اذهب إلى الجحيم

1.1K 96 143
                                    

(32)

تبقى خمسة أيامٍ على موعد الزفاف. كلّ شيءٍ أصبح جاهزاً ولكنّ توتري يزداد يوماً بعد يوم.

لم ألتقِ برين منذ تلك الليلة وفي الحقيقة أنا أتجنب لقاءه وهو يفعل المثل.

ولكني اليوم أجد نفسي مضطرة للذهاب لمنزله هو ورايان. هناك موضوعٌ مهم نحتاج لمناقشته ثلاثتنا بأسرع وقت. الساعة تجاوزت الثامنة وأخبرني رايان أنهما في المنزل.

طرقت الباب وأنا أدعو من أعماق قلبي أن يفتح لي رايان الباب.

تحققت أمنيتي لأوّل مرة وابتسمت بارتياح حين رأيت رايان يقف أمامي.

وبالتأكيد رايان لم يضيّع الفرصة بل علّق ساخراً:
-لم أعلم أنّ رؤيتي ستجعلك سعيدةً هكذا.

ضحكتُ قائلة:
-صدقني أنا أيضاً لم أتخيّل أنني سأكون كذلك يوماً.

رفع حاجبيه بدهشة لم أعلم سببها قبل أن يفسح لي مجالاً للدخول.

تبعته للصالة وكان المكان خالياً هناك لذا جلستُ على إحدى الأرائك وأنا أدعو في سرّي أن تمرّ هذه الليلة بسلام.

وقف رايان مقابلاً لي قائلاً:
-ما رأيك بكوبين من القهوة أثناء الحديث؟؟

ابتسمت وأنا أقول:
-سيكون حدثاً تاريخياً أن أتناول القهوة التي أعدّها قائد مركز الأمن الخاص لي لذا لن أرفض حتماً.

ارتمى رايان على الأريكة المقابلة لي وابتسم بمكرٍ قائلاً:
-للأسف أنتِ من سيعدّها عزيزتي.

ضحكتُ مجدداً ونهضتُ واقفة وأنا أقول:
-لا أدري لما لم يفاجئني الأمر كثيراً. هذا يشبهك جداً.

وبالفعل اتجهت نحو المطبخ وحضّرت كمية كافية من القهوة لأكثر من شخصين ثمّ عدت أدراجي نحو الصالة وصببت له كوباً ولي واحد ثم جلستُ على أريكةٍ مجاورةٍ له وأنا أتساءل بهمس:
-هل رين هنا؟؟

أومأ رايان قائلاً:
-أجل ولكنه يستحمُّ الآن. سينضمُّ إلينا بعد قليل.

شعرتُ بالحرّ فجأة وشعرتُ بنبضات قلبي تتسارع قليلاً.

نظر رايان نحوي قائلاً بدهشة:
-هل أنتِ بخير؟؟ هل حرارتك مرتفعة؟؟ وجهك أحمرٌ جداً.

ارتبكت وأنا أنفي قائلة:
-لا أبداً أنا بخير. فقط منزلكم دافئ جداً.

اتسعت ابتسامته ولمعت عيناه بخبثٍ وقال:
-هل ترغبين باختلاس نظرةٍ إليه قبل أن يرتدي ملابسه. يمكنني مساعدتك.

اختنقت أثناء ارتشافي لكوب القهوة عندما سمعتُ جملته. شعرتُ بالإحراج وجسدي أصبح يصدر بخاراً.

رمقتُ رايان بإحراجٍ شديد قائلة بكلماتٍ متلعثمة:
-لا بالتأكيد. أنا لستُ منحرفة.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now