الفصل الرابع عشر

13.2K 274 2
                                    

كانت متوترة جدا وخائفة جدا جدا أيضا ،
لقد أخبرت والدتها أنها ستخرج برفقة صديقتها وأنها ستعود خلال ساعة وأنها لن تتأخرلكن الأن وهي ترى سيارة نادرتشعربأنها نادمة على كذبها ونادمة على موافقتها على العشاء معه من الأساس،...لكن هل تركها ترفض لقد هددها عمليا بأنه سيأتي إليها إن لم تفعل هي،
أخذت نفسا عميقا ثم فتحت باب السيارة لتجلس بجانبه وبدون مقدمات بدأت القول بهدوء:_أنا لن أتناول معك العشاء ،لنذهب إلى أي مكان قريب نش...
(قاطعها بجفاف وهو ينطلق بسيارته :_مساء الخيرلك أيضا ،أنا بخيرشكرا لسؤالك وأنت؟؟
(إصطبغ وجهها باللون الأحمروهي تفكرأنه محق في سخريته منها ،نظرت إليه نظرة جانبية لتقول بصدق:_أنا أسفة لكنني حقا وعدت أمي بالعودة خلال ساعة واحدة .
(نظرإليها بدوره كأنه يريد التأكد من صدق كلامها ليعود للقيادة بدون أن ينطق بأية كلمة ،
دخل إلى طريق فرعية ليوقف السيارة قرب شاطئ البحر،
حبست سوسن أنفاسها عندما أحست به يلتفت ناحيتها لتسمعه يقول بهدوء :_ حسنا يا سوسن لنتحدث أنا كلي لك أذان صاغية.
(إنكمشت على نفسها لتقول بإرتباك :_هنا؟؟
(قال بنفاذ صبر:_لقد رفضت تناول العشاء معي كما قلت أنه عليك العودة خلال ساعة إذا أين سنتحدث غيرهنا كي أعيدك بسرعة؟؟
(نظرت إليه بغضب لتقول عصبية :_لا تصرخ في وجهي ثم أنا فقط لم أتوقع أننا سنتحدث هنا.
(تأملها بتمعن مما جعلها تبعد نظراتها عنه بإرتباك لتسمعه يقول بإقتضاب :_ كنت أعتقد أنك أنت من كنت تصرخين في وجهي دائما ماعاد طبعا عندما كنت تحاولين إغرائي .
(قالت بإحباط :_أعلم أنه بدا الأمر كأنني كنت أغريك وأنك تراني مجرد عابثة مستهترة لكنني لست كذالك أنا فقط كنت أحاول إيثارة غيرة خالد أمي قال...
(قاطعها صارخا :_كنت تحاولين ماذا ؟؟
(نظرت إليه لتتفاجأ بالغضب الأسود الذي يسكن عينيه ،إبتلعت ريقها ثم قالت شارحة بصوت منخفض:_أمي كانت ترغب بأن أتزوج خالد لهذا إقترحت أن ...
(قاطعها للمرة الثانية وهذه المرة تغلف صوته بنبرة جليدية وقد فهم أخيرا ما حدث :_إقترحت أن تجعلا مني كبش فداء لمخططاتكما أليس كذالك ؟؟، إصنعي لي معروفا ياسوسن وإبدإي من البداية أريد أن أعرف كل شيئ .
(أخفضت رأسها أمامه بخجل لتخبره بكل شيئ عن خطة والدتها وكيف وقع إختيارها عليه لتقول أخيرا بندم :_ لقد إرتكبت خطأ فادحا بحقك وأنا أسفة أسفة جدا.
(نظرلرأسها المنحني أمامه لينظرأمامه وهويشعربأنه كان سخيفا جدا أمام شهد وخالد اللذان كانا حتما يعرفان بما تخطط له هي ووالدتها، لقد إعتقد أنها كانت تغريه هو بينما كانت تستخدمه لتغري شخصا أخر،لقد كان حقا أحمقا كبيرا لتلعب به حسناء عابثة كسوسن ..
أخذ نفسا عميقا ليتساءل بمرارة إذا ما كانت قد لجأت لوسائل أخرى كي تلفت نظرخالد إليها ،ومادامت قد تجرأت على إغراءه قد تكون فعلت أشياء أخرى أيضا ،...
أعاد نظراته إليها ليسألها عن ذالك ليجدها لا تزال منحنية الرأس أمامه وشعرها الأشقرالجميل يخفي وجهها كله تقريبا ،
كانت قريبة جدا منه ورائحة عطرها المغرية تكاد تنسيه كل شيئ وبدأ شعوره المليئ بالمرارة يتحول لشعور بالرغبة ،... رغبة ليمتلكها كلها ليعاقبها ليعيد تشكيلها كما يشاء بين يديه والأهم من كل ذالك لينسيها خالد و...خالد لقد نسيه للحظة ،لقد قالت أن أمها رغبت أن تزوجها له وهي لم تقل شيئا عن رغباتها هي ،....
فهل كانت ترغب بالزواج منه هي الأخرى أم أنها كانت تتصرف بناءا على أوامر والدتها؟؟ ،..
عبس فجأة وهو يفكرأنها قد تكون كشقيقته واقعة في غرام صديقه ليقررسؤالها بجمود قاطعا بذالك الشك باليقين :_هل تحبينه؟؟
(نظرت إليه بحيرة لتقول بدهشة :_ من ؟،هل تقصد خالد ؟؟
(أجابها بحدة :_ لا أقصد خياله ،...بالتأكيد أقصد خالد ثم من سأقصد غيره، إلا إذا كان هناك غيره طبعا؟؟
_لا.
(سألها بحنق :_ لا ماذا ؟؟.
(أجابته بحدة :_ لا لا أحب خالد ولا ليس هناك غيره .
(سألها مجددا لكن بهدوء :_ هل حاولت إغواء أشخاص أخرين غيري؟؟
(حدجته بنظرات قاتلة لتصرخ فيه بغضب :_ بأي حق تسألني كل هذه الأسئلة ؟؟،أنت لم تصبح زوجي بعد ولا يحق لك سؤالي عن أي شيئ . 
(لانت ملامحه فجأة لسماعه كلمة زوجي ليجيبها بإبتسامة رقيقة :_ وهل سأصبح يا سوسن؟؟
(قالت بصوت لاذع :_وهل أصبحت تهتم برأيي فجأة ؟؟
(أجابها ببرود وبحزم :_لا تلعبي دور المخدوعة ياسوسن لأنه لا يناسبك ولا تنسي أنك أنت من بدأت اللعبة وأنا فقط قررت أن أنهيها على طريقتي.
(سألته بوجه شاحب وعينين زائغتين :_إذا هذا هو الأمر،ترغب بالزواج مني فقط للإنتقام ،لتعاقبني على... 
(قاطعها بسرعة :_لا تكوني سخيفة ثم متى كان المرء يتزوج من أجل الإنتقام .(سكت قليلا لتطل من عينيه نظرة لا يمكن إخطاء فهم معناها ليظيف بثقة :_أنت تعجبينني بشدة وأنا أريدك والزواج هوالطريقة الوحيدة لأحصل عليك .
(إحمروجهها للطريقة التي كان ينظربها إليها لكنها قاومت خجلها وقالت بإصرار:_أنا لن أتزوج منك لأسبابك هذه أبدا كما أنني لا أبادلك أية منها .
(أجابها ببرود :_كان عليك أن تفكري بهذا قبل أن تحاولي إغوائي يا سوسن ،(سكت ليقترب بوجهه منها ثم تابع قائلا :_أما بالنسبة للأسباب كما أسميتها فأنا متأكد من أنني أستطيع إقناعك بها.
(إبتعدت عنه بسرعة لتقول برعب وقد أدركت ما يفكرفيه :_ أنت لن تجرؤ؟
(إبتسم بطريقة عابثة وهويرى كيف إبتعدت عنه لتلتصق بالباب وصدرها يعلو وينخفض لشدة توترها،
أبعد عينيه عن صدرها ليرفعهما لشفتيها المكتنزتين ثم لعينيها الواسعتين اللتان كانتا تنظران إليه برجاء دفعه ليمرريده بنعومة على طول ذراعها العارية ليصل بها لخديها المحمرين كثمرة ناضجة ،أنزلها ببطئ على عنقها ليضعها على صدرها جهة القلب ليتفاجأ بقوة دقاته ،
نظرلعينيها مجددا وهذه المرة كانتا مليئتين بمشاعرمحمومة كحال عينيه بالضبط ودون أن يفكرمرتين دس يده خلف عنقها ليجذب رأسها بقوة نحوه ليسحق شفتيها بقبلة أنستهما الزمان والمكان.

رواية *الدخيلة *Where stories live. Discover now