66

22.3K 211 77
                                    

ظل يتأمله بصمت لثواني .. لحظات ويرفع يده بصوته الضعيف 
" ولو مايصير ياولدي " 
فيصل وهو يحاول يتجاهل هالأمر : ع العموم ترا ولدك بالطريق جاين يستقبلك .. رح أرتاح وعيّن من الله خير وأنا بعد 
بو طارق وهو يمسك ذراعه بقوة : أنتبه تدخل في قيلن وقال لين ما أتقدم أنا بأمرك وعسى الله يحلها من عنده 

سحب هوا بعمق .. أنتفخ صدره وهو يحرك عيونه بضياع يمين ويسار .. لحظات ويزفر الهوا .. يهز راسه بإستسلام 
" مالك إلا ماتبي .. أبشر بالخير " 
هز بو طارق يده .. وهو يوصيه 
" لا يعرف أحدن بأمري لين ما أقابل بو عبد الله بنفسي " 
أبتسم أبتسامه باهته .. والحزن بأسى علق بنظرة عيونه .. حرك يده الثانيه حتى يحطها فوق كف بو طارق .. يشد عليها بتأكيد 
" تأكد يابو طارق إني ماتعنيت لك فالغربه وجيتك إلا لني ناوي أطوي صفحة هالردى إلي بغى يرميني للتهلكه وألقى نفسي بليا أهلي وعزوتي .. جيتك وأنا ماحيلتي غير ثيابي ! .. " 
بو طارق بإرتياح : الله يجعل مابتقدمه يمحي في قلوب الكل ماسويته .. الله يتوب عليك ويغفر لك .. الله يتوب عليك ويغفر لك .. 

سحب بو طارق يده وهو يرددها .. فيما ظل فيصل وسط زحمة هالمسافرين يتجرع مراره الحقايق الثقيله إلي تندس داخل ضلوعه .. مرارة حزن لا زال يسكنه .. ولايدري كيف بيقدر يصلح شي أنكسر وما عاد له من طريق يرجع لشكله وهيئته الصحيحه .. بلع ريقه وبو طارق يدفع خطواته بعيد عنه .. خسر من وزنه الكثير .. وتغيرت ملامحه .. تغيّر شي بداخله .. وهو فجأه لقى أمه تدفعه للظلام والنسيان .. كأنه شي من أشياء مالها أي قيمه .. مسلمته فلوس ماتكفي هالغياب إلي أمرته فيه .. ماتكفي قبال الدمار إلي آثرت يبقى فيه ويزيد مصيبته أكثر وأكثر.. رفع عيونه لفوق .. والمكان الواسع يحس فيه يضيق .. يستدير من أرتفع صوته ولد بو طارق إلي طاح على أبوه يبوس راسه وأيديه 
" نورت الرياض يبه .. نورت " 
يتحرك مبتعد بخطوات متسارعه عن بو طارق إلي ماكان غير قطعه خشب لقى نفسه يتمسك فيها بكل قوته .. يطلب من الله يظل طريق ممهد له لحياه غير .. راحت الأفكار والمشاعر تتزاحم بذهنه في أرض هالوطن .. أشياء تستاهل التفكير وأشياء ماتستاهل .. أشياء تحرق روحه وأشياء أدركها الأنتظار .. يسمع صداها كما لو أن له إيقاع موجع .. مميت ..
.
.
.
" تهقين جايب لي مزيونه غير إلي ذبحها ! " 
صمت يتبعه تنهيده أطلقتها وهي جالسه على الكنب .. تضيق عيونها وكأنها تفكر من قلب .. لحظات وتتكتّف .. تتنفس بعمق .. ترفع أيديها تصرخ بقهر 
" لا لا لا .. والله ماعاد أقدر أتحمّل " 
تتمايل بقوة من ضربت راسها هيا .. حتى تنطق بعصبيه 
" قصري حستس وسدي فمتس يام العنز .. لا والله أفصخ نعلتي ولا تلقينها إلا ع ظهرتس " 
جود ترفع رجولها على الكنب وتغطيهم بقميصها : تكفين إيه حيلتس فيها .. وش أستفدنا أمس من روحتها لمتعب 
وعد طارت عيونها بقوة : خير .. أخوي ولاّ أخوتس يا أخت جود .. أشوفتس زودتيها 
جود بملل : أخوكم بعد خلاص .. مسؤولن عنكم مثل ما هو مسؤول عني .. ماغير أنا أشوفه وأنتن تتغطن عنه 
وعد وهي ترفع أيديها تتمايل بخصرها : ألله أكبر بس .. ألله أكبر .. بدال ماتروحين له وتقولين عيب تحتسي بأمور تخص الزواج لبنت خالك !
هيا رفعت أيديها حتى تضربهم على فخوذها : يارب رحمتك .. يارب صبرنا على مابلانا 
وعد تأشر على جود : ماهوب كافي كرّهني بالمزيونه .. ماهوب كافي على أخوتس يهاوشني عنها تسني شاريتها من حلاله ولا بعد يتوّعد .. تراي ساكته من كيفي ومزاجي .. 
جود تتمايل على المركه وهي تتثاوب : أبد .. لا راح رفيقتس مشعل أروح أنا وياتس وقولي له ماتبين 
وعد بصدمه : وش رفيقي 

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن