خصمان وهدفٌ واحد

1.6K 147 142
                                    

(25)

سيلين:

فتحت عيناي وأنا أشعر وكأني نمت لدهرٍ كامل. اعتدلت جالسة ومطمطتُ جسدي قليلاً قبل أن أنتبه إلى أنني لستُ في غرفتي وأنّ هذا ليس منزلي. أين أنا؟؟

بدأت ذكرياتي المفقودة تعود وتذكرت أنني أتيت إلى منزل لويس وأنّه غدر بي وأفقدني الوعي.

لفتت نظري ورقةٌ مطويّةٌ على الطاولة جواري مع كأس من العصير بجوارها.

فتحت الورقة لأجدها عبارة عن ملاحظة كتبها لي لويس يعتذر فيها عمّا فعله ويخبرني أن أخرج للحديقة الخلفية بعد أن أشرب كأس العصير وأهدأ وهناك سأفهم كلّ شيء.

حسناً أنا الآن أرغب بدفنه حيّاً بالفعل. ذاك الوغد. سأجعله يندم على مباغتتي بالتأكيد.

شربت كأس العصير دفعةً واحدة ثمّ غادرت الغرفة متجهةً للحديقة الخلفية.

لم يكن تصميم منزله معقداً لذا عثرت على الحديقة الخلفية سريعاً.

سرت عدة خطوات نحو الخارج وقد دُهشت بجمال الحديقة. إنه يعتني بها كثيراً كما يبدو وأظن أنه جمع جميع أصناف الأزهار في العالم ووضعها في حديقته.

بضع خطوات أخرى قبل أن تقع عيناي على آخر ما توقعت رؤيته هنا.

هل يمكن لأحدٍ أن يشرح لي لما لويس ورين يتقاتلان هنا؟؟

اقتربت نحوهما ولكنّ أحداً منهما لم يلتفت إليّ. بدا وكأنهما في عالمٍ آخر تماماً وأنّ نزالهما هذا هو القضية الأهم في الوجود.

جلست على أقرب مقعدٍ إلي. لا بأس بمشاهدة أحد أفلام الأكشن مجاناً. لنرَ إلى أين سينتهي هذا النزال.

رنّ هاتفي في تلك اللحظة. كان الاتصال من رايان.

تنهدت بتشاؤم إذ أنه لا يتصل إلا إن كان يحمل مصيبةً ما معه.

فتحت الخط وأجبت برسمية تامة:
-معك المقدم سيلين ريتشارد. ما الأمر أيها القائد؟؟

ردّ عليّ ببرودٍ شديد:
-كما تعلمين لديكِ الصلاحية التامة للحصول على إجازة متى شئتِ باستغلال علاقتك مع رين. لذا أرجو أنكِ تستثمرين إجازتك بشكل جيد على أحد الشواطئ.

وبالتأكيد لا داعي لإخباري بأيّ شيء. ليس وكأنني القائد والحصول على إذني ليس مهماً كما تعلمين.

قاطعته قائلةً بتردد:
-أيها القائد. أنا لم أقصد ذلك حقاً. كنت فقط...

ولكنه قاطعني قائلاً بثقة:
-لا تقلقي أبداً أيتها المقدم. لن تتم معاقبتك. أنتِ لم تخطئي. إنه خطأ رين وهو من خالف القوانين لذا سيتحمل المسؤولية وسيعاقب كما يجب. أراكِ لاحقاً.

-أيها القائد أنا...

ولكنه كان قد أغلق الخط بالفعل. إنه غاضبٌ حقاً. لم أتوقع أن يغضبه الأمر لهذه الدرجة. الآن أدركت لمَ اعترض رين كثيراً قبل أن يوافق على طلبي.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now