#38🌸

137 10 0
                                    

كانت العيلة كلها متجمعة في بيت الجدة زي العادة بس بعد ما الأحفاد كبروا بقت تتقسم لقعدتين البنات في جنب والشباب في جنب، إحنا أبعد ناس فيهم في السكن فبنيجي كل فترة نقعد يومين ولا حاجة ونتجمع سوا، أول ما شوفت عمتي كان عيالها معاها ماعدا هو سلمت بسرعة وقلت:
- أُمال فين آدم ده وحشني أوي.
نظرات تعجب كده من إللي حواليا وبعدين عمتى قالت لي إن وراه مشاوير وجاي، حسيت بإحباط في لحظتها وبعدين اندمجت مع الموجودين، بقالي كتير  مشفتهوش كل مرة أروح ميكنش موجود بس هو بيجي .. الفكرة بس وأنا موجودة، آدم هو أقرب حد ليا في العيلة دي أصلًا قد بعض في السن وكان بينا تفاعلات كتير في كل المراحل بس لاحظت إنه بدأ يختفي شوية ولما شوفته أخر مرة مقعدش معايا يا دوب سلم وقعد في مكان تاني، كنت بقطع السلطة وأنا سرحانة فالباب خبط الخبطة هي هي بتاعته إللي أنا حفظاها أصلًا سبت الحاجة من أيدي وجريت ناحية الباب حاسة إن وشي بقى قلب كبير فقلت بتلقائية من قبل ما المحه:
- آدم أخيرًا جيت أنت وحشتني أوي..
سكتّ وحسيت إن الكلام أترد جوايا أول ما لمحته اتخضيت خضة كده معرفش ليه! قلبي بيدق بسرعة، نفسي ضاق، فدخلت المطبخ تاني كان كل رد فعله إنه ابتسم بهدوء وحط عينه في الأرض ودخل:
- مش هتبطلي تتعاملي بهبل كده أنتي عارفة بقى عندك كام سنة؟ بتقولي له وحشتني!
- ماما هو آدم كبر أمتى؟ ده عنده دقن شبه الكبار يا ماما!
- كل الناس بتكبر أنتي بس إللي بتصغري فوقي عشان منظرك كان وحش.
عنيا دمعت المطبخ بيكشف إللي في الصالة ولما ماما قالت لي كده وطلعت لمحت عينه كانت نحيتنا بمجرد ما خد باله بص جهة تانية بسرعة هو أنا مكبرتش زيهم ليه؟ ويا ترى بيقول عني إيه دلوقت؟..

عدت الزيارة دي وأنا مصدومة وهو أصلًا شكله جاي بعد ما ألحوا عليه بدليل إنه قعد حوالي نص ساعة ومشي ومكررهاش تاني  فهمت من تيته إنه بيجي لها على طول وإن علاقته مع أهله كويسة طيب إيه السبب؟ معقول أنا السبب!

- ماما هو أنا ليه مكبرتش زيهم يعني أنا لما روحت عند تيته لقيت إن إللي في سني قاعدين فاردين ضهرهم ساندين بأيدهم على أيد الكرسي وبيتكلموا الكلام بتاع الكبار ده إللي بيحسسني إن عندي ١٠٠ سنة بيكون تقيل على قلبي أوي، عارفة أنا كنت مستنية آدم ليه؟ عشان هو خفيف كنت بحس كل مرة بشوفه إنه صغير زي بس المرة دي لقيته كبير أوي أكبر واحد فيهم، كان كلامه قليل وكان قاعد زيهم يا ماما أنا زعلانة أوي..
- أنتي مكنتيش شايفة نفسك يا ورد.
- كنت ازاي يا ماما.
- تصرفاتك مش ماشية مع طولك وسنك أنتي كنتي سايبة كل البنات إللي قاعدين وعمالة تجري ورا العيال الصغيرة وتلعبوا سوا بتلعبي استغماية يا ورد!! وكل البنات إللي في سنك بيتكلموا في مواضيع مهمة!..
حسيت برعشة في جسمي:
- بس أنا يا ماما مش تافهة ومش معنديش شخصية أنتي واثقة من كده وعارفة إن وقت لما بيحصل مشكلة كل واحدة فيهم بتيجي تاخد رأي أنا أول حد  الفكرة إني حاسة روحي هي إللي مش راضية تعيش في سجن الكبار ده.
عيطت ..
- أنا زعلت إن آدم كبر يا ماما.
- مش لازم يكون كبر بس ضروري يبين إنه كبر عايزة راجل طول بعرض يجري قدام كل العيلة ورا العيال؟!، بعدين إيه وحشتني دي؟ أنتي المفروض تحطي حدود بينك وبينه أصلًا، إيه إللي آدم وحشني ده! أنتي مش شايفة هو بقى بيحط حدود إزاي؟
- آدم وحدود .. بصي هو أنا مش مستوعبة بس أنتي أكيد عندك حق.
بصيت في المراية قدامي.
-  أنا فعلًا كبرت يا ماما.
سبتها ودخلت الأوضة بحاول أرتب كل عمري إللي فات وأحط حدود لكل إللي جاي أنا عمري ما حسبتها بس عمري برضو ما كان قصدي أعمل حاجة تغضب ربنا بس الفكرة إن فعلًا معدتش ورد أم ضفاير بتاعة زمان حتى لو هي لسه عايشة جوايا ضروري محدش يشوفها غيري، كنت مستنية التجمع الجاي عشان أبين لهم إني أنا كمان كبرت بنيت سور كبير هخبي وراه ورد الطفلة وهقعد معاهم ورد إللي مخها يوزن بلد، بس آدم آدم ليه كبر؟ حتى لو هيحط حدود ببني وبينه بس هو أصلًا ليه كبر؟
- ماما هو ليه آدم حط حدود بينا؟
- عشان ربنا يا ورد عشان يرضي ربنا عشان بيحب ربنا.
- هو غلط أشوفه وأكلمه زي زمان؟
- أنتي عارفة ومتأكدة إنك كمسلمة مينفعش..
- عارفة ومتأكدة بس ده آدم؟
- يعني إيه آدم يعني مش راجل اجنبي عنك؟
- بس آدم يا ماما..
- مفيش في الدين بس آدم يا ماما، كل الرجال إللي مش من محارمك نفس الشيء حتى لو آدم.
دمعت وهي لاحظت فقولت:
- هو بيبقي كبير وهو بيكلم بابا؟
- أيوة.
- هو بيكلم بابا؟
- أيوة
- طب هو كويـ..
- هو أنتي بتحبيه يا ورد؟
- أكيد مش بكرهه.
- بتحبيه يا ورد؟
- مش عارفة.

حكايات بلون الورد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن