الفصل الحادي عشر

13.2K 283 0
                                    

كانت شهد تصغي لخديجة التي كان تثرثرعن رحلتها بسعادة بذهن شارد وعينين زائغتين،...
فبعد أن أخبرتها جدتها بحديثها مع خالد إرتاح قلبها لبراءته لكنها لم تكف عن القلق لتفكيرها أن هناك من يريد الأذية لعائلتها وربما لخالد بالأخص خاصة وأن تلك المحتالة إختارت الظهور له دون غيره كما أنها..._شهد أين سافرت ،هاتفك يرن ألن تجيبي عليه؟؟؟
(نظرت لخديجة باعتذارلترد على هاتفها ليأتيها صوت حازم قائلا :_مرحبا شهد كيف حالك؟
(أجابته بدهشة :_حازم هل هذا أنت؟؟
(سألها بخفة :_هل أتصل في وقت غير مناسب ،هل أنت مشغولة؟؟
_لا لا (ردت عليه بسرعة وهي تنظرلخديجة التي كانت تتأملها بفضول لتسترد بهدوء :_هل كل شيئ عل مايرام؟ 
(سمعته يقول بسرعة :_أنا أرغب برؤيتك، الأن إذا أمكن على الغذاء ؟؟.(سكت قليلا ليتابع بصوت متردد:_الأمر يتعلق بإبن عمك خالد . 
(قالت بقلق :_ ما به خالد ،ماذا حدث؟؟
(جاءها صوته مهدئا حين قال :_لا تقلقي لا شيئ خطيردعينا نتقابل وأخبرك ،لن ينفع حديثنا على الهاتف .
(وقفت غير منتبهة لنظرات خديجة التي كانت تراقبها بحيرة لتقول مؤكدة :_ سأكون لديك حالا .
(رفض إقتراحها قائلا :_ أنا لست في فندقي وإنما في فندق أخر(سكت قليلا لتسمعه يتحدث لأحد ما ليتابع قائلا :_إنه يدعى فندق *المنزه* ويوجد في شارع الحرية قبالة القنصلية الفرنسية وتستطيع أية سيارة أجرة إيصالك إلى هنا في غضون عشردقائق إن لم تكن خمسة عشرة دقيقة .
(أجابته بإقتضاب :_ أنا قادمة .(أغلقت الهاتف بطريقة ألية لتنتبه لخديجة التي كانت قد نسيت وجودها والتي كانت تحدق إليها بقوة جعلتها تقول بإرتباك :_ إنه حازم أخ ياسمين وقد دعاني لتناول الغذاء.
(أجابتها بحيرة :_ وهل خالد سيكون هناك ؟
(إحمروجه شهد عندما تذكرت كيف ذكرت إسم خالد لتتحرك بسرعة نحو خزانتها ،أخذت حقيبة يدها ثم قالت وهي تتجه نحوالباب :_ أنا مستعجلة عزيزتي سنتحدث لاحقا إلى اللقاء.
(نظرت خديجة باستغراب للباب الذي إختفت منه شهد لتقف بدورها بغية الخروج من غرفة تلك الأخيرة عندما لفت إنتباهها شيئ ما قرب الخزانة حتما أوقعته شهد دون أن تنتبه له عندما أخرجت حقيبتها ،
إقتربت منه لتنحني بغية إلتقاطه وشيئا فشيئا راحت تتسع عينيها لتقف جامدة وتعابيروجهها تتراوح ما بين الصدمة ،الذهول ثم الرعب .

(نظرخالد لصديقه الذي دعاه للغذاء بإصراررافضا أية محاولة للتملص منه والذي كان شاردا على غير عادته مما جعله يسأله بنفاذ صبر:_ حسنا يانادرمالذي يشغلك ؟
(نظرإليه نادربضياع ليقول بإنفعال :_ لقد قبلت سوسن وأنا...
(قاطعه خالد صارخا وقد إتسعت عيناه بطريقة مرعبة :_ فعلت ماذا؟
(قال نادربإحراج :_ أعلم لقد أخطأت لكنني لم أقصد وأ...
(قاطعه مجددا وهذه المرة بلكمة قوية على وجهه أوقعته من على كرسيه مما لفت إنتباه جميع رواد المطعم لكن خالد لم يكن يهتم بل حاول إعادة الكرة لكن صراخ نادرأوقفه في الوسط ليجلس على كرسيه ببرود ليسأله بهدوء :_ أعد ما قلته منذ قليل .
(مسح نادرفمه المكدوم ثم حذا حذو صديقه بالجلوس على كرسيه السابق ليقول بهدوء :_ أنا أستحق هذا لكنني كما أخبرتك سأتزوجها .
(تخلل خالد شعره الأسود بأصابعه ليقول بصوت منخفض غاضب :_ ما بال جميع نساء عائلتي هل مسهن الجنون أولا أمي ثم فاتن والأن سوسن ؟؟،لم تبقى سوى أميرة وربما تخفي شيئا ما هي الأخرى في السر...(عقد حاجبيه بقوة ليقول بحدة :_ إصنع لي معروفا يانادر وإبدأ من الأول .
(نظرإليه نادرمعتذرا ليقول بعصبية :_ لم يكن قصدي تقبيلها يا خالد وأنت تعرفني جيدا أنا أعزعائلتك وأحترمها مثلما أعزك وأحترمك وهذا ما دفعني لإخبارك في النهاية .
(قال خالد بإقتضاب :_ معرفتي لك هي من دفعتني للإصغاء لك بدل قتلك .
(إبتسم نادربضعف ليقول شارحا :_ لا أدري ما جعلني أقبلها حقا ،...في البداية كنت غاضبا وأردت الإقتصاص منها لعبثها معي لكن لاحقا وجدتني أريدها بجنون .(سكت قليلا وقد ظهرت إبتسامة بلهاء على شفتيه ليتابع برقة :_إنها جميلة جدا وتملك أجمل إبتسامة مغرية رأيتها ولديها...
(قاطعه خالد بحزم :_ حسنا حسنا كفى لاتنسى أنها إبنة عمتي وبمثابة أختي ،سأخبرعمتي الليلة وأنا شخصيا ليس لدي مانع.
(قال نادربتردد :_ ماذا عنها ؟؟
(تساءل خالد بحنق :_ ماذا عنها ؟،ألم تقل أنك قبلتها ،في عرفي القبلة تحتاج لإثنين ومادامت قد سمحت لك بالإقتراب منها فلبد أنها موافقة.
(ظهرالألم في عيني نادروهو يقول :_إنها تريدني أنا متؤكد من ذالك لكن هي صغيرة وطائشة قليلا كما أنها عنيدة وحتما ستفضل الرجل الذي إختارته لها أمها علي أنا فقط كي تغيظني .
(تساءل خالد بفضول :_ عن أي رجل تتحدث ،ومن أخبرك أن عمتي تريد تزويجها لشخص أخر؟
(قال نادر بصدق :_ شهد أخبرتني عندما خرجنا معا للعشاء.
(صك خالد أسنانه بعضها ببعض وعقله يردد بغضب ،شهد ... شهد ... شهد ألن يدعه هذا الإسم وشأنه؟؟ألا يكفي أنها تلاحقه في أحلامه التي لم يعد يسيطرعليها ؟؟والأن هاهي تكسب الجميع من حوله، 
أولا أميرة التي دافعت عنها بشراسة قبل أيام ،ثم جدته التي أصبحت تثق بها كأنها أحد أفراد العائلة وأخيرا هاهوصديقه يتحدث عنها بسلاسة ،...لا وأيضا خرجا للعشاء وتبادلا المعلومات ،...لقدأصبح الجميع لا يسمع ولا يرى إلا الحسناء شهد،...
(أخذ نفسا عميقا ثم قال بصوت حاول قدر الإمكان جعله هادئا وواثقا :_ دعك من الرجل الأخروأنا كما أخبرتك سأتحدث مع عمتي أما سوسن فلا أعتقدها ستستطيع الرفض إذا ما وافقت أمها .
(سأل نادربلهفة :_ هل ستسألها اليوم ؟؟
(أجابه خالد بسخرية :_ يبدو أن إبنة عمتي الصغيرة قد إستطاعت التغلغل في أعماقك يا صديقي !!
(إبتسم نادربمرح وكان على وشك إجابته عندما تعلقت عيناه فجأة خلف خالد لتتسع إبتسامته ليقف وهو يقول بصدق :_شهد ،حازم يالها من صدفة سعيدة .
(وقف خالد بدوره وهو يجاهد كي يظل هادئا في حين أنه كان يغلي من شدة الغضب ،سلم عليهما ببرود ليقول بلامبالاة :_ هل ترغبان بالإنضمام إلينا ؟؟.
(تبادل حازم وشهد النظرات ليقول حازم بهدوء :_ شكرا يا أستاذ خالد لكنني أعتذرلن نستطيع قبول دعوتك اللطيفة أحتاج لمناقشة شهد في موضوع خاص ربما مرة أخرى .
(هزله خالد رأسه ببرود في حين هربت عيناه رغما عنه لتتعلقا بشهد التي كانت تهمس شيئا ما لنادرليقترب منها ذالك الأخيرليجيبها هامسا بدوره لتمسك يده تضغط عليها بقوة ،كانا يبدوان كصديقين حميمين، أوربما أكثر،في حين لم توجه ولو نظرة واحدة إليه كأنه غيرموجود...شعربالنارتحرق أعماقه من منظرهما ليبعد نظراته عنهما بغضب واضح ليتفاجأ بحازم الذي كان يراقبه بعينين ساخرتين ولم يدرك أنه كان يضغط على حافة الطاولة بقوة حتى أحس بالألم في يده ،

رواية *الدخيلة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن