#6🌸

792 55 3
                                    

- أنا كمان بحَبك.
دي أخر كلمة قالتها قبل ما عينها تغمض وتروح في دنيا تانية جريت بيها لأقرب مستشفى ودخلت الطوارئ والباب أتقفل قدامي وقالو لي أستنى هنا لحد ما يشوفوا حالتها، رجعت خطوات لورا بعدم تصديق لحد ما ضهري لزق في الحيطة ونزلت قعدت على الأرض إيدي الأتنين بضغط بيهم على دماغي بحاول استوعب إللي بيحصل حواليا وافتكرت كل حاجة مرت بينا من يوم ما عرفتها من ١٨ سنة ..
ورد اعرفها من وانا في kg 1 كنا في نفس المدرسة، مدرسة كبيرة أوي زي مجمع من kg لحد ثانوي، أول مرة شفتها فيها كانت المدرسة بتعمل كل سنة حفلة للطلاب، الحفلة دي الطلاب بس إللي بيكونوا حاضرين فيها أهلهم بيسيبوهم ويستنوهم برة عشان يزودوا ثقة الطالب فـ نفسه يعني، المهم بنكون مترتبين بأرقام وبتفضل معانا لحد ثانوي بنقعد فـ نفس الأماكن نظام شوية، كنت قاعد فـ الكرسي بتاعي ومكنش ليا أصحاب فجه ولد يقولي أنه عاوز يبدل معايا الكرسي فوافقت عادي، بدلت معاه وكان الصف إللي قدامي في كرسي فاضي على بُعد كرسين من إللي قدامي بالضبط لاقيت بنوتة جايه عاملة قطتين في شعرها ولابسه فستان وردي جميل أوي وماسكة شنطتها وهي صغنونة كده وبتبتسم وقعدت وحطت رجل على رجل وطلعت مرايتها بصت على شكلها باطمئنان وتقريبًا المرايا وضحت لها أني ببصلها أوي راحت لفت بحركة سريعة وبصتلي روحت بعدت عيني عنها بكسفة والحفلة بدأت، قلبي كان بيدق جامد كل شوية أبص عليها خطف وأرجع بعيني تاني لحد ما لقيتهم بينادوا على اسم بنت تقدم فقرة في الحفلة اسمها ورد بلعت ريقي وأنا ببص عليها ولاقيتها هي إللي بتقوم، أكيد ورد أُمال هيكون اسمها إيه يعني، قامت وعملت الاستعراض بتاعها ولما خلصت قمت وقفت وصقفت لها بحماس جامد أوي لدرجة أن كل الناس انتبهت لي مافقتش غير لما لاقتها هي بتبصلي وبتضحك بعفوية وهي بتحط إيدها على بُقها وعيونها قفلت من كتر الضحك بصيت حواليا لاقيت محدش بيصقف غيري أصلًا أو خلصوا تقريبًا وأنا إللي اندمجت أوي اتحرجت جدًا ودفنت نفسي فـ الكرسي وفضلت كده لحد ما الحفلة خلصت وطلعت جري لماما وشي أحمر من الموقف وقولتلها ببراءة :
- ماما مش أنا الميس قالت أني شاطر طيب أنا عاوز هدية.
هزت رأسها فكملت :
- انا عاوز خاتم شبه بتاعك يا ماما إللي بابا جابهولك ده بس يكون صغير على قدي كده.
ضحكت وهي بتقولي :
- هتلبس خاتم بتاع بنات يا أدم ؟!
رديت بجدية :
- لا يا ماما أنا راجل، لكن مش هقدر أقولك انا عاوزه ليه لما أكبر هحكيلك .
حضنتني وجابتلي الخاتم، المدرسة بتاعتنا مشتركة، لكن فصول البنات لوحدها والولاد لوحدها ممكن نتقابل في البريك صدفة، لكن أنا عمري ما كنت بشوف ورد صدفة أبدًا كنت بشوفها كل سنة مرة واحدة بس يوم الحفلة وكل مرة وأحنا خارجين أخلي ماما تشتريلي خاتم لحد ما وصلنا ٣ ثانوي ودي تعتبر أخر حفلة هشوفها فيها متغيرش حاجة من إللي كنت بعملها من أول مرة شفتها لسه قلبي بيدق ولسه ببصلها خطف ولسه بنهج وبعرق وبتوتر لما عينا تتقابل بس هي كبرت لبست حجاب مبقتش تقدم عروض بس لسه بحس أنها غير أي حد لسه بصقف لها بحماس أوي جوة قلبي ولسه بجيب لها خاتم كل سنة برضو بقى عندي ١٣ خاتم دلوقتي بأحجام مختلفة بس بنفس الشكل، الحفلة خلصت والاوائل أتكرموا وهي بدأت تتحرك وأنا الدنيا وقفت بيا، يعني أنا .. أنا مش هشوفك تاني ؟
تقريبًا صوتي كان عالي فهي التفتت :
- بتكلمني ؟
- أنا .. أنا ..
- فرصة سعيدة عن إذنك .
واختفت بس ليه أنا لسه ملحقتش أتكلم ملحقتش أقول أي حاجة !
المكان فضي كنت مضطر أخرج وأروح اشتري الخاتم الـ ١٤ روحت البيت وحطيته جنب أخواته وعيني دمعت وكأني بصرخ بس من جوايا وبقول :
- أنت غبي أنت إيه إللي بتعمله ده أنت مجنون أكيد دي مش تصرفات حد عاقل أبدًا ...
نمت .. نمت وأنا معيط على نفسي أكتر من أي حاجة، أنا ضيعتها من قدامي بالسهولة دي ؟ طب هشوفها تاني إزاي ؟ طب ليه أذيت نفسي وعلقت روحي بيها ؟ ليه بنيت أحلام عليها ؟ كده .. كده كل حاجة انتهت ؟!

حكايات بلون الورد 🌸Where stories live. Discover now