رواية *الدخيلة *

الفصل الثالث عشر

جلست شهد على الأرجوحة في الحديقة تتأمل النجوم بعيون ضائعة وقلب حائر،
لقد كانت الليلة ليلة مثيرة نوعا ما ففاتن وسوسن ستتزوجان وهي أيضا ستفعل ،لكن زواجها هي وخالد مختلف ،إنه مجرد خدعة أو مناورة لتحقيق غرض نبيل ولإسعاد قلوب عديدة كما أن جدتها هي من طلبت منها ذالك وما كانت لترفض المساعدة مادامت تستطيع تقديمها وهذا كل شيئ لكن إن كان هذا كل شيئ حقا فلماذا تحس بهذا الشعورالغريب؟،لماذا تحس أنها ستقدم على أهم خطوة في حياتها؟،..

أخذت نفسا عميقا لتقفزصورة خالد لمخيلتها ،...خالد إنه لا يطيقها وحتما لوكان بيده لما إلتجأ إليها أبدا،لكان هرب بعيدا كما فعل في بركة السباحة ،
أغمضت عينيها وحبست أنفاسها للذكرى ،...لقد كان قريبا جدا منها ،كان يضمها بنعومة وكاد يقبلها أيضا لكنه إبتعد فجأة عنها تاركا إياها تتخبط في مشاعرها ،فلماذا فعل ذالك ،لماذا نبذها ؟؟

تنهدت بصوت مرتفع وهي تحرك الأرجوحة ليتمايل عليها جسدها بطريقة مغرية ،وشيئا فشيئا هدأ قلبها وإرتاح عقلها وفي النهاية مجيئها للمغرب كله عبارة عن مغامرة ولبأس أن تظيف مغامرة صغيرة لمغامرتها الكبيرة.

(...يتزوج ..خالد سيتزوج ترددت الكلمة مئات المرات على مسامعها قبل أن يستطيع عقلها إستوعابها، نظرت إلى ناديا التي بدت مستمتعة برؤية صدمتها لتسألها بصوت مرتجف :_كيف ومتى ومن هي؟؟
(هزت ناديا كتفيها بلامبالاة لتقول بخفة :_ ما فهمته أنها صديقة لعائلة شقيقه وجاءت برفقتهم من فرنسا وإسمها شهد .
_شهد ؟(إبتلعت ميساء ريقها بصعوبة لتسترد قائلة بجمود :_ هل هي جميلة ؟؟
(تظاهرت ناديا بالتفكير لتقول بصدق :_بصراحة إنها فاتنة.
(عضت ميساء شفتها السفلى بقوة لتفكربيأس ،
أيعقل أن ما تقوله ناديا صحيح ؟،هل وجد خالد أخيرا المرأة التي سيكون لها حقا قلبا وقالبا ؟،هل ...لكن لا،آه لا...لا وألف لا هذا غير صحيح هولا يستطيع أن يفعل هذا إنه لها ولن يكون لغيرها ،ليس من حقه أن يختارإمرأة أخرى ويعيش معها بسعادة ليس بعد أن دمرلها أية فرصة لتكون هي سعيدة ،لن تدعه يهنأ بزواجه أبدا ،نظرت لناديا ببرود ثم سألت بحدة :_ متى سيتزوجان ؟؟
_لا أدري ،ربما بعد زواج إبنتي عمته أوبعدهما في ال...
(قاطعتها بدهشة :_فاتن وسوسن ستتزوجان ؟!!!.
(هزت ناديا رأسها بنعم لتقول شارحة :_فاتن ستتزوج الأسبوع المقبل من شاب وسيم يدعى وليد أما الأخرى فأعتقد أنها ستعقد قرانها أيضا في نفس اليوم على شخص يدعى نادر.
(إتسعت عينا ميساء على أخرهما لتقول بعدم تصديق :_نادر؟؟!!!
_نعم هذا هوالإسم الذي سمعته و..(سكتت لتبتسم فجأة مما جعل ميساء تتبع نظراتها لتجد نفسها أمام شاب طويل أنيق ووسيم كان يقترب منهما وما إن وصل لطاولتهما حتى قال بصوت عميق :_مساء الخير.
(أجابته ناديا بإغراء :_ مساء الخيرأستاذ حازم كيف حالك ؟؟
(أجابها بهدوء وهو ينقل نظراته بينهما :_بخيروأمل أن لا أكون قد أزعجتكما.
(نظرت ناديا لميساء بتوسل لتقول بسرعة :_ لا أبدا أنا وميساء صديقتين قديمتين إلتقينا صدفة وكنا نتذكرالأيام الخوالي.
(نظرت إليهما ميساء بنفاذ صبروعقلها لا يزال مشغولا بما سمعته من ناديا لتقف قائلة :_حسنا أنا مضطرة للمغادرة ناديا سأتصل بك لاحقا لمعرفة أخبارك (سكتت لتنظرللمدعوحازم لتهزله رأسها ثم غادرت بسرعة وهي مصممة على إجراء حديث مستعجل مع شقيقها.
(تتبعتها ناديا حتى إختفت لتعود بنظراتها للرجل الوسيم أمامها والذي سبق وسألت عنه في الإستعلامات لتعرف أنه رجل أعمال ثري والأهم من ذالك عازب ويعجبها ومدام خالد سيتزوج فلا مانع لديها من إصطياد رجل أخرمادامت في المغرب ومن يدري قد يكون فرصة عمرها التي تنتظرها بلهفة،
رسمت إبتسامة ساحرة ثم قالت وهي تشيرللمقعد بجانبها :_ إجلس أرجوك ودعني أدعوك لشرب شيئ ما.
(إبتسم حازم لها بدوره ثم جلس بجانبها ليسأل ببراءة :_ إسمك ناديا إعتقدت أنك أخبرتني أنه أمينة أوأميرة أو...
(قاطعته شارحة :_إنه أميرة لكنه إسمي العملي ،(حدجته بنظرات عابثة لتظيف بنعومة :_ أنت شخصيا يمكنك منادتي بالإسم الذي تريده .
_شكرا وهذا لطف منك (سكت لينظربالإتجاه الذي خرجت منه ميساء ليسترد بإعجاب :_ صديقتك ميساء هل تعيش هنا؟؟
(أجابته عابسة :_ هل تعجبك ؟؟
(ضحك حازم ملئ فمه ليقول وهو يتأملها بإعجاب :_ ليس وأنت أمامي ،لقد بدت لي غريبة قليلا هذا كل شيئ .
(أجابته بلامبالاة :_ إنها مهووسة بقريبي ذاك الذي رأيته معي يوم وصلت للفندق وللأسف إكتشفت أنه ستيزوج قريبا لهذا فهي مصدومة .
(إبتسم حازم بغموض ثم قال مقترحا :_مارأيك لو نكمل حديثنا في غرفتي فوق؟؟