#31🌸

149 16 0
                                    

- ورد!..
- ثواني بس كده..
سبتها واتجهت ناحية شخص قاعد على كرسي إللي بيكون قدام محطات الأتوبيس شكله تلاتيني حاطط هاند فري وصوت دوشة عالية منهم واصله جمبه لما قربت سمعتها بوضوح حاطط نضارة شمس وباصص في اتجاه واحد وساكت تمامًا مفيش أي تعابير عليه قربت ومريت من قدامه وشاورت له إنه ينفع أقعد عشان أتأكد من حاجة كده ملتفتش حتى روحت شديت الهاند فري فاتحرك حركة مضطربة لثواني وبعدين رجع لوضعه :
- على فكرة مينفعش تحط سماعات في ودنك في مكان عام كده في ناس كتير كلمتك وأنت مش سامع ..
رد
- شكرًا على تطفلك وتطاولك عليا وعلى خصوصيتي.
رفع العصاية الخاصة بفاقدي البصر وكمل :
ثم إني مش بشوف فأكيد مقصدش ..
- أنت مش محتاج تشوف عشان تسمع أنت بتسمع وده كفاية.
- أنتِ مين ؟
- مش ضروري غمض عينك كده.
- هتفرق في إيه؟
- هتعرف بس غمض.
غمض..
- تفتكر إننا نقدر نشوف كل حاجة في نفس الوقت يعني من كل النواحي  تفتكر أنا شايفة إيه إللي ورايا دلوقت؟
- لا بس ممكن تلفي وتشوفيه.
- ولو ورايا سد حايش إللي فاكر إني أقدر أشوفه؟
- عايزة إيه؟
- عايزة أقولك إني ممكن أشوف إيه إللي ورايا لو سمعته، قولي كده أنت سامع إيه وراك؟
- في صوت طفل بيعيط وأمه بتزعق له. 
- بس كده مش سامع أكتر؟
- في صوت إحتكاك كمان لجسم صغير على الأرض يبدو أنه رمي نفسه وهي بتشده.
- برافو أديك شوفت إللي وراك من غير ما تشوفه ليه تحرم نفسك من كل ده وتحط سماعات، تعرف كام حد جه كلمك وأنت مردتش، تفتكر كام شخص كان محتاج مساعدة عن اسم المكان إللي هو فيه، يركب إيه عشان يوصل للمكان إللي هو عايزة ..
- معرفش وأظن مش ضروري أعرف، وكمان الدنيا مليانة ناس كتير أوي غيري.
- أنت قاعد مستني إيه؟
- واحد ابن حلال  هيقضي معايا مشوار.
- وليه معندكش صاحب أنت تعرف توصل لوحدك بس كلنا بنحتاج ونس؟
- يمكن عشان محدش حاول .. هو أنتِ مين؟
- مش ضروري أنا مضطرة أمشي دلوقت لإن في ناس مستنياني عايزة أقولك أوعى تسجن نفسك أبدًا لإن ربنا إللي ابتلاك عوضك مسجنكش الحياة جميلة فيها أصوات حلوة غيرك كتير يتمنى يسمعها.
اتحركت خطوتين
- مش هتقولي أنتِ مين؟
- لا
- هسمعك تاني؟
- مش عارفة!
- طب هو أنتِ حطه برفيوم؟
- لا حرام احطه بره البيت.
ابتسم وحط الهاند فري في الشنطة
وقالي هسمعك تاني، مشيت ندى سألتني :
- بتعملي إيه كل ده؟
- كان في واحد محتاج مساعدة.
- هو طلب منك؟
- لا .
- أُمال ساعدتيه ليه؟ 
- معرفش يلا عشان منتأخرش.

وصلنا كانت ندوة التنمية البشرية بدأت وإللي لاحقناه منها جزء بسيط أوي أعتذرت لندى عن كده لأنها كانت مستنياها من فترة بس أنا مقدرتش أمنع نفسي من إني أنقذه..
_________
اتكلم وهو بينهج
- أنا أسف يا أستاذ آدم إني أتأخرت عليك.
ابتسمت وجهت عيوني ناحية مصدر الصوت ودي حاجة استغربتها جدًا مش عادتي :
- محصلش حاجة يا عم حسن.
- طيب هوقف تاكسي حالًا عشان نلحق مشوارنا.
بلغت ريقي بحاول أسكت شيء جوايا
- لا نخليه مرة تانية أنا مش حاسس إني مستعد لمشاوير أنا هطلع على البحر شوية.
- يعني أقول للتاكسي يطلع بينا على البحر؟
- لا أنا هروح لوحدي.
سكت كام ثانية ورد :
- هتعرف؟..
مردتش عليه وقفت مكاني وحركت العصاية إللي في أيدي وإللي بتنبه إللي قدامي بوضعي ركزت بسمعي جدًا لحد ما حسيت إن في شخص قرب ناحيتي : 
- لو سمحت ممكن تشاور  لتاكسي يقف لي لو مش هتعبك؟
الراجل رد بسعادة ظهرت في نبرة صوته.
- طبعًا طبعًا يا أستاذ.
وفي خلال ثواني كان التاكسي واقف قولت له يوديني مكان هادئ على البحر أقعد فيه ويستناني لحد ما أخلص وهحاسبه، أول ما قعدت على الكرسي على الشط عرفت إني كنت ظالم نفسي فعلًا أنا آه مش شايف البحر بس سامع صوت الموج شامم ريحة البحر ولامس الرملة قربت أكبر لحد ما المايه لمست رجلي
أنا مستمتع أنا إزاي مكنتش بعمل كده قبل كده
رفعت راسي للسما حسيت إني شايفها ابتسمت وقولت بصوت همس
- شكًرا يا رب شكرًا إني سامع وحاسس وواعي ومش ناقصني شيء أنا حتى شايف بقلبي كل إللي محجوب عن عيني دلوقت ..
يا رب هي البنت دي أنا حاسس إنها هي دي عملت الحاجة إللي كان نفسي حد يقدمهالي من غير ما أبين لها، قالت الكلام إللي كنت بقوله لنفسي جوايا عشان متنهرش قالت ببساطة إللي كنت بوصل له بالوجع، عملت إللي كنت بتمناه يا رب من غير ما أطلب منها شيء فهمتني وفهمتّني، هو أنا هشوفها  تاني أمتى؟
عقلي قالي باستغراب أنت مش بتشوف!.
كملت كلامي مع ربنا :
معرفش الشكل إزاي بس من خلال السمع أقدر أقول أوصافها هي شبه الكلمة الطيبة إللي بتخرج في وقت مناسب،
هي شبه المطر لما بينزل في وقت كنا بنتمناه فيه أوي، شبه الهدوء والراحة والوصول بعد تعب،
أنا لو شوفتها هعرفها.
ابتسمت لما لاقيت عقلي مقاليش وهو أنت بتشوف!
فصلني من كل ده صوت شخص معدي بيوزع ورق حسيت بملمس الورقة في إيدي وسمعت خطوات الشخص بتبعد فتحت الموبيل وطلعت الكاميرا صورت الورقة واخترت من الخيارات أنها تتقرأ لي
وكان محتواها إن في ندوة عن الجمال وهل هو إللي بنشوفه ولا في جمال تاني أصدق من إللي بيبهر العين؟.
عرفت المكان وحسيت إني عايز أروح أي نعم أنا معنديش صديق نتونس سوا بس ده ميمنعش إني أكمل لوحدي لحد ما يجي، رجعت مع السواق البيت قالي إنه جارنا وساكن هنا أخدت رقمه واتفقنا سوا إنه يوصلني بالتاكسي المكان إللي عايزه وطلعت ..
___________
- هو صعب عليكي يعني؟!
- لا، هيصعب عليا ليه؟
- لاحظت إنه مش بيشوف عشان كده روحتي نصحتيه بطبيعة شغلك في التنمية البشرية؟
- لا، أنا مجاش في بالي كل ده أنا لاقيت نفسي بتحرك ببساطة كده ناحيته عقلي بيديني أفكار وقلبي بكل راحة متفاعل معاه!
وبعدين هو طبيعي مش ناقصه حاجة عشان يصعب عليا أو على حد كان لازم  يفهم كده الطبيعي إن إحنا يكون عندنا قصور عشان نكمل بعض ويمكن هو يكون بيشوف بقلبه أحسن مني ومنك ولو في مشكلة حقيقي تبقى في نظرتنا إحنا له مش فيه.
- عرفتيه بنفسك؟
- لا، بس قالي إنه هيسمعني تاني.
- غريب.
_______
- أستاذة ورد جاهزة عشان الدور قرب يجي عليكي في الكلام.
- أيوة يا عم محمد كله تمام...
سهمت كده دقيقة لما لمحته داخل نفس المكان عقلي عطاني مخرج من الورطة إللي قلبي هيقع فيها لو صوتي ظهر في وجوده فكملت كلامي بسرعة وقولت :
- أنا أسفة أسفة مش هينفع أتكلم.
- خير يا أستاذة ؟؟
كان داخل لوحده مفيش حد جمبه مبتسم وماشي بثقة وكأنه عارف اتجاهه كويس قعدت مكاني على ما اشوف هيروح على فين؟
عم محمد ناداني شاورت له لا مش هينفع فمشي بيضرب كف في كف يعني في نفس الوقت بقوله تمام وبعدين لا ورفض تام .. ما هو مش هينفع أتكلم لإنه هيعرف إني هنا.
عقلي قالي وأنتِ خايفة ليه يعرف إنك هنا؟! وقلبي قالي شكلي هقع ألحقيني، روحت سكت.
______
بقالي فترة كبيرة أوي مختارتش ألبس إيه وأنا خارج بالشكل ده كنت بقول لوالدتي أي بنطلون لونه غامق على قميص لونه درجة من درجاته المرادي قلت لها بالظبط عايز إيه كان شكلي باين عليه مبسوط حتى هي قالت لي بقالي كتير محستش إنك كويس كده.
عقلي قالي يا ترى إيه الجمال إللي يقصدوه وهيتكلموا عنه ده؟، أنا متأكد متأكد إنهم هيتكلموا عنها هي.
_______
قلبي انتفض ده قرب أوي لدرجة إنه قعد في الكرسي إللي جنبي بعد ما سأل حد قاعد هنا أنا مردتش ففهم إن مفيش حد معقول هو ده الشخص إللي شوفته من كام أسبوع إزاي؟ هي آه نفس الملامح بس الروح واضحة فيها أوي المرة دي.
ابتسم مش عارفة ليه؟ انتبهت لنفسي أني بصه عليه كل ده بس برضو مش عارفة ابتسم ليه؟

والجمال أن تبصر بقلبك ما عجزت عينك أن تبصره، وقتها تفسر أي شيء تجزم بأنه جميل فتقول أشعر بذلك ..، هل فهمت إذن معنى الجمال؟   الجمال الحقيقي يا عزيزي لا يُرى.

الناس صقفت فالتفت هو ناحيتي وقال
- الجمال الحقيقي لا يُرى دي أكتر حاجة حقيقة أتقالت يا ... مش هتقوليلي اسمك إيه؟
- أنت تعرفني..
- وأنتِ كمان تعرفيني، بس تعرفي أنا مميزتكيش من صوتك لإني عرفتك من قبل ما تتكلمي.
سألته بشغف :
- أُمال عرفتني إزاي؟
- الشغف إللي حسيته في إني أجي المكان ده وهو أبعد ما يكون عن أهتماماتي قلبي قالي وراه سر، خطواتي الواثقة في مكان أنا معرفهوش، شعوري إني أقعد في الكرسي ده، وسكوتك عن الرد مع إن العصاية بتاعتي خبطت في رجلك من غير ما أقصد ففهمت إني في حد قاعد هنا.
- بس ده مش دليل برضو، عرفت إزاي إنه أنا؟
- أول ما قعدت أتأكدت نفس الشعور إللي حسيته لما قعدتي جنبي في المحطة نفس اللطف والأمان والريحة ..
- بس أنا ..
ابتسم
- مش بتحطي برفيوم بره البيت. 
- أُمال أنت شميت إيه؟
- روحك تصدقي؟
- أصدق.
- تقبلي تكملي معايا أنا مش محتاج حد يساعدني أنا محتاج صديق أحس معاه بونس ويشاركني الطريق.
- أكمل معاك أنا مش محتاجة حد يساعدني أنا محتاجة صديق أحس معاه بونس ويشاركني الطريق.

ثمة أحلام وردية قُدِّر لها أن تُعاش

#حكايات_بلون_الورد (٣١)
- آية على.

حكايات بلون الورد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن