الفصل السابع

13.4K 281 5
                                    

ماإن طرقت شهد على باب الغرفة التي سبق ودخلتها حتى سمعت صوتها القوي النبرات يطلب منها الدخول،
أخذت نفسا عميقا ثم دخلت ،
كانت جالسة على سريرها تتأمل مجموعة من الصور ودون أن ترفع عينيها عنها أمرتها بغلق الباب والإقتراب منها ،
نفذت ماطلبته منها وهي متوجسة لتتفاجأ بها وقد مدت إليها يدها بالصور،.....
للحظة بدت شهد حائرة ومترددة ،لكن بنظرة واحدة للصور حتى إتسعت عينيها لتمتلأ بالدموع وهي تنتقل من صورة لأخرى لتنزل دموعها غزيرة من عينيها ،
لقد كانت صورها وهي صغيرة مع والديها ،
صورها منذ ولادتها حتى صارعمرها خمس سنوات ،كانت صورا لم ترها من قبل ربما لأن والدها كان فيها وربما لأنه بدا واضحا أنه كان يعشقها ،
نظرت إلى جدتها وعينيها الدامعتان تسألانها بصمت لتجدها غارقة بدورها في دموعها وأفكارها لكن عينيها كانت تعاتبانها بقوة لتقول بحزن :_ إنها أنت أليس كذالك ؟،لقد عرفتك منذ اللحظة الأولى عندما تقابلنا في الممرلكنني لم أجرؤ على تصديق نفسي بل لم أجرؤ على تصديق أن كراهيتك لنا أوصلتك لتدخلي بيتنا كغريبة.
(أسرعت شهد بإنكارذالك قائلة بلهفة :_ أنا لا أكرهكم أبدا بل حبي لكم ورغبتي في أن أنال حبكم أيضا هي من جعلتني أخفي عنكم حقيقتي.
(نظرت إليها الجدة بطريقة غريبة كأنها تتأكد من صدق ما تقوله لها لتصبح نظراتها رقيقة وحنونة لتفتح ذراعيها ودون أن تفكرمرتين إرتمت بينهما باكية.

(كانت جالسة قرب المسبح تراقب أميرة ومحمد يلعبان بطريقة أدمت قلبها الوحيد ،كانا يضحكان بصوت مرتفع سعيد وكان يبدو عليهما التفاهم والإنسجام خاصة وأن ابنتها لا تزال طفلة صغيرة بأعماقها وطفلة وحيدة أيضا ،
أحيانا تشعربالندم لما فعلته وتشعر بالذنب للقلوب الكثيرة التي كسرتها بدون قصد منها وأحيانا أخرى تهنأ نفسها على شجاعتها وتحديها للجميع حتى لقلب الأم بداخلها لتتزوج من حبيب عمرها ،
لكن في تلك اللحظة ومع حجم الوحدة الذي يزداد يوما بعد يوم بداخلها تشعربأنها أخطأت بعدم رضاها عن قدرها الذي ربطها بعبد الله زوجها الأول، أخطأت لأنها كانت تتعمد مجابهة حبه لها ببرود قاتل ،أخطأت بالتضحية بأولادها عند أول إختبارلأمومتها ،وأخطأت بإبعاد نفسها وعيش دورالمنعزلة المظلومة بعد وفاة عبد الرحمان ،أخطأت كثيرا وهاهي تدفع ثمن أخطائها.

تنهدت بصوت مرتفع لتعود لمراقبة حفيدها الذي كانت تتمنى أن تحمله بدورها ،وأن تلعب معه وتداعبه كأي جدة حنون وحتما لا عماد أو خديجة سيمانعان ،...لكن حتما أفعالها الماضية تكبلها كالعادة وتمنعها من الإستمراربعيش حياتها.

(وقفت تراقبه مسحورة به كان أنيقا ،جذابا ،وتنبعث منه قوة لا تقاوم ولتكون صريحة مع نفسها فهي لا تكرهه أبدا... بل تكرهه كما تكره نفسها،
ستدمره ،ستبدأ بأعماله ،ستجعله يزحف إليها متوسلا ،قد لا تحصل على قلبه أبدا لكنها ستحصل على إسمه بطريقة أوبأخرى سيكون لها وهذا وعدها لنفسها ،
أبعدت نظراتها عنه ثم خرجت لتلحق موعدها،......

رواية *الدخيلة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن