الفصل الرابع

15.7K 308 3
                                    

وضعت شهد نظارتها الشمسيه لتحمي عينيها من الشمس ثم أخرجت رأسها من نافذة السيارة هربا من العينين الذهبيتين اللتان تلاحقانها منذ أن إلتقتهما في المطارواللتان كانتا ساخرتين أحيانا وأحيانا أخرى غامضة ومتفحصة،
كان مختلفا عن شقيقه الذي رغم قصرمدة تعارفهما إلا أنها أحسته شخصا لطيفا ومرحا والأهم من ذالك يحمل حبا كبيرا لزوجته وإبنه ،أما خالد فكانت تنبعث منه قوة غريبة ،قوة أخافتها وجعلتها تخشاه في قرارة نفسها ،

أخذت نفسا عميقا ثم راحت تتأمل بعشق الشوارع ،السيارات ،والناس وشيئا فشيا نسيت كل ما يتعلق بخالد ونظراته .
ما إن وصلوا حتى نزلت بسرعة وقلبها يسبقها شوقا للتعرف إلى بقية العائلة ،...
شوقا لعائلتها هي التي جاءت إليهم كغريبة لكن خيبة أملها كانت كبيرة عندما لم تجد سوى مجموعة من الخدم بإستقبالهم أو بالأحرى في إستقبال حقائبهم التي سرعان ما إختفوا بها بالتجاه الطابق العلوي ،
نظرت لخديجة بغية سؤالها عن شيئ ما سرعان نسيته حالما تفاجأت بالدموع تملأ عينيها الزرقوين لتسمع عماد يسأل شقيقه بقسوة :_ أين الجميع ؟؟
(قال خالد باللغة العربية وعينيه عليها كأنه تعمد الحديث بها لإعتقاده أنها لا تفهمها مثل خديجة :_ كالعادة يا عماد أمك في محراب حبها لا تفارقه إلا لتناول الطعام ،جدتك وعمتك حتما تخططان لتزوجاك من جديد بفاتن، أميرة في عالمها الخاص وإبنة عمتيك خارجا وصدقا يا عماد لا أدري أين هو عقلك الجميع لا يحتمل زوجتك لتجلب لهم صديقتها لتزيد من حربهم الضروس عليك؟؟

(إحمر وجهها لكمية المعلومات التي أظافها خالد لرصيدها دون أن يدرك ما فعله أو أهمية ما قاله لديها لتشعربالحزن على صديقتها الجديدة الطيبة المرفوضة ككنة للعائلة والتي تبادلت مع زوجها نظرات طويلة كأنهما يواسيان بعضهما البعض بصمت ،
لتفكربإحباط أن خديجة لديها سند قوي ولم يقبلوها فكيف سيتصرفون معها هي لو عرفوا بحقيقتها وهي التي سندها الوحيد مات ودفن.


(وقف حازم قرب نافذة غرفة المكتب في منزل والديه يراقب تساقط المطر،
لكنه لم يكن يراه في الواقع فكل ما كان يراه هو صورة شهد التي رحلت دون أن تخبرهم حتى بوجهتها متجاهلة نظراته المتوسلة كأنها ندمت على الأمل الذي أعطته له لتقرر قتله في مهده ،...شهد...نطق إسمها بعذاب ليضع جبهته على زجاج النافذة البارد علا برودته تصل لعقله فتجمد أفكاره التي تعذبه ، لدرجة أنه لم يحس بدخول شقيقته حتى سمعها تقول :_شهد لم تخطئ بإبتعادها يا حازم بل هذا أفضل لك ولها.
(إلتفت نحوها وعينيه مليئتين بالدهشة لتظيف هي بحزن :_لقد عرفتك منذ أن كانت في السادسة من عمرها والحب الوحيد الذي شعرت به نحوك هوحب الأخت لأخيها ولو كانت ترغب بتغييرمشاعرها نحوك لكانت فعلت ذالك قبل اليوم،
لهذا إنساها ياحازم وإعتبربعدها فرصة ثانية لك لتبدأ من جديد من دونها.
(أغمض عينيه غير قادر على إجابتها ليفكربألم وأكثرما كان يؤلمه أنها كانت محقة في كل ما قالته فشهد لم تكن له وحتما لن تكون له يوما ،...لكن أليس القول أسهل من الفعل دائما؟؟!!!


رواية *الدخيلة *Where stories live. Discover now