الأميرة و الجني

By min0550

37.9K 3.8K 1.6K

رواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة... More

. مقدمة .
. ملخص حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان من كتاب الألف ليلة و ليلة .
. الخريطة .
. صور الشخصيات .
. الفصل الأول .
. الفصل الثاني .
. الفصل الثالث .
. الفصل الرابع .
. الفصل الخامس .
. الفصل السادس .
. الفصل السابع .
. الفصل الثامن .
. الفصل التاسع .
. الفصل العاشر .
. الفصل الحادي عشر .
. الفصل الثاني عشر .
. الفصل الثالث عشر .
. الفصل الرابع عشر .
. الفصل الخامس عشر .
. الفصل السادس عشر .
. الفصل السابع عشر .
. الفصل الثامن عشر .
. الفصل التاسع عشر .
. الفصل العشرون .
. الفصل الواحد و العشرون .
. الفصل الثاني و العشرون .
. الفصل الثالث و العشرون .
. الفصل الرابع و العشرون .
. الفصل الخامس و العشرون .
. الفصل السادس و العشرون .
. الفصل السابع و العشرون .
. الفصل الثامن و العشرون .
. الفصل التاسع و العشرون .
. الفصل الثلاثون .
. الفصل الواحد و الثلاثون .
. الفصل الثاني و الثلاثين .
. الفصل الثالث و الثلاثون .
. الفصل الرابع و الثلاثون .
. الفصل الخامس و الثلاثون .
. الفصل السادس و الثلاثون .
. الفصل السابع و الثلاثون .
. الفصل التاسع و الثلاثون .
. الفصل الأربعون . و الأخير .

. الفصل الثامن و الثلاثون .

508 72 31
By min0550


و هي في غرفتها، غيرت ملابسها بثوب خفيف مريح، صففت شعرها المسدول، ثم أعدّت فراشها.

كانت على وشك الإستلقاء عندما سمعت طرقا، فقامت عن مكانها مستغربة، ثم أسرعت نحو الباب. فتحته فوجدت تاج يقف أمامها، في ثياب النوم، و يحمل وسادته بين ذراعيه.

نقلت نظراتها بين وسادته و عينيه قبل أن تستفهم وهي تعقد حاجبيها قليلا،
- ماذا تفعله أنت و وسادتك هنا في هذا الوقت؟

تبسم لها ابتسامة صغيرة،
- هل لي بالدخول؟

هزت رأسها موافقة ثم أفسحت له الطريق، فدخل.
أغلقت الباب خلفهما.
- ماذا هناك؟
- هل لي بالنوم هنا؟

رفعت حاجبيها في ذهول و إتسعت عيناها قليلا،
- تنام.. هنا؟!

إكتفى بإيماءة، فأشاحت ببصرها في إرتباك، ثم نظفت حلقها قبل أن تقول،
- لا يمكنك.. ذلك يا تاج!
- لماذا؟

ألقت نظرة سريعة على تعابيره المتسائلة، ثم أسرعت و أمسكت بذراعه لتقوده بإتجاه الباب.
- أ جننت؟ ماذا سيقول عنا أهلك و سكان القصر؟

سحب ذراعه إليه، فجعلها تستدير. رمقها بنظرة أشبه بنظرة طفل منزعج.
- لا أستطيع النوم وحدي بعد كل ما حدث. كما أنني سأغادر غدا يا وردة. سأغادر و لا أعلم متى سأعود. لذلك أريد قضاء الليلة معك!

رفعت كفيها و مسحت بهما وجهها، ثم أبقتهما على شفتيها و كأنها تخفيهما، وهي تحدق به في صمت.

خفض بصره لثانية،
- لن أقوم بأي شيء يزعجك! فقط.. أريد أن أتحدث إليك حتى أغفوا و أنام.

افتر ثغرها عن ضحكة صغيرة، ثم تنهدت في استسلام،
- حسنا!

تقدمت نحو سريرها فلحق بها،
- هل أستطيع.. النوم بجانبك؟

التفتت إليه و المفاجأة تعلو محياها، فأسرع و اتجه نحو الأريكة بعد أن أدرك معنى النظرة على وجهها.
- أظنني.. سأنام على الأريكة.

وضع وسادته ثم جلس. تنهد ثم استلقى.
- كان علي أن أحضر غطاء أيضا!

و قبل أن يكمل جملته، وقفت وردة قدميه، ثم رمت غطاء على جسده.
- تصبح على خير.

ثم عادت إلى سريرها، أطفأت المصابيح كلها، ثم جلست تنظر إلى النافذة التي يتسلل منها ضوء القمر الخافت.
التفتت إلى الأريكة حيث يستلقي ثم سألت،
- هل أسدل الستارة على النافذة؟ إن كان الضوء يزعجك؟

ألقى تاج نظرة سريعة على النافذة،
- لا بأس. لا يزعجني الأمر.

تبسمت و هي تراقبه يغطي جسده لمدة. ثم استلقت أخيرا.

خيم الصمت عليهما طويلا، قبل أن تسأله،
- قلت.. إنك تريد أن تتحدث إلي حتى تغفوا.

أجابها متبسما،
- صحيح.

استفهمت و هي تلعب بأصابعها المرتبكة،
- عن ماذا.. تريد أن تتحدث؟
- لا أدري. فقط.. نتحدث.

سكت لبضع ثوان قبل أن يضيف، بصوت هادئ و ابتسامته قد تقلصت،
- سأشتاق إليك.

عضت على شفتها لبرهة قبل أن تقول،
- لن تغيب سوى لبضعة أيام! أ ليس كذلك؟
- ربما. لكنني سأشتاق إليك حتما! أ لن تشتاقي لرؤيتي؟

قالت ضاحكة،
- أ هذا هو الحديث الذي جئت من أجله؟

أجاب بنبرة مازحة،
- ليس هكذا تخيلت حديثنا، لكن لا بأس بهذا!
- و كيف تخيلت حديثنا؟

جلس على الأريكة لمدة قبل أن يجيب،
- أ يمكنني.. أن أتي إليك؟

عقدت حاجبها بعد أن لمحته قاعدا، فجلست بدورها على فراشها، و بين وساداتها، مستفهمة،
- إلى أين؟
- إليك.

ابتلعت ريقها، ثم فتحت شفتيها الحائرتين، لكنه سبقها قائلا،
- إن كان الأمر يزعجك، فلا بأس. لا عليك.
- يمكنك.

أمال رأسه قليلا و هو يحدق بظلها،
- حقا؟

أومأت لعله يلاحظ حركة رأسها،
- حقا.

و في تردد، قام عن مكانه، ثم تقدم نحو فراشها.
و مع كل خطوة يخطوها، تتثاقل أنفاس وردة، شيئا فشيئا. و عندما جلس بجانبها، أخذت نفسا صغيرا مرتعشا، لعلها تستعيد هدوءها.

إلتفتت إليه فتمكنت من رؤية إبتسامته اللطيفة، اقترب منها فشعرت بيديه على جسدها ثم ذراعيه تلثمانها، فبدأ قلبها يرقص بين أضلعها. سحبها إليه ثم إستلقيا معا، ذراعاه تحملانها، بينما كانت يمناها بالقرب من صدرها و يسراها على صدره، و رأسها بين كتفه و عنقه.

ضمها إليه بدفئ ثم همس لها،
- هكذا. نضم بعضنا البعض و نحن نتحدث.

رفعت عينيها إليه،
- و عن ماذا.. كنا نتكلم؟
- لم أكترث لذلك الجزء كثيرا.

افتر ثغرها عن ضحكة هادئة، ثم مسحت على صدره بكفها برقة،
- إذا قضيت وقتك تفكر في هذا؟

أنزل رأسه قليلا، لتتعانق نظراتهما تحت ضوء القمر، ثم توقفت يدها عند قلبه فشعرت بدقاته المتسارعة.
وهما يتبادلان النظرات في صمت، شعرت بصدره يرتفع و ينخفض بسرعة أكبر من ذي قبل. أنزل رأسه إليها قليلا، فلاحظت تثاقل أنفاسه. نقلت بصرها بين عينيه و شفتيه، رفعت رأسها بعض الشيء، ثم يدها إلى عنقه، و سحبته إليها برفق، ثم جعلت ثغرها تلامس ثغره لبرهة، قبل أن تتعانق شفاههما.

أدار جسده إليها، دون أن يكسر قبلتهما، ثم لف ذراعيه حول خصرها، بينما كانت كلتا كفيها تحاوطان وجهه و تتحسسانه برفق. و في لحظة من اللحظات، جعلها تستلقي على ظهرها، و اعتلى جسدها قليلا، و هما لايزالان يتبادلان القبل.
لكن سرعان ما أفلتت شفتاه شفتيها برقة، ليلتقط كلاهما أنفاسه أخيرا.

ابتعد عنها ببطئ، ثم جلس و ابتلع ريقه.
تلعثم هامسا،
- س.. سأذهب.. سأعود.. إلى الأريكة.

جلست بجانبه و هي تلتقط أنفاسها، إقتربت منه قليلا، و طبعت قبلة على خده، ثم همست،
- تصبح على خير.

ثم استلقت مكانها، و أدارت ظهرها له بعد أن غطت جسدها. و هي تنتظر منه أن يتحرك، أغلقت عينيها، و أطبقت شفتيها بإحكام.
شعرت به يعود للإستلقاء بجانبها، فافترت ثغرها عن ابتسامة لبرهة، قبل أن تعض على شفتها.

إلتفت إليها فوجدها لا تتحرك، لا يرى سوى ظهرها. استنشق نفسا، ثم زفر زفرة صغيرة صاحبتها رعشة ضعيفة.
- تصبحين على خير.

ثم أدار ظهره لها كذلك، شفتاه تبتسامان قليلا، و عيناه مغلقتان.

....

فتحت عينيها لتجد نفسها في حضنه و بين ذراعيه. رفعت بصرها إليه فوجدته يتأمل ملامحها و ابتسامة ظريفة تزين محياه.

بادلته بابتسامة خجولة، ثم حاولت الجلوس، لكنه سحبها إلى صدره هامسا،
- فلنبقى هكذا لبعض الوقت.

أزاح خصلات شعرها عن جبينها،
- تبدين ظريفة بشعرك المبعثر هكذا.

ثم طبع قبلة طويلة على جبينها، فأغلقت عينيها، باسمة الثغر، و هي تمسح على صدره برفق.
- يجب أن تعود إلى غرفتك الآن.

أخذ نفسا، ثم أغلق عينيه و هو يحضنها،
- ليس بعد. سأبقى هنا لبعض-

و قبل أن يكمل جملته، قاطعه صوت دقّ على الباب، فاختفى صوته و كأنه إبتلع الكلمات.

أسرع الأميران في الجلوس، ليصدر صوت الدق مجددا.
نظفت وردة حلقها ثم سألت،
- من الطارق؟

أجاب صوت أنثوي هادئ،
- جاريتك يا مولاتي.

ثم سألت،
- هل لي بالدخول؟

أسرعت وردة في دفع تاج خارج السرير و هي تردد،
- هيا اختبئ. اختبئ.

قام عن الفراش و هو في حيرة من أمره، فأشارت له إلى الأسفل.
أسرع تاج و استلقى على الأرض بجانب السرير، لتأذن وردة أخيرا للجارية بالدخول.

دخلت الخادمة بعد أن انحنت لسيدتها و ألقت التحية عليها. تقدمت نحو الأرائك و وضعت عليها ملابس نظيفة مطوية.
ثم استدارت نحو الأميرة،
- الفطور جاهز يا مولاتي.

تبسمت وردة لكن الإرتباك لايزال يغلب على تعابير وجهها، ثم أومأت إيماءة سريعة،
- شكرا لك. سأغير ملابسي و أنزل لتناول الفطور.

ثم أشرت إلى الباب،
- يمكنك الذهاب الآن.

انحنت الجارية احتراما، ثم غادرت و أغلقت الباب خلفها.
أسرعت وردة في الوقوف، ليقوم تاج من مكانه أيضا. أمسكت بذراعه ثم قادته نحو الباب.

- وردة! مهلا!
- يجب أن تعود إلى غرفتك الآن!

فتحت أحد المصرعين، ثم طلت برأسها فلم تجد أحدا. التفتت إلى الأمير الواقف خلفها، ثم سحبته من معصمه.
- لا أريد أن يسيء أحد فهم الموقف.

افتر ثغره عن ضحكة صامته، و هو يلف ذراعيه حول خصرها. حاولت تحرير جسدها لكن دون جدوى.
- تاج! الباب مفتوح يا تاج.

تنهد، ثم طبع قبلة على خدها،
- حسنا! سأغادر الآن.

طل برأسه يمينا ثم يسارا، ثم خرج،
- أراك في الأسفل إذا.

أومأت و هي تتفقد الممرات بعينيها في توتر، ثم قالت في شرود،
- أراك هناك.

عض على شفته ضاحكا و هو يراقبها،
- ما من أحد هنا يا وردة!

توقفت عينيها عند عينيه أخيرا، فأسرع و دنى منها، و سرق قبلة من شفتيها، ثم لوح لها مودعا و هو يغادر نحو غرفته.

.....

بعد أن تناول أفراد العائلة فطورهم في صمت على غير عادتهم، اجتمعوا في الحديقة ليودعوا تاج قبل مغادرته.

حضن الأمير جده أولا، ثم إعتذر منه و طلب منه مسامحته. ترقرقت دمعة من عين شمس النهار، و هو يحمل حفيده بين ذراعيه مرددا،
- لماذا تعتذر يا بني؟ لا بأس. لا بأس.

ثم تراجع عن حضن تاج، تفحص وجهه بيديه و عينيه، ثم طبع قبلة على جبينه،
- سننتظر عودتك يا بني.

اكتفى تاج بإيماءة صغيرة، ثم تقدم نحو الملك شهرمان و خالته نور، و حضن كل منهما، ثم ودعهما.

إلتفت الى قمر الزمان، فصافحه، ثم حضنه كذلك مودعا.
وقبل أن يفلت قمر يد ابن خالته، ربت على كتفه ثم سأله عن حاله.
- ألا تزال قلقا بسبب ما حدث؟

أومأ تاج،
- لكن لا وقت للقلق و الحسرة. لا يزال أمامي مدينة علي إنقاذها.

هز قمر الزمان رأسه موافقا، ثم بادله بنفس الإبتسامة.
استدار تاج إلى حيث تقف خالته نجمة، و ابنها سراج، اقترب منهما، ثم لثم خالته بكل دفئ، ثم نزل و جلس على ركبته ليتمكن من حمل سراج بين ذراعيه.

سأل الطفل وهو في حضن ابن خالته،
- متى ستعود يا تاج.
- قريبا. سأعود قريبا.
- لا تتأخر.

افتر ثغر تاج عن ضحكة مكتومة و عيناه قد امتلأت بالدموع،
- لن أتأخر. لن أفعل.

ثم أخيرا أفلت الأمير الصغير، مسح على رأسه، ثم وقف يبحث بعينيه من حوله.
- أين هي بدور؟

أجابته نجمة،
- تركتها عند هازار هذا الصباح.

ارتبكت نظراته، فأشاح بوجهه لبعض الوقت.
- سأنتظرها حتى تنزل إذا.

رفع عينيه إلى وردة بعد أن شعر بنظراتها، فتقدمت نحوه مقترحة،
- لما لا تصعد لتوديعهما؟ معا.

طأطأ برأسه قليلا، و التزم الصمت.
فأضافت نجمة على كلام وردة،
- يجب أن تودع هازار أيضا. لا تغضب عليه هكذا. أنت تعلم أن الخطأ ليس خطأه.

إكتفى تاج بإيماءة صغيرة، ثم طلب من وردة مرافقته، فاستأذن الإثنان، و غادرت.

....

صعد الأميران إلى طابق العلو حيث تتواجد الغرف.
و ما أن وصلا إلى باب غرفة هازار المفتوح، حتى توقف تاج، فتوقفت وردة عن السير بدورها، تراقب ما يجري بين الأميرة و المنجم.

كان هازار جالسا على سريره بينما كانت بدور تغير ضماداته بإنتباه و رفق.

كان المنجم يراقب الأميرة في صمت لمدة طويلة و هي تمسح جروحه و تعالجها. ثم أخيرا تبسم و قال،
- ما كان عليك إتعاب نفسك هكذا.

بادلته الإبتسامة ثم عادت تعالج ذراعه،
- أبدا. هذا لا يتعبني أبدا. و أيضا.. هذا أقل شيء أستطيع القيام به بعد أن أنقذت حياتي.

قلص هازار عينيه مصطنعا تعابير الشك،
- أظنك تستغلين جسدي المجروح لتتعلمي فيه.

افتر ثغر الأميرة عن ضحكة واسعة. فأضاف قائلا،
- سمعت أنك تدرسين الطب. و أعتقد أنك تستغلينني!

هزت رأسها لتنفي إتِّهامه، و هي لاتزال تضحك.
- لا أستغلك!
- كنت أمزح وحسب.

ثم أضاف بعد أن تبادلا النظرات لمدة،
- تعلمك لعلم عظيم كالطب، رغم أنك لا تحتاجين للعمل، أمر مثير للإعجاب حقا.

خفضت عينيها لبرهة و قد توردت وجنتاها،
- شكرا لك.

تبسم لها و هو يتأمل ملامحها،
- لم أكن أجاملك.

تراجع تاج، فأسرعت إليه وردة مستفهمة،
- لما لا تستأذن و تدخل؟

تنهد في استسلام و هو يبتعد عن غرفة هازار خطوة خطوة،
- لقد كنت قاسيا معه و لا أعلم كيف أصلح كل ما تفوهت به من كلام جارح.

أمسكت وردة بذراعيه ثم أوقفته،
- أدخل و اعتذر منه وحسب. أنت تعلم أنه سيسامحك.

تبادلا النظرات لمدة، ثم أخيرا أومأ موافقا،
- حسنا.

اكتفت وردة بإيماءة صغيرة، ثم أفلتت ذراعاه.
اتجه نحو الباب المفتوح، طرق على أحد مصرعيه، ليلتفت إليه المنجم و الأميرة الصغيرة.

تبسمت بدور و هي تضمد ذراع هازار ثم قالت،
- تفضل. لقد انتهيت.

تبسم الأمير ابتسامة هادئة ثم نقل عينيه إلى هازار، و الذي بادل ابتسامته الصغيرة بمثلها.

غادرت بدر البدور الغرفة بعد أن جمعت حقيبتها، و أغلقت الباب خلفها، تاركة المنجم و الأمير وحدهما.

تقدم تاج نحو السرير بخطا متأنية، و عيناه المرتبكتان تتجولان في المكان. أشار هازار للأمير بالجلوس بجانبه متبسما،
- تفضل بالجلوس يا مولاي.

جلس تاج ضاحكا ضحكة مكتومة،
- لا تناديني بذلك يا هازار.

اكتفى المنجم بضحكة صغيرة، بينما التزم تاج الصمت لمدة، وهو مطأطأ الرأس قليلا.

- إذا، ستغادر اليوم؟

أومأ الأمير ثم التفت إلى صاحبه،
- جئت أودعك.

ثم أضاف بعد صمت،
- و أعتذر عن ما بدر مني.
- لا بأس يا تاج. لا داعي للإعتذار.
- لقد كنت..
- غاضبا. تائها. مصدوما، و خائفا.

أومأ،
- لقد كان أخي.

ترقرقت دمعة على خده، فأشاح بوجهه بعيدا. ربت هازار على ظهره مرددا،
- لابأس. لابأس يا تاج. لا بأس.

.....

Continue Reading

You'll Also Like

144K 7.1K 81
لعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد...
8.5K 1K 28
صرخت به ":لقد اعتذر لك مئة مرة لما لا تفهم وترحل أبعد يدها بغضب وقال : هي أنتي يا عقلة الأصبع ألا تعلمين من أكون إجابته بغضب : من عقلة الأصبع يا...
161K 3.1K 11
اخر ماتوقعته ماديسون من ذلك الملياردير هو ان يطلب يدها للزواج على وجه السرعة تطلب اتمام الزفاف ان تقوم ماديسون باستعمال كل مهاراتها التمثيلية فهي بب...
2.9K 104 7
الرواية من كتابة : حور غانم (بالعامية المصرية) و لكنني صغتها للغة العربية الفصحى. بسبب الوصية و إصرار الأهل و الأقارب تنفيذا لوصية الجد رحمه الله وجد...