رهان متسرع

2.7K 239 66
                                    

(3)

سيلين:

اتجهت إلى مبنى الأمن المركزي بعد أن أنهيت أعمالي في القسم.

أشعر أنه مر زمن طويل منذ أن قابلت آرثر آخر مرة ولذا أريد أن أراه مجددا.

دخلت إلى المبنى وأنا أشعر بالتوتر عن كيفية لقائي به. هل سيعاملني بجفاء كالعادة؟؟ كم أتمنى لو أنه يعطيني فرصة ثانية لإثبات أنني لست شخصا سيئا.

سألت موظفة الاستقبال عنه والتي باتت تعرفني جيدا وأخبرتني أنه في اجتماع الآن وسينتهي بعد قليل.

انتظرت أمام مكتبه حتى رأيته قادما. كان يبدو غارقا في بحر أفكاره لدرجة لم يدرك وجودي بعد. كان يبتسم بخفة ويبدو أنه كسب قضية ما. هذا جيد.

فالأفضل أن يكون مزاجه جيدا حتى يتقبل وجودي قليلا.

ما إن وصل إلى باب المكتب حتى رفع نظره إلي لتعبس ملامحه بسرعة وتتلاشى تلك الابتسامة ليحل محلها تجهم شديد وكأنه رأى شبحا أمامه.

ورغم انقباض قلبي إلا أنني ابتسمت وألقيت عليه التحية بحفاوة.

ولكنه رد علي ببروده المعتاد وهو يدلف من باب مكتبه:
-غادري بسرعة. فلا أريد أن يتعكر مزاجي بسببك الآن.

تجاهلت كلامه وتبعته بسرعة إلى داخل المكتب.

جلست على أحد المقاعد وأنا أقول:
-لقد اشتقت إليك حقا. ولكن كان لدي الكثير من الأعمال هذه الفترة.

رد علي بجفاء:
-سيأتي بعد قليل إلى مكتبي أحد الضباط ولذا انصرفي بسرعة.

تجاهلت كلامه وأنا أقول:
-أنا أهم من ذلك الضابط ولذا فلينتظر.

رد بحدة:
-بل رؤية عامل النظافة أهم من رؤيتك.

حاولت أن أدعي اللامبالاة وأنا أقول:
-مهما قلت فأنا سأبقى شقيقتك الصغرى وسيعاملني الناس على هذا الأساس.

نظر إلي بحدة وأدركت أنني أغضبته ولكن لا بأس. عليه أن يقتنع بهذه الحقيقة.

سمعت طرق الباب ثم دخلت مساعدة آرثر والتي لازالت رؤيتها تثير اشمئزازي. أكرهها حقا.

رمقتها بتهديد لكي لا تتجرأ على قول أي شيء.
وبالفعل نظرت إلى آرثر باستقامة وقالت:
-لقد حضر الملازم جيمس سيدي الرائد. هل أسمح له بالدخول؟؟

رد آرثر قائلا:
-بالتأكيد أدخليه.

وبالفعل غادرت مساعدته ونظر آرثر إلي وقال:
-اخرجي بسرعة وإلا ستندمين وسأجعلك نكرة أمامه.

شعرت بجدية تهديده. ولذا قررت الانصراف فعلا وخصوصا أن جيمس هذا شخص قذر جدا.

لطالما حاول التقرب مني بطريقة قذرة ولكني كنت أردعه بشدة.

لحن الكاميليا || Camellia Melodyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن