الفصل الخامس عشر

13.3K 269 0
                                    

_ماذا تفعلين هنا؟؟؟

(إنتفضت ناديا بشدة على الصوت الحاد الذي فاجأها لتجد أمامها العجوزالتي من المفروض أنها جدتها،
رسمت إبتسامة متصنعة على شفتيها ثم قالت شارحة ببراءة :_لقد كنت خارجة وسمعت صراخا فقلقت لنفسي أنه علي الإطمئنان على شهد جدتي هذا كل شيئ.
(همست :_جدتك؟؟..يا الله كم أود إقتلاع عينيك المحتالتين.
_عفوااا جدتي لم أسمعك ،ماذا قلت؟؟.
(نظرت إليها بحدة ثم أجابتها ببرود :_قلت أن من يريد الإطمئنان على أحد ما عليه طرق الباب والدخول لا الوقوف على الباب والتنصت.

(حاولت ناديا الإعتذار لكن ملامح تلك العجوز كانت صارمة مما جعلها تتمتم بكلامات غيرمفهومة قبل أن تسرع بالمغادرة قاصدة غرفتها وهي تلعنها خاصة وأنها قطعت عليها متابعة الستماع لشهد وخديجة ،
عبست فجأة وهي تتذكرما قالته خديجة لقد سألتها من تكون كما تحدثتا عن صورللعائلة وكتابة ما خلفها فيا ترى ماذا تقصدان ؟،ثم أليس من المعروف لدى جميع العائلة أنهما صديقتان ،إذا لماذا السؤال ، ولماذا كانت شهد تتوسلها بل ما حكاية الصور،
عقدت حاجبيها الرفيعين مفكرة في تلك الشهد التي جعلتها تضع حولها الكثيرمن علامات الإستفهام لتصل لقرارهام وهو أنه عليها دخول غرفة تلك الأخيرة وأن تبحث بنفسها عن تلك الصورلترى ماذا تخفي بالضبط ؟؟

(دخلت الجدة لغرفة شهد وهي تلعن ناديا في سرها ،
وجدتها جالسة في الشرفة برفقة خديجة التي ما إن رأتها حتى وقفت إحتراما لها ،نظرت إليهما بتمعن ثم سألتهما بهدوء :_عم كنتما تحدثان ؟؟
(قالت شهد بصدق :_كنت أخبرخديجة الحقيقة .
(صرخت الجدة بذعر:_ليس الحقيقة الحقيقة، أليس كذاك يا شهد؟؟
(قالت خديجة بإرتباك :_لقد وعدتها أن لا أخبر أحدا سيدتي.
(جلست الجدة بإعياء لتقول بأسى :_ليس أنت من يخيفني يا خديجة وإنما تلك الحرباء التي كانت تتصنت عليكما في الخارج.
(شهقت خديجة بصوت مرتفع بينما قالت شهد بخوف وقد أصبح وجهها شاحبا جدا :_ أتقصدين أنها حقا كانت عند الباب تصغي إلينا؟؟
(هزت الجدة رأسها موافقة لتقول مؤنبة إياهما :_ لقد تصرفتما بإهمال حقا وإلا ما كنتما لتتحدثان في موضوع هام وباب الغرفة مفتوح.
(قالت خديجة بحزن :_إنها غلطتي أنا من تركته مفتوحا.
(سألت شهد جدتها بلهفة :_ كيف بدا شكلها ،أتعتقدينها سمعت كل حديثنا؟؟
(ظهرالتفكيرالعميق على الجدة لتقول أخيرا بإحباط :_لا أدري يا شهد لا أدري في الواقع .
(أخذت شهد نفسا عميقا لتقول بتعب :_لنأمل فقط أن لا تكون قد سمعت شيئا.
_أجل لنأمل ذالك.

(بعد خروج جدتها وخديجة إرتمت على سريرها تفكرفي تلك الناديا التي تجرأت على إستراق السمع على حديثها وصديقتها لتتساءل بحيرة ،
ترى لماذا تفعل ذاك، ومن وراءها ،هل المال حقا هو هدفها أم أنه خالد ؟؟؟؟ ...خالد يالله مالذي ستفعل معه هو الأخر،كيف ستتصرف معه، بل كيف ستواجهه إذا ما عرف حقيقتها؟؟إن تفكيره بها سيئ بما فيه الكفاية قبل أن يعرف من هي وماذا تخفي فما بالك لو عرف ؟؟
أغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث بينهما في غرفة المكتبة ،
لقد فاجأها بقبلته التي أدارت رأسها وحركت مشاعرها نحوه ،أي نعم ألمها في البداية وكان غاضبا لكنه سرعان ما شدها إليه بلطف ورغبة طبعا قبل أن يبتعد عنها بقسوة وبكل وقاحة كأن إقترابه منها قد أصابه بالقرف لا بل وأمرها أن تتوقف عن رؤية حازم وأن تتخلى عن علاقاتها الأخرى،
إنه شخص غريب حقا ،أحيانا يبدو كأنه معجب بها وأحيانا يتصرف كأنها تحمل خطايا العالم كلها على كتفيها ،...
تجهم وجهها لتفكربغضب ،
لقد أذلها وأهانها أكثرمن مرة وستكون ملعونة إذا فعلت ما طلبته منه أوبالأحرى ما أمره بها ،...إنها ستذهب غدا كما طلب لعقد القران لكنها ستطلب من حازم أن يدخل معها بدل تسليمها الأوراق على الباب كما كانت تنوي ،لا بل ستفعل شيئا أخرسبق وإقترحه حازم عليها ،ستستغل صداقته لأقصى حد ومن يدري قد تثيرغيرته،
قفزت من سريرها مبتسمة لأفكارها الشيطانية ،
أخرجت الصورالتي سبق وشاهتهم خديجة لتبحث عن صورته هو،وما إن وجدتها حتى أخذتها معها للسرير وهي تداعب ملامحه القاسية بأصبع سبابتها وبكل حنان قربتها لتطبع عليها قبلة طويلة لتقول بخبث :_سنرى يا خالد سنرى إلى متى ستظل صامدا وباردا سنرى ذالك قريبا وقريبا جدا أيضا.

رواية *الدخيلة *Where stories live. Discover now