هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

Oleh Yasminaaaziz

379K 9K 312

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... Lebih Banyak

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الثالث عشر(الجزء٢)

3.8K 106 0
Oleh Yasminaaaziz

الفصل الثالث عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

علمت سيلين في تلك اللحظة أن سيف
كان في طور الدخول في إحدى نوبات غضبه
لذلك يجب عليها التصرف في الحال...إما أن
تتحمل ما قد يصدر منه من عنف حتى تهدأه
و إما أن تنسحب الان  و تعود في وقت
آخر عندما يعود لطبيعته....فكرت ان الحل الثاني
سيكون أفضل خاصة أن سيف كان أشبه
بليث هائج رفض حتى أن يستمع لها بل إستمر
في دفعها إلى خارج جناحه بكل قسوة و عنف...

قلبها كان ينبض بعنف داخل قفصها الصدري
و لم تستطع تمالك نفسها لتنفجر باكية من
فرط شعورها بالخزي و الإذلال و هو يطردها
من جناحه و كأنها حشرة قذرة...دفعها لتسقط
على الأرض ثم أغلق الباب وراءه.

ظلت سيلين مرمية على الأرض لدقائق طويلة تنظر
إلى الباب الموصد بعيون دامعة تنظر متى
سيفتح من جديد و يطل سيفها ليأخذها
بين أحضانه كما يفعل دائما...إحساسها الان
كان يشبه ذلك الذي راودها منذ أشهر قليلة
يوم وصولها إلى مصر.
كانت وحيدة ضائعة بلا سند تنتظر المجهول
حتى إلتقت به ليعوضها عن كل شيئ ليصبح
بمثابة الاب و الأخ و الحبيب و الزوج...رغم
نوبات جنونه التي تصيبه من حين إلى آخر
بسبب غيرته التي لم تجد لها حلا رغم محاولاتها
الكثيرة إلا أنها لم تحرز أي تقدم...
كان يمنحها كل شيئ بلا حدود الحب، الأمان،
الحنان و كذلك الهدايا و الأموال.. لكن المقابل
كان يفوق قدرتها الضئيلة فهو بطبعه الاناني
كان يريدها لوحده دون أي شريك حتى والدتها
يجن جنونه و يقيم الدنيا إذا إبتسمت في وجهها
حتى...لا تنكر أن غيرته عليها و إحتياجه الدائم
لها أرضى غرورها الانثوي فكل إمرأة تريد
أن ترى الاهتمام في عيون من تحب لكن كما
يقال إذا فاق الشيئ عن الحد إنقلب إلى الضد
و هذا تماما ما حصل في علاقتهما.
الغيرة المفرطة و الهوس الذي يعاني منهما
سيف شكلا عائقا أمام تقدم علاقته مع سيلين
وهي كانت مدركة جيدا لذلك و سعت
كثيرا لإيجاد حلول حتى تخفف من مرضه
لكنها كلما ظنت انها نجحت يحصل شيئ ما
يعيدها إلى نقطة الصفر... سفرتهما إلى
تلك الجزيرة كانت أروع من الخيال رغم وجود
تلك الأسود المزعجة لكن ما رأته من سيف جعلها
مستعدة لتفديه بحياتها لو تطلب الامر...حبه
تسلل رغما عنها داخل قلبها حتى ملأه
تمنت فقط لو أن كان يثق فيها و لو قليلا
كل شيئ كان ليتغير.

حركت قدميها بصعوبة لتقف مستندة على
الجدار بعد أن فقدت الأمل من عودته
لابد أنه غاضب الآن لكن لا بأس سوف يهدأ
و يعود إليها ليعتذر لها كما يفعل دائما.
مررت كفيها على وجنتيها لتمسح دموعها
ثم رتبت ملابسها و هي تسير بإتجاه الدرج
مقررة الخروج  الحديقة عل الهواء النقي يحسن
قليلا من نفسيتها...تمنت أن لا تجد والدتها
أمامها حتى لا تسألها لأنها سوف تكتشف
ما حصل و هي طبعا لا تريد أن تحزنها
اكثر...إلتفتت بجسدها لتلقي نظرة اخيرة على الباب و هي تتوعده بداخلها أنها لن تسامحه بسهولة
لن تضعف أمامه هذه المرة و لن تتأثر
بكلامه المعسول و عيناه الساحرتان و لا بإبتسامته
التي تفعل بها الافاعيل...كانت تحدث نفسها
و تتخيله و هو يعتذر لها و لم تنتبه أنها كانت
تتراجع إلى الخلف حتى شعرت فجأة  بفراغ الدرج
تحت قدمها...صرخت بأعلى صوتها منادية
باسم سيف بينما
إمتدت يداها لا إراديا محاولة الإمساك ب"الدرابزون"
لتنقذ نفسها بعد أن أيقنت أنها على وشك السقوط
من الدرج... لكن و لسوء حظها كان الأوان قد فات....

كل ما شعرت به بعدها هو ألم فظيع حتى  ظنت
أن ظهرها قد إنقسم إلى نصفين بعد أن إرتطم
بإحدى درجات السلم في الأسفل ثم
تزحزح ليستقر بآخر درجة من النصف الأول
من السلم...مصطدما بالحائط وراءها
...دموعها سالت
بصمت مختلطة بدماءها التي نزفت بغزارة
قبل أن يتلقفها الظلام معلنا عن إنتهاء مقاومتها....

داخل الجناح كان سيف يقف أمام المرآة
يتأمل ملامحه وجهه الذي إسود فجأة  و بدأت
عروق يديه و رقبته بالبروز بينما بدأ جسده
ينتفض من شدة الغضب...نوبة أخرى من نوبات
جنونه التي لن تنتهي سوى برؤية الدماء....
و دون تفكير وجد نفسه يرفع يده اليمنى ليلكم
زجاج المرآة التي تهشمت لآلاف الاشلاء ممزقة
بشرة يده التي كساها اللون الأحمر... عندها فقط
بدأ جسده في الارتخاء و علت شفتيه إبتسامة
خفيفة بينما كان عقله يزوده بأفكار لمعاقبة
صغيرته الشقية...قد يضطر هذه المرة لحبسها
في الجناح حتى تتوقف عن الاهتمام بغيره...

نظر  نحو دماءه التي سالت على التسريحة
و أرضية الغرفة بعدم إكتراث ثم تناول بعض
المناديل الورقية ليلفها بعشوائية على يده
ليقرر في الاخير النزول و البحث عليها ليقوم
بما يجيده دوما... مصالحتها أولا ثم معاقبتها
لاحقا... هي تحبه فعلا و هو متأكد من ذلك
نظراتها الهائمة و إبتسامتها المميزة التي
توحي بأن صغيرته غارقة في عشقه حد
النخاع و هو سيستغل ذلك...كان مندمجا في
أفكاره المجنونة حتى وصل أمام باب الجناح
مد يده السليمة ليفتح الباب لكنه فجأة شعر
بأطرافه تشل عندما تناهى إلى مسمعه صوت
صراخ مألوف...ليندفع خارجا دون تفكير
لتفاجئ بما رآه أمامه...

حنجرته كادت تتمزق من كثرة صراخه
بعد أن وصل جنونه للقمة لم يدر ماذا يفعل و
منظرها و هي غارقة في دماءها أعاد أمامه
ذكرى قديمة جاهد طويلا لنسيانها...و بصعوبة
بالغة إنتشل نفسه من مستنقع الذكريات الذي كاد أن
يفصله عن حاضره ليهرع راكضا نحوها يتفحصها
بحذر خوفا من أن يؤذيها... وضع يده على
عنقها ليتفحص نبضها الضعيف و هو ينادي
كلاوس بأعلى صوته....

كان يستمع لصراخ عمته هدى في الأسفل و التي
لم تستطع الصعود و هي تنادي على زينات الخادمة
التي ركضت تصعد السلم حتى وصلت إليه
هالها منظر سيلين التي بدت كجثة شاحبة
مفترشة أرضية الدرج بينما خيط من الدماء
كان يسيل من تحتها شاقا طريقه نحو الاسفل
شهقت بذعر و هي تستمع لصراخ سيف
يأمرها بالاتصال بالاسعاف و إخبار كلاوس...

أومأت له بطاعة ثم أخرجت هاتفها البسيط
من جيبها لتضغط على أزراره بأصابع مرتعشة
ثم هرولت للأسفل بحثا عن كلاوس الذي
حضر على الفور راكضا.
وجد سيف في حالة يرثى لها كان راكعا بجانبها
ممسكا بيدها و يحدثها بنبرة مختلة و عبارات
غير مترتبطة:

- إنت لا يمكن تسيبني مش هسمحلك
هقتلك يا سيلين لو سبتيني هقتلك.. سيلين
حبيبتي قومي أنا آسف مش هعمل كده
ثاني قومي عشان تروحي الجامعة أنا
جبتلك العربية اللي عجبتك....سيلين....
قومي عشان خاطري طنط هدى هتزعل منك ".

صعد كلاوس الدرجات المتبقية ليقف بجانبه
قائلا :
- سيف بيه الإسعاف في الطريق.. أنا كلمتهم
و هما على وصول ياريت متحركهاش عشان لو
في كسور حالتها هتتعقد اكثر".

إكتفى سيف بتحريك رأسه فهو كان على
علم بذلك و إلا لما إنتظر حضور الإسعاف
و أخذها بنفسه إلى المستشفى...

مرت دقائق الانتظار  كالجحيم حتى وصلت
سيارة الإسعاف اخيرا...ليرفض تركها حتى أن
كلاوس إستعان باربعة آخرين من الحرس حتى
يسيطروا عليه كان أشبه بأسد هائج و هو
يراهم يأخذونها بعيدا عنه شعر و كأنهم يقتلعون
قلبه من بين أضلعه...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في قصر عزالدين و تحديدا في المطبخ
المكان الذي تخطط فيه هانيا و فاطمة مؤامراتهما
حتى تصبحا سيدنا القصر...
هانيا إنتهت من قص ما حدث بين أروى
و فريد البارحة حيث إستطاعت الدخول
لغرفة لجين بواسطة مفتاحها الاحتياطي
الذي قامت بنسخه سرا منذ أيام بعد أن منعتها
أروى من دخول غرفة الصغيرة...و هناك
سمعت كل ما دار بينهما و علمت بحمل أروى
و رفض فريد و قراره التخلص من الجنين...
ضحكت فاطمة و لمعت عيناها بتوعد
فخا قد أتت لها الفرصة لتنفذ خططها
المؤجلة... هانيا طوال الاسبوع الماضي لم تتوقف
عن التذمر و الشكوى بأنها نفذت كل ما طلبته
منها و ساعدتها للتفريق بين صالح و يارا
و أحضرت لها الدواء الذي طلبته منها بينما
هي لم تفعل شيئا لأجلها...
تحدثت بصوت خافت بعد أن إستطاعت خلال
دقائق قصيرة حبك خيوط خطة سريعة
لتسكتها بها :
- طبعا إنت لسه مخبية علبة الدواء الثانية عندك ".

(تذكير : هانيا لما خرجت المرة اللي فاتت
من القصر جابت علبتين دواء إجهاض
واحدة حطتها في الأكياس بتاعة مشتريات
يارا و الثانية حبتها عندها إحتياط)

هانيا بإيجاب : اه حاطاها في مكان آمن
محدش يعرفه".

فاطمة بشر : طب كويس.. آن الأوان بقى
إنك تستخدميها...
هانيا بغباء :
- إزاي مش فاهمة".

فاطمة : هتبدئي تحطي منها من العصير
اللي بتطلبه الست أروى كل ليلة...
هانيا بتساؤل : بس هي بتطلب ليها
و لفريد بيه و للوجي كمان ".

فاطمة بعدم إكتراث : و فيها إيه يعني...
بالعكس داه لمصلحتنا عشان محدش يشك
فينا لما البيبي ينزل..إنت تحطي قطرتين في
كل كباية و هما و حظهم بقى".

هانيا بعدم فهم : بس فريد بيه و لجين ممكن
يتأذوا و انا مش أضرهم ".

نظرت لها فاطمة بازدراء و هي تجيبها بوقاحة :
- يعني هيجرالهم إيه  هو فريد بيه بتاعك حامل و إلا حاجة... يا غبية إفهمي داه دوا إجهاض يعني
مفعوله بيسري بس على الست الحامل بينزل اللي
في بطنها فهمتي".

إبتلعت هانيا ريقها بخوف قبل أن تهتف بتوجس
فاطمة لم تكن سهلة ابدا بل كانت شيطانا
متجسدا على شكل فتاة جميلة :
- طب هي ممكن تموت؟
فاطمة بانزعاج من جبن هانيا :
- في ستين داهية... مش داه اللي إنت كنتي
عاوزاه".

هانيا بنفي: لالا انا مش عاوزة أقتلها.. انا بس
عاوزاها تبعد عن فريد".

فاطمة باستهزاء: طب ياختي روحي تكلمي
معاها يمكن تفهمك و تسيبهولك... جرا إيه
يابت إنت هتعمليهم عليا داه إحنا دافنينه
سوى...إجمدي كده و بلاش تعصبيني منك
عشان أنا مش فاضية لدلعك داه...إنت تعملي
اللي انا قلتلك عليه و ملكيش دعوة بالباقي
يومين ثلاثة بالكثير و البيبي هووووف
يودع و أروى هتفتكر إن جوزها هو اللي عمل
فيها كده و اكيد هتكره و تطلب الطلاق و هنا
بقى يبدأ دورك إنت...فاهمة و إلا أكمل ".

تحدثت فاطمة بهمس حاد و هي ترمق
هانيا التي كانت ترتعش من الخوف لمجرد
سماعها للخطة فكيف إذن ستكون حالتها
عند التنفيذ هي صحيح تريد إزاحة غريمتها من طريقها و تحقيق حلمها و الزواج من
فريد لكن ليس بالقتل...هي أجبن من أن تفعل
ذلك لكن فاطمة كانت عكسها فهي تؤمن
بأن التخلص من العدو نهائيا افضل  من إبعاده
و هذا ما تفكر في فعله مع يارا المسكينة....
فقط تنتظر الفرصة المناسبة حتى تنفذ
ما سهرت ليال طويلة تفكر فيه..ذكادها
الفريد جعلها تحسب كل خطواتها لأنها
كانت مدركة لخطورة الأمور...

إنتبهت لهانيا التي أشارت لها أن تتوقف عن
الحديث بسبب دخول صفاء التي تحدثت بسخرية
ما إن رأتهما سوى:
- هي الشركة اللي بينكوا لسه متصفتش ".

إرتبكت هانيا و تراجعت للخلف مستندة على
كرسيها و هي تنظر لفاطمة بقلق و التي
تولت الرد عليها بنفس الأسلوب :
- لا لسه.. تحبي تدخلي معانا شريكة...

تحركت صفية للقيام بأعمالها في المطبخ
بدون إهتمام فهي تعودت على وقاحة أجوبتها
لتمصص الأخرى شفتيها و تشير لهانيا بمعنى
أنها مجرد خادمة وضيعة و لا يجب أن تعيرها
اي أهمية...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت إنجي تقف أمام شباك شرفتها الصغيرة
التي تطل على مدخل القصر تنتظر بفارغ
الصبر وجوع هشام منذ يومين حتى أنها لم
تذهب إلى الجامعة.. قضمت اظافرها ندما
بعد أن إكتشفت كم كانت محظوظة بوجوده
في حياتها التي تغيرت بمجرد إبتعاده عنها
مرت أمامها بعض الذكريات الجميلة التي
كانت تجمعهما معا لتدرك كم كان يحبها و يخاف
عنها متحملا بصبر كبير جميع نوبات جنونها
و أنانيتها معه...هشام كان رجلا بأتم معنى
الكلمة كان يعاملها كشقيقته في خوفه عليها
و كحبيبته في غيرته و حبه لها...

تنهدت و هي تجاهد لإبتلاع الغصة التي
ملأت حلقها ثم مررت راحة يدها على طول رقبتها
كانت تشعر بألم رهيب يعصف بقلبها شعور الفقدان
الذي تجربه لأول مرة في حياتها بعد أن كانت
أميرة مدللة تجد نفسها الآن مهملة بلا أهمية
فالشخص الوحيد الذي كان يملأ حياتها
لم يعد موجودا و ما آلمها أكثر أن هذا حصل
بسببها فهي المسؤولة الوحيدة عن تعاستها
و كلمة ندم لا تساوي شيئا مقابل ما تشعر به
الآن...

مرت دقائق طويلة و هي تجلد نفسها داخليا
على ما إقترفته يداها في حق نفسها حتى
لمحت عيناها باب القصر الرئيسي يفتح
تلاه مرور سيارة هشام من خلاله تابعته
عندما صف سيارته و أعطى الحارس المفاتيح
لينقلها نحو المرآب ثم دلف لداخل القصر....
كانت تعد بداخلها خطواته التي يمشيها للوصول
نحو غرفته على أحر من الجمر قبل أن تندفع
من غرفتها مسرعة نحوه...
توقفت و هي تبتسم تلقائيا عندما رأته أمامها
ياالله كم بدا رائعا رغم مظهره المتعب
كيف لم تلاحظ وسامته من قبل...تنحنحت
لتنبه لوجودها ثم تابعت خطواتها نحوه رغم
أنها لاحظت نظراته الغاضبة المزدرءة التي وجهها
لها حالما رآها.. إنتفضت مغلقة عينيها بفزع
من صوت الباب  الذي تعمد هشام إغلاقه بقوة
وراءه، ردة فعله كانت متوقعة منه رغم أنه
آلمها كثيرا لكن ماذا كانت تتوقع أن يأخذها
بين أحضانه بعد ما فعلته له لذلك يجب عليها
أن تتحمل.

بالداخل كان هشام يصارع للسيطرة على
غضبه الذي تحرر بمجرد رؤيتها أمامه من
جديد طوال الفترة الماضية كان يتهرب منها
حتى أنه تعمد عدم المجيئ إلى نادرا و كذلك
في الأوقات التي لاتكون هي موجودة فآخر
ما يريد رؤيته في هذا العالم هو وجهها الذي
لايزال يعشق كل تفصيلة فيه.

رمى معطفه الأسود الذي كان يحمله على
ذراعه أرضا بإهمال ثم إستدار نحو الباب
يرمق الداخل بعيون مشتعلة من شدة
غضبه و الذي لم يكن سوى إنجي التي
تجرأت و دخلت رغم علمها أن لايريد رؤيتها.
عضت شفتيها بندم ثم هرعت نحوه لتحتضنه
بكل جرأة إن لم نقل وقاحة و هي تتمتم بعبارات
الاعتذار و الأسف..
- هشام عشان خاطري سامحني...عارفة
إني غلطت في حقك كثير بس و الله ندمانة
و انا مستعدة أنفذ أي حاجة تطلبها مني
بس تسا.....

صرخت بألم عندما دفعها هشام عنه باشمئزاز
مقاطعا رجاءها بقسوة :
- إياكي تلمسيني بإيديكي الوسخة دي مرة
ثانية إنت فاهمة...

توسلت إليه بعيون دامعة ترجوه أن يخفف
قسوته عليها  :
- عشان خاطري إسمعني أنا جيتلك المستشفى
عشان أتكلم معاك بس ملقتكش...

كان صوت نفسه مسموعا من فرط إنفعاله
ود في تلك اللحظة أن ينهال عليها ضربا
و يكسر رأسها العنيدة عله يخفف القليل
مما يعتريه من حنق تجاهها... نبس متعمدا
إهانتها :
- و كنتي جايالي المستشفى ليه؟ عاوزة فلوس ".

تجاهلت إنجي إذلاله لها قائلة :
- لا كنت جاية عشان أتكلم معاك على البنت اللي
إسمها وفاء أنا سمعتها بتتكلم في التلفون مع
واحد و بتقله إنها بتتقرب منك عشان تاخذ منك المستشفى".

إبتسم هشام دون مرح ثم رمقها باستخفاف
و أجابها :
- إيه ؟ الاميرة الدلوعة زهقت بعد ما رمت لعبتها
المفضلة عشان كده بتحاول ترجعها ثاني...بس
تصدقي برافو خطة جامدة بس للأسف أوراقك
بقت مكشوفة... حاولي ثاني يمكن تنجحي".

نفت إنجي برأسها محاولة إقناعه من جديد :
- و الله بقول الحقيقة انا سمعتها و كانت في
مكتبك بتدور في أوراقك...صدقني يا هشام
البنت دي مش زي ما إنت فاكر هي مش
بتحبك هي بس بتيتغلك عشان توصل للي
هي عاوزاه".

هشام ببرود :
- زيك بالضبط.. كنتي بتستغليني عشان
الفلوس... على العموم دي مشكلتي ملكيش
دعوة و متتدخليش في أي حاجة تخصني
و دي آخر مرة أشوفك فيها قدامي...

إنجي برجاء: هشام....

قاطعها بحدة بعد أن إستفزه نطقها لإسمه :
- كفاية بقى إنت إيه؟ مكفاكيش اللي عملتيه
فيا جاية كمان عاوزة تخربي حياتي الجديدة...
لو عاوزة فلوس هديكي بس حلي عني
و على العموم يا ستي أنا هريحك مني
خالص عشان بكرة إفتتاح المستشفى بتاعتي
و انا أجرت شقة قريبة و هنقل النهاردة
و كلها كام أسبوع و اتجوز...مش داه اللي كنتي
عاوزاه إشبعي بقى بالحرية براحتك و إعملي
كل اللي نفسك فيه انا خلاص خرجتك من
حياتي و نسيتك ".

شهقت إنجي بألم و صدمة بعد أن رأت
في عينيه...قسوة و عتاب و حزن، غضب
ناري يتصاعد منه كل هذا بسببها...بمنتهى
الهدوء و البرود لفظها خارج حياته التي
بالفعل بدأ بترتيبها من جديد كم هي ساذجة
و هل كانت تظن انه سيظل طوال عمره ينتظرها
رده فعله لم تكن سوى محاولة خاطئة لحفظ
ما تبقى من كرامته التي داست عليها لكنه
بهذا يرتكب خطئا كبيرا في حق نفسه و سوف
يندم لاحقا كما فعلت هي....لم يتواصل صمتها
مدة طويلة لتجيبه محاولة التحكم في صدمتها :
- لا يا هشام متعملش كده...إنت دلوقتي
مجروح مني عشان كده بتحاول تعوضني
بوفاء بس صدقني إنت  هتندم بعدين
..طب متسامحنيش
بس متتجوزهاش إدي نفسك وقت أطول عشان
تتأكد من مشاعرك....

لم تمنعها نظراته الساخرة و المستهزءة من
التشبث بآخر فرصة لديها فمن الممكن أن
لا تراه بعد اليوم لذلك يجب عليها أن تبذل
قصارى جهدها حتى تعيده إليها حتى إذا
إنتهت من كلامها وجدته يطبق على ذراعها
بقوة و يخرجها من الباب بكل برود رافضا
سماع أي كلمة أخرى...
حاولت إنجي فتح الباب مرة أخرى لكنها
فشلت لأنه كان موصد من الداخل .. ظلت تطرق و تنادي عليه عله يفتح لها لكن دون جدوى حتى فقدت
الأمل...هو إتخد قراره و لن يتراجع لكنها لن
تيأس بل ستظل تحاول لآخر لحظة فكما جعلته
يتركها سوف تعيده... هكذا هي الأنثى إذا
أرادت شيئا فإنها تفعل المستحيل للوصول له....
( خليكوا زي إنجي يا بنات 😂😂 بهزر طبعا)

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد ساعات من الانتظار داخل أحد أروقة المستشفى
و امام غرفة العمليات بالضبط...يجلس سيف
على الأرض مستندا بظهره على الجدار و
بجانبه تشكلت بركة صغيرة من الدماء
من نزيف يده بعد أن رفض محاولات كلاوس
و الأطباء تقطيب جراح كفه...حتى أنه هددهم
بسلاحه و أخبرهم انه سيقتل كل من يقترب
منه.. رأسه كان مرفوعا إلى الأعلى و عيناه
مثبتتان على باب الغرفة منتظرا بقلب
متلهف أن يفتح.....
كان أشبه بجثة... صدره الذي كان يعلو و يهبط
الدليل الوحيد الذي يدل على أنه لايزال على قيد
الحياة...عيونه فارغة و دماغه متوقفة لا تعمل
شأنها شأن بقية حواسه لا يتوقف عن لوم نفسه
داخليا مكررا دون توقف عبارات...
-أنا السبب أنا اللي عملت فيها كده...
هي وقعت بسببي أنا مش هقدر اعيش
لو جرالها حاجة... أنا السبب يارب يارب إحميها
أنا مليش غيرها...رجعهالي المرة دي و أنا
هعملها كل اللي هي عاوزاه...

.. كلاوس كان يراقبه
من بعيد و بجانبه سميرة و هدى التي لم
تكف دموعها عن النزول حتى تورمت عيناها
كل دقيقة تمر عليها أشبه بسنوات...كيف لا
ووحيدتها الان داخل تلك الغرفة تصارع الموت....
ضمت يديها معا و هي تتمتم بدعاء بين الحين
و الاخر تدعو الله أن يحمي إبنتها الصغيرة
و يعيدها إليه سالمة.

مضت دقائق أخرى قبل أن يأتي الفرج أخيرا
و يفتح باب غرفة العمليات ليطل من وراءه
الطبيب المسؤول.. إنتفض سيف من مكانه
يسأله بعدم صبر قائلا :
- مش عايز أسمع غير كلمة إنها كويسة ".

نظر الطبيب بقلق نحو كلاوس يستنجد به
فملامح سيف كانت تدل على أنه مستعد
لإرتكاب جناية خاصة بذلك المسدس الذي
كان يحتفظ به حول خصره...أومأ له كلاوس
يطمئنه و يحثه عن الحديث ليتكلم الطبيب
رغم عدم إرتياحه :
- حضرتك إحنا عملنا اللي علينا و الباقي
على ربنا الحالة  عدت مرحلة الخطر الحمد لله بس
لازم نخليها تحت المراقبة عشان ممكن يحصل
مضاعفات عشان الخبطة كانت جامدة
و أثرت على مراكز حساسة في الدماغ و ممكن
لا قدر الله ....

توقف المسكين عن مواصلة حديثه بعد أن
شعر بفوهة مسدس سيف بجانب رأسه و الذي
قبض على عنقه يخنقه بقوة مقررا في تلك اللخطة
أنه سيقتله لولا تدخل كلاوس...
صرخ سيف بجنون و قلة صبر :

-سيبني يا كلاوس إنت مش شايف هو
بيقول إيه  انا هقتله ...

تدخل الاخر قائلا :
- سيف بيه أرجوك إهدى عشان نعرف حالة
الهانم  ".

سيف هادرا و هو ينظر لقاعة العمليات :
-أنا هبقى أعرف  بنفسي".

بصعوبة بالغة انقذ كلاوس الطبيب المسكين
الذي كاد يفقد حياته ليهرع هاربا و هو
يحمد لله على نجاته من  بين براثن ذلك
الوحش الهائج الذي فقد سيطرته على
نفسه و إقتحم غرفة العمليات بنفسه ليطمئن
على صغيرته بنفسه.....

يتبع ♥️♥️♥️

----------------____________-------------------

فريد 😂🤭
هيبتي راحتك انا يشربوني دواء إجهاض

إيه رأيكم في الأحداث الجديدة ♥️♥️
الفصل اللي جاي بعد بكرة إن شاء الله عشان
أحم أحم قررت إني هبطل تأخير 😂😂
النجمة يا نجمات و متنسوش باقي الروايات

و داه جروبي تنوروني عشان نتواصل أكثر

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

607K 20.3K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.2M 95.9K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
77.1K 2K 37
يظنوت ان تلك الحادثة قد أصابتها جسديا فقط... لكن مالا يعلموه انها كسرت داخلها شئ لن يعود كسابق عهده مهما حاولوا.. فمن بين الماضي والحاضر.. تقف هي مت...
4K 102 10
اقتباس ينظرون بصدمة لذاك الواقف امامهم وهم واقفون كالتماثيل المتحجرة، ينظر لهم بابتسامة ساخرة، وعيناه تكاد تقفز من وجهه الغاضب بعد أن تحولت البسمة ال...