36

11K 171 44
                                    



وأنتهت هالمكالمه .. على حدود أسرار كان يحمل روحه صوبها دون مايدرك حجمها .. أكثر مايدركه أن بقعة الضوء إلي أعتقد أنها نجاة له من عزلة المرض ماغير قيود بترميه
للهلاك .. نظرة المجتمع هي نفسها نظرة جده .. خاله وأهله .. مريض وحدود قدرته تمنعه
من الفعول والطيب ..! ولا أقدم على شي أول مايتبادر لأذهانهم أنت مريض ! موقفه في حادث بادي .. صفعه أوجعته وتجاهل ألمها وهرب .. رمى الجوال قباله والأفكار ماتاخذه
إلا للنهايات .. هو فعلا يجهل نقطة الصفر إلي عليها ينطلق منها من جديد .. بأي شكل بيقدر
يرمم روح كانت تنافس التميز والنجاح بأعلى المراتب بعد ما أنتزع منه الحلم وأقفى للموت ..
أخذ نفس بقوة .. حتى من هو يبيها مجرد مايفكر بهالخطوة يحس فيها بقدر من الأنانيه .. كيف بيقدم عليها وهو يدرك أبعاد المرض ومشاكله .. حبه لبنت خاله يمنعه أحيان من أنه يتقدم خطوة .. ويجي في باله كثير أنه بقدر هالمحبه المفروض يتمنى لها شخص أفضل منه .. متعافي وسليم .. يمر الوقت طويل.. وحيد .. ينتقل من فكره لفكره ومن أمنيه لأماني .. يسير صوب أشياء عليه يأمن عليها ويفتحها قبل مايسافر .. يشوف من العيب يسافر ويترك زوجة خاله الله يرحمه وبناتها للمجهول يرحلون ولا يوقف بصدره يدافع ويكشف .. مايدري ليش يحس أنها مسؤوليه كبيره مايرميها غير من هو ماهوب كفو لها .. وهو أكيد بيقدر يشيلها من ورا ستار البعد بيقدر .. لو ماحد درى عنه .. أو غاب ذكره من قبال أنظارهم .. وش يهمه غير أنه يبعد الأذى
الغريب إلي تدفعه خالته نوره صوبهم .. يصحى جواله فجأه .. بنغمة نوكيا المعتاده وعلى طول سحبه من قباله .. ومن شاف الرقم ماله براسه حتى ينطق بطفش
" ليش يمه .. لييييش " !!
ماتكون أمه إن مادقت على العايله كلها تحاول فيهم يخلونه يرجع أو مايسافر .. رمى الجوال قباله حتى يرفع أيديه يجر أطراف شماغه .. يرميه لفوق راسه وبسرعه أعتدل بجلسته يفرك
عوارضه بملل .. الطريق طويل والأفكار في داخله مالها نهايه

.
.
.
يجلس على الكنب منحني بظهره لقدام .. يريح بأيديه على ركبه ويشبك أصابعه ببعض بشكل
واضح .. يشد عليها وعيونه بالأرض .. حواجبه معقوده بقوة وملامح وجهه تغيب بالضيق ..
يستمع لها بصمت .. وهي تجلس قباله على طاولة زجاج .. عبايتها الساتره تغطي جسمها
وشيلتها تلتف حول راسها بشكل مرتب ..

" ليه تركتهم ياعواد .. ليش أخترت تخيّب ظنون هالبنات وأنت من وصلت أنا للبيت وأنت تكرر علي أن البنات محتاجينك .. ولا تقدر تروح وتتركهم .. ؟! "

حرك شفاته بصمت وهو ممتنع يرفع عيونه لها .. نطقت هي بصوت العتب
" حتى يوم مديت يدك على بنت أخوك الكبيره .. كيف للحين ما أعتذرت لها .. كيف وأنا أعرفك لا أخطيت ماتتركها في قلبك .. وش منعك من أنك تروح لها "

رفع عيونه فجأه لها .. نطق بصوته الحاد
" الموضوع ياناديه تجهلين منه كثير "

ناديه بهدوء : أنا ماجيت لك جاهله .. سمعت من البنات ومن أم نوق ومن أمي كل شي ومنك .. لا تعتقد أني بكلمك بأمر أجهل منه كثير وتعرفني ياعواد زين
عواد بصوت يكتم فيه شي كثير : ناديه من الأخير .. لك حياه تحلمين فيها وشهر عسل على ماتتمنين .. غير هالشي أتركيه .. !
ناديه بأندفاع : ومن قالك أبي شهر عسل وحياه فوق أمور محتاجتك
عواد رفع عيونه لها : أنتي مدركه للوضع إلي كنت فيه .. مرتني أشياء قسم بالله هدتني هد وسكت .. سكت وقلت علي أتحمل لجل خاطر البنات .. بس آخرتها يا ناديه .. آخرتها وش كان ..؟ وأنتي تعرفين طبعي .. تعرفين أني أثور ومالي في الصبر والتجاهل من باب ..
ناديه رفعت ظهرها بأستقامه : أنت ليش مانت قادر تعتذر
عواد نطق بقهر : لأني أخطيت في أول الأمر وآخره .. ومانيب واثق ما أكرر هالخطا تسان ثارت علي وحده منهن نفس نوق ..
ناديه أتسعت عيونها : عواد .. آخر الأمر لا تدفع فلوس لشهر العسل لأنه بيتأجل
عواد بعناد : لا ماراح يتأجل وبنسافر بعد الزواج !
ناديه : بيتأجل ونوق بتروح تعتذر لها وللبنات
عواد صد بقهر : أستغفر الله .. ناديه أطلعي من الأمر أطلعي
ناديه بحده وبتأكيد : ماراح أروح لمكان ..

رجع بظهره لورا حتى يرفع يده ويريحها على طرف الكنب وهو يبعد عيونه عنها

ناديه : وبعدين ياعواد ليش يوم أرسلت لك نوير التسجيل رحت تسمعه لزوجها .. وش دخله هو بأمر عائلي مابينكم ..؟
عواد بسرعه حرك راسه لها وعيونه أتسعت بقوة : وش من سالفة جديده ذي !
ناديه بأستغراب من رده فعله : كيف وصل طيب التسجيل
عواد بضيق : من قالك السالفه
ناديه بتحفظ : جاوب علي بالأول
عواد رفع يده صوبها : يابنت الحلال هي أرسلته لي وأنا من قهري من هالحتسي إلي قالته .. دقيت عليها ولا ردت أرسل عليها بالواتس والظاهر أنها صاكتني بلوك .. أبشرح لها الأمر
بعدين مالقيت عندي إلا أروح للفندق وطحت في زوجها عاد سألني وقعد يحلفني بالله
أقول له لأني جايه منفعل ..
ناديه كملت بداله : ورحت سمعته
عواد : وش أسوي بعد
ناديه بذهول : عواد من جد بعقلك ..؟ الولد على ماقالت شيما أنه هاوشها
عواد ببرود ظاهر وكأنه يحاول يتجاهل الأمر نطق وهو يصد عنها : نوير من يومها لسانها طويل .. تعتبرها طقه ع راسها كود تفكنا من هاللسان السليط !!
ناديه بقهر : ماهي حلوه بحقها تخلي ولد خالتي يسمع ماقالته وهي معصبه منك ويعتقد فيها أشياء تضرها وتضركم .. بتار له مكانته وأكيد يبي زوجته تكون بقدر هالمكانه
و أبشرك أعميتها .. ونوير زعلانه حيل .. والأمر وصل لأمها ونوق وللبنات كلهم
وأنت أثبت أنك فعلا ماتضمن أنك ماتخطي مره ثانيه .. وبعد ما أخطيت على نوق رحت أعميتها مع نوير ..

رفع يده بعبث يطالع أصابعه حتى ينطق " الأمر هيّن " وملامح وجهه تحكي شي ثاني ينافي مايحاول يظهره .. أنحنت ناديه له .. مدت يدها حتى تحضن ركبته بأصابع يدها .. تهزها
" أنت ماخيبت ظن البنات .. إلا رميت ماكان بينكم من علاقه وثقه للعدم .. لا تعتقد أن الأمور من بعد تصرفاتك ذي بتكون كويسه .. عمرها ماراح تكون .. أنا أكلمك وأنا شايفه هالشي بعيوني .. ولا أدري كيف بتخليها ترجع ... والله مدري !! "

ظل بصمته يطالع فيها .. وهي تسحب يدها من ركبته .. ترجعها لحضنها وما أكتفت من هالكلام ..
" أصعب شي خيّب ظنهم وظن أم نوق يمكن عشان أنهم خلوك بمكانة نادر أخوهم .. مدري حسيت ولا أدري وش كان بعقلك يوم فكرت تحرر نفسك من علاقه مرتبطه بيتامى وبنات مالهم من بعد الله غيرك .. أنا بعاونك ياعواد وعمري ماراح أمل لو ظليت منشغل بأمورهم .. لا تخليني عذر وأمر زواجنا تم بعيد عن حلمي وحلمك .. "
أخذت نفس قبال هدؤه الغريب .. حتى تفرك كفوف أيديها في بعض . ترفع كتوفها بقلة حيله

" يمكن أني قاعده أتكلم بأمر أنتهى .. لك ولهن "
عواد رفع يده بوجها نطق بعصبيه : وش أنتهى أنتي الثانيه ..؟
ناديه : حقيقه !
عواد ثار بوجها : أن مامسكت الوصاه مانيب مهاجر .. أنا حولهن فيتس شي أنتي يومنتس قاعده تقولين لي هالحتسي .. أخلص من متعب وألقاتس أنتي مستلمتني بهالأمر ..
ناديه رفعت أيديها : طيب طيب لا تعصب دام الأمر منتهي عندك .. فيه أمر ثاني !
عواد رفع عيونه للسقف بطفش : وش باقي بعد
ناديه : أخوي ممدوح .. بيحضر زواجي
عواد بنظره قاتله طالعها : نعم وش قلتي ..؟
ناديه رغم أن نظرته خوفتها لكن حاولت تكون قباله ثابته : قلت ممدوح بيحضر زواجي وبقابله
عواد صرخ : أن قابلتيه قصيت رجولتس .. أخوتس هاللي جايه تحامين عنه وتبينه يحضر وش من فعول مقابلتس فيها ماشاء الله !
ناديه : أخوي .. وبيظل أخوي يا عواد
عواد : أخوتس ألله وعاد هالأخو إلي ماتردد لحظة يرميتس على خالتس .. ماتسان يعرف وين بياخذتس هالخال تالي الليل .. ولا من درب واضح يعرفه .. !
ناديه : لو أني ذقت النار .. أخواني وخواتي وصية أمي بظل واصلتهم
عواد : أنتي أنتي وبس ومن طرفتس .. لاتقعدين تفرضين علي ياناديه شين بيقص ظهري .. أنا مانيب رخمه عشان أستقبله بعد ماسواه في عرضي وأهلي .. ( رفع يده حتى يضرب راسه بعصبيه ) شايفتني مجنون
ناديه وهي تبلع العبره لا تجرح صوتها : من الأخير ...
عواد بأنفعال وصوته مرتفع : لا أشوفه يوقف مع الخلق تسنه شهم وهو الردى منه وفيه .. وبعدين تعالي أهل أمتس كلهم بيحضرون .. لو أنه نشب مع واحدن فيهم .. وش بيكون موقفي .. وإلي بيحضر عالم وشيوخ لهم مكانتهم من أهل أمي ومعارفي ومعارف أبوي .. أشيل عقلي بيدي أنا !
ناديه : أخوي أغلط .. مثل ما أنت قاعد تغلط مع بنات أخوك
عواد أتسعت عيونه بقوة .. صرخ باسمها : ناديه !
ناديه تنحت تطالع فيه : ...........................
عواد : أنا مارميت عرضي تحت رحمة أحد
ناديه بصوت يختنق : إلا .. تحت رحمة أخوك وأختك
عواد : لا مانتيب صاحيه وأنتي تشبهين فعل أخوتس بفعلي .. أنتي مستوعبه وش قاعده تقولين
ناديه وكل شي قام ينهار فيها : وأنت مستوعب من قاعد تتكلم عنه وأنت تقول رمى ورمى !
عواد : طالع تسيف لفت الموضوع .. الزبده أخوتس على قدر فعلته تكون ردة فعلي
ناديه : وأنا أبيه يحضر وأن رفضت .. تراي من بيستقبله
عواد بسرعه أنحنى لها جرها مع عباتها وبنبرة تهديد : أحذرتس يابنت عالي
ناديه : تهددني
عواد وملامح وجها قريبه من ملامحه : ما أهدد .. أحذر
ناديه : طيب نزل يدك حتى لا تكون ردة فعلي على قدر فعلك هالحين
ظل يطالعها بحده حتى يشيل يده وهي بسرعه تحركت واقفه .. أندفعت خطواتها صوب شنطتها ونقابها .. تسحبهم متوجهه صوب باب الصاله ..

عواد : وين أنتي رايحه ..؟

ولا ردت عليه .. طلعت من باب المدخل حتى توقف فجأه والشمس الحاره تحمل حراراتها الريح صوب جسدها .. ترمي الشنطه حتى ترفع أيديها تلبس نقابها .. تنحني ومشاعر غريبه
ماتجرح غير قوتها .. تفتح شنطتها حتى تاخذ جوالها تضغط رقم أخوها تبيه يجي .. تحط
الجوال عند أذنها لكن فجأه ينسحب بقوة من بين أصابعها .. تحرك راسها لورا وعيونها مرتفعه لفوق تطالعه ..

عواد : قلت لتس أنا من بياخذتس لبيت أمي
ناديه مدت يدها صوبه : طيب جوالي رجعه ..!
عواد : محتاج أجهز نفسي للغدا
ناديه وهي تكتم عصبيتها : جوالي ياعواد
عواد : ماهوب قبل ماتدخلين

فزت واقفه حتى تنحني له بدون نفس تسحب الجوال من يده وبقوة ترميه وراها ..
نطقت بعصبيه وعيونها بعيونه
" أرتاح هالحين .. موب رايحه لمكان " !

قلتها وأنا لأول مره أثور في وجه هالعواد وأحس في شي يخليني أنفر منه .. طالعته بقوة حتى أتحرك داخله الفله من جديد .. أتحرك عابره كل ماهو يأثث هالصاله الواسعه ..
أظل أمشي بخطوات واسعه حتى أتوجه لأبعد غرفه .. أدخلها وبعصبيه أنحنى جالسه على الكرسي .. أحط رجل على رجل وأتكتف .. أتنفس بقوة .. جسمي ثاير بشكل يخليني
أفقد توازني بكل شي .. متغيّر هالعواد .. متغيّر وأقدر أحس بهالشي .. من قرر يترك
وصاة البنات وقلبي مقبوض .. أتلفت بعبث أطالع هالغرفه إلي جدرانها عباره عن زجاج
كبير يعكس الحديقه الخارجيه .. أبي أرجع لبيت أمه .. ليت أني مارحت ولا قابلته ..
أبلع ريقي بقوة وأنا أنتظره يجهز نفسه .. قاعده بغرفه حاره لا شغلت مكيف ولا شي ..
ليش أحس بعلاقتنا على وشك التعب .. مرهقه وأنا من كنت أحلم بالكثير .. لا ماراح أنهار وأبكي وأضعف .. عليه يدرك أن علاقتي مع أخوي مهما جاني فيها من أذى عمري ماراح
أقطعها .. ماراح أقطع علاقه كانت أمي الله يرحمها توصيني عليها .. أسحب لصدري كثر
ما أقدر من هوا حتى أطلعه وأنا أحرك عيوني صوب الحديقه .. متناقضين أنا وعواد ..
مختلفين ... على كثر معرفتنا ببعض وأرتباطنا بالزواج أجهل إيش من شي
تعتمد عليه علاقتنا غير عن الحب .. لأن الحب مايبني علاقه لحاله إن كانت تعاني من العقم
في كثير أشياء أهمها التفاهم .. وأتمنى .. أتمنى أن عواد يظل يساعدني أبقى موب أهرب منه
وأنا قاعده أقاوم الدمار من كل الأتجاهات .. من جهة أمه .. من جهة أهله ولو أن أمه الثانيه لا زالت تحاول تصلحها .. أرفع أيديني إلي يملاها العرق حتى أغطي فيها وجهي .. وأنحني بظهري لقدام ..يمر الوقت و أنا ضايعه .. ضايعه .. والسلم إلي كنت أحسب أنه بيساعدني أصعد
صوب الراحة والسكينه .. بدى ينهار من تحت رجولي ..

" نمشي ! "

أبعد أيديني عن وجهي حتى أطالعه يوقف عند باب الغرفه بكشخته وريحة عطره تنتشر بالغرفه بقوة .. مر الوقت بسرعه عليه بطئ علي حتى يجيبه لي هالحين ..

" ليش ما شغلتي المكيف .. تسيف تحملتي الحر "

أعتدل بظهري وأنا أضم شفاتي بقوة .. لهدرجه مستغرب كيف تحملت الحر وما أستغرب كيف قاعده أتحمل الكلام إلي يرميه مثل السم صوب قلبي وأنا أبلع مايقوله بسكات .. ولا أدري
فعلا متى بتحمل هالطبع من عواد .. ما أدري !
رفعت يدي أفرك عيني إلي مدري وش دخل فيها حتى أتحرك واقفه .. أتقدم صوبه وهو
ساد مدخل الباب بجسمه ..

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن