رواية *الدخيلة *

Av bashaer1234

406K 7.2K 144

تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة (Lossil) الملخص : *الدخيلة * هي: عاشت طوال حياتها في كنف جدها لأمه... Mer

الشخصيات
المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون والاخير

الفصل الخامس

15.1K 315 5
Av bashaer1234

وقفت أمام المرآة تحسن من هندامها وهي تحس بغضب أعمى فما شاهدته الليلة الماضية لم تنساه بعد ،كما لن تجعله يمر مرور الكرام وعليها أن تعلم تلك الدخيلة درسا لن تنساه بحيث تفهمها جيدااا أن خالد لها هي ولن يكون أبدا لغيرها ،أما ذالك المغرورالإنتهازي فستجعله يندم لأنه لا يراها أبدا من مستواه ،
أظافت ملمعا للشفاه مغري وفتحت أزرار قميصها العلوية ثم نزلت حيث ينتظرها نادر ،
رسمت إبتسامة ساحرة على شفتيها وهي تقترب منه لتتجمد في مكانها وهي تراه يضحك بمرح مع من تشغل بالها ،
كانت على وشك الإنقضاض عليها عندما إنتبه نادر لوجودها مما جعله يتطلع إليها بإعجاب وهذا كان كفيلا بتهدئتها ليخرجها من جحيم أفكارها قائلا بنعومة :_ ها أتت تلميذتي الفاتنة.
(إبتسمت له بإقتضاب لتسمع تلك الدخيلة تسألها بعفوية :_ ماذا تدرسين سوسن ؟؟
_إقتصاد .(كانت إجابتها مقتضبة مما جعل نادريرفع حاجبيه لها متسائلا ليلتفت نحو شهد قائلا بإهتمام:_ وأنت يا شهد ماذا تدرسين ؟؟
(إبتسمت له تلك الأخيرة بمرح لتقول بعفوية :_ الفنون ،قليل من كل شيئ لكنني أعشق الرسم والمسرح وأفكرأن أركز على دراسة التعابيرمستقبلا .
(قالت سوسن بفتور:_ وما هذا؟؟؟
(شرحت شهد بمرح :_ما تقوله ملامح الشخص إنها دراسة مهمة لفن المسرح مثلا أنت الأن ملامحك توحي بالإنزعاج وهذا يكون حالي دائما عندما أتأخرعن دروسي.
_مضحكة جدااا.(تبادلت شهد النظرات مع نادرلينفجرا ضاحكين على الطريقة التي تحدثت بها سوسن مما جعلها تظيف بوجه محتقن وصوت غيور لم تستطع السيطرة عليه :_يبدوا أنه لاداعي لوجودي أو للدروس هذا اليوم !!!
(إعتذرت شهد بصدق :_ أنا أسفة سوسن لم أقصد أن أأخركما ؟؟؟
(قال نادربسخرية وهو مستمتع بتعابيرها الغاضبة التي زادت من جمالها وبغيرتها الواضحة :_ أنت لم تؤخرينا فسوسن ذكية جدا وتستوعب الدروس بسرعة حتى أنها الأولى دائما على دفعتها.
(إحمروجه سوسن لتنظرإليه بدهشة في حين راقبتهما شهد للحظة قبل أن تعلن مبتسمة :_ سأترككما بحثا عمن يأخذني في جولة خاصة بعد أن رحل عماد وخديجة من دوني .
(إقترح نادروهو يقف بدوره :_ أستطيع مرافقتك في أحد الأيام فقط أخبريني متى تحبين ذالك.
(قالت شهد بفرح :_ أحقا ستفعل يا نادر؟؟
_طب...(قبل أن يكمل كلامه صدرت حركة غاضبة عن سوسن لتستديربغضب مبتعدة عنهما مما جعل نادريقول بصوت منخفض :_ ستكتشفين أن هذه العائلة لا تعرف شيئا عن الصبر.
(كانت عيناه تضحكان لها بمرح وهذا دفعها لتبادله دعابته قائلة :_ إذهب إليها قبل أن تجد نفسك مطرودا كأستاذ وأنا حقا تشرفت بمعرفتك يانادر.
(أحست به كأنه على وشك قول شيئ ما لكنه سرعان ما غيررأيه ليهزرأسه قائلا :_وأنا أيضا سعيد برؤيتك ياشهد ومتى أردت الخروج إتصلي بي.
_سأفعل .(راقبته شهد مبتسمة ،لتفكرأنه رجل مرح حقااا بعكس صديقه إحمروجهها وهي تتذكرذالك الأخيروكيف حملها بالأمس ،
لقد تأخرت بالنوم جدااا كي تتجنب رؤيته لكن عندما نزلت أخيرا وجدت رسالة من خديجة تقول فيها أنها ذهبت مع زوجها ومحمد للتبضع ولم تجد غيرنادر الذي أعجبت به و بحديثه إلى أن جاءت سوسن التي كانت غيورة منها بطريقة مضحكة ،
وقد عذرتها فنادر رائع وستساعدهما بغية التقرب إليهما كما ستحاول فهم قصة فاتن لكن أولا ستبدأ بشقيقتها التي أحبتها جداااااا.

(راحت سوسن تدوربغضب في غرفة المكتب وهي تفكرفي إنسجام نادروشهد لكن ذالك لم يدم طويلا لإنفتاح الباب ودخول نادرمما جعلها تقول بسخرية :_ وأخيرا شرفتني حضرتك؟؟
(قال نادر بسخرية :_ لم تكوني متلهفة سابقا على الدروس فلما أصبحت هكاذا فجأة؟؟؟
_قل أنك لم تعد ترغب بمساعدتي الأن بعد أن أصبح بإمكانك فعل أشياء أفضل كالتسكع مع تلك الدخيلة؟؟؟ 
(تأملها للحظات ثم أجابها بهدوء :_ أنا حريا سوسن وعندما وافقت على مساعدتك وافقت بكامل إرادتي وشهد ظيفة هنا حسب ما علمته منها وهي شخصية رائعة وسيسعدني القيام بمرافقتها لرؤية المدينة.
(قالت بحنق :_ طبعا كما أنها جميلة جدا وتربية أروبية وأنت في النهاية رجل أخرأحمق و...(سكتت لتعض على شفتها السفلى بقوة بعد أن فكرت فيما كانت تقوله ،لقد كانت تتصرف كإمرأة غيورة ،نظرت إليه برعب لتلتقي عينيها بعينيه المليئة بالسخرية مما جعلها تتابع بإقتضاب :_ أنا لا شأن لي بحياتك طبعا فأنت كما قلت حرفي فعل ماتشاء لكنني حرة بدوري وأنا لم أعد بحاجة لدروسك لذا بإمكانك مرافقة الأنسة شهد كما تريد .
_إعتقدت أن لا شأن لك بحياتي.
(أبعدت وجهها المحمرعنه وهي تلعن لسانها الثرثار،لتقررالتعامل معه بلامبالاة وهذا ما فعلته وهي تمر بجانبه بغية الخروج لتقول بصوت لاذع :_ ومن يهتم بك أصلا .(قبل أن تصل للباب كان قد جذبها ليهزها بقوة حتى سمعت أسنانها تصطك ببعضها البعض لتسمعه يقول بغضب :_ أيتها المدللة اللعوب ،أتعتقدين أنني لعبة بين يدك ،تجذبينني نحوك بسهولة ثم تبعدينني بنفس السهولة.
(أحست بالخوف من غضبه خاصة أنه كان قريبا جدا منها وإزداد خوفها عندما رأت أن عينيه على شفتيها ،
حاولت التخلص من قبضته المحكمة عليها لكن ذالك لم يزده إلا غضبا وقبل أن تعي ما يفعله هجمت شفتيه عليها بقوة كان قاسيا جدا لدرجة أنها أحست بطعم الدماء عليهما ليبتعد عنها فجأة كما هاجمها فجأة ليقول ببرود :_ لن أعتذرمنك لأنك تستحقين هذا بعد محاولتك اللعب بي ،وأحب أن أخبرك أنني لم أنتهي منك بعد وأنه حان الوقت لأشاركك اللعب لكن على طريقتي أنا هذه المرة.(ودون أن يعير لصدمتها الواضحة أدنى إهتمام خرج تاركا إياها ترتجف.

(دقت شهد على غرفة أميرة بلطف لكنها لم تسمع أي رد من الداخل رغم سماعها لصوت الموسيقى يصدح قويا من غرفتها ،
عادت لتدق على الباب بقوة لتظهر أميرة على الباب بعد لاحظات والتي سرعان ما إتسعت عينيها بدهشة عندما رأت من يدق على باب غرفتها ،مما جعل شهد تقول بإبتسامة حنونة:_ هل أزعجتك ؟؟؟
(فتحت أميرة باب غرفتها على مصرعيه لتدخل شهد وهي تتأمل جمال الغرفة لتقول بصوت مرتفع وهي تشيرللمسجل الذي كان يصدح بأغنية جميلة لكن حزينة :_ أغنية جميلة رغم أنني لا أفهم كلاماتها كثيرا .
(أطفأت شهد الجهاز لتقول بحزن :_ إنه مطرب مصري مشهور مات منذ زمن ويدعى عبد الحليم حافظ وهذا هو ما يقوله:

مين أنا عايز أعرف مين أنا؟
ليه أنا عايز أعرف ليه أنا؟
إختارت الدنيا الميعاد،
وإختاروا إسمي في الميلاد، 
لكان بإيدي بدايتي ولا بإيدي نهايتي ،..مين انا؟
تتوه عينيا حواليا تشوف الدنيا مش ليا 
بتتلون بأحزاني ويبقى لونها لون تاني 
لشايف ضي مع فجري ولا بسمة في طريق عمري
ولا بسمة في طريق عمري .. مين انا؟
نجومي في ليلي ضي حزين 
ورودي شايفهم دبلانين
وضاعت ضاعت ضاعت كل احلام السنين
يا هل ترى ,, انا اللي اتغيرت يا دنيا ولا انتي بقيتي حاجة تانية
عايز اعرف مين اناااا؟
مين انا؟
مين انا؟

(كانت شهد تتأملها مبهورة وهي تترجم الكلمات التي أقل مايقال عن صاحبها أنه ضائع وحزين لتقول بلطف :_ صوتك رائع كأنه مخلوق لإلقاء القصائد والكلمات مذهلة أحببتها جدا .
(إلتمعت عيناها بفرح طفولي لتقول فجأة بحزن :_ والدي أيضا كان يحب صوتي كان يقول لي أنه كالبلسم .
(أحست شهد بحزنها الذي إمتد إليها لتقول بحنان :_ هل تفتقدينه كثيرا ؟؟
(هزت أميرة رأسها موافقة ،لتنظرإليها بإرتباك وعينيها الحزينتين تسألانها عم تفعله هي الغريبة عنها في غرفتها مما جعلها تقول بإبتسامة مصطنعة :_ أنا أسفة لأنني ذكرتك به لكن أغنيتك الجميلة أنستني ما جئت من أجله ...آه أجل تذكرت أردت أن أطلب منك خدمة.
(نظرت إليها أميرة بدهشة مما جعل شهد تتابع بسرعة:_ أحتاج لأستأجر سيارة ،أريد إستكشاف المدينة كلها فهل تدلينني على مكتب جيد ؟؟؟.
(قالت أميرة ضاحكة :_ هل جننت أنت تقودين وهنا وفي هذا الوقت من السنة أيضا؟؟؟،هذا من سابع المستحيلات .
_لماذا؟؟؟
(تابعت أميرة شارحة بحماس :_ طنجة من أكبرالمدن السياحية في المغرب والإزدحام يكون رهيبا وخطيرا لمن لا يعرف المدينة خاصة خلال هذا الوقت من السنة .
(تجهم وجه شهد لتقول بإحباط :_ مالعمل إذا ؟
(قالت أميرة بخجل :_ أستطيع مرافقتك إذا رغبت أنا أقود منذ سنة تقريبا وأملك سيارة كما أنني أعرف المدينة جيدا.
(أجابتها شهد بلهفة وهي تحس أنها على الطريق الصحيح للتقرب من شقيقتها :_ أحقا ستفعلين ذالك ؟؟
_بالتأكيد .
_سأذهب لأغيرملابسي إذا وسنلتقي بعد ربع ساعة. (لم تنتظرشهد أن تجيبها بل أسرعت لغرفتها وهي متلهفة لتكون مع أختها أخيراااا.

أسند خالد رأسه على الكرسي خلفه ليغمض عينيه بتعب وما إن فعل حتى قفزت صورتها وهي نائمة لتملأ عليه أفكاره، لعنها بصوت مرتفع ليتساءل بحيرة :
يالله لماذا تصرعلى ملاحقته ؟؟؟،
لقد أخطأ بالإقتراب منها وهويعترف بهاذا ولن يعيد الكرة من جديد ،كما أنها لن تعرف أبدااا من حملها لغرفتها وهنا ينتهي الموضوع ،فلماذا لا يفارقه منظرها الذي بدت فيه كالأميرة النائمة التي تحتاج لقبلة أميرها كي تستيقظ ؟؟،
بل لماذا يتعب نفسه بالتفكيرفيها أصلا ،ثم إنها حتما مجرد إمرأة أخرى أنانية لا تهتم سوى لنفسها ورغباتها والدليل أنها جاءت لبلد غريب رغم أنها تدعي أنه بلدها الأصلي وأن لديها فيه عائلة ،وإن كان هذا صحيحا فأين تلك العائلة ؟؟،بل كيف تسمح لها عائلتها بالسفروحدها مع رجل غريب وإمرأته التي تقول عنها صديقتها وهي بذاك الجمال والجاذبية ؟؟،ألا يخافون عليها ،أليسوا بعرب ودمهم حامي ؟؟؟
تنهد بغضب ليتخلل شعره بعصبية لقد بدأ يفكرفي أشياء لا تخصه ناسيا مشاكله الخاصة وسفره القريب إلى فرنسا والذي نسيه كليا.

(مسحت شفتيها المتورمتين بقوة ثم غسلت وجهها بالماء البارد علها تخفض الحرارة التي تشعربها ثم خرجت من الحمام لتجلس على سريرها وهي تحس بجسدها يرتجف لتفكربمرارة ،
لقد أذاها ،إستباح شفتيها ،قبلها عنوة هي التي لم يجرؤ أحد على لمس شعرة منها ،
لقد خططت لإغراءه دون أن يعرف أو يحس ،أرادت جعله كبش فداء لرغبتها المجنونة بخالد ،لكن مالم تفكر فيه أبدا هو أن يعرف بأفكارها وأن يتهمها بأنها لعبت به لا بل وهددها أنه سيكمل اللعبة بطريقته الخاصة أيضا ،
بدا مخيفا جداا وغاضبا جداا ،رجلا أخرغير نادر الذي عرفته دائما بدا حقاا مثل شقيقته الشريرة التي تمقتها ،
فكيف ستواجهه لو حاول تنفيذ ما برأسه ،(لمست شفتيها برعب ،..إنه أكثرقوة منها ولن تستطيع مقاومته كما أنها هي من جلبت هذا كله لنفسها فمالذي ستفعله وإلى من ستلجأ ليساعدها ؟؟؟؟.

(وقفت شهد وهي شبه مسحورة بالمشهد الرائع أمامها لبلاد الأندلس التي تظهر كأنها في نهاية البحر لتسمع شقيقتها التي كانت تلعب دور الدليل لها بإنشراح تقول بصوتها المميز :_تقع مدينة طنجة على ساحل شمال إفريقيا على المدخل الغربي لمضيق جبل طارق ،وتتميزبكونها نقطة إلتقاء بين البحر الأبيض المتوسط من جهة، و بين القارة الأوروبية و القارة الإفريقية من جهة أخرى.
هذه الوضعية الإستراتيجية الهامة مكنتها من الاستئثار باهتمام الإنسان، و جعلت منها محطة إتصال و عبور و تبادل الحضارات منذ آلاف السنين.
ومما تشهد عليه المواقع و البقايا الأثرية المتواجدة بطنجة و منطقتها، و المنتمية إلى حضارات ما قبل التاريخ و حضارات الفنيقيين و البونيقيين التي ربطت اسم طنجة في أساطيرها العريقة باسم " تينجيس " زوجة " آنتي " ابن" بوسايدون " إله البحر و " غايا " التي ترمز للأرض وهناك أيضا الفترة الرومانية التي وخلالها أصبحت طنجة تتمتع بحق المواطنة الرومانية بل ومن المحتمل جدا أن روما جعلت من طنجة عاصمة لموريتانيا الطنجية، المقاطعة الغربية لروما بشمال إفريقيا.
(إلتفتت نحوها مبتسمة لتتابع بثقة :_بعد فترة من السبات إستعادت طنجة حيويتها مع إنطلاق الفتوحات الإسلامية لغزو الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 711م، ثم من طرف المرابطين و الموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم و حملاتهم و بعد ذلك تتالت على طنجة فترات الاحتلال الإسباني و البرتغالي و الإنجليزي منذ 1471م إلى 1684م، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار و الأبراج و الكنائس التي رأيناها قبل قليل ،سكتت ليظهر عليها التفكير العميق لتظيفة قائلة :_(رغم كل ما ذكرته يا شهد إلا أن أهم مرحلة ثقافية و عمرانية مميزة في تاريخ طنجة الوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل و سيدي محمد بن عبد الله فبعد إسترجاعها من يد الاحتلال الإنجليزي سنة 1684م في عهد المولى إسماعيل، إستعادت طنجة دورها العسكري و الدبلوماسي و التجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، و بالتالي عرفت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار و الحصون و الأبواب وإزدهرت الحياة الدينية و الاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور و النافورات و الحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات و المنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة ديبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830م، و مدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية التي كانت تتمتع بها....

(توقفت شهد عن الإصغاء إليها لتنظرإلى ملامحها الجميلة المركزة فيما تقوله ،لتدرك أن أختها تملك شخصية جميلة رغم الحزن والإنطواء اللذان يغلفانها ،إنتبهت إلى أنها قد سكتت وتبادلها النظرات بفضول مما جعلها تقول بمرح :_ أنا جائعة جدا بعد الكم الهائل من الأشياء التي رأيتها و المعلومات التي سمعتها.
(نظرت أميرة إلى ساعتها لتهتف بدهشة :_ ياإلهي إنها الثامنة مساءا لقد تأخرالوقت كثيرا ونحن لم نتناول حتى الأن غذائنا وهذا سبب شعورك بالجوع .
(قالت شهد بمرح :_ إذا إختاري مطعما جميلا ودعيني أدعوك لغذاء متؤخر.
(هزت أميرة رأسها موافقة ثم قالت وهي تتأبط ذراعها بعفوية :_ حسنا هيا بنا .
(إبتسمت شهد بسعادة وهي تفكرأنها قضت أجمل يوم في حياتها برفقة شقيقتها الرائعة أميرة.

سألت أميرة مبتسمة :_ هل أعجبك المكان ؟؟
(إبتسمت شهد وهي تغمض عينيها لتستمتع بهواء الليل المنعش والذي كان مشبعا برائحة البحرورائحة السمك الذي كان يشوى بالقرب منهم لتقول بفرح :_ إنه رائع وأنا متشوقة لأجرب كل ذالك السمك الذي إخترته وتلك الأطباق المشهية التي إخترتها معه.
(نظرت إليها أميرة وشعورغريب يغمرها ،شعوربالراحة والأمان كأنها تعرفها من الأزل ، لا بل كأنها جزء منها ،كانت غريبة عنها دخيلة على عالمها الذي كانت فيه وحيدة لكن ورغم ذالك وخلال يوم واحدعرفت كيف تخرجها من قوقعتها التي وجدت نفسها فيها منذ وفاة والدها ، والدها الحبيب الذي كان حتما سيحبها،
تنهدت بصوت مرتفع أعاد إهتمام شهد إليها مما جعلها تقول بحزن :_ كنت أتي هنا مع والداي كثيرا لكن بعدموت والدي كل شيئ تغير،أمي لم تعد كما كانت أنا لم أعد كما أنا الجميع تغير،(سكتت ليظهر التفكير العميق عليها لتسترد بحماس :_أتعرفين يا شهد لوكان والدي حيا لكان حتما أحبك فهو بعكس الأخرين سخي جدا في منح عواطفه ومرح أيضا مثلك .
(أبعدت شهد عينيها عن عيني أختها كي لا ترى الألم الذي سببته لها دون قصد منها لتقول بصوت مرتجف :_ أنا أأ..أيضا كك..كنت سأحب رؤيته.
(قالت أميرة وقد بدت غارقة في ذكرياتها مع والدها :_ كنتما ستنسجمان حقا وكان سيصرعلى القيام بدورالدليل لك وكان أول مكان سيأخذك إليه هومغارة هرقل كان يحبها كثيراا ،كان يق...

(كانت شهد تصغي لها بكل حواسها ومع كل معلومة تنطق بها عن والدهما كان عقلها يخزنها بلهفة شديدة وبألم أشد .

( ما إن دخلت خديجة وزوجها مع إبنهما حتى إستقبلتهما عمته الغاضبة التي كانت تتشاجرمع كنتها بصوت مرتفع مما جعل عماد يتدخل قائلا :_ مالذي يحدث ؟؟
(قالت عمته بحدة :_ لقد إختفت صديقة زوجتك العزيزة مع أميرة منذ الصبح وانظرإلى الساعة الأن ولم تعودا بعد .
(قال عماد بهدوء :_ وإن يكن كلاهما ناضجتين وحتما ستعودان بعد قليل .
(جاء صوت كريمة ساخرا وبالفرنسية عندما قالت :_ ما تقصده عمتك أن صديقتكم ليست من هنا وقد تجرأميرة لما لا يحمد عقباه و...
(قاطعتها خديجة وهي محمرة الوجه :_ شهد إنسانة جيدة ولن تفعل شيئا سيئا أبدااا.
(قالت العمة ببرود :_ بالطبع تدافعين عنها فهي صديقتك مما يعني أنك مثلها .
_عمتي.(إلتفتوا جميعا إلى الصوت الغاضب الذي هدر من ورآهم ليروا خالد الذي سرعان ما تابع ببرود :_ منذ متى تهتمين لغياب أميرة عمتي ؟؟
(أجابته عمته بحنق :_ أنا أهتم للجميع لكنكم لا تلاحظون هذا وهذه الدخيلة التي جلبها معه عماد وزوجته نحن لا نعرف عنها شيئا فما الذي يضمن لنا أنها ليست من ذاك النوع المنحرف الذي لا يمت للعروبة بشيئ ماعاد الإسم والنسب.
(نظر خالد ببرود لعماد يسأله بصمت أن يؤكد أو ينفي ماقالته عمته لينظربدوره لخديجة مما جعل تلك الأخيرة تتسع عينيها بدهشة وحزن ولسان حالها يقول ،لقد نجحوا مرة أخرى في جعلك تجرحني ولو دون قصد منك وهذه المرة إستغلوا وجود شهد ،...ضغطت على شفتيها بقوة ثم حملت إبنها وأسرعت شبه راكضة لتختفي أعلى الدرج؟؟
(نظرعماد للجميع بغضب ثم غادريلحق بزوجته وهو يلعن نفسه لشكه في صديقتها التي إختارتها عن إقتناع وثقة . 

(دخلت شهد وأميرة ضاحكتين على شيئ قالته تلك الأخيرة ،لكن صوت عمتهما سرعان ما أخرسهما قائلا :_ الله الله قمة في النشاط والحيوية هلا أخبرتماني أين كنتما ساهرتين وماذا كنتما تفعلان لحدود هذه الساعة المتؤخرة من الليل ؟؟ .
_عمتي .(نظرت شهد إلى خالد بدهشة في حين تابع هو ببرود موجها كلامه لأخته :_ أميرة غادري إلى غرفتك حالا وحديثي معك فيما بعد.
(نظرت إليها تلك الأخيرة بوجه شاحب لتسرع بالمغادرة في حين تابع خالد بنفس صوته الأمر :_ هلا رافقتني لغرفة المكتبة أنسة شهد .
(راقبته فاغرة الفاه في حين إبتسمت عمتها بإنتصار لتتبعه وهي تحرك رأسها غيرمصدقة لما سمعته منهم .

Fortsett å les

You'll Also Like

494K 23.7K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
729 55 22
"يقولون أن للعيون لغات مثل الأفواه كل ما كان عليَّ آنذاك أن أُترجم لـنفسي ما حدثتني بـه عيناك." ندىٰ فرج
1.4K 110 20
سرد لمذكرات فتاه في عمر المراهقه تعاني من بعض الصعوبات والمشاكل في حياتها مع أسرتها تصاب بالاكتئاب و تدخل مصحه نفسيه ثم تشفي بعد عناء شديد بفضل الله...
33.6M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...