أسطورة الجبل الميت !

Bởi s_rx1900

615K 11.6K 5K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... Xem Thêm

٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

1

56.4K 542 146
Bởi s_rx1900

التراث ، التاريخ ، المجد ، ندور في هذي الحُقبة بين تواريخها وامجادها وقصصها ، نبحر بتاريخها العتيق للمغيب ، نروي اعذب القصص و قضايا العرب ..
- في الماضي ،
- قرية المسارح - سوق الحرير
في تلك الحُقبة كان اعظم سوق في تلك الارض الجنوبية ، سوق كبييير وسيع فيه من خيرات الدنيا كثير ، بياعين الحرير والقماش والقطن ، بياعين العبايات والخمار ، بياعين الذهب والفضة ، بياعين القهوة والبخور ، بياعين الخيول العربيه الاصيلة والمواشي ، والكثير الكثير من خير الله ورزقه عليهم ..
: تفضلي ياخاله عيني على هالقهوة البُن العربي فياح يكيف برأس
: عندنا أقمشة تونسيه ، عراقية من غير الاصيل مانبيع
والكثير من العبارات التي كانت تنرمي على نساء القرية المارين بينهم ،
: حيّ الله العمدة ، يا مرحبا بابو النوارس ، طاب صباحك يا طيب القلبّ
القيت تلك العبارات على شيخ القرية وعمدتها ابو النوارس ومالقب بلقب " ابو النوارس " الا ان الله رزقه سته اولاد ولا بنات له ،  وزوجته آسيا حامل وكل مُناه ان يرزقه الله بفتاة تصُب عليه الرحمة والخير والرضا ..
اتسع مبسمه ابو النوارس والي كان اسمه بالاساس
"مهدي" وتقدم يلقي بانظارها على دكاكينه ومحلاته وتجارته وهو يردف باتساع محدث العاملين : الله يرضى عليكم ويفتح لكم ابواب رزقه
اتسعت ابتسامته وهو يقلب مسبحته السوداء ذات خيوط ذهبيه بين يديه ، بثوبه الابيض الاصيل وعمامة رأسه الملتفه حول جبينه ، يغزو شعره بياض مع خصلاته السود يمتلك عينان واسعتان كسماء سوداوتين كالليل بتجاعيد وجه ممتده الا ان كبره لم يقلل من مكانته وقوته وحدته ، ورغم الرحمه المصبوبه بقلبه الا انه يظهر قسوة وشّدة قوية يرتعب عند ذكر اسمه العرب ، كان سبب اتساع ابتسامته هي رؤيته لشيخ القرية "مصطفى"
  ذاك الشيخ البشوش طويل اللحية البيضاء والي كان طالع من المسجد بعد ان انهاء قرأت كتاب الله وبيده يلف مسبحته ابتسم باتساع وهو يسمع ترحيب ابو النوارس له بقوله : صبحك الله بخيره ياشيخ
كيف انه عدل الشيخ طاقيته وهو يتقدم له بابتسامة مردفًا : وصبحك الله برضاه ورضوانه ، واردف مكملاً بمزاح : علامه وجهك اليوم بشوش بزيادة
ابتسم ابو النوارس وهو يردف بعد ان تذكر زوجته آسيا الي تركها مع حكيمة القرية " ام بهجة " بعد ان أكدت له ان ولادتها اليوم ، اكمل : ادعى يشيخ ان الله يسهل ولادة ام زهير ويرزقني ضنى بصحته وعافيته
كيف تهلهل الفرح في وجه الشيخ مصطفى وهو يرفع يدينه عاليًا داعيًا بطهر قلب لها

رجع ببصره يلتفت على السوق الي عج بالناس والاصوات والاطفال والضحك والركض والبهجة بكل مكان ، وسرعان مافتح يدينه ضاحكًا لاصغر اولاده واحبهم لقلبه واقربهم له " ركُود " والي رغم ان اسمه يميل للهدوء الا انه سبب ازعاج كل اهل القرية بعد ان دفع كرتون برتقال على بياع الخضره وركض لابوه هارب ليستقبله ابو النوارس بحظنه وهو يحدث بياع الخضره ناطقًا : امسحها بوجهي وحقك يوصلك
ليعود ملتفت لولد موبخه بامر اكمل : علامك انت ما تقّر بمكان واحد ؟ مهبول ؟ وبعدين ليه مارحت حلقه القران ولا هارب زي العادة
كيف كان ركُود ضاحكًا بوجه الطاهر الي ورث جمال ابوه بشبابه ولم يرد على كلامه ابوه وعاد مكرر برغبه : يبّه شفت خيل ما شفت لها شبه بالعرب ابيها يبّه نخيتك
كيف عقد ابو النوارس حواجبه باستغراب اردف : وشفتها عند من ؟
ردد ركُود بحماسه ورغبته وشغفه الي شافه فيها : مع عمي ابو العز صغير جابته امه من كم يوم ابيّه يبّه
كيف اشار ابو النوارس برأسه مجيبه واردف : عين من الله خير ، وسرعان ماضربه بخفه ومزاح اكمل : روح للحلقة لا اشوفك مزعج حد من اهالي القريه ولا علقتك باعلى هالشجرة حتى تغرب الشمس
ركض ركُود امام انظاره فرحًا لانه عارفه ان ابوه ماراح يخلي شي بخاطره ابداً ، باللحظة الي التفت ابو النوارس على ولده زهير الي كان بكره وفتح دكانه وتقدم له وهو ينطق لراعي العسل الي بدأ يُصب صفاء ونقاء النحل بعلبه وقبل ان ينطق توقفت خطواته وانظاره اتجهت لصبيّه الي تركض باتجاه وبفرح تردف : البشرة ياعمدة البشرة
كيف التفت لها والي ماكنت الا بنت واحد من اهالي القرية اردف بابتسامة : سمّي يا بنتي وش صاير ؟
كيف حنت لركبتها تلتقط أنفاسها بعجلة حتى رفعت رأسها بابتسامتها وعلو انفاسها نطقت : الحكيمة ام بهجة تقولك اذبح الذبيحة اعطاك الله بنّية مثل فلقة القمر
كيف تهلهل الفرح في وجه مستبشرًا مبتهجًا بعد هذي السنين من الشّدة اعطاه الله حناناً ، التفت لاهل القرية وهو يرفع يدينه عاليًا ناطقًا : ياهل المسارح رزق عمدتكم ببنّية ثلاث ايام بلياليها فطوركم وغداكم وعشاءكم عندي وكل من دخل القهوة اخذ منها حلالًا ولا يدفع نصف هلله ،زهيير اذبح الذبايح
كيف انتشر الفرح بالمكان وانارت الانوار واقرعت الطبول والبهجة اعلان على قدوم بنت عمدتهم والي بتاخذ اكبر مكان بقلوب اهالي القرية ..

دخل بيته يحمل افراحه ولم تهدأ انفاسه حتى وضع بين يديه تلك الروح الصغيره والي تأملها وتأمل حسنها وجمالها حتى وهي مازالت في مهدها ردد الاذان فيها وهو ينطق بعدها : قمر ! أسميتها قمر الزمان !
وكان مقصده فيها انها مثل القمر الي انار اسوار القرية والي حل عليه بعد طول الليالي وسوادها ،
حتى التفت يمينه لستة اولاد الي امامه والي كلهم متشفقين لحمل اختهم ونور دربهم ، من كبيرهم زهير يليه عيد ثم مروان  ثم قصي ثم مؤيد واخرهم ركُود ،
حتى رفع ابنته امام انظارهم ضاحكًا مردفًا : جاكم قمر بعد طول الليالي
كيف اجتمعوا حوله بفرح وسرور وهم يتاملونها ببهجة حتى رفع انظاره لزوجته آسيا والي كانت شديدة الحسن والجمال والطهر ووقت تأمل لمعة عيناها التي فتنته منذ سنين أدرك ان الله رزقه بمثل زوجته وشبيهتها ..
-
في القرية المجاورة والي كانت بجانب قرية المسارح وآنسيتها في لياليها وصبحها " قرية العود " كان عمدتها ابو العز نفسه الي طلب ركُود من ابيه يشتري واحدة من خيوله ، كان ابو العز و ابو النوارس يضرب فيهم المثل لصحبه والاخوة الي اصبح كل العرب يعرفونها من قوتها وشدتها ، وها هو ابو العز يساعد رجاله لاخذ الذبايح لقرية المسارح بمناسبه قدوم بنت لصاحبه واخوه ابو النوارس ، كيف كان ابو العز يشرف على الذبيحة حتى انهى تركيز ركض واحد من الرجال وهو ينطق بين علو انفاسه : وضاح يا عمدة وضاح
كيف التفت ابو العز له برعب وخوف من ان يصيب صاحب هالاسم اذى : علامه !
كيف التقطت انفاسه حتى اردف : ركب خيله وراح بين هالجبال ولا سمع مني انها جبال تميته
كيف مسح على وجهه بغضب وهو يردف بعد ان تقدم مع مجموعه من رجال قريته : بيهبل فيني هالولد مابقى فيني عقل جيبوه لا يضيع بين هالجبال
كان ابو العز والي إسمه أساسًا " مجاهد " رزقه الله ثلاث اولاد وثلاث بنات ، الكبير فواز يليه فيصل اما اصغرهم والي كان بنفس عمر ركُود كان " وضاح " ذاك الصبي الي سبب ثلاث ارباع مشاكل القرية بطيشه وتهوره وبسبب حبهم الشديد له يستقبلون اذاه برحابّة صدر ، كان يركب خياله ويروح للجبال الي تحيط بالقريتين لان الأساطير والحكايات الي تتداول عن اسرار بهالجيال تثير فضول ذاك الطفل الذي اعطاه الله قلب قوي وشجاعة اكبر من عمره ، ومثل العادة تجمع اهالي القرية بحثًا عنه ولكن ماكان في حد يقدر يجيبه ويعرف مكانه ، الا شخص واحد ، وهو اخوه " فيصل " والي كان دائماً يجيبه من بين الجبال ويرجعه وهو بحضنه .. اما البنات كانت حسناء و ثنوى و اصغرهم حور ، بعد الاولاد رزقه الله بهم ، ومثل مايعرف اهالي القريتين ان حسناء لقصي بسبب حبه لها منذ طفولتها ..


في الليل ..
تجمع القريتين في خيمة ابو النوارس الي انتشر من جوانبها البخور والقهوة والطيب والكرم والجود والبهجة ،
كيف كان ابو النوارس ببشته على رأس الخيمة بجانبه ابو العز ببشته وعمامته ومن حولهم اولادهم ورجال القرية وشبابها وكبارها والضحك منتشر بينهم ، نطق ابو النوارس محدث صاحبه : ركُود من الصبح يهوجس بخيل معك يقول توه مولود يبيه بكم تبيعه له وتنجيني من اصراره وعناده
كيف التفت ابو العز له بملامح غضب بوجه مكملًا بعدها : افا تشتري لولدي ! ركُود و وضاح بنفس المكانه هو ياشر بس على الي يبيه ويبشر
كيف ابتسم ابو النوارس وهو يطبطب على اكتافه : اصيل يابو العز اصيل
في اللحظة الي التفتوا كلهم على صوت صهيل الخيل العالي والي كانت خيلين تركض امامهم واحده يركبها وضاح والثانيه ركُود حتى تنهدا من هالاثنين باللحظه الي نطق ابو النوارس بفقدان امل : يا ياخذون عقلي يا ياخذون عقلك هالاثنين مامنهم صلاح
ليتنهد ابو العز وهو يشير لهم ناطقًا : قصي فيصل قوموا الحقوا اخوانكم لا يضيعون بهاليالي
-
عدت السنين وسنه ورى سنه ورى سنه حتى وصل عمر قمر خمس سنوات ، خمس سنوات من العيش حياة الاميرات بين اهالي القرية الي اغرموا فيها واحبوها مثل بنتهم واشد ، الا ان التعب ازداد على امها منذ خمس سنوات وبعد ولادتها الى ان انتهى بها العُمر طريحة الفراش وثم انتقلت الى رحمة الله ،
ردد الشيخ مصطفى من فوق مسجد القرية : يا اهالي قرية المسارح ، يا اهالي قرية المسارح ، انتقلت الي رحمة الله زوجة عمدتكم ام زهير ، اسيا بنت المؤمن
رحمها الله واسكنها فسيح جناته ..
غيم الحزن على عين ابو النوارس بعد فقدان زوجته وحبيته وأنيسه رحلته ، ومرت ليالي العزاء بسوداويه عليه قضاها وهو يحتضن ابنته ذات الشعر الأسود الطويل والجمال الطاهر الي ورثته عن امها ..


العمر يمضي وتمضي معه الحياة ، ومهما حزن الانسان في نهاية عمره يرضى بقدره ،وسنه تتبعها سنه ولا يزداد فيها جمالًا الا وجه قمر ، او المليحة كما يلقبها اهالي القرية ، في سوق الحرير وبين اهالي القرية وخيرها كانت تمشي وكان الارض لها وهي تلعب بشعرها بفرح تحت تراحيب اهل القرية وعباراتهم ، جلست مثل عادتها تلعب ببيوت الطين مع بنات عماتها وبنت عمها ، كانت تملك عمتين ،  عمتها نوال وبنتها الوحيدة " عناق "
وعمتها وردة معها بنت و ولد "   ربى و عبدالعزيز"
وعمها منصور وبنته " شهلاء "
كان اقربهم لقلبها عناق وتحبها جداً ومثل عادتهم الدائمه ولعبهم الطفولي ، بيوت الطين في منتصف القرية حتى تكون امام عين والدها الي يخاف عليها من نسمه الريح اذا هبت ..
وقت ركضت لابوها ويدها يملأها التراب وقفت امامه ليرفع يده يزيح شعرها عن وجهها كررت بعدها بحماس : يبّه ابي بناجل مع العم صالح البسها مثل عمتي نوال و وردة
كيف تراكمت ضحكات ابو النوارس على طلبها ليشير على عيونه مردفًا : من هالعين قبل هالعين وناخذ لك فستان لزواج اخوك تصيري اميرة بين البنات
كيف ابتسمت بحماس وهي تعود لركض وكانت في عمر الثامنه وريعان الطفولة ..
-
في الجانب الاخر
عند حسناء الي كان زواجها نهايه الاسبوع ورغم انها في عمر صغييير وحييل حييل لا يتصور  الا ان في تلك الحُقبة لم يهتم احدهم بالاعمار وكانت تفوق الفتيات باعمارها ذكاء وجمال كانت تلبس لبس تراثي احمر الون وتلقي خمرتها السوداء من فوق رأسها وتدند اغنيه شعبيه بروقان حتى داهمها ذاك الصوت المبتسم والي كان متخبي من ورى الخيمه لكنه اصدر صوت خلاها تتقدم له بفزع وعتاب نطقت بغضب : قصي !
كيف اتسعت ابتسامته وهو يرفع شماغه الي لافه مثل العمامه ويبعده عن عينه بعد ان سقط بسبب ركضه ليردف بعدها بمزاح وهو يضخم صوته : يامرحبا بزوجة قصي !
كيف كانت تكتم ضحكتها من تصرفه لان في حقيقة الامر كلهم مازالوا صغار ولكن الحب اكبر منهم نطقت بعدها : لو يلمحك حد الحين باصير ارملة
كيف ابتسم وهو يتأمل عينها الناعستان بحب طفوله كبر وتعشعش بجوفه : ما تترملين وبعدي ماسهرت مع الناعستان ليلة !
كيف انها ابتسمت باتساع امام حديثه وعبق كلامه حتى نطقت بعد مالمحت حد جاي : روح روح قبل لا يشوف زولك حد
وبينما هو غارق بتأملها صحي من هزها له ليتراجع للخلف بعجله وسرعان ماصطدم بجسد ليرفع راسه عاليًا عقد حاجبيه بعدها لينطق باستغراب : ركُود !
كيف ضيق ركُود عيناه يتأمل وتره ورغم انه عارف كل شي والي بينه وبين حسناء لكنه استمر بمضايقته وقت اردف : وش تبلبل به هنا ها ؟ ليكون من ورى هالخيم تتخلى ببنت ابو العز ياويل ليلك ويله
لينطق بعدها قصي متظاهر بالغضب منه : ماعلموك تحترم اخوك الكبير ولا ماغير تراكض بهالجبال ونسيت الادب
اردف بعدها ركُود كاتمًا ضحكته وهو يعدل شماغه ويلفه حول شعره : لا هالمره انت الي بتحترمني بعد سواتك وافعالك الي تسود الوجه
ماكمل جملته حتى نطقت حسناء الي كانت بين الخيمة تكلمه من الخلف تدافع عن قصي : لا تهدده لا اعلمه الي بينك وبين ثنوى
كيف عقد قصي حاجبيه وهو يراقب ملامح ركُود الي تغيرت ليكمل : وش بينك وبين بنت ابو العز ثنوى ها ؟
كيف عقد ركُود حاجبيه باستغراب وانكار اردف : ليه ابو العز عنده بنت اسمها ثنوى ؟ مادريت
كيف تقدم قصي باللحظه الي تراجع فيها ركُود لينطق بعدها بلذة انتصار : وانا اقول علامك بقرية العود تلوي ذيلك حسبتك تبي وضاح طلع الصغير مب هين يا عاشق ليله
باللحظه الي ركض ركُود ضاحكًا لخيله يتبعه قصي الي كان هذا انتصاره انه مسك عليه شي ..


نرجع للاحداث للورى عند ركُود الي كان فوق خيله راكضاً باعلى سرعته ومنتشر صهيل خيله الكاسر بالمكان ، توقف عند البئر وهو يتألم تلك الي رابطه بخاصرتها وتنقل الماء لينتشر ليل شعرها من حولها وما ان سمعت صهيل الخيل حتى رفعت خمارها فوق راسها حتى عرفت انه أسير قلبها اتسع مبسمها وهي تتأمله وهو يتقدم لها بعد ان نزل من الكاسر ومشي مع خيله لها يعدل عمامته ، كان عارف انها ماتحب الخيول بسبب ذا تقدم بخيله ممازحها حتى ابتعدت وهي تمشي ورى البئر وتنطق بغضب : ركُود قلت لك لا تقربه !
كيف ابتسم وهو يطمنها ويحاول يكسر خوفها من ركوبه : معي مايصير لك شي وانا ركُود ! جربي بس
كيف كانت تشير رأسها برفض وهي تبتعد عنه : ابعده عني لا احلف ماكلمك ثاني ،
اتسع ابتسامته من خوفها الي لمع بعيونها ترك الخيل وهو يمشي لها باللحظه الي امسك معصم يدها ردد بعدها : مايصير لك شي و رب محمد بس جربي ولا تبي العرب تقول ركُود ابن الخيل ياخذ وحده تكره الخيل !
كيف تنهدت وهي تشير برفض مردفه : ماكره والله بس اخاف اركبه ويصير مثل بنت عمتي الي طاحت منه
اشار برفض وهم يمشي معها وسرعان ما رفعها بسرعه حتى تركب الخيل كيف شدت على يده وقت استوعبت انها ركبته لتتمسك بسرج الخيل ابتسم وهو يمشي بالخيل وهي فوقه ناطقًا : افتحي عيونك ماصار لك شي
وبالفعل أدركت انها بخير مو لانها فوق الخيل لا لان ركُود معها وهذا مصدر طمأنينتها ، ابتسم وهو يتأملها مثل عادته هدوءها وغموضها كان سبب غرامه بها كيف كان ماسك الخيل من حباله ويمشي به وهو يشوفها كيف تحرك يدها بشعر الكاسر تحاول تتعود عليه حتى نطق بعدها : مع مؤيد ولا فيصل ؟
كيف ابتسمت وهي تتذكر ان في مسابقه خيول بين عيال ابو العز وعيال ابو النوارس مثل كل مره ، حتى نطقت بحماس : فيصل
لان فيصل اخوها وهذا اكيد خيارها الي بتختاره الا ان ركُود نطق بثقة في اخوه : بياخذها مؤيد
ابتسمت وقبل ان تنطق بشي تذكرت انها راحت تجيب ماء لترفع يدها لركُود وتنطق بعجله : نزلني نسيت اجيب الماء لامي
اتسع مبسمه وهو يرفعها منزلها حتى ركضت ليتقدم معها وهو يحمل الماء عوضًا عنها نطقت : انا بكمل لا يشوفك حد
اردف بعدها وهو يمشي لقدام : نص الطريق بس بعدين كلهم عند وضاح محد هنا الحين
وما ان وصلها واعطاها الماء التقى بعدها باخوه الي كان عند حسناء ..

كان الحياة تعم فيهم بفرح وبهجة ، ظن الجميع ان الحياه ستستمر في الابتسامة لهم لم تعرف عواقبها  ولا نهاياتها ، حول النار وجلسه شبابيه تضمهم على رأسهم وضاح و ركُود و راجد و مؤيد وفيصل كانوا الاربعه مصدر قوة القريتين وصحبتهم ينضرب فيها الأمثال من قوتها وجمالها وحولهم عيال عم وضاح " حمزة و صفوان "
والحديث بينهم يسلك مسلك الوادي باكواب الشاي والحقبة الزمنيه تلك بعبقها وجمالها ..
-
مرت الايام وتزوج قصي حسناء في اجمل زواج جمع القريتين ابن عمدة المسارح وبنت عمدة العود ، واجتمع العرب في سقف هذي المناسبه يهنونهم وفرحين لهم في العزايم التي لم يشهدوا مثلها ومثل كرمهم قط ..
كان حُبه لها طاهر ونقي لقى في عيونها طفولته وشبابه وكهولته ومن شّده حبه كان كل اهالي القريتين يدرون عنه ، ماتوقع بيوم يجي عنده ابوه ويقوله " تزوجها " وخصوصاً انه مازال في عمر لا يعتبر كبير لكنه رضى بتحمل مسؤولية الزواج دامه منها ودام بعيش عمره معها ، كيف كان يتأملها بفستانها الابيض البسيط وشعرها المنتشر حولها بطوله وكثافته ونعومته بوجهها الطاهر الصافي وابتسامتها الطفوليه ، كانوا اطفال وعلى عاتقهم وضعت امانه ومسؤوليه تفوقهم ، كانوا يظنون ان زواجها يعني بقائهم مع بعض وهذا اقصى امنياتهم ، بسبب ذا تجاهلوا كل شيء ممكن يكون على شرف ان يحضى بليلة امام عيناها ، كيف تقدم لها وهو يتأملها ويتأمل جمالها حتى نطق بعد تنهيداته وهو المعروف بعذب لسانه  : قالوا العرب ان المرء ياخذ من اسمه نصيب بس ماهقيت انه ممكن ياخذ اكثر من نصيبه ، كان ممكن تكوني حسناء وبس ماتعدي حدود الجمال بهطريقة !
كيف احمرت وجنتها خجلًا وحياء وكان الرد الوحيد منها كل مالقى عليها غزله هو قول اسمه متظاهره بالغضب من الشّد بحروفه : قُصِي !
كيف اتسعت ابتسامته وهي يردف بين ضحكاته : قصي ايش ماعد به شي يخاف منه قصي دام انتِ معه ..

العمر يمضي وتمضي الايام ، بعد شهر وتحديدًا يوم سباق الخيول ، هذا سباق معروف بين المنطقه تقيمه القريتين دائماً ويبدأ من مجموعه كبيره حتى ينتهي برجلين يتسابقون فيه ، واخر من بقي فيها كانا " فيصل ولد ابو العز  " " مؤيد ولد ابو النوارس "
كانوا يستقبلون الفائز برحابة صدر من غير اي عتاب ولا زعل ، وقف بينهم الحكم قبل ان يعلن البداية التي تتطلب ركضهم فوق خيولهم واكمال دوره كامله حول الجبل وعودته ثاني ، كان فيصل و مؤيد اصحاب وليست مجرد صُحبه بل اخوة واشد واقوى ، وقت نطق فيصل بابتسامه : فزت انا او انت بعتبر نفسي فايز
حتى اكمل مؤيد باتساع : كلنا واحد
واعلن الحكم بداية سباقهم لينتشر صهيل خيولهم بالمكان والرمل اثر ركضه بكل قوته ، تحت اصوات اهالي القرية ورجالها المتفرجين ،
بينما وضاح و ركُود واقفين يحاولون يشوفوهم بعد ان ابتعدوا عنهم نطق وضاح بثقه باخوه :بياخذها فيصل متاكد
حتى اردف ركُود وهو يراقب الممر : لا ترفع سقف امالك الفوز لمؤيد
مرت دقيقة تتبعها دقيقة ووقت طويل على قلوبهم وحماسهم وشغفهم حتى بان لهم الخيول الراكضه امامهم مقتربه منهم والي كان اولها فيصل حتى صرخ وضاح بحماس : قداممم اسرعع اسرعع
وتهاتفت الاصوات والاحتفالات والصراخ والتشجيعات وكان الفارق بين مؤيد وفيصل بسيط وجداً الا ان فيصل يعتبر الاول ، كلن منهم يضرب سرج خيله ليسرع اكثر ويعلو صوت صهيل خيله، وقبل ان يبلغوا الفوز وقبل ان ينتصر فيصل ، اخترقت صفوف الجماهير ، وطريق طويل تلك الرصاصة الي مرت بين الكل حتى وصلت منتصف صدر فيصل ! وذاك الصوت الذي ثقب اذانيهم وانتشر صراخهم بفزع ، وانتصر مؤيد باللحظه الي حاول ايقاف الخيل وهو يصرخ بفزع : فيييصصصصصل !!
لكن صراخ وضاح وابو العز فاق صراخه وركضهم بعد ان سقط الخيل وسقط فيصل وانتشرت دمائه وهو يحاول التقاط انفاسه حتى اخر نفس طلعت معه روحه لرب الارواح تعلن موته وهو بعز شبابه بكل غموض ..

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

803K 46.7K 65
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
869K 38.5K 29
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
5.7M 45.4K 83
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )
1.3M 59.6K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝