الفصل الثامن عشر

13.1K 265 5
                                    

نظرت للمشهد أمامها بعيون دامعة وقلب سعيد وكيف لا تكون سعيدة وأحفادها كلهم قد إستقرت أمورهم،
فاتن التي كانت حقا فاتنة في فستانها الأبيض كانت تجلس بجانب عريسها متوهجة وإبتسامتها الفرحة تنيروجهها ،
سوسن التي عقد قرانها بالأمس كانت تبتسم بخجل لزوجها الذي يكاد يلتهمها بنظراته وقد نسي والديه وشقيقته الجالسين معهم على نفس الطاولة ،
أميرة كانت تجلس بين أمها وعمتها ثريا وقد بدت الثلاثة مبتسمات وراضيات ،
عماد وزوجته أيضا كانا كالعادة يتأملان بعضهما البعض كأنه لا يوجد غيرهما في الوجود وعندما تفكرفيهما تجد أنها كانت عمياء حقا لأنها لم ترى حبهما ولم تؤمن بهما كثنائي وبمشاعرهما الصادقة التي تحملت أشياء كثيرة ،
خالد وشهد إبني عبد الله وعبد الرحمان إبنيها اللذان فقدتهما باكرا وإحترق قلبها عليهما ،
لقد أطال الله عمرها ورأت شهد التي أحبتها وأحبت قلبها الكبيرالمتسامح الذي جاء إليهم فقط ليحبهم ويحبوه ولحسن الحظ وفقها المولى عزوجل لتجمع بينها وبين خالد الذي إنكسرقلبه عندما كان صغيرا،...
خالد ...إبتسمت بحنان وهي تراه ينظرلشهد الضاحكة بحيرة لتفكربحزن ،إنه عنيد وقوي وجروحه لازالت تنزف بصمت لكنها واثقة أنه وإن كان هناك من سيدخل أعماقه ويداوي قلبه فهي شهد ،
إنها تعشقه والأعمى وحده هو من لا يلاحظ ذالك وحبها إلى جانب شجاعتها وروحها الطيبة سيساعدونها على إقتحام أسواره كما أنها جميلة جدا جدا وأي رجل طبيعي لن يستطيع مقاومتها لذا وعمليا هي مطمئنة على الجميع ،
الأن و الأن فقط تستطيع الموت بسعادة وأيضا مواجهة زوجها وإبنيها وإخبارهم أن كل شيئ عاد لمكانه الطبيعي.

إبتسمت شهد وهي تنظرللعريسين السعيدين لتتساءل بحزن،
ترى هل سيأتي اليوم الذي ستلبس فيها هي أيضا الفستان الأبيض وتقف جنبا لجنب مع الرجل الذي تحبه أكثرمن أي شيئ في الوجود؟؟ ،هل سينظرإليها بكل فخروحب ؟،هل سيحتظن يدها ويتعلق بها كما يتعلق الغريق بقطعة خشب هل ..وهل...؟؟
سرقت نظرة خاطفة نحوه لتتفاجأ به ينظرإليها بطريقة لم تفهمها وللحظة إلتقت نظراتهما في حديث صامت ،...
أحست شهد أنها مسلوبة الإرادة وأنها لا تريد سوى أن تبقى هكذا للأبد ويبدو أنه شعربها إذ سرعان ما وقف ليجذبها نحوه وهو يقول بخشونة :_تعالي لنرقص.
(وافقته بهزة من رأسها ،ثم وكالمنومة مغناطيسيا وضعت يديها على صدره وأسندت رأسها على كتفيه بينما أحاط هو خصرها بذراعيه يشدها إليه ليقول فجأة بصوت أجش :_هل أخبرتك أنك تبدين رائعة في لباسك التقليدي هذا ؟؟
(إبتسمت شهد وهي تتذكرالنظرة المصدومة التي رأتها في عينيه عندما نزلت من غرفتها ،
لقد صعق تماما هكذا أخبرتها أميرة لاحقا ورغم أنها أخبرتها في تلك اللحظة أنها تبالغ إلا أنه بدا صادقا الأن ،
رفعت وجهها الجميل نحوه ثم قالت بنعومة :_ لم تفعل في الواقع.
(تفرس فيها بقوة حتى أحست بالحرارة تغزو جسدها لتسمعه يقول بصوت منخفض مبحوح :_ أنت فاتنة خلابة تخطفين الأنفاس .
(تألقت عيناها وزغرد قلبها في صدرها لتجيبه برقة :_هذا لطف منك،و لبد أنه اللباس الرائع الذي إختارته لي أميرة .
(أجابها بإصرار :_اللباس جميل أنا لا أنكرهذا لكن أنت ..أنت أجمل بكثير.
(إبتسمت بفرح لتقول بصوت مرتجف :_ شكرا لك إنها المرة الأولى التي تراني فيها هكاذا.
(تجهم وجهه ليقول بخشونة :_ ومن قال ذالك ؟(سكت ليمرريده على ملامح وجهها المرفوعة إليه والتي بدت مغرية بطريقة مؤلمة ثم أظاف بشرود :_ أنت أجمل إمرأة رأيتها في حياتي كلها.
(تخضب وجهها بحمرة الخجل لكلامه الجميل ونظراته التي بدت محملة بمشاعرقوية جعلتها تدفن وجهها في صدره وترفع ذراعيها لعنقه لتذوب كليا بين ذراعيه لامبالية بنظرات المدعوين التي كانت تتبعهما بين فرحة وسعيدة ،ساخطة ومستنكرة ثم غاضبة وحاقدة.

رواية *الدخيلة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن