الفصل الثاني و العشرون

3.5K 82 9
                                    

الفصل الثاني و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

مساء في قصر عزالدين....

رمت إنجي حقيبتها على فراشها بقوة
ثم غرست أصابعها داخل فروة رأسها تضغط
عليه باصابعها النحيلة من شدة غضبها فهاهي للمرة العشرون تعود خالية الوفاض بعد أن فشلت
في إقناع هشام بترك تلك الافعى وفاء و العودة
إليه معبرة بشتى الطرق عن ندمها و إستعدادها لتقبل أي عقاب منه لكنه رفض و طردها شر طردة من مكتبه...

صرخت بغل و هي تتذكر ملامح غريمتها
التي كم ودت لو مزقت وجهها بأضافرها
تلك المخادعة تظن أنها ستتغلب عليها و تأخذ
حبيب طفولتها منها...
جلست على حافة الفراش ثم إنحنت واضعة
رأسها بين يديها تفكر في حل سريع...قلبها كان
يشتعل حقدا و غلا بسبب تلك الطبيبة تقسم أنها لو كانت أمامها الآن لما تركتها على قيد الحياة
دقيقة أخرى...لمعت عيناها بشر عندما طفت
في عقلها فكرة ما فلطالما كانت إنجي ملكة
الأفكار و المخططات و إذا أرادت الحصول على
شيئ فهي تتبع القاعدة المشهورة كل شيئ متاح في الحب و الحرب....

غادرت غرفتها متجهة للأسفل تبحث عن شقيقها
فريد الذي تركته منذ قليل يتحدث مع سيف
حول حالة صالح الصحية الذي نقلوه اليوم
فجرا للمستشفى بعد أن اغمي عليه...

نزلت الدرج بخطوات سريعة لتجد جميع
أفراد عائلتها مجتمعين في الأسفل ماعدا
والدتها التي تركتها منذ قليل في المستشفى
الخاص بهشام برفقة صالح.
جلست بجانب أروى منتظرة الفرصة المناسبة
للإنفراد بشقيقها حتى تنهي كل شيئ، مطت
شفتيها بانزعاج و هي تشاهد زوجة عمها إلهام
التي كانت تجلس بجانب إبنتها ندى بكامل أناقتها و كأنها كانت في حفل زفاف غير آبهة بالمصائب
المتتالية التي حلت بقصر عزالدين
مالت برأسها قليلا لتوشوش في اذن أروى
بهمس:
- هي الولية دي مش ناوية تتهد...و إيه البنفسجي
اللي هي حطاها فوق عينيها دي زي مايكون
واخدة بوكس ...".

همست لها أروى مجيبة ببساطة :
- هي دي مرات عمك دايما فاهمة الموضة غلط...
بقلك إيه إنت مش ملاحظة إنها هتاكل المزة الألمانية بعنيها اللي تندب فيهم رصاصة دي ".

هزت إنجي رأسها بإيجاب فهي الأخرى قد لاحظت
نظرات إلهام المسلطة على  سيلين :
-أيوا...

أروى باقتراح : انا هقول لجوزها ياخذها
لشيخ يرقيها حاكم مرات عمك دي عليها
عين تفلق الحجر و البنت ياعيني بسكوتة
بالفراولة...مش حمل بصة واحدة".

كتمت إنجي ضحكتها ثم حولت نظراتها نحو
سيلين التي كانت تجلس مقابلها بجانب سيف
الذي كان يحيط خصرها دون خجل أمام الجميع
رغم محاولاتها الفاشلة في إقناعه بتركها....
إبتسمت بشرود و هي تتذكر هشام لو لم ترفضه
لكانت الان مثلها  تنعم بدلاله و إهتمامه كما
في الماضي...الوحيد الذي كان سيهون عليها
صعوبة أيامها هذه لو كان بجانبها...

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن