مشاعر مبعثرة

1.1K 100 71
                                    

(31)

الخطة للإيقاع بالجاسوسة كارين بيتروس كانت تعتمد على الثغرة الوحيدة التي نجحنا باكتشافها...ألا وهي علاقاتها العابرة والمتعددة مع الرجال. هي تقضي كلّ ليلة مع رجلٍ مختلف. كما أنها تفضّل الرجال المتزوجين أو المرتبطين بفتاةٍ ما.

لذا تضمنت الخطة ظهور رين أمامها ومحاولة تجاذب حديثٍ ما معها لجذب انتباهها جيداً.

ومن ثمّ سأظهر أنا لدعم رين وإثارة غيرتها ورغبتها بتدمير علاقتي برين.

وبقية الخطة ستكون حسب ما تتطور له الأمور.

ظننتُ أنّ الخطة قد تدمرت تماماً بعد انشغال رين بمشكلتي ولكنه أخبرني أنها بانتظاره.

لذا سارعت بتعديل مكياجي وإخفاء آثار الدموع والبكاء ومن ثمّ مرافقة رين إلى مكان الجاسوسة.

وفي الحقيقة كنت ملتصقةً به حرفياً. لا أزال خائفة وتأثير ذلك المخدر لم يزل حتى الآن.

وصلنا للطاولة المنشودة وتلاقت نظراتي بنظراتها.

لا داعي لوصف ملابسها فهي تكشف أكثر مما تخفي. ولكن ولأكون صادقة فهي جذابّة جداً.

لم تكن عينيها ملونة ولا شعرها ولكن ملامحها كانت فاتنة جداً.

تباً لها.

رمقتني هي من رأسي لأخمص قدميّ قبل أن تشيح ببصرها بعيداً وتقول بلا مبالاة:
-مملةٌ جداً.

استفزتني كلمتها كثيراً. هل تظنّ أن ارتداء ملابس فاضحة مسلٍّ جداً؟؟

نطق رين قائلاً:
-هذه هي حبيبتي التي أخبرتك عنها.

نظرت كارين إلى رين بابتسامةٍ لعوبٍ:
-إنها محظوظة جداً بك. لو كنتُ مكانها لجعلتك أسعد رجلٍ على وجه الأرض.

طرفت بعينيّ عدّة مرّات وأنا أحاول استيعاب جملتها الخبيثة. شعرت برغبةٍ بنتف شعرها شعرةً شعرة ولكني تمالكت نفسي وتذكرت أنّنا في مهمة وأنّ عليّ تمثيل دور الفتاة الغبية فقط لأمهّد الطريق لها.

لذا ابتسمت بأغبى ابتسامة قد أرسمها يوماً وقلت:
-هذا صحيح. أنا محظوظةٌ جداً به. إنّه رائع وأنا لا أستحقه ولكنه رغم ذلك اختارني أنا من بين جميع الفتيات ولذا أنا سعيدةٌ جداً معه.

ضحكت كارين ساخرة.

بينما قال رين وهو يضع يده على كتفي:
-لا بأس حبيبتي. المهم أنني سعيدٌ معك وأنّك فتاةٌ جيدة ومطيعة.

أعلم أنّه تمثيل ولكن أرغب بتوجيه لكمةٍ لرين في هذه اللحظة. كم أبدو غبيةً حقاً.

نطقت كارين بذات نبرتها اللعوب ودون أن تتوقف عن تأمل رين لحظةً واحدة وكأنها مسحورةٌ به تماماً:
-تبدو خبيراً بالتعامل مع الفتيات. أراهن بكلّ ما أملك على أنّك تعرّفت في حياتك على ما يفوق عدد شعر رأسي من الفتيات.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now