كانت قوة منجم فحم موني نصف ميتة.
كان السبب الرئيسي هو أن عمال المناجم قد حددوا اختياراتهم خلال الاضطرابات التي حدثت في الصيف في المجال. ونزلوا إلى القرى لحماية عائلاتهم وتأمين الغذاء، وقبل أن يعلموا جاء الشتاء.
على الرغم من أن العمل في الشتاء كان أسهل من لصيف، إلا أنه لم تكن هناك حاجة للعودة حيث كانت المخازن ممتلئة بفضل حصص جولا الغذائية.
'إيرادات الفحم ليست كبيرة، والتعدين يستنزف الموارد فقط. من الأفضل الحفاظ عليه الآن واستخدامه في الوقت المناسب.'
اهتزت العربة بشدة ربما بسبب انه الليل. جلس الصقر بهدوء بجانب إيان، وأمال رأسه، ويبدو أنه يتساءل عن سبب تواجده في هذه العربة.
"أنا آسف. لكن لا أستطيع متابعتك ولا التواصل معك. سأرسلك بعد وصولي للمنجم."
إذا سمح له بالطيران من القصر، فسوف يفقد أثره بلا شك.
أظهرت ساعة الجيب أنه قد مرت ساعة منذ المغادرة. وبدا أن الوقت قد حان للوصول…
صرير.
"إيان-نيم، من هنا، الطريق وعر للغاية بالنسبة للعجلات. انه خطير. علينا أن نصعد علي الأقدام."
"حقًا؟ حسنًا."
عندما توقفت عربة إيان، توقف الجنود الذين كانوا يتبعونه أيضًا وترجلوا من خيولهم. بينما كان الجميع يجهزون الفوانيس، أطلق إيان صقره المحارب في السماء.
"دعونا نسرع. نحن فقط بحاجة إلى اتباع الصقر."
"في الغابة! اتبعني!"
"ابق على مقربة من الفوانيس!"
لقد كانت ضجة غريبة في الليل المقمر. ولحسن الحظ، كانت السماء صافية، لذلك لم تكن سوداء قاتمة. اتبع إيان والجنود الطريق.
"هل هذا منجم الفحم هناك؟"
"نعم، يبدو أننا وصلنا."
"آه، هناك!"
صفّر شخص يقف عند مدخل المنجم، ومد ذراعه. الصقر، الذي يرتفع في السماء، هبط بلطف، ونشر جناحيه.
"إيان-نيم، لقد وصلنا."
"أين بيريك؟"
نظر إيان حوله بحثًا عن بيريك أولاً. ولم يكن أي من المحاربين الآخرين مرئيا. بدا الأمر عاجلاً، لكن تعبير المحارب الذي جاء لاستقباله كان ببساطة "مندهشًا"، لا أكثر أو أقل.
"إنه بالداخل، مشغول بالطرق..."
"الطرق؟ في ماذا؟ الفارس؟"
"لست متأكدًا أيضًا. ستفهم عندما ترى."
ومع دخولهم، تغيرت نوعية الهواء بشكل ملحوظ. غطى إيان الجزء السفلي من وجهه بكمه وتبع المحارب.
"هل كنت هنا من قبل؟ انها المرة الأولى."
"لقد سمعت التقارير فقط. هذه هي المرة الأولى لي في الداخل أيضًا. "
لقد تفاجأ بمدى اتساع المنجم. بدا السقف مرتفعًا مقارنة بالمناجم ذات الحجم المماثل. يبدو أنه لن تكون هناك أي مشكلة بالنسبة للعمال للتنقل.
"ولكن لماذا يفعل ذلك في الداخل؟ إذا أصبح الجو حارًا جدًا، فقد يكون الأمر خطيرًا. ونظرًا لمزاج بيريك، أشعر بالقلق من أنه قد يؤدي إلى إسقاط سقف المنجم."
سؤال إيان المرح جعل المحارب يضحك من قلبه. صوت الضحك الذي يتردد عبر المنجم يريح الجنود التاليين. لم يكن دخول المنجم ليلاً عملاً عاديًا، مليئًا بالخوف. على الأقل الآن، شعروا بالاطمئنان إلى أنهم لن يلقوا نهايتهم.
ومع تقدمهم نحو الداخل، حيث لم يعد هناك شعور بالرياح الشتوية الباردة، أشار المحارب نحو جانب واحد.
"ها هو."
كان المدخل ضيقًا مثل حفرة كلب. بدا الأمر أشبه بصدع يتكون من جدار منهار أكثر من كونه ممرًا عاديًا.
بوم! بوم!
"هاهاها..."
"بيريك. توقف عن ذلك واخرج. دعني اجرب."
"آه، على محمل الجد! ما هذا!"
"اخرج، هل تفعل؟ يبدو أنك تمارس المزيد من القوة عندما تصرخ وتسحب."
ترددت أصداء المحادثات بين بيريك ومحارب آخر كان معه من الداخل.
كان الضوء خافتًا جدًا لدرجة أنه بدا وكأنه قد ينطفئ في أي لحظة. لا بد أنهم جاءوا ومعهم فانوس طوارئ واحد فقط.
"بيريك."
"آه! إيان!"
بوم!
كان بيريك يضرب شيئًا ما بسيفه. وبينما كان الجندي الذي يحمل الفانوس يتحرك للأمام، أمسك إيان بذراعه وسحبه إلى الخلف.
"سيد إيان؟"
"أعطني الفانوس والمحارب، ويعود الباقون ويحرسون مدخل المنجم."
يجب أن يكون بيريك أبعد قليلاً في الداخل. بدا من الصواب إعادة الجنود في حالة حدوث أي مواقف غير متوقعة. لن يقدموا الكثير من المساعدة إذا حدث خطأ ما.
"اه، حسنا فهمت"
ورغم أن الوضع لا يبدو خطيرا من أصواتهم، إلا أن الأمر كان مفاجئا. ومع ذلك، كان الهواء كريهًا ومليئًا بالدخان، لذلك لم يتردد الجنود في المغادرة.
"مهلا، دعونا نبدأ بالعودة، من الخلف!"
"مغادرة؟ حقًا؟"
"هذا امر! أسرع، تحرك!"
تراجع الجنود عن خطواتهم إلى الوراء من حيث أتوا، بينما غامر إيان والمحارب بالتعمق أكثر.
شعر إيان بقلبه ينبض بجنون. لم يكن رد فعل جسده من التوتر، بل كان نوعا من التحفيز الخارجي من قوة سحرية قوية.
'هذا غير منطقي. لماذا أشعر بهذه الطاقة هنا….'
بوم! بوم!
"أرغ! عليك اللعنة!"
"سوف ينكسر السيف بهذا المعدل، بيريك."
"أوه؟ إيان!"
ما كان بيريك يضربه بسيفه كان جسمًا أرجوانيًا شبه شفاف متوهج. يبدو أن لها طبيعة سائلة بسبب الفقاعات الموجودة بداخلها، لكن السيف لم يتمكن حتى من إحداث خدش عليها.
"إيان، ما هذا؟"
"تعتقد أنني أعرف كل شيء، أليس كذلك؟"
"إذن هل تعلم أم لا؟"
"أعلم."
النصف السفلي من الرجل، الذي بدا أنه قائد فرسان ميريلوف الثلاثة، كان نصفه غارقًا بداخله. وبالحكم على عدم وجود جروح، كان من الواضح أن سبب الوفاة كان مرتبطًا بهذا "الخام" الغريب.
"يبدو أنه نوع من الحجر السحري."
ألا يستطيع بيريك الشعور بالطاقة السحرية؟ رفع إيان الفانوس إلى وجه بيريك، لكنه لم يستطع معرفة ما إذا كان احمرار خديه ناتجًا عن مجهود استخدام سيفه أو أي شيء آخر.
"الحجر السحري؟"
"هل تتذكر البروش الذي استخدمناه في براتز؟ هو نوع من الخام الذي يتردد صداه مع السحر ويمتلك قدرات خاصة."
"لكن هذا ليس مجرد حجر. هناك فقاعات بداخله."
"ما نراه ليس كل شيء. سنعرف المزيد إذا تمكنا من فتحه، ولكن على أي حال، إنه بالتأكيد حجر سحري."
هناك أنواع عديدة من الأحجار السحرية. من أحجار الختم التي ختمت قوة الإمبراطور إيان، إلى أولئك القادرين على تسجيل الصوت أو تتبع الموقع، أو إنشاء مساحات ذات أبعاد إضافية للتخزين، أو حتى تعزيز الموجات السحرية. مثل إمكانيات السحر التي لا نهاية لها، كذلك كانت أنواع الأحجار السحرية.
"كيف انتهى الفارس بهذه الطريقة؟"
أشار إيان إلى بيريك بالتوقف والتراجع، مشيرًا إلى حدوث ضرر كافٍ للحجر السحري. أجاب بيريك وهو يمسح حبات العرق من جبهته.
"لقد لاحقناه هنا. الصقر جيد حقًا في تعقب الفريسة. انقطع المسار في منتصف الطريق، لذا اعتقدت أنه ربما يكون مختبئًا هنا، بالتأكيد..."
"هل كان لا يزال على قيد الحياة عندما وجدته؟"
"نعم. في البداية، ظننت أنه فاقد للوعي، لكنه توفي بسرعة."
"لذا، لا نعرف كيف علق فيه."
"هناك آثار لشيء ما قد تدفق إلى الأسفل. يبدو أن هذا كان سائلاً من قبل وتصلب بسبب بعض التحفيز."
بينما كان بيريك ينحني للأسفل ويتمتم، سحب إيان رقبته إلى الخلف وحرك رأسه بخفة.
ضرب!
"أوتش!"
"توقف عن التظاهر بأن الأمر مؤلم. أنت ليس لديك خوف؟ ماذا لو انتهى بك الأمر غارقًا مثل هذا الرجل؟"
"اه حقًا. انت صعب جدا."
"قد يذوب فجأة ويغرقك، أو يسيل من مكان ما. تسك تسك. على أي حال…"
عندما استدار إيان بحدة، تجنب المحاربون أعينه بشكل محرج. تساءل كيف يمكن أن يكونوا جميعًا متهورين وشجاعين بنفس القدر.
"سوف أبلغ هذا إلى اللورد نيرسارن."
"آه، إيان نيم. لقد قلنا أننا يجب أن نعود. لقد كان بيريك من كان عنيدًا ولم يتزحزح."
فرك بيريك جبهته عابسًا.
"ولكن إذا كان هذا حجرًا سحريًا، فهو يستحق الكثير، أليس كذلك؟"
"انه لا يقدر بثمن."
"إذا استمر ظهور المزيد، فهذا المنجم جائزة كبرى؟"
"نحن بحاجة إلى التحقيق ..."
تأخر رد إيان. لتقييم مدى واحتمالية رواسب الحجر السحري، كانت المساعدة من وزارة السحر ضرورية.
مما يعني أن وزارة السحر فقط هي التي يمكنها تقدير مدى رواسب الحجر السحري.
"إيان؟"
شعر إيان وكأنه قد تعرض للضرب على مؤخرة رأسه عندما نظر إلى الحجر السحري مع جثة الفارس المضمنة فيه.
"…صحيح. بطريقة ما يبدو الأمر منطقيًا."
"ماذا حدث؟ ماذا حدث؟"
"سنعود إلى القصر على الفور. أغلق المنجم. لا تسمح لأحد بالدخول وأغلق المدخل بالكامل."
"وماذا عن الجسد؟"
"لا يوجد شيء يمكننا القيام به في الوقت الحالي. نحن بحاجة للعودة."
استدار إيان بسرعة، مشيرًا إلى أنه يجب عليهم الإسراع. بدا بيريك، الذي كان جاثمًا، محتارًا، وهو ينظر بين إيان وجثة الفارس. ولكن سرعان ما أضاء الطريق لإيان والمحاربين الآخرين.
"هل أنت خائف فجأة؟"
"أحد الداعمين الرئيسيين للأمير جيل هو الوزير ويسلي من قسم السحر، أليس كذلك؟ بطريقة ما، أصبح كل شيء منطقيًا الآن! كان لدي شعور بأنهم مهتمون بشكل مفرط بهذه المنطقة من بين مناطق أخرى كثيرة، والآن أعرف السبب!"
عرفوا. أو على الأقل كان لديهم شك قوي. لقد استهدفوا منطقة براتز، ومن المفترض أنهم خمنوا وجود احجار سحرية في المنطقة المجاورة. لقد كانت المخاطر كبيرة جدًا بحيث لا يمكنهم تجاهلها.
'كل ذلك من المنطقي الآن.'
لا يمكن أن تكون الظروف أكثر مثالية بالنسبة لهم. القوات المتراكمة بسبب البرابرة الحدوديين، والتدخل المطلوب من القصر الملكي تحت ستار السلام، وتهرب ديرجا الضريبي، والأحجار السحرية المدفونة في مكان قريب!
كما أوضح أيضًا يأسهم لإنقاذ مولين. مع ارتفاع قيمة براتز، فإن خسارة مولين، الذي كان مسؤولاً عن المنطقة، لم تكن خيارًا بالنسبة لهم.
"لنعود إلى القصر! أغلق هذا المكان على الفور، وسيبقى البعض لإبلاغ عمال المناجم القريبين بالوضع."
صاح إيان عندما غادروا عمود المنجم. كان هناك مسكن مؤقت ليس بعيدًا، حيث يعيش عمال المناجم الذين انتقلوا بعيدًا عن القرية.
اندهش الحراس، الذين كانوا يتحدثون في مجموعات، وبادروا إلى التحرك.
"نعم، فهمنا!"
"الأمر مظلم وصعب، ولكن دعونا نتحرك بسرعة."
"آه، نعم، نعم. من فضلك، تابع."
أصبحت الغابة الهادئة تعج فجأة. وأضواء الفوانيس التي كانت مركزة في مكان واحد، تناثرت في اتجاهات مختلفة. إيان، عقله غائم بالأفكار المعقدة، ضغط على جبهته. بيريك، الذي كان يجلس مقابله، نظر إليه بمكر.
"هل تفكر كثيرًا؟"
"عن ماذا؟"
"القطع."
"…لا تهتم. لكن لم تشعر بالسحر؟ لقد شعرت به بمجرد دخولنا."
"هاه؟ لا، لقد كنت بخير."
حتى باعتباره مبارزًا سحريًا، كان جوهره هو جوهر المحارب. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك جوانب غير ناضجة لقدراته، لذلك كان الأمر منطقيًا.
صرير.
لقد عادوا إلى القصر، بعد أن ركبوا بالسرعة التي أتوا بها. هانا، التي لم تذهب للنوم، رحبت بإيان. سلمته ملابسه الخارجية وسألته.
"هل ستتوجه إلى الحمام؟ لا يزال اللورد روماندرو في المكتب، على الرغم من أنه غفا بعد تناول بعض الحساء في وقت سابق."
"لا. سأذهب إلى الطابق السفلي."
"القبو؟"
لقد كان طريقًا لم يُقطع منذ فترة طويلة. نزل إيان، دون تردد، درج الطابق السفلي وسرعان ما وقف أمام الزنزانة في نهاية الممر.
"افتحه."
انقر.
كانت الزنزانة مضاءة دائمًا بضوء الفانوس بسبب افتقارها إلى النوافذ، وكانت تعج بالنشاط المفاجئ عندما استيقظ ماك وديجور. كان مولين يجلس على الأريكة، يقرأ كتابًا.
"ماذا يحدث هنا؟"
كان وجه ماك مليئًا بالارتباك. كان استمرار وجودهم في هذه الحالة بسبب تردد إيان بشأن كيفية التعامل مع مولين وشركته.
"السيد مولين، وصلت رسالة من القصر الإمبراطوري."
"لا تجرؤ على لمس المعلم!"
"كان الأمر يتعلق بتصرفات السير مولين."
كان إيان يحدق به باهتمام، ويلقي كذبة. بدت عيون الرجل المسن، التي عادة ما تكون شاحبة، وكأنها تتألق بلون رمادي خاص.
"ماذا يقول؟"
"وقال أنه بما أنه سيتم نقلك قريبا إلى العاصمة، يجب أن أقوم بالترتيبات."
عبث مولين بكتابه بهدوء، ويبدو أنه كان مستغرقًا في التفكير. في حين أنه لا يمكن لأحد أن يعرف حقًا ما في قلب شخص آخر، شعر إيان أنه يستطيع قراءة تعبير مولين.
'مستحيل.'
هذا الموقف من الكفر المطلق.
كان إيان متأكدا.
مولين يعرف الطبيعة الحقيقية للحجر السحري.