35

16.8K 203 190
                                    




لصق فالجدار حتى يميل براسه يحاول يسمع .. نطق خويه وهو يقول بتأكيد
" أقولك ماعنده أرض "

يضحك فيصل ضحكه غريبه .. أنعقدت لها حواجب متعب بقوة .. أدخلت الشك في صدره وأعلنت حكمها ..
" أنا مانيب مغلط .. أبوك له أرض سومتها مليون يمكن تزود .. وأنا جاين شرّاي ومتأكد إن هالأرض باسم أبوك .. ولو إني مغلط تسيف باخذ رقمك وأجي إلا إني متأكد ! "

أتسعت عيون متعب بقوة .. وأبعد راسه والسعر إلي قاله في سومة الأرض مستحيل بيحصّل سعرها هالمنتف .. وكيف عرف بالأرض طيب ..؟
مليون .. مليون ريال !
تحرك بخطوات بطيئه راجع لسيارته .. يفتح بابها ويركب .. يشغل السياره ويتحرك مبتعد عن الأستراحه .. رفع يده حتى يسندها على طرف الباب وأصابعه لامست خده .. ياخوفه
إن هالأمر هو ماتركض وراه خالته نوره ! بس كيف تركض وراه والأرض مسجله باسم بو طارق " خويه " لالا .. هالأمر من كل أتجاه يطلع له غير مقبول .. طيب إن كان خالته مالها
علاقه وش من أمر يربط فيصل بهالأرض .. سعرها مليون مستحيل فيصل بيشريها ..؟
لايكون الرجال داخل بمشروع مع أحد .. أبعد يده بقهر وهو مايدري ليش تركهم .. كان أنتظر يسمع ع الأقل الباقي .. أبطئ من سرعة سيارته وهو ناوي يرجع بس فجأه يقرر يكمل
ليش يستعجل على هالفيصل .. يقدر يعرف عن نوايا فيصل من أي طريق يبي .. ماهو لازم
يوقف يسمع وهو مسك أول الخيط .. أخذ نفس بقوة حتى ترتفع نغمة جواله .. فجأه .. يميل
بجسمه حتى يدفن يده ويسحب جواله من جيبه .. ومن شاف الرقم على طول فتح الخط

" ألو "

بادي : هلا متعب
متعب : هلا هلا .. حياك الله
بادي بتردد وبنبرته الهاديه : تو وصلني خبر إن خوي أبوي الله يرحمه .. بو مشاري بالمستشفى .. تسان تخاويني
متعب بضيق : لا وين يابادي مالي بالممشى هالحين أبد .. وأنت وش عندك تبي تروح له هالحين .. أجلها ياخوك لباتسر ملحوق ترا ع الأمر
بادي : الساعه 7 هالحين .. وهو بالقويعيه بروح وأرجع له
متعب برفض : لا تمشي هالحين تركّد .. نمشي من الفجر إن تسان تبي أوما بهالوقت لا والله مانيب معك فيه ..
بادي : واصلني تعبه من بعد صلاة المغرب .. وهذاني جاهز ها تبي تمشي معي ..؟
متعب متفاجأ : ياولد أسمع ما أقوله ..
بادي : لا تحاول .. تعرف إن بو مشاري من أعز أخويا أبوي وماتركني لحظة يامتعب لا بمناسباتنا ولا حتى بأحزانا .. وهو شايب واصلن فيني من غلاه لبوي رحمة الله عليه
متعب بأستفهام : جدي يعرف ...؟
بادي ضحك : جدي رديته لا يروح معي أساسا
متعب : أييييه الدعوه تسذا ... والله يابادي مانيب يم الممشى والخطوط بهالوقت نهائي طيب شف حمد؟
بادي : حمد تخبر دوامه شفتات ولا يقدر
متعب وهو يفرك رقبته بعبث : أعذرني يابادي .. لا نفسيه ولا راحة
بادي بعد صمت : ماتقصر .. أجل فمان الله

أبعد الجوال عن أذنه وقباله يجلس جده متربع في مجلس الرجال الخارجي

بو عبدالله : ها وش قالك ...؟
بادي وهو يتمغط : مايقدر يبه
بو عبدالله : أنا بروح معك وراك ماتوحي
بادي بسرعه أشر عليه : والله ماتروح يبه .. أنا روحه ورجعه مانيب مطوّل ولك وعد مني أوديك لا تحسنت صحتك .. من رجعت من عمي منصور وأنت صحتك ماهيب مضبوطه ..!
بو عبدالله صد عنه .. نطق والضيق يخنقه : أنت ماتشوف وش حنا نواجه من أمور
بادي : أحزم أمرك يبه .. عمتي زودتها ..!
بو عبدالله نفض يده بقلة حيله : والله يابوك لو إني بحتسي معها يمكن يصير فيني شي
بادي بسرعه فز واقف حتى ينحني له يبوس راسه : جعل عمرك طويل يبه
بو عبدالله : دخلنا بسالفة عواد .. ثم طلاق منصور لزوجته .. وش من أمرن يابوك ماشفناه بعد !!
بادي : عواد ماشاء الله .. هذا هو بيعلن الزواج وبيصلح وضعه .. وعمي منصور يبه طلاقه لزوجته .. أمر هو أدرى فيه
بو عبدالله وهو يرفع عيونه لبادي : بلاك ماشفت بنياته .. تحسب إن الطلاق بعد العمر لهن شين سهل عند العرب .. !
بادي أخذ نفس بقوة : ماعليه يبه .. كل أمرن صعب بيهون أنا ماشي هالحين
بو عبدالله أنحنى ماسك يده : دق علي يابوك وأن وصلت خلني أكلمه
بادي هز راسه برضا : بإذن الله

سحب يده إلي كانت متمسكه فيه حتى يضمها بإيديه .. يبوسها بقوة .. ولحظات ينحني لراس جده .. يبوسه ويفز واقف

بادي : لا أوصيك يبه .. هذاني تركت بغرفتك كوب المويه بجنبه حبه من كل علاج .. لا تاكلهم مره وحده مع بعض .. خل بينهم مده أستغفارك لا جلست لحالك
بو عبدالله رفع يده حتى يحركها بأتجاهه : ذبحتني بهالعلاجات .. رح .. رح أستودعتك الله

أبتسم بهدوء حتى يتحرك بطوله وكشخته صوب باب المجلس .. يوقف يلبس جزماته .. والغتره يرفع أطرافها لفوق بأناقه .. يرفع عيونه الواسعه صوب باب الشارع والأنوار
تضئ عتمة هالظلام إلي تحيط الحوش .. يلف لداخل المجلس حتى ينحني على إطار الباب
وهو متمسك فيه بإيديه الثنتين

بادي بتردد : يبه ماجبت طاري موضوعنا أشوف
بو عبدالله غصب أبتسم : وراك مستعجل ...؟
بادي : حتى أعرف وضعي وأرتب أموري
بو عبدالله يرفع يده بحزم : شف مانتب ماخذ ولا قرض ومصاريف هالزواج كلها علي .. وإن تسان ع البيت مانتب طالع وتاركنا .. بتسكن عندنا لك الطابق إلي فوق كله .. وتسان تبي تستقل زياده ماعليك إلا تبني لك سلم خارجي
بادي بضيق : يبه ما أبي أكلف عليك .. القرض لو أخذته ماهوب ضارب ميزانيتي أبد والحمدالله
بو عبدالله طالعه بحده : أنا قلت ماعندي .. الورث إلي وصلني ووصل جدتك من أبوك رحمة الله عليه عندي ماحركنا منه شي ومخططين من سنينن فايته نخليه لك .. ماتسان في بالنا غير نامن عليك من الظروف وهذا أنت ماشاء الله كبرت ولا عليك باس .. وهذا وقته

" السلام عليكم "

يلف بادي حتى تنعقد حواجبه من شاف عمه عبدالعزيز ينزل نعاله .. تستقر يده على كتف بادي حتى ينطق
" شف بادي ... مر على خياط الحاره .. وخذ منه الثياب إلي باسمي وودها للبيت "

أتسعت عيون بادي بقوة حتى يلف يطالع جده إلي أنحنى بقهر يسحب عصاه ويرفعها بوجه ولده .. ينطق بأنفعال

" عبدالعزيز .. رازقك الله بولد تشد الظهر فيه مالك حاجه بولدي ولاهوب سواق عندك يجيب أغراضك ويوديها "

عبدالعزيز نطق وهو يعبر بادي لداخل المجلس : هو شكله طالع ..فقلت تسان يمر بطريقه
بادي بقهر يحاول يكتمه : أنا طريقي غير ياعمي .. ( رفع يده ) فمان الله

تحرك طالع بخطوات واسعه .. مندفعه صوب باب مدخل البيت ولا زالت هالعاده تدفعه للجنون .. يصعد الدرج ويندفع بجسمه لداخل .. يوقف عند باب الصاله حتى يرفع يده ويطق الباب
نطق بصوت عالي " يمه تراي ماشي .. لا تنسيني من دعواتتس "
" الله يستر عليك.. لا تسرع يمي ودق علي كل شوي عشان أتطمن "

أبتسم حتى ينطق " أن شاء الله " .. يتحرك راجع من نفس المكان إلي دخل منه ويطلع للحوش .. تتسع خطواته صوب باب الشارع حتى يطلع ويتوجه لسيارته .. يفتح باب السايق وينحني بهدوئه راكب .. لحظات حتى تشتغل سيارته .. يميل بجسمه مسكر الباب ويتحرك ببطء مبتعد عن البيت .. في الوقت إلي وقفت فيه سيارة متعب بمكان ثاني قبال بيته .. يحمل في وجهه الضيق من شاف الجالس عند عتبة البيت .. منحني وعيونه على جواله .. منسجم يقرا شي فيه .. يفتح باب سيارته والظلام يحوط كل التفاصيل حوله .. ينزل حتى يدفع الباب
بقوة مسكره .. رفع عواد عيونه بحواجب أرتفعت من صوت الباب ..

عواد : مابغيت تجي !
متعب يدفن مفاتيح سيارته بجيبه وببطء يتحرك صوبه : ..............
عواد بملل : ماخلصت من هالدراما إلي أنت عايشها
متعب بصوت بالعافيه يطلع من شفاته : الدراما مافرضتها على أحد .. لا أجبرتك تشوفها ولا عرضتها عليك من باب الحاجه
عواد يفز واقف وهو يتأمل وجه متعب : وش فيك من ضيق ..؟

وقفت خطواته فجأه .. صوت أنكسارات غريبه داخله من وقع هالكلام .. ليه الكل قادر يشوف مافيه وهو يعيش بوجه الا مبالي .. أو تصرفاته ماعادت تحمل في هيئتها إلا الضعف الواضح .. أخذ نفس بقوة نطق
" عواد من الأخير ترا رجعنا لوضعنا الطبيعي من قبل .. خال وولد أخت .. لا أنت محتاجني ولا أنا بحاجتك .. عش حياتك مثل ماتبي بالقرارات إلي تبيها وأبعدني عنها "
عواد بأنفعال وعصبيه .. رفع صوته : وش وضع طبيعي وخرابيط تقولها لي .. ( حرك يده بقوة حتى يدف متعب من كتفه ) قل حتسين لي له وزنته وأترك عنك حتسي الضعوف !
متعب ظل واقف يطالعه : ..............................
عواد : تعرف إني موكلك تقريبا بنص أشغالي .. وآخرتها تجيني تقولي مانت بحاجتي وبعدين تحسب أن الأمر سهل والله تروح لمكتبك وتسحب أغراضك تسنك خبل ثم ترجع للبيت وتقول والله ماعاد أبي أشتغل .. وين خطاب الأستقاله !
متعب وعيونه أتسعت من إلي ختم فيه كلامه : ...........................
عواد بحده: أنا طولت بالي كثير عليك وأعتبرتها من راسي إجازه .. بس أرجع للأوراق إلي وقعت عليها قبل تستلم وظيفتك بشكل رسمي .. وش مكتوب يامتعب إن فكرت تترك الوظيفه .. بيني وبينك ألتزامات ماليه لازم نصفيها .. حلالي ماهوب لعبه أسلمه للي يشوف نفسه بيوم وليله أنه ماهوب صاحب مسؤوليه .. فكّر وأرجع للعقد إلي وقعت عليها ومرني باتسر في مكاني إلي تخبره !

تحرك بخطوات واسعه عابره وهو ظل واقف بصدمه .. يلف بسرعه لعواد .. يتحرك بخطوات واسعه يتبعه صوب سيارته

متعب رفع صوته بقهر : أنت عارف وش خلاني أرفض الشغل معك
عواد يفتح باب سيارته ويركب : ...........................

ينوي يسكر الباب بس متعب بقوة وقف عليه مانعه لا يتسكر .. يستند عليه وهو يطالع عواد

متعب : أنا أعرف إن مسؤوليه بنات خالي رحمة الله عليه ماهيب مسؤوليتي .. لكن مستحيل بشوف هالوضع وهالمهزله إلي تصير لهن وأسكت شفت وش آخر ماسووه بخالي منصور !
عواد صد عن متعب بملل : .............................................
متعب : أنت تخليت عنهن وتعرف إن نار خالتي نوره يوم كوتك ماردتك عن الهلاك بشي .. كنت بتروح فيها لولا لطف الله وتصرف جدتي إلي فاجئنا كلنا .. وجاي هالحين ترميهن للنار   

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن