الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)

3.5K 89 1
                                    

الفصل الثامن و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

بعد مرور ثلاثة أشهر.....

دفعت باب الكوخ ببطئ و هي تجر حقيبتها
خلفها.. اسندتها على الحائط بجانب الباب
ثم دلفت للداخل تبحث عنه.. وجدته كعادته
يجلس على كرسيه المتحرك أمام تلك النافذة
البلورية الكبيرة يراقب تلك البحيرة بشرود..

إقتربت منه لتحتضنه من الخلف هامسة
بحنو:"وحشتني اوي...".

شعرت بتصلب جسده إثر لمستها له لكن مع ذلك فقد
ظل جامدا لا يعيرها أي إهتمام رغم أنه تفاجئ
من وجودها....

أضافت و هي مازلت تحتضنه :" بقلك وحشتني...

بعد ثوان من الصمت نطق اخيرا بعد أن كادت
تيأس من جوابه :" جاية إيه ؟؟

تنهدت بصوت مسموع و هي تدور حوله لتصبح
أمامه...ركعت على ركبتيها تتأمل بلهفة ملامح وجهه
الوسيمة رغم ذبوله و حزنه قائلة :"جيت علشان
اشوف جوزي...

حرك رأسه لليسار حتى لا ينظر لها قائلا بجمود
:"يومين وورقة طلاقك هتوصلك عشان زي ما إنت شايفة حالتي انا خلاص ما... تنهد و هو يغير وجهة كلامه ليكمل تقدري تروحي دلوقتي ....

وضعت يديها على يديه الذي كان يسندهما على
ذراعي كرسيه مردفة بنبرة منزعجة:" بس انا مش موافقة على الطلاق ...و هقعد معاك هنا يعني لازم تتعود على وجودي عشان مفيش قدامك حل غير داه..

نظر نحوها بتعجب لتقاطعه قائلة :" لا متستغربش إنت اللي خليتني مجنونة كده..ااه و نسيت اقلك
أنا.... حامل ".

قالتها و هي تقف من مكانها مخفية إبتسامتها الخبيثة لتتوجه نحو المطبخ حتى تعد شيئا تأكله
أما هو فبقي مصدوما في مكانه ينظر في اثرها
بذهول...فتح فمه عدة مرات محاولا التحدث
لكنه لم يستطع من شدة صدمته... تلك المجنونة
لقد غادرت بعد أن فجرت قنبلة في وجهه...

ضغط على الزر ليتحرك كرسيه للداخل و يتبعها
وجدها تقف أمام الثلاجة تختار بعض المواد
لتبدأ في الطبخ....

تردد هشام  عدة مرات قبل أن يتحدث بصوت
متحجرش يدل على أنه لم يتحدث منذ
وقت طويل :
- مين اللي قلك على مكاني ".

رمقته بنظرة سريعة قبل أن تعود لتكمل
ما تفعله و هي تجيبه :
- هيكون مين غيره... سيف طبعا، أنا فضلت
ازن عليه لغاية ما وافق".

أخذت بعض الخضر و شرائح اللحم
ثم وضعتهم على الطاولة التي تنتصف
المطبخ و هي تضيف :
- بصراحة هو مرضيش يقلي بس سيلين
هي اللي ساعدتني... و إنت عارف بقى هو
ميقدرش يرفضلها طلب...

أخذت السكين و بدأت في تقطيع الخضر
دون أن تتوقف عن الشكوى و تصف له
كم إن سيلين محظوظة لأن لديها زوج
متفهم كسيف...قاطعها و هو يسير بكرسيه
نحوها :
- إنت...بجد حامل ".
وضعت السكين من يدها و مسحت يدها
بالمنديل قبل أن تلتف له حتى
أصبحا متقابلين : أيوا...في الشهر الثالث
عرفت لما إنت كنت في المستشفى بس
مقدرتش أقلك...و لما إنت بعدت و سبتني
انا مقدرتش أقعد لوحدي،صالح و فريد
لو عرفوا هيقتلوني....إنت مشفتش صالح
بعد ما خف بقى إزاي ".

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن