فتاة متهورة...عمل جديد

2.8K 212 152
                                    

(9)

سيلين:

جلست على مقعد مطل على ضفة البحيرة حيث كانت الشمس على وشك الغروب وبدا منظرها وهي تغرق في البحيرة ساحراً. وأنا أحاول إراحة نفسي وتصفية ذهني قليلاً والتخلص من الغضب والاستياء الذي أشعر به.

لأنني وللمرة الثانية أفقد عملي بسببه.
فلقد اتجهت إلى الفندق الذي أعمل به اليوم صباحاً وأنا أتمنى حقاً ألا يكونوا قد طردوني من العمل بعد أن تغيبت ليوم كامل.
ولكنهم بالفعل أخبروني أنهم استغنوا عن خدماتي. كم كان هذا مخزياً.

كله بسبب ذلك المحتال. لقد ألزمني بالبقاء في المنزل طوال البارحة لكي أريح إصاباتي.

وإليكم ما حدث.

استيقظت البارحة صباحاً لأجد نفسي في منزلي وقد احتجت لعدة دقائق لتذكر ما حدث. اكتشفت أن رأسي ويدي قد تم الاعتناء بهما جيداً ولم أعد أشعر بالدوار أو التعب.

انتبهت أخيراً أن هناك فتاة غريبة جالسة بقربي تقرأ في كتاب ما.

نظرت نحوها باستغراب فلاحظت هي استيقاظي. ابتسمت لي وهي تقول:
-كيف تشعرين الآن؟؟

سألتها باستغراب:
-من أنتِ؟؟ وماذا تفعلين هنا؟؟

رأيتها تتنهد باستياء وهي تقول:
-صدقيني أنا لا أفعل هذا عادة. ولكنه كان طلباً خاصاً من شخص ما ولم أستطع رفضه.

ازداد استغرابي من كلامها الغير مفهوم وقبل أن أسال مجدداً تنهدت هي مجدداً وقالت بضجر:
-أنا الطبيبة ساندرا ولقد طلب مني رين الاعتناء بإصاباتك والبقاء معك طوال اليوم ولذا أنا هنا.

رين؟؟ أتقصد الجوكر؟؟ كيف تعرفه أساساً وماذا تكون هي بالنسبة إليه؟؟ أردت طرح هذه الأسئلة والاستفسار عن كل شيء يتعلق بها ولكنني تذكرت أن لدي عملاً ولذا نهضت واقفة وأنا أقول:
-علي الذهاب إلى العمل. شكراً لك لاعتنائك بي.

ولكني ما إن وضعت قدماي على الأرض حتى شعرت بشيء غريب على قدمي ولذا نظرت للأسفل لأجد أن هناك سلسلة حديدية طويلة مربوطة بقدمي والسرير.

أغمضت عيناي عدة مرات وأنا أحاول استيعاب سبب وجودها والتأكد من أنها حقيقية قبل أن أنظر مجدداً نحو الطبيبة وأنا أقول:
-هلّا وضحت لي ما هذا؟؟

رأيتها تبتسم بكل براءة وهي تقول:
-آسفة عزيزتي ولكن رين أخبرني أنك عنيدة جداً وستتجاهلين إصاباتك وستقررين الذهاب إلى العمل حتى لو حاولت منعك ولذا أردت توفير عناء الشجار معك ومنعك من الذهاب بالقوة.

وأنصحك ألا تتعبي نفسك بمحاولة فكها والخروج لأنك ستبقين طوال هذا اليوم في المنزل حتى أتحقق أنك أرحت نفسك جيداً فإصابة رأسك لم تكن بسيطة أبداً.
.
.
.
.
بالتأكيد لن تتخيلوا أنني تقبلت كلامها بكل سرور  ورحابة صدر. بل إنني أمضيت الساعة التالية في محاولة لفك السلسلة بأي وسيلة كانت ولكنني لم أنجح أبداً.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now