التحدي

8.1K 335 80
                                    

(1)

فتحت عيناها تدريجيا ما إن أحست بأشعة الشمس تتسلل عبر النافذة لتكشف عن ذلك البحر الأزرق الصافي المدفون بهما.

أشعة الشمس رغم روعتها لم تكن تضاهي جمال شعرها الذهبي المنسدل على كتفيها كسلاسل ذهبية.

وبالتأكيد لن تكتمل اللوحة الفنية إلا ببشرتها الصافية الناصعة البياض.

كلمة جميلة إنقاص من مقامها. إنها حتى...غاية في الجمال.

نهضت من فراشها بنشاط كالعادة...بدأت روتينها الصباحي المعتاد...أخذت حماما سريعا وارتدت ملابس العمل والتي كانت باللون الأزرق الذي يتلائم تماما مع لون عينيها وعليه خطوط ذهبية على نهاياته ليبدو وكأنه مصمم لها خصيصا أو كأنها ولدت لتكون محققة وترتدي هذا اللباس.

قامت بربط شعرها الطويل كي لا يسبب لها إزعاجا أثناء العمل...ألقت نظرة سريعة على المرآة لتتأكد أنه ليس هناك أي خطأ ثم انطلقت إلى العمل.

آخر همها كان أن تبدو جميلة أو أن تلفت الأنظار رغم أنها كذلك حقا. كانت تكره مساحيق التجميل كثيرا ولم تفكر في استخدامها يوما.

أساسا هي ليست في حاجة لها. كان همها الوحيد هو أن تتقن عملها.

لا تؤمن بالحب أبدا وتعتبره سخافة يتسلى بها الأناس الذين ليس لديهم ما يقومون به.

وحتى الآن لم ينجح أي أحد في لفت نظرها أو الدخول إلى قلبها. جميع الرجال في نظرها متشابهون ولا أحد منهم يستحق أن يشاركها حياتها.

هي تفضل حياة العزلة التي تعيش بها. تكره أن تقيد حريتها بشخص آخر.

ليس لديها أي أصدقاء. وهذا ليس لأنها منبوذة بل لأنها ترفض إقامة أية علاقات اجتماعية.

لها شخصية قوية...لا تقبل أي إهانة مهما كانت صغيرة...وبسبب اعتيادها على العزلة وعلى العيش وحيدة فإن مشاعرها قد تجمدت ودفنت في قلبها الجليدي.

شخص واحد فقط....شخص واحد يجبرها على إظهار مشاعرها. شخص واحد فقط يجبرها على الشعور بالألم والحزن كلما التقت به.
.
.
.
.
وصلت إلى العمل سيرا على الأقدام لسببين الأول أن مكان العمل قريب وثانيا هي تعتبرها رياضة صباحية. دخلت إلى المبنى بقامة مرفوعة. بدأت التحيات الرسمية تضرب لها طوال طريقها حتى وصلت إلى مكتبها. بالتأكيد فهي برتبة محققة وهي أعلى رتبة هنا.

بدأت بالعمل فورا فلديها ثلاث جرائم يجب التحقيق بها.

الأولى سرقة والثانية جريمة قتل والثالثة عملية احتيال.

وهكذا بدأت بقراءة ملفات القضايا ثم اتجهت إلى أماكن وقوع الجرائم وقامت بالتحقيق مع الأشخاص الموجودين في أماكن الحوادث.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now