(34)
الأسابيع الثلاثة التي تلت اغتيال قائد المقرّ الأول كانت حافلة جداً.
بالكاد كنتُ أغادر مقرّ دراكوس إذ أنني اضطررت للبقاء هناك أغلب الوقت لأجل متابعة واستئناف جميع أعمال دراكوس التي كان دانيال مسؤولاً عنها.
وبالفعل لقد أنجزتُ عملاً جباراً. ولولا ما فعلته لتكبّدت دراكوس خسائر فادحة.
لدرجة أنّ لويس قال لي ذات مرة:
-لولا أنني أعرفك جيداً...لظننتك تكافحين بكلّ قوتك لأجل دراكوس حقاً.
وبذات الوقت الذي كنتُ أعمل فيه بكلّ اجتهادٍ وإخلاص لأجل دراكوس...كان مساعدي ألكس ويلز أو بالأحرى الجوكر يعمل بهدوءٍ تام بعيداً عن الأضواء والمراقبة الشديدة المسلطة عليّ وعلى لويس من قبل الزعيم بانتظار أيّ هفوة منّا.
كان يحاول رسم خريطةٍ للمكان واكتشاف جميع المخارج ومواقع غرف التحكم والمراقبة والحصول على أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات عن أعمال وعلاقات دراكوس والداعمين لها وغيرها الكثير.
كنّا نحتاج لأدق التفاصيل عن هذا المكان.
الفوضى بقيت تعم الأرجاء حتى الآن إذ أنّ الجميع هنا متوترون بسبب موت قائدهم الذي كانوا يعتمدون عليه جداً.
وكيفية مقتله لازالت مجهولة حتى الآن.
كلّ ما يعرفونه أنه تمّ العثور على جثته في مكتبه هنا وقد كان ميتاً بسبب نزيفٍ شديد من رئيته وبقية الأسباب والتفاصيل لازالت مجهولة بالنسبة لهم.
خطة رايان كانت بسيطة. طلب مني وضع جهاز تتبع عليه لمعرفة مكان منزله فهو بالتأكيد لا يعيش بالمقرّ. وكما توقع رايان فقد كان يستخدم نفقاً سريّاً يصل بين هذا المقر ومنزله الذي يبعد عدة كيلومتراتٍ عن هنا.
وبعد اكتشاف موقع المنزل قام رايان بتكليف أحد عملائه الموثوقين بالتسلل لمنزله أثناء نومه ودسّ ظرفٍ مختوم بين بعض الملفات الهامة التي سيصحبها معه للعمل.
وفي اليوم التالي في مكتبه حين كان يطالع تلك الملفات انتبه للظرف وفتحه ليكتشف أنّه مجرّد فاتورة كهرباء غير مدفوعة.
ولكنّ الأمر الغريب كان رائحة الرسالة المعطّرة حين شمّها.
تجاهل الأمر كما يبدو من تسجيل الكاميرات الذي رأيته وبدأ بأعماله ولكنّها مجرّد دقائق ما فصلته عن الشعور بألمّ شديد في صدره ومن ثمّ بدأ بنفث دمٍ غزيرٍ من فمه ليسقط جثةً هامدة بعدها.
الظرف كان يحوي أبواغ جرثومةٍ تدعى العصوية الجمرية وهي كانت تستخدم في ظروف للاغتيالات منذ زمنٍ طويل.
تسبب نزفاً قاتلاً بالرئتين بمجرّد استنشاقها وهذا ما دفع رايان لتعطير الورقة ليتأكدّ من أنّ دانيال سيشمّها وسيستنشق الأبواغ داخلها.
YOU ARE READING
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romanceلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...
