2

28.7K 321 82
                                    



هالقدر من الأحداث كثير على قلوبهم .. هم إلي عاشوا أزهار للربيع لين كسرهم الريح ..!
كانوا ناشفين من المشاعر .. حناجرهم عاريه من كل هالغياب إلي المفروض يترك
لو قليل .. قليل بس من الحنين ..
حركت عيونها صوب جدها إلي كان يواجه أبوها بثبات وحزم ..
.. هالشخص إلي تجهل تركيبته .. لا قاسي ولا لين .. لا طيب ولا خبيث ..
حطمهم كثر ما تركهم أبوهم شظايا .. للزمن والناس ..!
رفع يده المليانه تجاعيد .. البيضا بياض قلوب الزمن إلي عاش فيه ..
وقال بصوته الغليض ..
" خل عني علومك السودا .. بنتك وتزوجت على مشهد من عيون
الناس إلي ماعرفوا أن هالخسيس ذياب تركها
.. أخذت جلوي ولدنا .. وش تبي زود ياعبدالله .."
حرك يده المليانه صوب زوجته ألي كانت تلتحف صمت رهيب .. مخيف .. أندفعت
شفاته بالكلام ..
" ماتخاف الله في هالعجيَز وفيني .. ماتسننا والدينك .. رضانا تحت عرش الرحمن ..!"


كان الموقف عباره عن حرب ضروس بين أكابر هالعايله .. وأعمقهم رابطه ..
وعليهم كلهم يشاهدون هالمقبره إلي تدمي القلب ..
نزل هالجد أيدينه وزفر حرقة أدمتهم كلهم .. صار يهز راسه وهو يتصدد عن ولده الكبير ..
إلي المرض تسابق معه فالعمر لين لبس ثياب الشيخوخه ..
عقدت نوير حواجبها وطالعت أمها إلي عيونها بالأرض .. حركت عيونها لليمين ..
لأختها شيما وهيا والخوف في عيونهم يحكي الألم .. وأنتقلت لعهد ووعد .. ورجعت تطالع جدها .. تبي أحد ينطق يقول شي .. ليش فيهم هالضعف الغريب والوجع إلي يدفعهم لظلام
الصمت .. بس هي ماتقدر .. عواقب هالصمت بتذلهم .. تذلهم أكثر !
أنحنت بسرعه تساند أبوها .. نطقت بنبره مندفعه قهر صوب شيما ..
" خوذي أبوي للغرفه "
رفع أبو عبدالله عيونه بأتساع وغضب صوبها وهو يشوفها تسحب العصا بالغصب من بين أيدين أبوها إلي قام يردد ..
" رجعوا البنت .. رجعوها "
قالها وهو يهتز كما الغصن إلي جف
وأوراق الشجر إلي ينتمي له مزهره .. وعليه ينتظر من يكسره ويبعده مثل ماهالحياه أنسحبت من داخله ..

أبو عبدالله بصراخ : أتركيه يابنت .. خليه يقول إلي في خاطره
نوير حطت يد أبوها على كتف شيما ألي واضح عليها الخوف : دخليه ..


أندفع باب الشقه مفتوح أكثر حتى يدخل عمهم منصور بربكة .. وقف يتأمل والوضع أبد مايطمن ..
مايدري كيف وصل أبوه لهالمكان .. من جابه .. وكيف قرر يروح بدون مايقوله !

منصور بصوته الجهوري : وش صاير ..؟
نوير لفت لأمها معطي عمها ظهرها : يمه قلتي لجدي عن ولده..!
أم نوق رفعت عيونها وكأنها تطلب منها تسكت : .................
نوير حركت يدها وهي تنحني لها وصوتها الشديد يرتفع : قلتي له ولا لا
هيا أقتربت منها : نوير لا تدخلين .. أمورهم بينهم خلاص تراتس زودتيها
أم عبدالله والصمت أنفجر خوف من شفاتها : وش فيه

أستقبلتهم نوير وهي ترفع أيديها وعيونها تطالع أبو عبدالله .. وهيا لفت صوب خواتها
وحطت يدها بربكة على خدها بمعنى .. الأمور خربت أكثر

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن