دليلٌ حاسم

1K 96 64
                                    

(35)

يومين كانا من أحلك أيام حياتي...لم أغادر فيهما فراشي إلّا نادراً.

أشعر بالكآبة تتخلل كلّ عظمةٍ من جسدي. لا رغبة لي بالتنفس حتى.

أنا حزينة...حزينة وبشدة. أنا أخطأت وهذا صحيح ولكن كلمات رين الأخيرة جرحتني بشدة أيضاً.

هو غادر منذ تلك الليلة ولم يعد ولا أظنه سيفعل قريباً.

عليّ أن أواجهه بنفسي وأوضح له حقيقة ما حدث ولكني لا أجرؤ أبداً. أنا خائفة جداً من لقائه.

أخشى رؤية تلك النظرة الخائبة مجدداً...أخشى غضبه جداً. عيناه المظلمتان لا تساعدان أبداً وأؤكد مجدداً أنّه شخصٌ مختلفٌ تماماً حين لا يبتسم.

الشمس أشرقت مجدداً دون أن تنجح أشعتها الدافئة بإزالة الجليد المتراكم في كلّ خليّة من جسدي.

رنّ جرس الباب فجأة.

من سيكون الطارق الآن؟؟

نهضت بتثاقل وتوجهت لفتحه ودُهشت برؤية لويس هناك.

نظر نحوي بقلقٍ قائلاً:
-تبدين كالأشباح. هل أنتِ بخير؟؟
.
.
.
.
.

جلسنا في صالة المنزل... رويت له ما حدث ورمقني باستياءٍ قائلاً:
-كان عليكِ الاتصال بي حالاً آنذاك. كنتُ سألقّن زوجك درساً لن ينساه. كيف يجرؤ على الحديث مع شقيقتي بهذه الطريقة القاسية؟؟

كم أتمنّى لو لم ألتقِ بكِ أبداً سيلين....ذاك الوغد. هو لا يعلم كم هو محظوظٌ بلقائك.

صدقيني إن طلبتِ مني ذلك فأنا سأذهب وألكمه بقوة حتى يستعيد صوابه والآن.

رمقتُ لويس بدهشة. هو انفعل أكثر منّي حتى.

اعترضتُ قائلة:
-أنا مخطئة أيضاً أخي.

زفر لويس نفساً حانقاً وقال:
-يمكنك أن تفعلي ما تشائين أختي. إن رغبتِ بإنجاب طفل فلكِ ذلك وإن لم ترغبي فلا أحد سيرغمك وأنا موجود.

ولكن حقاً كان عليكِ إخباره على الأقل. القرار ليس بيدك وحدك بل يحقّ له أن تشاركيه به. أن تتفقا معاً على أيّ شيء.

أومأت موافقة بصمت. فالأوان قد فات على ذلك.

تنهّد لويس قائلاً وهو يربّت على كتفي:
-لا داعي لكلّ هذا الحزن. جميعنا نخطئ. وأنتما في بداية الطريق فحسب لذا لا بأس ببعض العثرات.

نظرتُ إليه بأملٍ قائلة:
-هل تظنُّ أنّه سيسامحني؟؟

فكّر قليلاً قبل أن يقول:
-هو سيسامحك حتماً في النهاية وسيتفهم أسبابك.

شعرتُ بالقليل من الراحة لأنّ هناك فرصة.

سألتُ لويس مجدداً:
-لو كنتَ مكانه ما الذي كنتَ ستفعله؟؟

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now