انطلاقة

2.4K 191 79
                                    

(7)

سيلين:

عاينت آليس يدي المصابة وأخبرتني أنها مكسورة بالفعل وتحتاج لتجبير بأسرع وقت.

ومن بعد سلسلة لامتناهية من التوبيخات لإهمال يدي كل هذا الوقت قادتني نحو منزلها وأخبرتني أن أمهر جراح في العالم سيعتني بها.

لم أفهم كثيرا ماذا تقصد ولكنني تبعتها بصمت تجنبا للمزيد من التوبيخات.

كان المنزل كبيرا وراقيا ويدل أن مالكيه من الطبقة المخملية بالفعل. أساساً لقب كريستون وحده يكفي للدلالة على ذلك.

دخلنا إلى إحدى الغرف التي يبدو أنها مخصصة للحالات الطارئة للعائلة وهناك رأيت شخصاً لا أعرفه من قبل وأرجح أنه في الثلاثينات من عمره بشعر أشقر وعينان سماويتيان ساحرتان.

له هالة قوية تحيط به وتجعلك تشعر أنه شخص مهيب حقا ولن تستطيع سوى الشعور بالإعجاب الشديد نحوه.

سمعت صوت آليس بجواري توبخه قائلة:
- مارك للمرة المئة بعد الألف أخبرك أن تتوقف عن الابتسام هكذا. انظر ماذا فعلت للفتاة المسكينة.

ازدادت ابتسامته اتساعا وقال:
-أخبرتك أنني سأفعل عندما تتوقفين عن إغراق نفسك في المصائب.

تنهدت آليس بيأس وقالت:
-أنت حقا لا تصدق مارك. لما تصر على الربط بين مصائبي وابتسامتك. ابتسامتك موضوع جديٌّ حقا.

سخر مارك منها قائلاً:
-أما المصائب التي تقحمين نفسك بها ليست موضوعاً جدياً أبداً.

رمقته آليس بحدة عابسة وقالت:
-أنا لم أعد أقحم نفسي بأية مصائب.

نظر إليها بابتسامة ساخرة وقال:
-يبدو أن ذاكرتك تحتاج إلى إنعاش سريع.
هل نسيتِ أنكِ البارحة فقط تشاجرت مع المريضة وزوجها لأنها رفضت العلاج. أريد أن أفهم ما علاقتك بهما؟؟ هل تحاولين إصلاح العالم مثلاً؟؟

أجابته بحدة غاضبة:
-بل كنت أرغب بصفع تلك المريضة حتى تعود إلى صوابها وتقبل العلاج. هل تتخيل أن تلك الحمقاء تريد التضحية بحياتها لأجل رغبة زوجها الذي لا يستحق.

هم لديهم خمسة فتيات مارك. ولكن زوجها يريد فتى. وهي مريضة وتحتاج للعلاج ولكن العلاج سيعني عدم قدرتها على الإنجاب. وعدم خضوعها للعلاج سيعني وفاتها.

تخيل أنانية زوجها الذي سيضحي بها لأجل فتى سيعيش يتيماً هو وشقيقاته. سيعيشون بلا أم. هم لا يدركون قسوة الأمر ولذا يجب علي إعادتهم إلى صوابهم.

كانت نبرة آليس متألمة في نهاية كلامها  وكأنها تتحدث عن نفسها. اقترب منها مارك بهدوء ورفع وجهها بيده حتى تلاقت نظراتهما وقال:
-آليس توقفي أرجوك. هناك الكثير من أمثال هذين الزوجين في العالم. ليس عليك تحمل أعباء الجميع.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now