الأخييير

28.8K 472 297
                                    


" درررب .. المعرس وووصل " 
أم عبد الله وهي تأشر على وعد : البنت حتى ما أرتاحت على كرسيها .. أخبر العروسه يتأخرون عليها ماهوب العكس .. 
أم حمد وهي تأشر بيدها : يلا يابنات .. يلا خلونا نجهّز العشا 

تتحرك هي تجر خطواتها حتى تقترب من الجده .. تنحني تقبّل راسها .. 
" الله يسعدتس يمي ويوفقتس .. أرتاحي يمي .. أرتاحي " 
تتقدم بالعافيه حتى تنحني تجلس على الكرسي والورد يتمايل وراها يغطي الجدار بأكمله .. تهتز كتوفها بقوة ولا هي قادره تسيطّر على وضعها .. عيونها تتأمل الورد الأبيض .. وبعبث تتأمل أيديها ونقوش الحنا .. تحرك بأصبعها الصغير الخاتم المرصّع بالألماس .. وطقم هالألماس هدية عمها عواد .. تختفي الأصوات فجأه .. ولايظل في هالصاله إلا جدتها وأمها .. تحس بوجودهم .. يرتفع صوت البوابه إلي تفتح .. حتى يرتفع صوت الجده 
" ماشاء الله .. ماشاء الله تبارك الله .. مبروك يابنتي .. مبروك " 
ترفع عيونها لجدها .. تشوفه يمشي على السيراميك الامع من الأضاءه وهو يتعكّز على عصاه .. وأنحناءة ظهره واضحه .. دمعة تفر من عينه ولا تدري وش سببها وهو يبتسم لها .. يمكن عشان حبال الوصل في هالعايله أشتدت أكثر .. يمكن عشان هالفرح إلي يمتدد في ملامح الكل .. وعمانها يتحركون يمشون بأناقه وفرح وراه .. الكل كاشخ فالبشت عشانها .. يقتربون منها .. تنوي تقوم .. لكن الجد يشد على كتفها .. ينحني بقبّل راسها .. وفي الحقيقه .. أحساسها برجولها أفقدتها بالكامل 
" الله يجمع بينكم بخير ويجعله فاتحة السعد لنا كلنا " 
" مبروووك .. ياوعد .. والله أسمحي لي مانيب مستوعب أنتس بتتزوجين ! " 
يقولها عمها عواد .. ويده تلتف حول رقبتها .. 
" ماشاء الله .. ماشاءالله .. مبروك يابوتس مبروك " 
" ألف مبروك " 
يوقف قبالها عمها منصور وعبدالعزيز .. يتحرك عواد حتى يسحب كوب العصير ينطق 
" جى بوقته " 
" نزله يامقطوع الرجا .. نزله هذا ماهوب لك " 
ترفع صوتها فوزيه 
" لاااااااااا .. ياعمي ... تكفى لا " 
تتقدم بسرعه وتجر الكوب منزلته من يده .. 
" هذا للمعاريس .. أنت خلاص دورك أنتهى من زمان " 
" يعنني ! " 
تدخل البتول وهي ترفع أيديها 
" لحظة المصورة بتاخذ لكم صور " 
" ألف مبروووك يام نادر .. مبروك لتس ولنا " 
" يبارك فيك يابو عبد الله .." 
ينحني بو عبد الله جالس بجنب وعد وهو يمسك يدها .. أجتمع الكل حتى يكتمل ألبوم السعاده في حياتهم .. لحظات وينطق بو جلوي 
" تعال يابوك يامشعل .. " 
وحست بدوخه تهوي داخل راسها من حست فيه يدخل .. الكل يتبادل التهاني والفرح .. تبكي الجده .. تسمعه يهديها .. ومن عبرتها جزماته بلونها الامع الأسود وأستقر جسمه جنبها حتى تحس أن إحساسها فيهم كلهم .. كفاح حقيقي .. ! 
ومن أنحطت يده بخفتها على يدها حتى حست أن ماعاد يفصلها عن الإغماء في هاللحظة غير شعره .. تحس فالكل يغادر .. ينسحب ويبقى هو .. والأضواء تتسلط عليهم .. وصوت الزفه تتلاشى .. أبواب الصاله أتسكّرت ماعدى الباب الوحيد إلي دخل منه .. 
" وأخيرا .. وأخيرا ياوعد " 
كان صوته الرجولي يتسلل بثقل لمسامعها .. قلبها يخفق بقوة .. يبتسم ببطء والبشت بأناقه رجوليه يرتمي على كتوفه .. ينحني براسه لها وهي تحس فيه .. يرفع يدها يقبّلها وأرتعاشه تهوي 
بأطراف أصابعه .. ينطق بحب 
" مبروك علي وعليتس .. مبروك " 
ولا ردت .. نطق بهدوء 
" نطلع من هالمكان لغرفتنا " 
تنعقد حواجبها بقوة .. ماعادت تستوعب .. ينطق 
" أنا مستأجر لي قسم خاص نرتاح فيه بس لفتره قبل مانستقر بشقتنا... تعالي معي " 
نهض من مكانه وهي بالعافيه قامت .. متمسكه بيده من الروعه .. لكن بدال مايدفع خطواته لقدام أستدار فجأه يغطيها ببشته .. يحضنها بين أيديه .. ينطق رغم أرتباكة .. وضياعه .. 
وحراره أنفاسه .. 
" والله مانيب مصدق للحين .. أخيرا راعية المزيونه بين أيديني ! " 
.
.
.
" ماهوب معقوله إلي تقولينه " 
" والله يامتعب حاولت .. " 
نطق بتشديد 
" طلعيها .. ياجود من الأستراحه .. وأنا أبتكفّل بالباقي " 
" أخاف " 
رفع صوته 
" تستهبلين " 
وبرجفة أحتوت صوتها 
" والله يامتعب هي قالت لي أنه ممكن زواجها قريب ومعها حق .. ليش أنت شبيت على عمرك" 
رص على أسنانه بقوة وهو يجلس على سيت السياره .. يرفع يده ويضربها على الدركسون 
" لأني أعرف شيما أكثر من نفسي .. البنت تغيّرت .. لو تبي تبعد عشان زواج بتقول .. فيها شي وأنا ماعدت أقدر أصبر .. طلعيها بأي طريقه .. بس جيبيها للمواقف برا .. بس " 
نطقت مجبورة 
" طيب .. طيب والله يعيني " 

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن