المصيدة

1.3K 102 62
                                    

(29)

بعد افتراق لويس عن سيلين توجه نحو المقر لينهي ما تراكم عليه من أعمال بعد تغيبه لهذا اليوم.

توجه إلى مكتب القائد بعد أن أخبره أحد المساعدين أن القائد كان ينتظر عودته ويريد رؤيته حالاً.

توجس لويس من هذا الأمر كثيراً وشعر أنّ أمراً سيئاً سيحدث ورغم ذلك توجه لمكتب القائد بملامح باردة.

وهناك وقف أمام مكتبه قائلاً بلا مبالاة:
-لمَ طلبت رؤيتي دانيال؟؟

ابتسم القائد باتساع وقال:
-أرجو أنّك قضيتَ نهاراً حافلاً برفقة ابنة الزعيم.

أجاب لويس ببرود:
-لا علاقة لكَ بما فعلته. لستُ متفرغاً لسماع ثرثرتك لذا إن لم يكن هناك أمرٌ مهم فسأغادر.

قهقه القائد قائلاً:
-حسناً حسناً...لا تزال تكره الحديث معي كعادتك رغم أننا نعمل معاً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

لن أطيل أكثر. هناك مهمة جديدة عليك الإشراف على تنفيذها.

أخفى لويس دهشته ببراعة. لا يبدو الأمر مبشرّاً أبداً. ما سرّ هذه المهمة المستعجلة التي عليه الإشراف على تنفيذها حالاً.

تابع رمق القائد بنظراتٍ لامبالية تخفي قلقه العميق.

ابتسم القائد بخبثٍ عميقٍ قائلاً:
-الزعيم أصدر الأوامر. عليكَ أن تنهي معاناة وآلام شخصٍ عزيزٍ علينا....كما تعلم والد ابنة زعيمنا بالتبني مريضٌ جداً ويتألم. لذا قررنا إنهاء معاناته حالاً.

ابتلع لويس ريقه بصعوبة. شعر بنبضات قلبه تتسارع كثيراً. تذكر ابتسامة ألكساندرا وسعادتها بلقاء والدها. تذكر حزنها عند علمها بمرضه وأيامه المعدودة.

ماذا سيحدث إن علمت أنّه حتى تلك الأيام المعدودة تمّ سلبها منها بسبب دراكوس.

ماذا سيحدث إن علمت أنّ والدها قُتل بسبب لقائها به؟؟

والأسوأ كيف ستكون ردة فعلها حين تعلم أنّه هو من قام بالإشراف على قتله؟؟

كلّ تلك الأفكار طافت بذهن لويس بغضون أجزاءٍ من الثانية ودون أن يبدي أيّ ردة فعلٍ على وجهه.

أومأ لويس قائلاً ببرود:
-حسناً. سأتكفل بالمهمة بنفسي.

واستدار مغادراً بعدها.

اتسعت ابتسامة القائد الخبيثة ونطق يحدث نفسه بعد رحيل لويس:
-لطالما كنتَ مميزاً بنظري لويس. ربما لو كنتَ ابناً للزعيم لرشحتك لمنصب زعامة العصابة بنفسي.

توجه لويس إلى المشفى. كان الوصول للغرفة المعنية سهلاً دون أن يشعر أحدٌ به.

دخل إلى الغرفة بهدوءٍ تام.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now