(27)
-القائد يريدك في مكتبه حالاً.
توجهت إلى مكتب رايان وأنا أستغرب استدعاءه لي منذ الصباح الباكر.
استرجعت جميع ما فعلته خلال اليومين الماضيين ولم أجد ما يمكن أنه يريد معاقبتي عليه.
الأمر لا يبشر بالخير مطلقاً.
كان الباب موارباً وكنت على وشك طرقه لولا أنني سمعت صوت رين الغاضب يقول:
-رايان لا تحاول إيقافي. أنا سأذهب مهما كان الثمن.
ولكن رايان ردّ بحدة:
-لن تذهب لأي مكان رين ولن تقترب من هناك مطلقاً. هذه ليست مهمتك ولن تتدخل فيها.
ولكن رين ردّ بإصرار أكبر:
-بل سأذهب. لن أبقى ساكناً وهي مفقودة منذ أيام.
-سأكلّف أفضل المحققين بالبحث عنها. ولكن أنتَ لن تتدخل.
-لن أضيّع وقتاً أطول رايان. سأذهب الآن. عليّ إيجادها بنفسي. لا أثق بأي أحد آخر.
أوقفه رايان بحدة قائلاً:
-إن غادرت هذا المركز الآن فستعاقب بشدة. وإن توجهت إلى هناك فعلاً فانسَ أنّك كنت محققاً يوماً ما.
حلّ الصمت لفترة قبل أن يفتح الباب فجأة لأجد نفسي وجهاً لوجه مع رين. كان الغضب جليّاً على ملامحه. ونظرته كانت تشعل قارةً بأكملها...تباً.
غادر رين دون أن ينطق بكلمة بينما دخلت إلى مكتب رايان بعد تردد كبير.
كنت على وشك تأدية التحية اللازمة لولا أنه قاطعني قائلاً بإرهاق:
-سيلين أوقفيه مهما كان الثمن. أعدك أنني سأشرح لكِ كلّ شيءٍ لاحقاً.
رفعت حاجبي بدهشة قبل أن أقرر التنفيذ حالاً دون أي نقاش.
غادرت مسرعةً خلف رين. ولكنه كان قد ركب بالمصعد سلفاً وكالعادة وقت الحاجة لا أجد أيّ مصعدٍ آخر شاغر.
اضطررت لنزول الدرج بالسرعة القصوى ولو شاركت في ماراثون أدراج في هذه اللحظة لحصلت على الميدالية الذهبية.
وصلت إلى الطابق الأرضي وأنا بالكاد ألتقط أنفاسي ولكن لم أجد رين بأي مكان وقد كان باب المصعد الذي نزل به مفتوحاً مما يشير إلى أنّه خرج بالفعل.
توجهت إلى باب المركز وسألت الحراس عن رين وأخبروني أنه غادر قبل لحظات لذا سارعت بالخروج ومسحت المكان بنظري لأعثر عليه متجهاً نحو سيارته.
ركضت بأقصى سرعتي لأقف حائلاً بينه وبين باب السيارة في اللحظة الأخيرة.
لم أستطع النطق بحرف لأنني كنت بالكاد ألتقط أنفاسي.
-سيلين ابتعدي عن طريقي. الأمر خطيرٌ جداً ولا يحتمل أيّ تأخير.
بالكاد سحبت نفساً عميقاً قبل أن أقول بين أنفاسي المضطربة:
-آسفة...رين. ولكن...لديّ أوامر مباشرة بإيقافك...مهما كان الثمن.
YOU ARE READING
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romanceلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...
