المقدمة

33.5K 405 5
                                    

في الطريق قرب الرصيف رقم خمسة مررت من هناك ذات غروب ، 
مكتئبة ،وحيدة ،وسط عقلي تدور ألاف حروب ،
قفزت صورتك إلى مخيلتي فتوقفت مستسلمة بدون هروب ،
أليست ذكرياتك هي التي قادتني إلى مثل هذه الدروب ،...يا حبا عنه لن أتوب ،
هل هو قدري ،هل هو المكتوب ؟،...يا من كنت بالأمس معي وبجانبي موجود،
واليوم بعيد عني وعن الوجود ،
لقد رحلت وبرحيلك تخليت عن كل الحدود ،...لأسكن ماضيا يذكرني بك وبحياة مليئة بالوعود،
عهدك مضى وزمنك إنتهى وجسدك إندثر تحت التراب ،
فسكنته بعد أن سكنت حضني ولم يبقى لي منك سوى الذكريات وروح غالية تزورني كل ليلة وصور لنا معا تزين جدران ذاكرتي ،
فنتقابل بصمت ،
ونتلامس بصمت ،
ونضحك معا بنفس الصمت ثم وبنفس الصمت تنتهي وتذوب ،
لا أدري ما هو الشيئ الأصعب أن أتابع حياتي كأنك لم تكن فيها يوما أو أن أجعلك للحياة وإلي تعود ،
بداخلي أحلام وعلى هذا الرصيف بكيتها وبكيت الحياة من بعدك ،
بداخلي أمل غاب وإنتحر شنقا بالحنين ،
بداخلي ألم ودموع ،
بداخلي إحترقت شموع ،
بداخلي عاصفة غضب على القدر ،...لكني أعود وأتساءل : _إن طلبتك وتمنيتك فهل تعود؟؟؟
أعرف أني أطلب المستحيل فلا سبيل أبدا أبدا لعودتك هذه المرة ،
لا جدوى من نبش التراب عنك ،
لا فائدة من إنتظارك على الأرصفة والطرقات ،...لأنك باق هناك وللأبد ستظل هناك سأحاول من الأن وصاعدا إفهام نفسي وإقناعها أنك لن تعود..لن تعود..

(مسحت السيدة كريمة دموعها وأغلقت دفترمذكراتها بعد أن أنهت تسجيل مشاعرها عليه كعادتها التي بدأتها منذ أن كانت صبية في التاسعة عشرمن عمرها أوبالأحرى عندما أحبت إبن خالتها اللأصغر لتجبرعلى الزواج من شقيقه الأكبر،
أغمضت عينيها وهي تتذكركيف إفترقا وكيف رحل بعيدا ليتزوج بعد زواجها مباشرة إنتقاما منها، وكيف أعادته إليها لاحقا بعد أن صارت أرملة وأم لولدين ،لكن الأن فارقها للأبد وهذه المرة لم تخسره هو فقط بل خسرت إبنها أيضا خالد .

رواية *الدخيلة *Where stories live. Discover now