كنا فمتى نعود ؟

By may_smile

1.2M 15K 6.3K

الكريستــــال More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
الأخييير

27

12.5K 171 41
By may_smile


فيصل صار يتلفت وبحماس : أقسم بالله العظيم .. وشايب تسبير بالعمر بعد
نوره وخوف غريب أحتوى صوتها : وش يقاله هو ..؟
فيصل بصوت واطي : مدري .. أنا بروح معه هالحين .. وبعرف
نوره : أعرف لي من هو .. وتسيف عبدالله يسلمه وصيه هو بالذات ووش بالوصيه .. ومن له بالضبط ...؟ هذا إلي عاد ما طرى على البال ويسويها عبدالله بعد !
فيصل ضحك وضرب صدره : ماعليتس بس .. أبطلع إلي ببطنه
نوره : لا تتركني دق علي كل ماعرفت شي .. تفهم ..؟
فيصل : طيب

أبعد الجوال عن أذنه حتى يلف لورا يطالع سيارته .. يتحرك يمشي بالشارع ولحظات يسرع بخطواته .. يعبر السياره صوب الباب إلي جنب السايق .. يفتح الباب ويركب

فيصل : تأخرت عليك
الرجل : ماعليه
فيصل ينحني ويسكر الباب : وش يقالك أنت
الرجل : أبو طارق
فيصل أبتسم : ماشاء الله .. ( حرك يده لقدام ) هنيا بهالحي مانتب لاقي ماتبي لأني أعرف كل من فيه
بو طارق وهو يحرك السياره: تسان عندي أمل وفيه من دلني عليه قالي فيه من مواخيذهم ( طالع فيصل ) أنت متأكد ..؟
فيصل هز راسه وهوينفخ صدره يثقه : إيه إيه .. أنا عايشن بهالحاره .. ولو إني أعرف بقولك .. أنا أعرف لي بحارتن ثانيه .. كود أسأل لك
بو طارق والحزن أمتلك صوته : الله يسخر لي من يدلني عليهم ..
فيصل وبنظره شك : هو أنت تعرفه معرفه زينه ؟
بو طارق هز راسه : إيه بالله .. تسان يجيني من وقت لوقت وأجيه في محله إلي دايمن يقعد فيه عند حلاله
فيصل : غريبه الوصيه تركها عندك ..؟
بو طارق سحب هوا لصدره بقوة وزفره .. نطق بحزن : هو طلب مني تقعد الوصيه عندي لين ياخذ الله أمانته ..
فيصل طارت عيونه : ليه .. تسان يعرف أنه بيموت ..؟
بو طارق وهو يلف بالدركسون وعيونه ثابته على الشارع : كلنا ياوليدي لنا موعدن مالله مخلفه .. وبو نادر وضعه غير .. وتسان عليه يسوي ماسواه من خوفه على بنياته !
فيصل بعدم فهم : تسيف وضعه غير .. وش الوضع إلي خلاه يروح يكتب وصيه ويقولك لا تطلع لين تسمع بوفاتي
بو طارق أنعقدت حواجبه بقوة لف له : تسنك ياولدي قمت تكثر أسئله ..؟
فيصل بربكه حرك كتوفه .. أبعد عيونه عنه : لا .. بس وضعك غريب .. ( نطق وهو لازال يتقن دور الممثل ومن يتكلم عنه خاله ) تقول أنه متوفي .. وين مارحت تعزي أهله .. ومسلمك وصيه وقايل لك لا تطلع إلا بعد وفاتي .. تسنه عارف أنه بيموت
بو طارق : أنا لي أنجبرت أسافر للهند .. مراجعات وأمورن كثيره أجبرتني أسافر
فيصل وهو يطالعه من فوق لتحت وبعيونه يشوفه بصحه وعافيه : ....................
بو طارق يكمل : وإن تسان ع بو نادر .. فالرجال سوى ماسواه إلا لمن تأكد من الطبيب إنه بيجي له يوم ماهوب متذكر أحد .. وإنه حتى يمكن بيوصل للمرحله إلي مايقدر فيها يقوم بالأشياء العاديه من لبس وغيره ..
فيصل طارت عيونه : الزهايمر
بو طارق هز راسه : إيه بالله .. جت له فتره تسان يقولي إنه ماعاد يحس نفسه طويب .. متشتت ماعاد يعرف يركز .. لا تسان يبي ينادي ولده .. تمر دقايق ينسى فيها أسمه ويرجع يتذكره .. وماقال إلا لي وأنا من لزمت يروح لواحدن ذاكرينه لي فالرياض ..
فيصل بذهول : وأهله
بو طارق : ماأظن قال لهم بوقتها .. هو قال مايبي يقول لأحد ويشوف بعيونهم شين يذبحه .. ويوم توفى ولده .. أنكسر الرجال وماعاد هو عبدالله إلي أعرفه .. أختلف علي حيل
فيصل بحذر وتردد : وإلي قاله بالوصيه .. شين تسبير يستاهل إنه يخبيها ..؟
بو طارق بعد صمت حرك عيونه ببطء لفيصل : إلا أنت وش يقالك ..؟
فيصل أبتسم بربكه : أنا .. أنا فيصل بن خالد آل غشيم ..
بو طارق : آل غشيم .. إلي نعرفهم بالخرج .. تعرف سيف بن علي !
فيصل راح فيها : ها .. سيف .. لا .. لا ما أعرفه
بو طارق : وين تبينا نروح هالحين .. مانت قلت تبي تدلني وتعاوني ألقى أهل عبدالله رحمة الله عليه ..
فيصل وهو يبيه يبعد بأي شكل : أطلع من هالحاره وأنا بعلمك وين تروح

سحب هوا بقوة وببطء من نطق بو طارق " طيب " حتى يصد عنه للشارع .. كأنه بغى يطيح بمطب عند الرجال ويكشف كذبته !
وهو ماعطاه شين يستاهل وكان حذر بالكلام معه كثير .. وش بالوصيه من شي مهم يخلي خاله يفكر يكتبها ويسلمها لهالرجال .. خوف من الموت إلي أحتمال يسبقه ويترك بناته وأهله .. معقوله فلوس ودراهم .. !
أيه بتكون فلوس يخاف أحد ياخذها أو يطمع فيها .. أكيد كان الله معطيه شي كثير وهم مايدرون عنهم .. قامت الهواجيس تاخذ فيه وتجيبه .. ولاهو قادر يطلع بنتيجه نهائي ..
وش بيسوي معه هالحين .. لمتى بيظل يبعده عن بيت جده وخاله ..
ضم شفاته بقوة ورجع يطالع بو طارق ..

فيصل : فيه حي باخذك له هالحين كود نلقى من تبي ..
بو طارق هز راسه برضا : ........................

.
.
.
يوقف بسيارة عواد الجيب عند المواقف .. وهو متكشخ بالشماغ والثوب .. الصمت هو سيد الموقف بهاللحظة .. يمد يده لقدام وهو يسحب سلك الشاحن وريحة العود الخفيفه تعانق أنفاسهم ..
متعب يلف براسه صوب أخته الجالسه بجنبه : يحتاج أنزل ..؟
جود بسرعه نطقت : لا طبعا .. وين حنا بنفر يامتعب مالنا محل واحد
متعب سكت لثواني .. نطق بهدوء : طيب .. بس نفس ماوصيتتس ع البنات وإن خلصتوا دقوا علي
جود : أنت بتمشي ..؟
متعب : إيه بروح لعواد ولا خلصتوا عطوني خبر
جود : وإن ماعجبنا شي .. ونبي نروح لمكان ثاني وأنت بعيد
متعب طالعها بتركيز : أحد قايل لتس إن هذي أول و آخر مره بتدخلين فيها السوق !
جود : لا
متعب : أنزلي وفري ع قولتتس نفس ماتبين وإن مالقيتي شي .. باتسر تروحين
جود أنحنت ماسكه يده بقوة وبسعاده : الله يخليك لي .. إيه هذا الكلام إلي يشرح الصدر

حركت راسها لورا نطقت
" يلا يابنات خلونا ننزل .. ورانا فرفره "
تحركت بسرعه فاتحه الباب .. ووراها وعد فتحت الباب حتى تنزل .. تتقدم لها ساحبه يدها ..

وعد تهمس بأذنها : وش موصيك فيه ..؟
جود وهي تضحك : يافضوليه ..

تحركت تسكر الباب حتى ترجع لها

جود : قولي وصايا .. ماهيب وصيه وحده ..؟
عهد تتحرك جايه لهم : وش نبدا فيه
وعد بقهر : خلي البنت تقول وش موصيها فيه أخوها
عهد بعصبيه : خير إن شاء الله ياوعد .. وش دخلتس !
تنزل هيا من الجهه الثانيه حتى تسكر الباب وقبالها نوير تنتظرها ..

هيا تلف لها : يلا

ترفع عيونها للسما تطالع هالظلام إلي يحتويها ..وتاخذ نفس بقوة ..
نوير : أحس مالي خلق
هيا تمسك يدها وتسحبها : ترا أمي صادقه .. مافي وقت .. ساره الله يجزاها خير قالت أمر المشغل عندي .. عندها رقم وحده شايفه شغلها بزواج صديقتها .. تقول تجنن

يقتربون من عهد إلي تكتفت بقهر وهي تطالع وعد

هيا : شوفوا .. هالحين أنقسموا .. كل وحده تختار لها شي تشتريه .. وأمي قسمت دراهم نوير يعني .. بتاخذون فلوس على إلي بتختارونه ..
جود : أجل لا دخلنا المول .. نشوف الوضع صح

يدق جوال نوير ومن دفنت يدها بوسط الشنطه وسحبته تطالع الشاشه إلا رقم فوزيه .. وبسرعه تحطه على الصامت وترجعه للشنطه .. ويظل يدق .. تنتظر الرد
بصمت وهي جالسه بغرفة المجلس وقبالها " البتول " واقفه متكتفه ..

البتول من القهر : شفتي .. فوزيه .. شفتي ماراح ترد عليتس بعد إللي سواه جلوي
فوزيه أبعدت الجوال عن أذنها حتى ترميه على الأرض : وإذا ماردت .. معذوره
البتول : يعني أنا ماراح أطلع وأروح مع البنات نفس قبل ..!
فوزيه طالعتها بعصبيه : عاد إذا مايبونتس لا ترمين نفستس ع خلق الله ..
البتول تفك أيديها موجه جوالها قبال فوزيه : يعني أقعد بس أطالعهم بالجوال يفرحون ويجتمعون .. وأنا لا .. لأن جلوي خربها
فوزيه طالعت السقف حتى تسحب هوا لصدرها وتزفره : يارب .. الناس وين وأختي وين
( حركت راسها بإستقامه لأختها ) ماهوب عشان جود مصوره نفسها بالسياره وكاتبه كم كلمه معناته .. خلاص يابنتي ترا بنات عمي ماهن فاضيات .. تلقين أمور كثيره وراهن

" السلام عليكم "

تلف البتول لمصدر الصوت حتى تشوف مشعل واقف بطوله عند الباب .. يلبس تي شيرت أبيض مليان كلمات أنجليزيه على بنطلون جنز .. ظلت تطالعه بضيق حتى تتحرك بخطوات واسعه عابرته ..

مشعل وهو يرفع أيديه ويبعد عنها : طيب ترا رد السلام واجب
فوزيه تحرك يدها لفوق : ماعليك منها .. نص ساعه وبتشوفها راجعه لوضعها
مشعل : وش فيه طيب ..؟
فوزيه وهي تتكلم بالعافيه : شافت بالسناب جود تصور نفسها بالسياره رايحه للسوق مع بنات عمي .. وكأنها تقهر ساره مع البنات وتقول أنها متجاهلينها ماحد تذكرها عشان إلي سواه جلوي ..
مشعل هز راسه : علوم بنات .. !
فوزيه أنعقدت حواجبها حتى تحط أيديها بحضنها : أنت وينك ترا ماعدت تنشاف
مشعل بإندفاع : تلوميني .. أبي الفكة من إلي صار .. أشغلت نفسي بالسناب ورحت منها أشوف وش الباقي من المحل إلي بفتحه والحمد الله .. قريبا جدا بفتتحه
فوزيه بضيق : وتشوف أنها حلوه نقعد نتابعك تسذا ونشوف علومك نفسنا نفس الناس
مشعل ظل يطالعها : فوزيه تعرفين إني مانيب من هالنوع .. صح المشاكل ضغطتنا بس مستحيل بخليكم نفس مافي خاطرتس
فوزيه صدت عنه : إيه .. أنت ماعدت تنشاف وأبوي يجي ويروح ماهوب معنا .. وجلوي من طلع مير حتى أتصال مافكر يتصل .. وأمي .. ( ضحكت على خفيف ) أمي يوم سمعت طلاق نوق ولا تسنها أهتمت .. قالت جلوي أعرف بمصلحته وهذي خيرة الله .. توقعت ع الأقل تتضايق
نزل جزماته بسرعه حتى يتحرك صوبها .. ينحني جالس ..
مشعل بإبتسامه : وش مضايق أخييتي ..؟
فوزيه بدون نفس : قلته لك !


 

مشعل : ظروف وبتعدي هذا أولا .. ثانيا : إلي صار مالنا دخل فيه والله العظيم تعبت وأنا أحتسي عن جلوي ونوق .. خلاص طقت تسبدي .. إن تسان هذا الزواج وسوالفه .. أقعد
تسذا أحسن لي
فوزيه حركت راسها تطالعه : .......................
مشعل : لا تطالعيني تسذا .. أنا عندي مشاكل وهموم .. وأنتي بعد .. أولى لنا نشتغل بأنفسنا ونترك هموم غيرنا .. وإلي يقهر نحتسي ولا أحد يفهم .. خلاص هم أختاروا الطلاق بهالشكل وتم .. يمكن أنها خيره ماهوب لهم .. إلا لنا حنا !
فوزيه : هذا ماطلع معك .. !! بدال ماتروح لأخوك تعقله
مشعل يقرب يده من شفاته بإنفعال : يم محمـد نوق من طلبت الطلاق من جلوي .. وأنا قلت له دام إن الحرمه تسذا طلبت وأنت عرفت ماعندها .. خلاص طلقها خلها تشوف حياتها
بس بعد فتره من موت أبوها .. بس وش أقول .. الــ ..


سكت حتى يصد وهو يحط يده ورا ظهر أخته ... طالعته فوزيه وعيونها أتسعت بقوة ..

فوزيه : أنت من شرت عليه يطلقها ..؟
مشعل غمض عيونه وحواجبه أنعقدت : ترا السالفه خلاص .. طالت .. طالت ومصخت بالعربي .. ( فتح عيونه وبدون مايطالع أخته ) كنت أسمع لجلوي لأن مايصير ماوصل الضرر فيه لأحد .. لكن هالحين .. وتسنك يازيد ماغزيت .. بنرجع لشين ماصدقنا نرتاح منه .. أبوي وعواد وجدي .. شايفه وش صار لهم دقيت على بادي أسأله عن جدي يقولي تعبان وماهو قادر يروح لأي مكان بس مقابله .. ويروح معه ويجي .. يخاف يرتفع عنده الضغط أو يصير شي وهو بعيد .. عواد ماسحب على جلوي إلا أنا بعد أدق وأرسل ولا يرد .. وأبوي ....

لف لها ماد يده لقدام .. نطق
" شفتي وش وضعه من وراهم ..! "

حركت عيونها للباب مكان ما أشر حتى يدخل عليها ولدها الصغير يده مغطيه كلها بشاش أبيض وعيونه ووجهه من البكا متورم .. ووراه وقفت بنتها أميره إلي ملامح وجها ماتبشر بخير
فوزيه أنتفضت بخرعه : يمه ولدي !
تحركت تركض حتى تنحني لولدها تحضنه ومشعل بخرعه فز واقف حتى يروح صوبهم ..
فوزيه وهي تحضن ولدها وتطالع أميره تصرخ بوجها : وش فيه أخوتس ..؟
أميره أنكمشت على روحها وبخوف نطقت : طاح يمه
فوزيه : شلون طاح
أميره نطقت بصوتها الخايف : رحنا كلنا مع جدتي وعماني وبنات عمي للحديقه وطاح وهو يلعب

تمايلت بقوة من عطتها أمها كف من القهر .. تصرخ بوجها
" شلون تروحين ماتقولين لي .. ألف مره قايله إن أخذكم أحد لمكان دقي علي قبل .. "
تحرك مشعل بسرعه وبكل صدمه من تصرف أخته حتى يضم أميره بقوة إلي أنهارت تبكي ويلف لفوزيه
مشعل بعصبيه : الولد قدامتس مافيه إلا العافيه .. إن تسان فيتس شي لا تحطينه بالبنت
فوزيه بصراخ : ماهيب أول مره ما تفكر تدق .. ( طالعت بنتها إلي راحت فيها من البكا ) الجوال تاخذينه معتس ليش .. ماتردين أشوف
مشعل بأنفعال : فوزيه ..

نزلت البتول بعيون متسعه من الخوف حتى توقف من شافت أميره منحنيه على خصر مشعل إلي ضامها وهي متقطعه من البكا.. وفوزيه في حال من الغضب والصراخ بشكل غير طبيعي

البتول : وش صاير ؟
مشعل لف لها حتى يدف أميره : تعالي خوذي البنت
فوزيه تحركت حتى تجر بنتها : وين خواتتس الباقيات ..؟
أميره ماقدرت تتكلم .. نطقت بالعافيه و بكلمه وحده : مدري
فوزيه تهزها بقوة من ردها إلي خلاها تنقهر بزياده : تسيف ماتدرين وين خواتتس .. مامنتس فايده أنتي ..؟
مشعل صرخ بوجه أخته : قدامتس .. طالعيهن زين

حركت عيونها صوب باب المدخل حتى تشوفهن واقفات بصمت وخوف .. ولاصقات في بعض .. نزلت البتول بسرعه حتى تسحب أميره من بين أيدين أمها وتحضنها بقوة و رغم إن الكل سكت فجأه لكن لازالت هي الوحيده المنهاره بكا ..

البتول : تعالي معي ..

تحركت ماخذتها للدور الثاني ..

مشعل وإلي صار ماعجبه حرك يده بتهديد لأخته : لآخر مره تمدين يدتس ع بنتتس قدامي أو قدام أي أحد ماتقعدين هينا وتحسبينا بنشوفتس تضربين البنت ونسكت لتس !
فوزيه بعصبيه : أجل يجيني ولدي بهالحاله ومع أخته إلي المفروض تراعيه وأسكت .. كم مره أنبها وأحذرها ولا تسني أقول شي لين عاد زاد الأمر عن حده
مشعل : شوفي علومتس هذي أنا مالي شغل فيها .. إلا أميره عاد

تحرك بخطواته الواسعه صوب الدرج حتى يصعده بخطوات عجله .. يتركها واقفه بالصاله ثايره .. لفت بسرعه لولدها حتى تتحرك صوبه .. تضمه بقوة

فوزيه بضيق : تعال ياماما .. تعال خلني أشوف يدك
.
.
.
لحظة صمت مباغته تحوطهم .. ترميهم في وجه الأسئله المستحيله إلي مالها جواب .. يسحب القلم بعبث .. يجبره يوقف بإستقامه وفجأه يبعد أصابعه عنه .. يتمايل القلم ويطيح مصدر صوت خفيف .. ويرجع من جديد مجبره يوقف .. يحرك متعب عيونه صوب خاله .. ينطق
" أعتق القلم من بين أيديك "
ولايرد عليه .. يكتفي إنه يرمي القلم بعيد عنه ويسحب يده مريحها بحضنه ..
متعب : ما أظن إنك بتستلم ..؟!
عواد نطق بضيق وشي يكتم على صدره : خلاص .. ماعاد فيني يامتعب
متعب : وتترك الحريم يسون مايبن !
عواد أنعقدت حواجبه .. رفع يده : أعلى مافي خيلهم يركبونه .. الله أكبر عاد
متعب رفع حواجبه بإستغراب : لا تتهاون باللي يصير
عواد طالع متعب .. حرك يده حتى يضرب أصبعه على الطاوله بأنفعال : الأزمات والشدايد هي إلي تثبت لك من معك ومن ضدك .. من إلي مستند عليك لحلالك ومن إلي مستند عليك محبه وعزوة ..
متعب : تشك بخوالي إنهم حولك عشان حلالك
عواد هز راسه : بعد ماشفته اليوم .. إيه
متعب تدارك صدمته بكلام خاله .. نطق : حتى أمي معهم
عواد يطالع الطاولة : أمك هذي إلي عاد فعلا ماتوقعت منها حركتها .. ليتها حتست ولا سكتت
متعب ضحك : .....................
عواد رفع عيونه لمتعب : وش يضحكك هالحين
متعب حرك يده يفرك عوارضه وشاربه بعبث وربكه من نظرات خاله : لا تلومني .. تخيلت أمي تحتسي
عواد : أحيان أشك أنك واحد عقلك مضروب .. على برود على خبال ..
متعب أنفجر يضحك بزياده وهو يرفع راسه للسقف لين بانت أسنانه : .............
عواد أتسعت عيونه : لا بالله إنك فعلا مانتب صاحي
متعب : تذكرت خالتي يوم تحسبني خبل ومانيب صاحي نفس ماتقول
عواد بنبره مذهوله : يابرودك وتقولها تسذا " تحسب إني خبل "
ضم شفاته بقوة يحاول يمسك نفسه لا ينفرط بالضحك .. طالع خاله إلي لا زالت نظراته تعبّر عن مافي فكره من إستغراب .. قرب أصابعه من جديد يفرك شاربه بعبث ..

متعب وهو لازال يحاول مايضحك : شف ياخالي .. من صابني التصلب وعلى كثر ما أنعزلت وتركت أخوياي وحياتي وأنطويت ع نفسي .. صرت أتأقلم على إني أقفي عن حتسي الناس .. قالوا خبل عني .. مريض .. مسكين .. مانيب صاحي .. من بيحتسي يحتسي .. وأنا هو أنا بظل .. يعني مانيب صاير بو وجهين عشان أحد .. ( رفع يده حتى ينطق بتأكيد والأبتسامه على شفاته ) هذا أولا
.. ثانيا ياطويل العمر .. أمي مابحياتها عطتك شي يرضيك وأنت موجود .. لا رحت عنها تسنها تتقاوى وتقول مابخاطرها .. هو صحيح مالها فايده بس قالت ماتبي وفعلت مابخاطرك
عشان تسذا ضحكت .. ما أتخيل أمي تبرد خاطر الواحد وهو موجود .. ( رجع يضحك ) مستحيل لا تفكر سواء شكيت فيها أو لا .. أمي أعرفها زين .. ثالثا والأهم .. ذا الحين .. خالي الله يرحمه .. وراه دراهمن تغطي عين الشمس ..؟
عواد بضيق : أكيد لا .. ماوراه غير بيته إلي بالقصيم ولا ظنتي يسوى شي لأنه بديرتن يالله يالله إنها تلبي حاجات أهلها الأساسيه

فز متعب واقف حتى يسحب القلم .. وينحني لخاله إلي رجع بظهره لورا.. يسحب أقرب ورقه قبال عواد .. وبسرعه يرسم دائره وبوسطها علامة أستفهام كبيره ..
ضرب القلم على علامة الأستفهام وهو يطالع عواد ..

متعب : أجل حاول تعرف ليش خالي عبدالعزيز يبي الوصاه ..؟
عواد سحب الورقه بدون أهتمام حتى يطويها : رح .. رح الله يصلحك .. بتقلب لي كونان
متعب : كيفك .. تذكر إني نبهتك قبل وأثبت لك وهالحين عاد .. الدور دورك
عواد يتحرك وهو يسحب الكرسي لورا : والله ماعاد فيني .. أبي أرتاح قبل ( ضرب راسه بأصابعه ) لا يصير شي فيني من إلي أشوفه وأسمعه !

حرك يده يسحب مفاتيحه وبوكه و يدفنهم في جيبه .. يتحرك مبتعد عن مكتبه بتعب

عواد : تمشي معي ؟
متعب برفض : لا وراي كم شغله على مابال أرجع للسوق
عواد بتأكيد : لا وصلوا البنات للبيت .. دق علي
متعب : طيب
.
.
.
توقف وهي حاطه يدها على خصرها .. قبال باب الشارع .. الأفكار المزدحمه براسها مجنونه ولا هي قادره تتحمل تنتظر أكثر .. تأخر كثير لاهو إلي دق .. أو أتصل .. !
يفتح باب الشارع حتى تنتفض متحركه صوبه .. يدخل بطوله وهو يدندن ويحرك راسه ببطء يمين ويسار

نوره بعصبيه : وينك .. !
فيصل وقف حتى يبتسم : والله عارف إنتس بتنتظريني وبالحوش بعد
نوره ضربت كتفه : حمار أنت يوم إنك تخليني تسذا معلقه ..
فيصل بخبث : يمه تراتس بتسحبين كلمتتس ذي على ماعندي من أخبار
نوره أنحنت مسكره الباب : ها وش صار
فيصل يتحرك : بقعد ثم بقولتس

راح يمشي ونوره تمشي وراه .. تحرك أيديها بأنفعال .. تنطق
" ياولد أحتس وش إلي عرفته .."

يدخل من باب المدخل وهو ساكت .. ومن وصل للصاله وأنحنى جالس رفع عيونه لأمه يطالعها

فيصل : وش لي ..؟
نوره بقهر : إلي تبي بس قل لي .. الرجال من هو وتسيف ماجى لعزا عبدالله .. ليش يدوره
فيصل : تخيلي يمه .. خالي عبدالله شارن له أرض بحايل .. وين يايمه طايرن سعرها والأرض حاطها باسم هالشايب إلي جى يبي يتمم الوصاه ويرجع الأرض لبنات خالي وزوجته
نوره أنحنت بصدمه : حسبي الله ونعم الوكيل عليك ياعبدالله .. زودن إنك ضحكت علي وأخذت دراهمي رايحن تكتبها باسم واحدن ثاني عشان بس ما أطولها .. يارب إن شاء الله مايتهنى فيها أحد .. ( رفعت عيونها للسقف وبحرقه ) عساها يارب حسرتن على كل من يطولها
فيصل بأستغراب : يمه .. بينتس وبين خالي فلوس !
نوره والصدمه مخليه عيونها تتسع .. أنحنت بظهرها : إيه .. بيني وبينه شين ضحك فيه علي .. وماقلت لأحد لأنه قال أبيه سر ماحدن يعرف عنه .. طلب نتشارك بأرض والله العظيم ماكسبنا منها قرش أبيض واحد .. ولا أستفدنا شي طاح سعرها فجأه .. كلن لا شافها أقفى عنها .. لدرجه .. لارحنا عرضنا الأرض على أحد .. قال بذاك المكان .. تسان جاك من يشريها لا تتردد .. وأحمدوا ربكم إن لقيتوا
فيصل : غريبه
نوره ضربت فخذها بقهر : وبعناها برخص التراب .. ثم قال لي خلي الفلوس عندي أستثمرها لتس .. وشف .. شف وش هو مسوي من وراي عسى ربي ياخذ حقي منه
فيصل : وأبوي مايدري
نوره رفعت صوتها بقهر : أقولك بيني وبينه .. حتى خسارتي بلعتها وسكت لأن عبدالله بذاك الوقت مقاطع العايله .. ماحدن يقابله ويحتسي معه يعني توهقت
فيصل بتشكيك : وش معنى أنتي ماقطعتس يمه
نوره ثارت : أقاطعه ودراهمي معه مهبوله أنا .. يعني زودن ع قل فعوله .. أخلي له كل شي .. صارت المشاكل والبلاوي كلها وأنا تعلقت معه وأنجبرت أحتسي معه ولا أقول وش هببت
فيصل : الزبده .. إني يومني عرفت السالفه يمه .. ضيعته وقلعته بعيد
نوره : ماعرفت وش يقال له
فيصل بعد صمت : قالي أسمه بو طارق

أنحنت بظهرها حتى تقترب أصابعها من فكها .. تحاول تستوعب إلي ظهر وقلب حساباتها .. فزت واقفه حتى يرفع عيونه فيصل لها

فيصل : يمه .. الرجال ماهوب قاعد بالرياض ولا بالمملكه بكبرها .. بيسافر بعد يوم للهند يقول إن وراه مواعيد وإنه إنسان تعبان .. عاد أنا أستغليت هالوضع وقلت دام إني أخذت ما أبيه بطلعة الروح خلني بس أبعد وأفتك منه .. أنا حسبت أنه بتوهق معه وبيكشفني بس الحمدالله
نوره طالعته وبأندفاع : ماقال لك شي زياده .. !
فيصل حرك يده : قسم بالله طولت وأنا أحاول فيه يمين وشمال .. شوفي من متى داقن عليتس وكم الساعه الحين .. أول مره أشوف شايبن نفسه أعوذ بالله ..
نوره تسحب هو لصدرها بقوة والقهر يحتويها حتى تنطق وهي تطالعه برجا : أقسم بالله لا مسكوا هالأرض لا أموت بحرتي عساهم مايطولونها .. ولا عبدالله من وين له .. من وين يشري حق أرض ويروح يحطها بإسم واحدن ثاني وبالسر بعد .. إلا إنه خاف أكشفه حسبي الله عليه ..
فيصل وهو يتجاهل النظر لأمه : ترا خالي مات ..؟
نوره صرخت : أعرف إنه مات .. مات وتركني بحرتي شف شف وفكر في بناته وأنا من وقفت معه وعطيته من فلوسي ماقال أذكرها بشي ..
فيصل رجع لورا بذهول : وش حادتس تسكتين يمه كل هالسنين
نوره فردت يدها وصارت تحركها بقهر صوب وجها : هه هه مالت علي .. مالت علي أنا وحظي !
فيصل ضحك : يمه الرجال بيطّول بسفرته .. ماتدرين يمكن يموت ويارثون الأرض عياله
نوره ضربت صدرها : تسان قلبي حاس .. تسان قلبي حاس إن ورا هالعبدالله أشياء مير والله .. والله مايطولون بناته هالأرض وهي من حقي وتشوف .. البلا لا سوى هالسواه من يقال أنه أخو .. بس وش نقول لا هو ولا بناته فيهم خير .. ماعندي إلا أخييتي أم جلوي
أشتكي لها بروح أدق عليها ..
فيصل وطرت عليه فكره خبيثه نطق بسرعه: يمه .. لو وصل لعيال هالشايب سالفة الأرض .. تهقين بس بيسمحون لأبوهم يسلمها لبنات خالي وهي المفروض تصير حلال لهم .. يعني بس لو نعرف وضع عياله !
نوره وقفت تفاجأت من الأقتراح : مدري هذي بعد يبي لها تفكير وصعبه شوي .. بس خلني أدق ع أم جلوي هي من بتشور علي


تحركت تركض بخطواتها صوب جوالها إلي شابكته بالشحن .. تسحبه بعجله وعلى طول تروح لرقم أم جلوي .. وتدق عليها .. وعلى الطاولة الزجاج يتحرك جوالها فجأه .. تنحني ومن شافت الرقم بربكه حطته على الصامت .. وبجنبها زوجها بو جلوي منفعل بقوة .. ويرفع صوته ثاير

بو جلوي : يا والله أن مديتي يدتس عليها مرتن ثانيه لا تشوفين شين بعمرتس ماتشوفينه ..!
فوزيه منزله عيونها بالأرض قبال أبوها : ..........................
بو جلوي : وش مسويه لتس البنت .. طلعت وجى في بالها تروح مع عماتها وتستانس .. والبنت بهالعمر وش لها غير الوناسه هااا ..
فوزيه رفعت عيونها لأبوها .. نطقت بضيق : يايبه ماقلت لها لا تطلع .. بس تعطيني خبر
أم جلوي بأستغراب : ونست البنت .. تقومين تضربينها !
فوزيه بقهر : ماهيب أول مره .. شوفوا آخرتها جايني ولدي الله وكيلكم يده كلها جروح .. ولا بعد رايحين العمات وحريم عمانها وكلهم ماشاء الله .. هالحين أستلموا من الحتسي إلي مانيب سالمه منه
أم جلوي تطالع زوجها : أنت لو شايفها يوم تدق على أبوها وتشتكي له .. والله إن قلبك لايوجعك ..


 


" وين أميره ؟ "

لفوا كلهم للباب إلي واقف مشعل بعيد عنه بمسافه .. يشيل بأيديه أكياس كثيره

بو جلوي : فوق يابوك .. تسان قدرت خلها تنزل لي ..؟
فوزيه وهي ماعاد تقدر تسوي شي نطقت بصوت عالي : شكرا على الخراب !
مشعل بدون نفس رفع صوته أكثر : مالتس شغل

تكتفت بقلة حيله وهم جالسين بمجلس الحريم ..

بو جلوي بنبرة تهديد لبنته : توحين ماقلت لتس ؟
فوزيه حركت يدها حتى لامست شعرها : على راسي يبه

تسحب أم جلوي جوالها بخوف حتى تقلبه على وجهه بجنبها لا يلمح منصور أسم أخته ويستلمها أسئله وهو ماهو بمزاج زين ..

أم جلوي : ماشفت جلوي ...؟
منصور نطق بجفا : ولا أبي أشوفه ..

تحرك واقف من دخلت عليه أميره وجها ذابل من البكا .. يمد أيديه صوبها ومن أقتربت منه حضنها بقوة وباس راسها

منصور : هلا هلا ببنيتي إلي تشتكي لغير جدها
أميره بكت غصب : ...............
فوزيه وهي جالسه نطقت : حقتس علينا يالأميره .. ماشاء الله وش خليتوا لي رضاوة ..
منصور ضحك وهو يتحرك ويروح معها راجع لمكانها : ماحدن يزعل بنيتي وأسكت له ..؟
مشعل دخل حتى ينحني منزل الأكياس عند رجول أميره : ماظنتي بعد ماجبته بشوف بعيونتس دموع وأنا خالتس .. صح
أم جلوي أنحنت تحاول تشوف وش جايب : طيب خلنا نشوف
مشعل ضحك وهو يهز راسه : ماهوب فاتحها إلا هي ..

تعدل بوقفته حتى يرجع يأشر بأصبعه على فوزيه

مشعل : آخر مره
فوزيه : والله العظيم إنها أول مره وطلعتوا عيني .. حتى أبوها ماترك علي شي و حمودي هالنتفه قبل ينام هاوشني
بو جلوي وهو لازال يحضن حفيدته : قولي لي يابوتس وش يرضيتس ..؟
أميره من بين دموعها : أب.. أبوي يرجع !
بو جلوي ضحك حتى أهتز جسمها وراسها إلي يتمايل على صدره : هذا عاد شين غصب عنا كلنا .. ولاّ أبوتس والله إنه أجويدن لو أن الأمر راجع لنا ما تركناه
أم جلوي : أقول أنا غرت من رضاوة مشعل .. أبي شين لأمورتي أراضيها فيه
بو جلوي : تستاهل بنيتي .. تستاهل
.
.
.
في بيت عمي عواد .. قدرت أتجاوز أشياء في داخلي كنت أحس أني ماراح أقدر عليها .. موت أبوي يزورني في الحلم كل يوم .. كل يوم أشوفه بحلمي يمشي وهو يتعكز بعصاه وأنا كأني داخل بيت من طين .. أركض وأحس بثقل في خطواتي .. شعور العجز يقيدني حتى بالحلم .. أناديه ويبتسم لي .. أحس وهو يطالعني كأنه يوصيني بشي أو أسوي له شي ينفعه
دام أننا في هالدنيا عايشين .. مدري ليش أفكر بهالشي .. أو ليش أحس أن أبوي محتاجنا
وإن شوفته بالحلم إثبات لإحساسي .. مع أن عمري ماحلمت بأخوي نادر و علاقته فينا
كانت أفضل بكثير من علاقة أبوي فينا .. أجلس متربعه في الصاله قبال شاشة التلفزيون الكبيره .. أتمايل بجسمي على المركه ومن بعد ماراحوا أهل ناديه راحت لغرفتها ولا طلعت
أبد .. أحسها تضايقت من شي .. ماشاء الله عليها .. جمال جمال رباني رغم أن وجها فيه بثور تسذا بس جميله .. عمي فعلا عرف يختار .. وودي أقول لخواتي بس خايفه
من هاللي أسمه متعب .. أذكر قالي الأمر خليه بينا ولا عرف أحد بتكونين بالواجهه ..
أخاف منه ومن طريقه كلامه .. والحمدالله إن أمي حتست معي مره وحده بموضوع الخطبه ومن بعدها ماجابت طاري الموضوع .. مستحيل بوافق عليه .. مستحيل ..!
يذكرني فأبوي بكل شي .. أخاف منه .. وأحس إن كل شي شفته .. برجع أشوفه مع هالأنسان مانسيت وش سوى فيني عشان كوب حليب !
أنتفضت بخرعه من أنفتح باب الصاله حتى يدخل عمي .. فزيت واقفه بسرعه ورحت أمشي
له بخطوات متسارعه .. قربت منه وأنا أشبك أصابعي في بعض .. نطقت بصوت رايح فيه

" الله يخليك عمي .. بروح لأمي "

أتسعت عيون عمي عواد وتسنه مستغرب .. يسحب الباب .. يجره بقوة مسكره .. نطق بضيق
" شيما .. خلينا نأجل هالسالفه لباتسر لأني حاليا والله تعبان "
مد يده صوب راسي يضربه
" وبعدين الواحد لا رجع من مكان مايبي إلا يسمع كلمه حلوة .. ماهوب من تشوفيني على طول "
ظليت واقفه منزله عيوني بالأرض وأنا أفرك أيديني في بعض .. التفكير بهالمتعب مرعب ..
لو كنت عند خواتي وأمي ماراح أفكر بشي .. لكن هينا .. الوضع صار مختلف ..

" ناديه وين ؟ "

نطقت بدون ما أطالع فيه .. " فوق " .. حط يده على راسي حتى يمر من عندي ينطق
" تعودي ترفعين راستس يابنت عبدالله .. الأيام المقبله ماتبي إلا من يرفع راسه ولا يوطيه "
رفعت عيونه أطالع ظهره وهو يبتعد عني .. بعيون متسعه علقت نظرتي على كتوفه .. أول مره يحتسي معي عمي عواد بهالطريقه .. وش يقصد ..؟ مدري ليش أحس وضع عمي عواد
مع ناديه فيه شي غريب .. مانيب قادره ألقى له تفسير .. !
يصعد الدرج .. بس يوقف ويلتفت لي

عواد : مانتيب نايمه ..؟
شيما بصوتها الهادي .. : لا مافيني نوم
عواد وكأنه يفكر : لتس حيل شغل بهالوقت
شيما بسرعه هزت راسها : إيه
عواد : زين أجل أنتظريني فوق بالمكتب .. من زمان مارتبته ودامتس فاضيه نستفيد منتس
شيما أبتسمت .. أشرت للمطبخ وبربكه : عادي أسوي قهوه وأخذها لفوق
عواد ضحك : وش هالسؤال .. إيه عادي

تحركت من قباله تركض بشعرها الطويل الخفيف .. صوب المطبخ .. تحرك مكمل خطواته بملل صوب الدور الثاني .. يرفع يده وهو يسحب شماغه مع العقال والطاقيه وباليد الثانيه
يفرك شعره بقوة .. يتحرك صوب غرفة النوم .. يفتح الباب حتى يندفع بجسمه لداخل ..
يوقف بأستغراب من شاف الغرفه مظلمه وبارده من المكيف إلي يستقر فوق السرير الواسع .. خطوة .. خطوتين .. يتحركها ببطء وهو يدفع الباب لورا مسكره على خفيف .. يتقدم أكثر
حتى يوقف قبال السرير .. يميل براسه والإضاء الخفيفه يادوب مخليته يشوف جسدها
المغطى بالبطانيه كامل ولا باين منها شي .. نايمه بهالوقت ..؟!
المفروض ماتنام لين تزعجه باللي صار كله مع أخوها وخواتها .. لعل وعسى بكلامها ينسى
شي من إلي يواجهه .. يحط شماغه على طرف السرير ببطء وبهدوء يوقف يفك أزارير ثوبه .. ينحني على السرير حتى يتحرك فوقه يزحف صوبها .. يضمها بيده من فوق البطانيه ..

عواد بصوت واطي حيل : ناديه .. تنامين وتخليني !

ولا ردت عليه .. حرك يده حتى يسحب البطانيه على خفيف لين ما كشف عن شعرها وملامحها .. يترك البطانيه ماتغطي غير كتوفها .. وبهدوء يميل براسه صوب شعرها .. المتناثر بكل جهه .. يشمه بقوة .. يزحف أكثر متمدد جنبها .. يدفن أصابعه في خصلات شعرها مبعدها عن خدها وعينها وهي نايمه على جنبها اليمين .. يقترب راسه من خدها وكأنه بيقبلها .. لكن يهمس بأذنها
" أحبتس "
أبعد راسه يتأمل ملامحها .. يلمح خشمها وكأنه يميل للون الأحمر .. يبتسم حتى يتساند بيده على خصرها ويمسك خشمها يهزه وهو يضحك
" النايم خشمه مايصير أحمر "
يشوف حواجبها تنعقد بقوة وكأنها لا زالت مصره تتظاهر أنها نايمه .. نطق وهو يتأملها
" والله عاد إني أحيان لا قعدت تسذا أطالعتس .. أقول أنا بحلم ولا علم .. تذكرين يومنتس ترسلين علي رسالتتس إلي تسد النفس وإني بلقى بنت أفضل منتس "

رجع براسه لورا بخرعه من تحركت بقهر قباله منسدحه على ظهرها .. تمسك يده مبعدتها عنها .. وتنطق بأنفعال
" والله كنت غبيه .. على قولتك حتسي .. أنتهى .. خلاص لكن هالحين تحلم بس ..! "
عواد أنفجر يضحك وهو يشوف ملامحها تغيرت : وش بلاتس طيب .. ماقلت شي إنتي إلي كتبتي وترا رسايلتتس محتفظ فيها ..
ناديه تتساند بأيديها حتى تسحب ظهرها رافعته .. تتكتف : والله !
عواد والأبتسامه لا زالت تعانق شفاته .. نطق بعشق : أشتقت لتس
ناديه بضيق : وين كنت ..؟
عواد : بالشغل
ناديه بعد صمت : الله يعينك

رفع جسمه حتى يتحرك ويميل براسه على رجولها منسدح على ظهره

عواد : تعبان ياناديه
ناديه تمد يدها صوب شعره بتردد حتى تلامس أطرافه : ماظنتي تعب شغل
عواد يحرك عيونه لها .. يسحب يدها حتى يحطها على شعره : وراتس متردده تمسحين على شعري ..
ناديه بخجل : لا .. بس
عواد وهو يتأمل ملامحها : ناديه .. بتزعلين لو قلت لتس .. مانيب قادر أخذتس شهر عسل لأن ظروفي صعبه
ناديه وهي تلعب بشعره : تعوضني لا تحسنت أوضاعك

يتحرك بجسمه صوبها .. ينسدح على جنبه اليسار حتى يسحب يدها يبوسه

عواد : وعد مني
ناديه : أساسا ترا كنت حاسه .. وماراح أرضى حتى لو طلبت وشيما يعني ماتحسنت ..
عواد : لا ماعليك .. متحسنه حيل توها طالبه مني ترجع لبيت أبوها بس مانيب مقتنع أنها مستعده ترجع وأنا أشوف البنت مهزوزة وشخصيتها ضعيفه .. لا جت تحتسي معي ماتطالعني أحيان .. عيونها بالأرض .. !
ناديه بصوتها الناعم : ليش أحسك مره متعلق فيها
عواد : متعلق في بنات أخوي كلهن .. بس شيما الوحيده إلي أحسها ضعيّفه وخوافه .. ودي أشوفها تسذا قويه نفس نوير
ناديه حركت يدها بحماس : نوير هذي إلي ودي عاد من كثر ماتحتسي عنها أقعد معها
عواد ضحك : طويلة لسان .. ويمكن أنها يوم تزوجت أحسها تغيرت ولا تسان توهقنا فيها . ماعليتس بيجي لتس يوم تملين منهن
ناديه : ما أظن بمل من إلي تحبهم ..
عواد يمسك يدها ويحطها تحت خده : ماقلتي لي وش فيتس ..؟
ناديه بضيق وأرتباك : بس لأن أخوي راح مع خواتي ضاق صدري
عواد حرك حواجبه لفوق : أكيد
ناديه متجاهله تطالع فيه : إيه ( رجعت تطالعه من تذكرت ) إلا تعال شكلي ببجامتك غبي؟
عواد أتسعت عيونه ماقدر يمسك نفسه ضحك : وش .؟
ناديه بقهر طالعته : وماتقولي طيب
عواد أنفجر يضحك بقوة : .............................
ناديه تنحت تطالع فيه متفاجأه من ضحكه : طيب ياعواد .. طيب
عواد وهو يتحرك من ضحكاته : لا لا .. ماهوب غبي بس هو يشبه تقريبا شكلك وأنتي لابسه ملابس سيد
ناديه بقهر رفعت صوتها : عواد .. والله تقهروني لا قلتوا ملابس سيد .. والله العظيم منقرفه .. وتخلوني غصب أنقرف بزياده لا تذكرت
عواد مستمر يضحك : تراه مسلم ويتروش يوميا إلا إن مسكوه أخوياه برا مدري وش يجيه

تحرك بسرعه رافع ظهره .. حتى يثني رجوله ويسند بأيديه عليهم والتعب متملكه

ناديه : وين بتروح ..؟
عواد لف يطالعها : بروح أستلم شيما بشغل أخرته لين تراكم علي وأشوفها من كثر ماهيب قاعده لحالها .. مستلمتني بموال " بروح لأمي ! " ..
ناديه بأهتمام :شغل وين بالضبط ؟
عواد : بالمكتب .. أبيها ترتب الملفات بأرقام وتحط كل ملف بمكانه لأن عندي ملفات للشغل خلاص ماعاد لها داعي بس شكل
ناديه بحماس تحركت : أجل أبروح معك
عواد بسرعه مسك رجلها : لا ياحبيبتي أنتي شغلتس جاهز لا خلصت من شيما .. أبجي أقولتس وش هو شغلتس .. ( ضرب رجلها بخفه ) طيب !


 

ناديه طارت عيونها من كلامه الصريح لها : ......................


تحرك يسحب جسمه من على السرير .. ولحظات يوقف متحرك بخطواته البطيئه صوب الباب .. يفتحه ويطلع ..
.
.
.
يوم جديد والحياه لا زالت تجاهد تسير في قلوب البعض !
الساعه تقترب من أنها تكون 7:30.. تجلس قبال هالساعه وهي تحط الجوال عند أذنها .. يحتوي صوتها العبرات الغارقه من هالتحول الغريب في زوجها . ولا حتى عنده أستعداد
يصارحها بخطاها .. تضم شفاتها بقوة .. تبلع ريقها بصعوبه وعيونه تغرق بالدموع
تنطق بقهر
" والله ماسويت له شي يمه .. مادري وش جاه .. أحسه ماهو طايقني .. وإن طلقها أنا وش ذنبي .. ليش أنا يعاملني بهالمعالمه وإلي فوق ماعليها شي .. تضحك ولا همها .. حاولت فيه
تعبت وأنا أسأله وش أنا مسويه ! "

مسحت دموعها بقوة من أنفتح باب المدخل .. نطقت بصوت واطي
" أكلمتس بعدين يمه "
تنزل الجوال على الطاولة بجنبها وتتكتف .. تحس فيه يوقف قبالها ..

جلوي : صباح الخير
حسنا بدون ماتطالعه : هلا
جلوي يطالعها بتركيز : عبادي وينه .. أباخذهم لبيت أبوي
حسنا مستمره تطالع بإستقامه : نايم .. إن كنت تبيه يروح هذي غرفته رح حاول فيه يصحى
جلوي : وأنتي ورا ماصحيتيه ماهوب كل جمعه أخذهم بدري لبيت أهلي .. هذا منصور صاحي
حسنا طارت عيونها .. لفت له : والله ماهوب أنا إلي قعدت أصارخ قدام الولد لين عجز ينام
جلوي بعصبيه : أقصري الشر يابنت الناس
حسنا : والله الشر بعيد عني وتعرف من إلي تدل دروبه زين .. وماهو عشاني ساكته تحسب إنك تقدر تخليني الحيطه النازله من بين حريمك .. !
جلوي هز راسه بأستخفاف : لا ماشاء الله عليك .. ونعم الحتسي
حسنا تصد عنه وتحط رجل على رجل : .........................
جلوي : قومي صحي ولدتس وجهزيه .. وأنا رايح أخذ منصور لأهلي وبقضي لي كم شغله ..
حسنا تفز واقفه : والله ماراح أصحي أحد ولاني مجهزه أحد .. ( أشرت على غرفة ولدها )
هذا ولدك رح دبره أنت

تحركت بخطوات واسعه صوب غرفة النوم حتى تدخل وتسكر الباب بأقوى ماعندها ..
ظل واقف بمكانه وهو يرص على أسنانه بقوة .. يقطع دوامة الغضب إلي ثارت داخله نغمة جواله إلي أرتفعت فجأه .. يطلع من البيت ساحب باب المدخل معه لين سكره .. يدفن يده
في جيب ثوبه حتى يسحب جواله ومن شاف الرقم ظل يطالع الشاشه بصمت .. لحظات ويقرر
يفتح الخط .. ويحط الجوال عند أذنه .. ينطق بأستغراب
" هلا خالتي "
وكأن صوتها الجاف .. الحاد يعطيه إشاره بإن الأمر ما أنتهى .. ولا زال التحدي في ذاتها مستمر بعد كل ماصار
" كل ماعندك من أغراض لي تنزله عند البيت "
قاطعها
" بيتنا "
ردت بسخريه
" تحسب إنك باللي سويته .. غيرت شي ! "

تحرك خطوتين واسعه .. أبتسم بأستهزاء
" ومن قالتس إنه صار يهمني أغير شي .. إنتي هالحين ماعندتس إلا تروحين تقولين للي دخلتي تمثلين عليهم دور المظلومه .. إنه مانتهى شي .. رجعتي على ذمة الظالم "
نطقت بكره وحقد غريب ..
" كنت أعرف إن هذا معدنك .. هذا أنت ياجلوي .. هذي صفاتك وأفعالك وإن كنت تشوفني عايشه دور المظلومه .. تراك قبلي عشت دور الحبيب ومن أول طيحه كشفت لي عن وجهك وأقفيت ..تبي تنتظرني أقولهم .. أنتظرني ياولد عمي ..والله ما أحتسي لأحد وش بخسر معك
يعني .. سمعه .. خسرتها قبل .. حتسي ناس .. يوووه .. زهقوا مني .. عمر .. ضاع مع أشكالك "

سكت يسمع صوتها بدون مايقاطعها .. تتزايد أنفاسه .. تتسارع دون إرادته .. في كل كلمه تقولها يحس إنها تنزل في قلبه بثقل جبال ..
قبضه من حديد تخنق شي فيه .. ينازع الموت .. مايدري ليش حس برعشات غريبه تحتويه فجأه .. ليش مايسكر الجوال بوجها .. يقرر يهجرها لمده غير معلومه .. نطقت
" أسعدك هالحتسي .. فرحت لأنك دست نوق برجولك .. لأنك أهنتها .. الله يديمها من أفراح عليك والله "

وأنتهى كل شي من قرر يبعد الجوال عن أذنه .. يسكر الخط .. وشي في داخله يثور يسكن الخيبه وحدها .. مهما كانت نوع هالعلاقه .. ومهما كانت فاشله .. كل هالأمور يتجاوزها أمر واحد ..
وهو إنه بدى فجأه يحس بالحب إلي داخله ومحافظ عليه من سنين يتوقف فجأه ..
هالحب إلي ظن أنه ماراح ينساه ولا يقدر يغادره .. !
كيف قدرت تدمره بهالشكل الغريب ..
وهي تعرف إنها وحدها من دفعته لتصرفات مجنونه معها ..
معقوله بيقدر يكرها .. بيقدر !
.
.
.
مر الأسبوع بمشاوير السوق وخناق أمي ... بسكوت أختي نوق وأمرها صار يربكني حيل..
بأختي شيما إلي قالت لي .. لا وصلتي للقصيم بقولك سر يخص عمي عواد .. خواتي .. حياتي إلي كنت أبيها بين أهلي وناسي صار علي هالحين أغادرها صوب شخص لازلت مستمره أهرب من كل شي سلمه لي .. و اليوم هو يومي الموعود معه .. أجلس بفستاني الأبيض بالصاله .. بين أيديني ورد أصرت ساره بنت عمي إلا هي من تصممها وتجيبها لي .. الكل هناك يحتفل بهالليله في بيت جدتي .. لأن أمي صعبه عليها تسوي حفل وفرح ورقص
وأبوي رحمة الله هالحين مامر على وفاته كثير .. كلهم جوا سلموا علي .. وراحوا ..
يكملون فرحتهم فيني بعيد عني .. بلعت ريقي بصعوبه وأنا من شفتهم ياخذون أغراضي للشقه إلي قال لي عمي عواد أنه بتار حجزها لي .. قمت أبكي .. أشوف غرفتي فجأه
تفضى من أغراضي .. من كل شي .. كيف بتحمل أروح .. كيف .. أفز واقفه من سمعت صوت جدي يتنحنح .. بصوت مسموع .. يدخل الصاله ببشته وجهه من الفرح يشرح الصدر .. وقف من شافني حتى ألمح لمعة الدمع بعيونه .. رصيت على أسناني بقوة .. يقترب مني
وهو يردد " ماشاء الله .. ماشاء الله " .. " مبروك يابنيتي .. مبروك "
يوقف قبالي .. تتسع أبتسامته لين بانت التجاعيد حول عيونه بقوة .. أمد أيديني له ..
أحضنه وأبكي .. أبوس كتفه بقوة وراسه و هو إلي بمكانة أبوي هالحين وتمنيت ألف
مره أن أخوي نادر أو أبوي كانوا موجودين في شي هم أساسه .. تسيف يرسمون لي فرحتي
تسذا ويتركوني ماقدرت أمسك نفسي والله ماقدرت .. رفع أيديه يحضني ينطق..

" أوصيتس يابوتس تراعين زوجتس وتحافظين عليه .. أبيتس لا جابوا طاريتس يقولون والنعم فيها .. تراتس رايحه لناس لهم جاهه ومكانه بين العرب .. وزوجتس كلن يحترمه ويقدره .. "

قالها حتى أبعد عنه .. أهز راسي .. وأنا منهاره .. نطقت
" إن شاء الله "
" ماشاء الله تبارك الله .. مبروووك .. مبروووك "
أرفع عيوني إلا عمي منصور يدخل من باب قسم الرجل ووراه عمي عبدالعزيز ..
يبتسم لي .. يتحرك صوبي ومن وصل حضن راسي وباسه ..

منصور : وش له الدموع .. بتطلعين من أهلتس ومانتي رايحه إلا لأهلتس بعد
عبدالعزيز يسلم عليها : مبروك يابنيتي

ماقدرت أرد على أحد .. ودي أقولهم أتركوني هينا .. أهلي محتاجيني .. أمي .. خواتي ..
خصوصا نوق .. يسحب جدي من جيبه ظرف .. يمسك يدي ويدفن الظرف فيها

بو عبدالله : خليه معتس
منصور يسألها : أنتي خالصه ..؟

عقدت حواجبي بقوة وكأنه يقولي أقترب موعد الرحيل .. ودي أروح لخواتي من جديد أودعهم.. بس أمي أعرفها ماهيب مطاوعتني ..
" هالله هالله .. وش هالزين .. وش هالزين ماشاء الله تبارك الله "

يدخل عمي عواد متكشخ كالعاده وريحة عطره تسبقه .. يتقدم لي .. يحضني بقوة ورجعت أبكي من جديد

بو عبدالله : أبعد عن البنت ماهيب ناقصه

قالها جدي حتى يضحك عمي .. يبعد عني ويحضن خدودي .. ينطق بهدوء
" عادي .. أبتسي نبي نشبع منتس ومن دموعتس وكل شي "
بو عبدالله يضربه بالعصا : ياولد أبعد عنها أقول
عواد يضحك أكثر : يالله يالنوري مشينا
نطقت بخوف
" وأمي "
عواد : حنا بنطلع كلنا وأنتي لا خلصتي من وداعها .. بدخل بالسياره طيب
عبدالعزيز بحده : ومن قال إنك بتاخذها ؟
عواد لف لأخوه وأبتسامته غابت حتى ينطق : تسيف من قال .. ( أشر على أبوه ) وهذا من يكون ..؟
منصور تحرك يبي يغير الجو : أبوي وعواد من بياخذون النوري لشقتها
عبدالعزيز : وماحد يقولي !
منصور لف لأخوه : عبدالعزيز .. وش حنا قايلين
بو عبدالله بأستغراب : وش بلاك أنت .. لك يومين منت إلي أعرفه
عواد ظل يطالع أخوه : ..............................
منصور أشر بيده لقدام : أمش قدامي ياعبدالعزيز بنرجع للقصر يلا ..

إلي صار قدامي لأول مره بحياتي أشوفه .. أحس إن عماني وضعهم ماهو مضبوط .. في شي تسبير شكله بين عمي عواد وعبدالعزيز .. رفعت يدي أمسح دموعي بخفه والحمدالله إن فوزيه موصيه الكوافيره تثبت لي المكياج شكلها عارفه وش بيجي وجهي من دموع !
يتحركون قبالي طالعين كلهم وعواد يوصيني لا خلصت أقوله .. قلبي أوجعني من إلي صار قبالي ..تسني ناقصه أصلا .. تمايلت بظهري أرفع فستاني حتى أتحرك بسرعه صوب الباب الخلفي للحوش أطلع وأشوف أمي جايه تمشي يمي ووراها جدتي تتمايل بجسمها تبي تطلع من المجلس .. أنوار الحوش كلها مشتغله ..
أسرعت لها .. حضنتها بقوة .. وأنهرت أبكي .. بكت أمي معي صارت تردد علي
" الله يوفقتس يمي .. أستودعتتس الله .. لا تنسين يمي أذكارتس وركعتين صلاه .. ولا أوصيتس بالرجال يمه .. حافظي عليه وداريه .. "

والله ماقدرت أقول شي .. ماقدرت .. كل ماحاولت أقول شي تسبقني الشهقات .. ماقدرت أمنع نفسي .. كنت أبي أبتسي ولا أبلع العبرات وأكتمها بصدري .. بترك أمي ومكاني في هالبيت
وبروح لواحدن ثاني .. أبعدت عنها .. سحبت أيديها أبوسها بقوة .. تقرب مني جدتي ..
تنطق
" ماعاد يحتاج نرسله لتس غصبن عنتس .. هالحين بنرسله لتس مرتن وحده ونخليتس "

ضحكت أمي .. حتى تسلم علي جدتي .. تشد على أيديني
" يمي .. البليه إلي بوجهتس هذا لايروح من كثر دموعتس .. نبي الرجال لا شافتتس يقول وش زين بنيتنا "
أنفجرت أضحك وأنا أبتسي .. وين ياجده هالرجال شافني بأردى حالاتي يمكن يستغرب لاشافني بكشختي ذي .. بست راسها ويدها .. صارت أمي تمسح دموعي نطقت
" خلاص يالنوري .. بتسيتي عند خواتتس وعند بنات عمانتس وعند عمانتس وهالحين عندنا .. ماحنا غادين عنتس .. حولتس يمي وبندعيلتس .. "
نطقت والعبره تخنقني من جديد
" بس يمه كنت أبيك تروحين معي "
ضحكت جدتي وهي تطالع أمي
" مانيب قايله لتس ماهيب خالصه من العذاريب "

مسكت أمي يدي .. راحت تمشي فيني ..صوب عباتي إلي مجهزتها على طاولة صغيره ..
" يلا ألبسي عباتتس .. يلا .. يام عبدالله خلي عواد يدخل بالسياره "
صارت تلبسني العباه والشيله .. والفستان أحس من ثقله بطيح راحت جدتي صوب باب الكراج تبي تفتحه .. ومن لبست وتغطيت .. حضنتني أمي وراحت عني داخله البيت .. تفتح جدتي الباب الصغير ولحظات يدخل عمي عواد يفتح باب الكراج بكبره يطلع ويدخل بسيارته الجيب بلونها الأسود ... تقترب مني السياره .. والشيله ثقيله شوي ما أشوف زين منها .. حركت يدي وأنا أمسح دموعي أسمع أمي تدعي وهي واقفه ورا باب المدخل .. أحس بيد عمي عواد تتمسك فيني
عواد : يلا تعالي

أتحرك صوب السياره .. يفتح الباب ويعاوني أركب .. وهو يلم أطراف الفستان والطرحه ويحطها داخل السياره ..

عواد : هذا عفش ماهوب فستان !
وأجلس بالوسط وأنا أفرك أيديني بربكه يجلس جدي بجنب السايق .. أحس بكتمه وقلبي بيوقف من كثر ماتتسارع دقاته .. !
لحظات ويركب عمي عواد .. ينطق " توكلنا على الله " ..

بو عبدالله : هو بتار طلع من القصر ولا للحين فيه
عواد وهو يحرك السياره .. يرفع أيديه يعدل شماغه : لا وصلنا للشقه أبعطيه خبر
بو عبدالله : إيه تسذا زين .. والشقه في أحد راح لها

أحس بالسياره تتمايل من طلعت للشارع لفيت بسرعه لورا .. رفعت شيلتي حتى أشوف أمي واقفه ترفع يدها تأشر لي وهي مغطيه وجها بشيلتها .. بكيت من جديد .. يارب تسيف تركتها ورحت ..!

عواد وهو يزيد من سرعة سيارته من أبتعدوا عن البيت : إيه يبه .. فضيه وفوزيه مع البنات كلهن راحن يجهزن الشقه بأغراض النوري .. أجل ماقالوا لك ...؟
بو عبدالله وهو يحرك عصاه بعبث : والله دبرتهن يابوك ماعرف لها .. أشوف ماغير كرفوا العيال بالروحات والجيات
عواد لف لورا : النوري .. هه وش شعورتس
بو عبدالله لف له وبحده : أنت وش جاك اليوم ..؟
عواد يطالع أبوه وبسعاده : تذكر يبه أول ما شفنا النوري .. طلعت روحنا أعوذ بالله
بو عبدالله يحاول يلقى لها عذر : ماعليه .. هذا شين معذورتن فيه .. يمكن أنها عتبانه ليش إنا تركناهن ..
عواد حرك يده لفوق : أنا يبه بس إلي تسلطت علي .. تسني كنت أعوذ بالله عدون لها .. بس هالحين النوري أكيد تحبني
بو عبدالله ضحك : بتظل غاليه
عواد : أنت بس خل عينك على بتار .. شف لي تسيف بيكون وضعه .. تكفى يبه
بو عبدالله شهق : يادافع البلا .. وش تبي فيه .. أتركه لا تحارشه

يديني ترجف .. رجولي .. أحس كلام عمي عواد خرابيط .. طلاسم مانيب قادره أركز معه .. قلبي دقاته ليتها شوي تهدا كود أهدى أنا بعد بس ماقدرت .. نطقت بخوف
" عمي أحس بكتمه "
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت 

Continue Reading

You'll Also Like

5.8K 890 44
اخطو بقلمي في رواية " ما بينّ الأيام"... لأنثر عبرات أرواح كسرها جبروت ظالم ... هوس عاشق... وأنانية متملك... ففي صمت الليل وهدوءه تلك البسمة... تعطي...
2K 101 100
نبذة الأزهار المغتربة تدور احداثها حول ثلاث فتيات تجمعهم الصدفة لكل منهم قصتهم الخاصة والمُختلفة بين عذاب الحُب من طرف واحد وبين المعاناة من العُنف...
4.4M 139K 100
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
287K 7.9K 66
إستهتار .. لا مبالاه .. إنعدام المشاعر .. قسوه .. إجحاف .. واخيرا .. ضمير ميت .. ولأسباب ... غير معروفه .. صفآت شاب بلغ الرابع والعشرين قبل 22 يوم با...