شرط

2.2K 172 86
                                    

(20)

سيلين:

ركضت بأقصى سرعتي مبتعدة قدر الإمكان قبل أن يكتشفوا هروبي. علي أن أغادر هذه المدينة بأسرع وقت قبل أن يعلموا الشرطة باختفائي وحينها سيعثرون علي بغضون ساعات.

وبالفعل اختبأت في إحدى الشاحنات المفتوحة الخارجة من المدينة وكمنت في مكاني لمدة طويلة قبل أن أشعر بتوقف الشاحنة فسارعت بالقفز هرباً منها.

لست أهتم بالوجهة التي وصلت إليها. المهم أنني هربت منهم.

إنها العطلة الانتصافية من سنتي الثانية في الإعدادية ولكن والدي منعني من الخروج من المدرسة الداخلية والعودة إلى منزلي. رفض جميع طلبات مغادرتي للمدرسة ولذا لم يكن أمامي أي حلٍّ سوى الهرب.

إنها كالسجن تماماً. أمضيت فيها سنواتٍ طويلة ونادراً ما كانوا يخرجوننا في رحلاتٍ بين الحين والآخر ولذا طفح بي الكيل وقررت الهرب لأسبوعٍ كامل والعودة بعدها ولست أهتم للعقوبة التي سأنالها حتماً.

أريد أن أتذوق طعم الحرية قليلاً فقط.

وقفت في مكاني بعد ان ابتعدت عن الشاحنة بمسافة كافية. نظرت حولي بابتسامةٍ واسعة وقد شعرت بلذة الانتصار أخيراً.

تحققت من أن قبعتي ووشاحي يخفيان ملامحي جيداً قبل أن أبداً بالجري مجدداً ولكن هذه المرة أجري سعادةً بانتصاري.

أصطدم بهذا وبذاك ولكني لم أتوقف. أشعر بالسعادة حقاً. كم أتوق لرؤية وجه والدي عندما يعلم أنني نجحت بالهرب. لا بأس سأكتفي بالتخيل فقط.

ابتسمت باتساع وزدت سرعتي قافزة فوق بعض الحواجز التي تعترض طريقي بين حينٍ وآخر.

وفجأة صدح صوت بوق إحدى السيارت بقوة مع صوت فرامل قوية وانتبهت متأخرةً جداً أنني في منتصف الطريق وأن هناك سيارة مسرعة قادمة باتجاهي.

هل هذا ثمن الحرية؟؟

في اللحظة التالية كان جسدي يطير عالياً لأرمى بعيداً وأرتطم بالأرض بقوة.
ة
شعرت بدوارٍ فظيع في البداية وآلام مبرحة في كافة أنحاء جسدي قبل أن يخفت الألم تدريجياً لأشعر بأحد ما يحملني ويسير بي.

وتلقائياً دفعت نفسي بقوة لأسقط أرضاً. تحاملت على نفسي بصعوبة لأقف وحدي ودفعت يده التي امتدت نحوي مجدداً بقوة.

سمعته بصعوبة يقول:
-هل أنتِ بخير؟؟ لا تخافي سآخذك للمشفى فقط.

ولكني أجبته بحدة وبصوتٍ متألم رغماً عني:
-أنا بخير. اتركني وشأني فحسب فلا ذنب لك فيما حدث. أنا من كانت تركض دون انتباه لما حولي.

ولكنه أصرّ قائلاً:
-أريد التحقق من سلامتك على كل الأحوال. فربما لديك كسرٌ ما أو إصابة خطيرة.
أو على الأقل علينا الاتصال بعائلتك وإخبارهم بما حدث إن كنت تخشين الغرباء.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now