشاها، هى تريد التوقف لكن القدر يمنعها، تريد أن توقف العذاب الذي وضعها القدر فيه، تصبح باردة لا يهمها شيء، تغير واقع القدر وتصبح ه...