57

14.7K 180 37
                                    




تتسع عيونه بقوة وصدره يرتفع وينزل من الخرعه إلي سكنت عيونه وهو يشوف العنز منسدحه على الأرض بلا حراك .. والدم يغرق الأرض من تحتها .. ذبحها .. إيه ذبحها .. يسحب أيديه لملامحه المفجوعه والضحكات تزداد أكثر وأكثر

" خوش موته ذي "
" يلا سلامات ياشباب تجي بعنز ولا في واحدن فيكم "
" بالله شوفوا خوينا وراه منخلع "
ينفجر واحد يضحك أكثر
" إي والله وش بلاك .. هييييييييه ولد لايكون تحسب أن فيها قصاص .. ! "
يزداد الضحك أكثر
" ولد من جدك أنت تسذا منخلع عشان عنز .."
عقد حواجبه .. حتى يغمض عيونه ويصد .. هذا ماكان ينقصه .. لا عز الله طاح ولا أحد سمى عليه .. بلع ريقه وملامحه تضيق بقوة .. نطق بصوت بالعافيه ظهر
" أنا بطلع "
تحرك حتى يركض سامي منحني له وهو يضحك بشكل هستيري
" مشعل وش فيك .. وش جاك من جد "
مشعل سحب يده وبصوت جاف : لا خلصتوا أرسلوا لي عشان أرسل العامل ينظف الأستراحه
سامي يحرك راسه يمين ويسار وهو يأشر على مشعل : شباب .. ذبحه تأنيب الضمير


يتحرك تاركهم وهو يمرر كف يده على شاربه وعوارضه .. يرجع يفركهم بحيره .. وصوت الضحكات يزداد أكثر وأكثر .. وش هالمطب إلي طاح فيه مع بنت عمه .. إذا عشان مقلب بغت تروح فيها وكرهته عيشته شلون وهو إلي هالحين ذبحها بيده .. !
ناقص هو .. ناااقص .. وش الحل.. يسأل نفسه وهو يبعد أكثر وأكثر عن أخوياه ..
يحس راسه صدّع وماعاد له خلق لشي .. والله ماعاد يدري وش يسوي .. يقترب من سيارته قاطع مسافات بعيده .. حتى بسرعه يفتح الباب ويركب .. يحركها بسرعه جنونيه والأفكار الغريبه تدور براسه .. يلقى نفسه يوقف عند بيت نوق .. يلف يطالع البيت وملامح وجهه تضيق بشكل غريب .. يفتح الباب وينزل .. يوقف بضياع وسيارة أخوه ماهي موجوده .. يدفع خطواته بالغصب صوب باب الشارع .. يفتح الباب ويتحرك صوب باب المدخل وأنوار الحوش كلها مشغله رغم أن نور النهار في آخر لحظاته لا زال يحتوي الكون .. وأول ما أستقرت خطواته العجله عند باب المدخل .. أرتفع صوت الأذان .. الله أكبر .. الله أكبر .. يطق الباب بقوة ولا مجيب .. ماعنده إلا أختها تحل هالأزمه ويرتاح .. يرفع صوته
" ياااااااااااولد ! "
والصمت وحده من يستجيب لصوته الضايق .. تطلع " أفففف " من شفاتها وهو ينزل لأرضية الحوش .. يدفن يده في جيبه ويسحب جواله حتى يضغط رقم أخوه .. يستقر الجوال على أذنه .. يسحب هوا بقوة لصدره وعيونه ترتفع للسما .. صوت الأذان لا زال يهز الأركان ..
" الو .. هلا جلوي وينك أنا عند بيتك .. إيه .. "
حرك يده بقهر لباب المدخل
" في البيت أنا أطق الباب ولا أحد يرد .. إيه .. لا ماردت علي .."
رفع صوته
" وش فيني .. طايحن بمصيبه .. أخلص علي ترا الدنيا سودا بعيني ذا الحين .. إيه تكفى بسرعه "

أبعد الجوال عن أذنه حتى بسرعه ينحني متربع .. يرمي الجوال على الأرض رافع أيديه يمسح على شعره وهو يستقيم برجوله .. يمر الوقت وهو على جلسته لحظات وتدخل نوق واضح عليها الأرتباك .. وأول ما شافها نهض بسرعه واقف ..

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن