الفصل الثاني

7.2K 164 2
                                    

الفصل الثاني من رواية هوس من أول نظرة

مضت أكثر سبعة أشهر على وجود سيلين
في عملها الجديد كبائعة في إحدى المولات
الكبيرة في برلين....تعرفت على زملائها الجدد
و لكنها كانت تفضل ان تكون وحيدة طوال
الوقت....
رغم إبتسامتها الدائمة التي كانت نرسمها على
وجهها لتستطيع القيام بعملها على أكمل وجه
إلا انها كانت تخفي حزنها الكببر في قلبها
بسبب أوضاع حياتها التي كانت تتدهور يوما
بعد يوما....
أكملت عملها على الساعة الثامنة مساء
ثم توجهت إلى محطة القطارات حتى
تستقل القطار المتوجه نحو الحي الذي
تقطن فيه... لفت سترتها الجلدية حول جسدها
بسبب برودة طقس شهر سبتمبر اول أشهر
الخريف قبل أن تجلس على احد المقاعد...
نظرت للشاشة العملاقة التي تعرض مواعيد
قدوم و إنطلاق القطارات لتجد ان قطارها
سيصل بعد دقيقتين....
بعد نصف ساعة كانت تقف أمام باب منزلها
تبحث عن المفاتيح في حقيبتها...فتحت الباب
ثم دلفت لتجد والدتها عافية على الاريكة
كعادتها تنتظر مجيئها...تقدمت نحوها بعد أن
رمت حقيبتها جانبا ثم بدأت في إيقاظها
بهدوء حتى لا تفزع....

:"مامي... إصحى حبيبي انا جيت...".

فتحت هدى عينيها ببطئ لتجد طفلتها الصغيرة
تقف أمامها... تنهدت بارتياح قبل أن تمسح
وجهها المتعب قائلة :"إنت جيتي يا حبيبتي
الحمد لله... كنت مستنياكي بس الظاهر إني
نمت مكاني... تعالي إغسلي إيديكي و انا
ححط الاكل على السفرة عشان نتعشى سوى ".

سيلين بعتاب و هي تتوجه نحو الحمام لتغسل
يديها :"مينفاش (مينفعش) كده يامامي مكانش لازم
تتعب نفسك كنا طلبنا بيتزا من برا ا اي
حاجة ليه تطبخ ".

هدى :" و هو زحنا كل يوم حنقضيها اكل شوارع
و بعدين انا مش بتعب و لاحاجة....انا طول
النهار قاعدة لوحدي زهقانة و مش بعمل
حاجة... بفكر فيكي يابنتي و ببقى مرعوبة
كل ما ييجي الدنيا تظلم و إنت بتبقي برا
أنا خايفة عليكي مش كفاية مستقبلك اللي
ضاع بعد ما سبتي جامعتك... ".

خرجت سيلين بعد أن نشفت يديها و هي
تلوي شفتيها بامتعاض من حديث والدتها
الذي إعتادت على سماعه كل مساء تقريبا
جلست على كرسيها و هي تقول :" مام
ليه دايما نفس الكلام...حضرتك عاوزانا
نعمل إيه مافيش حل غير إني أسيب جامعة
و اشوف شغل....أكملت بالالمانية :" أبي رحل
و أنت مريضة لاتستطعين متابعة عملك..نحن
في بلد غريب و لا أحد سيشفق علينا...لم يكن
أمامي اي حل يجب أن اخرج للعمل حتى أجلب
النقود... من أين سنأتي بثمن الاكل و الدواء
و فواتير الماء و الكهرباء و غيرها... نحمد الله
أن المنزل ملكنا و إلا كنا الان مشردون في
الشوارع.... ".

رمقتها هدى بتردد قبل أن تهتف بنبرة منخفضة
:" خلينا نرجع مصر يا بنتي كفاية مرمطة هنا ".

سيلين بغضب :" أمي...تعلمين رأيي في هذا
الموضوع لن اذهب لتلك البلاد رواية بقلمي ياسمسم عزيز ... أكرهها و أكره
المصريين جميعا ". قالتها بغل و هي تكز على
أسنانها بغضب عندما تذكرت سيف المصري
الذي كان سببا في طردها من عملها....

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now