لحظات ثمينة

2.5K 207 281
                                    

(15)

سيلين:

وضعت الطعام لبوب الذي استيقظ باكراً اليوم وتبدو حالته أفضل بكثير مما مضى.

اختلست بضعة نظرات نحو الجوكر حيث كان يجلس على أريكة مجاورة يرتشف كوباً من القهوة. لا أدري لما ولكنني مهما حاولت لم أستطع التصرف بشكل طبيعي.

لا أستطيع النظر نحوه مطلقاً ولا أستطيع الحديث معه. بالكاد استطعت رد تحية الصباح التي ألقاها علي بحروف مكسرة خرجت مني بصعوبة.

أنفاسي تخرج بصعوبة وأشعر بالدم يتدفق بعروقي بقوة كلما تلاقت نظراتنا بغتة. رغم أنه يتصرف بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن البارحة ولكن الأمر شبه مستحيل بالنسبة لي.

يجب أن أكون حذرة في تصرفاتي. لقد حذرني البارحة من عواقب ما أفعله ومنذ تلك اللحظة وأنا لا أستطيع التصرف بشكل طبيعي أبداً.

نهضت واقفة بعد أن انتهى بوب من تناول طعامه حيث توجهت للمطبخ. شربت كوباً من الماء البارد علّه يخفف شيئاً من الحرارة التي تلتهب في داخلي.

غسلت وجهي أيضاً كي أعود إلى رشدي ثم نظرت إلى انعكاس صورتي في الزجاج وعبست بقوة محاولة استجماع قوتي وعدت بثقة كبيرة إلى غرفة الجلوس.

ولكن كل قوتي وثقتي تبخرت تماماً حالما خطوت أول خطوة داخل الغرفة. لم أجرؤ على النظر نحوه مطلقاً بل أشعر بثقل شديد في قدماي وبالكاد تستطيعان متابعة السير تحت ضغط نظراته.

ابتلعت ريقي بصعوبة وحاولت تنظيم أنفاسي بلا فائدة. عاودت الجلوس في مكاني بينما بوب كان يقوم بجولة استكشافية حول الغرفة.

اختلست نظرة سريعة نحوه وخفق قلبي بعنف عندما تلاقت نظراتي مع نظراته مجدداً.
أشحت بنظري بعيداً بلمح البصر وأنا أشعر بقلبي يضرب بعنف شديد.
إنه يبتسم ويرمقني بنظرات ساخرة كالعادة ولكني رغم هذا لم أستطع تمالك نفسي. تباً لي.
يا إلهي ساعدني. إنها كارثة حقيقية.

حاولت افتتاح أي حديث معه ولكن جميع الأفكار اختفت من عقلي تماماً وكأنه تحول إلى صفحة بيضاء ناصعة.

-ما رأيكِ باصطحاب بوب في جولة حول المدينة؟؟ فهو بالتأكيد يحتاج إلى الجري قليلاً.

تسارعت نبضات قلبي بقوة ونظرت نحوه بصعوبة شديدة ولم أجرؤ على رفع نظري إلى مستوى نظره بل حدقت بكوب القهوة خاصته وشعرت وكأن وجهي يشتعل وأجبته:
-حسناً.

نهض واقفاً وقال:
-إذاً سأجهز نفسي وأنتِ أيضاً.
وتذكري أننا لسنا ذاهبين في مهمة أو إلى معركة بل إنها مجرد نزهة مسالمة حول المدينة.

أومأت له عدة مرات موافقة باستغراب. أليس لديه عملٌ اليوم؟؟

ليس لدي الشجاعة الكافية لسؤاله للأسف.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now