68

14.5K 189 49
                                    


" قسم بالله مدري .. مدري كيف أنكب عليها الحليب "
أنتفضت بخرعه من صرخ بجنون 
" تسيف ماتدرين !! " 

تراجعت لورا تزحف على الأرض بخوف وجسمها يرتعد من صرخته .. غمضت عيونها بقوة من سمعت صوت خطواته الواسعه المندفعه وهو يضربها بالأرض .. يقترب منها .. تنحني بلا شعور لكن شهقت من أنحطت أيديه على صدرها حتى يسحبها بالقوة .. توقف مجبوره .. يهزها بعنف والصدمه تسكنه 
" ماقلت لتس لا تقرّبين من الأغراض .. وش تبين تفتشين فيها .. وش تبين أنتي " 
حاولت تتكلم بس ماقدرت .. تكورت على نفسها وهي لا زالت تنحني تبي تبعد عنه .. 
رجه يهزها من تكلم وملامح وجهه تنكمش بقوة 
" شلون وصلت فيتس الجرأه لهدرجه .. لمتى تحسبيني أبسكت لتس وأعدي غلطتتس ورا الغلطه وأنطم .. إلا هذي .. إلا هذي " 
صرخ بصوت مخيف وعيونه يحتويها غضب يتضخّم 
" ماكفاتس ماسويته لتس .. ماكفاتس يابنت الناس .. "

" والله .. والله .. والله .. ممدري " 
دفعها لقدام حتى يتراجع هو لورا .. صدره أنتفخ بشكل مخيف وهو يحاول يتنفس .. حاول يتصدد عنها ..لكن لقى نفسه ماهو قادر يتحمّلها .. حرك يده للباب .. حتى ينطق بقوة وأنفعال 
" أطلعي برا " 
رجع يحرك يده وملامحه تثور أكثر .. يأشر على الباب من جديد .. ينطق 
" أطلعي أحسن لتس ! " 
ضمت أيديها لبعض وجسدها يهتز غصب من الشهقات المتقطعه .. أتسعت عيونها الغارقه بالدموع .. تطالعه .. وحواجبه إلي لا زالت تقترب من بعض بشكل مرعب 
" يابسم الله .. وش صاير " 
تدخل أم عبد الله وعيونها عالق فيها الخوف .. تنتقل نظراتها بذهول مابين بادي ورحمه .. ترفع قميصها من تحت حتى تسمح لخطواتها تمشي بتوازن .. شيلتها السودا الطويله تلتف 
بإحكام حول راسها .. تنتفض من صرخ بادي بقوة وبشراسه بوجه رحمه 
" أقولتس برااااا " 

ترفع أم عبد الله يدها من الخرعه وبإنفعال 
" وش بلاك تصرخ عليها .. ماتستحي أنت " 
رفعت رحمه أيديها بأنهيار تام .. تقربها من شفاتها تنحني بيأس تبكي .. فيما هو أنحنى بشكل مجنون .. يسحب شماغ أبوه .. يرفعه لأمه .. يهزه بالهوا وهو يصرخ 
" شوفي وش سوت يمه بأغراض أمي وأبوي .. شوفي بعينتس .. شوفي .. أعدمتهم يمه .. أعدمتهم .. أعدمت أغراض من وعيت على هالدنيا وأنا أشيلهم عن كل أحد " 
الجده وعيونها ضاقت بعصبيه : هو أنت ماعندك رحمه .. تصارخ على البنت لجل هالأشياء 
رحمه بسرعه رفعت عيونها إلي تثقل بالدموع وبضعف طالعت الجده هزت راسها : قسم بالله مدري يمه كيف صار .. مدري .. والله مدري 

طاحت عيونه على الأغراض المرميه وإلي مازالت في الصندوق .. وقبضة ألم تعتصر صدره ومايملك لها من صد أو تجاهل .. رص على أسنانه بقوة .. وأثر الحليب إلي كان مخلوط مع أدوية وليد يظهر واضح على البقع .. وتقول ماتدري .. ماتدري !
تتعالى أنفاسه ... والغضب الصامت راح يندس في ملامحه وأنفعاله .. ينحني فجأه وبهلع يلم الأغراض .. يميل للصندوق حتى من عبرت أصابعه على الباقي من الأغراض حس برطوبة الحليب .. جلس على ركبه وهو يحس أنه يختنق .. يرفع الصندوق بثقله ويقلبه يرمي الأغراض .. يدفع الصندوق بأقوى ماعنده حتى يرتفع صوت الجده من عبرها الصندوق حتى يستقر وراها 
" يادافع البلا ! " 
يرفع أيديه بيأس حتى تقترب من شفاته .. ينطق 
" ياااااااالله " 
ينتفخ صدره من محاولته اليائسه يجر الأنفاس لعل مايحرقه يخف !.. تنطق أم عبد الله وأنكسار راح يزحف في نظرتها .. من أدركت الخوف إلي تشوفه في رحمه 
" البنت يمكن أنها مادرت .. أنت ورا ضوّك شب أعوذبالله .. وش بلاك .. هالأغراض لونها لها فايدتن محسوسه تسان أنا أحتفظت فيها .. ماغير توجعك بزياده وتقلّب فيك المواجع .. من زمان وأنا أقولك أرمها يمي .. أرمها " 
فز واقف وملامحه فجأه تصلبت وقست .. تتسع عيونه من المنطق الغريب إلي تقوله أمه .. يرميهم ..! يرمي عقال أبوه وشماغه .. يرمي خطه وأوراقه وحكاياته وأحلام أمه .. راحت نظراته تتوه في ملامح الجده الواقفه قباله .. يحرك يده وشهقات رحمه تتردد قباله
" أرمي وش يمه .. أرمي أغراض أهلي .. مجنون أنا "
" لو فيها خير ماخلتك تسذا " 
صرخ 
" هذي حيلتي من أهلي .. أنتي تذكرينهم كلهم أنا لا يمه لا .. ماعندي غير صورهم " 
أنحنى يجر شماغ أبوه من جديد .. 
" أشياء يمه ماتحتسي ولا تعلمني فيهم .. " 
أشر على رحمه وصوته راح يرتفع بحقد وكره 
" وجت هذي تحقق لتس ماتبين .. هذي هي شوفيها وش سوت .. شوفي يمه .. "
رجعتتهز راسها ونظرات الرجا تحتويها .. بشهقات مكتومه 
" والله موب أنا .. والله " 
" قلت لتس أطلعي برا مانيب طايق أشوفتس ذا الحين .. براااااااا " 

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن