معاً

2.5K 169 81
                                    

(19)

رين:

انتهت امتحانات الفصل الأول من سنتي الأخيرة في الثانوية.

وطوال الأشهر السابقة كنت أستغل وقت فراغي القليل في مراقبة سيلين ريتشارد من بعيد وتتبعها من مكان لآخر.

جمعت الكثير من المعلومات عنها وعلمت ما نمط حياتها وكيف تعيش وقد كان بسيطاً جداً ووحيداً.

علمت أنها كانت تدرس في مدرسة داخلية حتى نهاية المرحلة الإعدادية ثم انتقلت إلى مدرسة عامة في الثانوية.

تعمل بعملين جزئيين بعد المدرسة لتأمين أقساط المدرسة وأبسط متطلبات الحياة.

يبدو أنها انفصلت عن عائلتها لسبب ما وتشاجرت معهم شجاراً طويل الأمد فهي لم تذهب لزيارتهم ولم يأتِ أحدهم لزيارتها حتى الآن.

اكتشفت بالمصادفة أن شقيقها هو صديق أخي في الأكاديمية ولذا سعيت للقائه وعلمت منه أن والدتهما توفيت منذ زمن طويل واستدرجته أثناء حديثي معه للحديث عن شقيقته ولكنه تحدث عنها بطريقة سيئة وبنبرة حاقدة جداً دون أن يطلعني على سبب كرهه لها ولذا تجنبت لقاءه بعد ذلك اليوم.

لم أستسغ كلامه عنها بهذه الطريقة. إنها تبقى شقيقته رغم كل شيء. ثم إنه محظوظٌ بامتلاك شقيقة مثلها.

وحينما كنت أتبعها قبل يومين اكتشفت أنها تنوي السفر خلال العطلة الانتصافية إلى الشمال إذ قامت بحجز تذكرة قطار لهناك واستغربت هذا بشدة. هل تنوي زيارة أحد أقاربها هناك؟؟ فعائلتها تسكن هنا كما فهمت من آرثر.

سارعت بحجز تذكرتين في ذات مقصورتها وأدركت أنني سأعاني كثيراً لإقناع رايان بالذهاب معي للشمال بذريعة زيارة عمتنا التي تقطن هناك.

وبالفعل رمقني باستنكار ما إن طلبت منه ذلك وقال:
-أنتَ تمزح حتماً!! أنتَ كنت تتهرب من الذهاب معنا لزيارتها حين نطلب منك ذلك في المناسبات والآن تريد قضاء عطلتك هناك!!

ابتسمت بارتباكٍ قائلاً:
-أخبرتك أنني أنهكت تماماً في فترة الامتحانات السابقة وأحتاج القليل من الراحة بعيداً عن أجواء مدينتنا ومدينة الشمال مناسبةٌ جداً.

ردّ بغير اقتناع:
-يمكنك الذهاب لزيارة عمي كريس في العاصمة إذاً. فهي أقرب وأنتَ تحبُّ زيارته كثيراً.

ولكني اعترضت بشدة:
-ليس هذه المرة. أرغب بزيارة عمتي تحديداً. اعتبرها نزوة عابرة.

ولكن رايان بقي مصرّاً على موقفه وقال:
-أنت تعلم أن امتحانات الأكاديمية اقتربت كثيراً ولا وقت لدي لنزواتك العابرة. انتظر حتى نهاية العام.

شعرت بالإحباط من عناده. إنه محق ولكن يجب أن أتبعها مهما كان الثمن. نظرت إليه برجاءٍ أخير:
-من فضلك رايان. أبي لن يسمح بذهابي وحدي حتى لو انتحرت أمامه. وأنتَ الوحيد الذي يمكنه مرافقتي. فقط ليومٍ واحد على الأقل.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now