حكايات بلون الورد 🌸

#2🌸

ماما بتقولي أني أتغيرت بقيت كتوم وبعيد عن الكل
، بتقولي إن الجيران بيشتكوا مني وإني حتى مبردش عليهم لما يتكلموا وهي تعبت من تغيري ده وبتفكرني بنفسي القديمة إللي كانت مريحاهم آه بس صدقوتي مكنتش مريحاني أبدًا .. نفس الكلام بيتعاد كل يوم لدرجة أني حفظته
- مالك يا أدم جرالك إيه قلبي واكلني عليك ليه مش بتتكلم وتفضفض زي زمان، الجيران كلهم موراهمش سيرة غيرك، ابنك يا سهام مبقاش طبيعي مبيردش علينا ولا بيبص فوش حد بيرجع كل يوم نص الليل ما تفوقي لابنك بقى معقول ده بشمهندش أدم إللي كل الناس كانت بتحلف بيه، مالك يا ابني جرالك إيه، إيه إللي صابك ؟
- أنا كويس .
- لا، أرجع زي ما كنت !
- مش هقدر ..
- حاول . ابتسمت لها بهدوء لا يتناسب مع ثورتها ضددي وبوست رأسها ومشيت ..
أنا خايف عليها أوي والله ونفسي أطمنها عليا بس أزاي ؟
ركبت العربية وطلعت على شغلي على طول أنهاردة هسلم فيلا بعد ما أتشطبت، أنا مهندس ديكور مشهور أوي بس الغريبة في الفيلا دي أني متقابلتش مع مُلاكها كان كل تعاملي مع البواب تخيلوا وقالي دي رغبة أصحاب المكان، طبعًا بتسألوا طب نفذت الديكورات أزاي وأخترت كل حاجة على أساس إيه ؟  فهقولكم أني بتابع الشغل مع حد من أصحاب الفيلا على ماسنجر حتى مقدرتش أحدد ست ولا راجل الأكونت إللي بنتابع عليه الشغل اسمه غريب ! والشخص ده مرضاش يوضح مهيته حاجة تقلق جو الغموض ده بيوترني، الأكونت كان اسمه "ليلة حزينة" ..
هوجع دماغي على إيه أنا أخدت فلوسي مقدمًا أصلًا فمش هتفرق يعني .
قربت من المكان البواب لمحني قام جري فتح باب الفيلا الرئيسي بابتسامته الطيبة وهو بيقول :
- أتفضل يا بشمهندس أدم .
نزلت ورديت
- الحمد لله يا عم محروس أنهاردة أخر يوم ليا هنا وبعت صور الشغل للشخص إللي بيكلمني ده وقال أنه تمام هبص بصة أخيرة كده عشان أكون مطمن .
- أتفضل يا بشمهندس .
دخلت وراه كان فـ أيدي الموبايل و المفاتيح والنوت عشان لو هقيد أي ملاحظة، دخلنا بصيت بصة "كله تمام" طلعت النوت عشان أقيد أن الفيلا هنا أتشطبت، أتفجأت أن النوت إللي معايا هي النوت الشخصية بتاعتي مش بتاعة الشغل، المهم طلعت ورقة فاضية وكتبت فيها أن كله تمام، لسه هقوم لاقيت عم محروس جابلي كباية شاي وحلف أني أشربها سِبت النوت جمبي وبدأت أشرب وانا بتكلم معاه :
- مش غريبة يعني يا عم محروس أن أصحاب الفيلا ميرضوش يقبلوني ؟
- عادي يعني يا بشهندس، والناس طباع...
- يمكن .. المهم كلو تمام لو أحتاجت حاجة معاك رقمي كلمني همشي أنا .
لاميت حاجتي بعدم تركيز ومشيت الصراحة حاسس أني مصدع أوي
أنهاردة معنديش شغل تاني بس أستحالة أرجع البيت أمي هتستلمني أسئلة ومفيش طاقة أجاوب، صح .. أنتو معندكوش فضول تعرفوا حكايتي ؟
عارف أن عندكم بس أنا .. أنا معنديش دافع يخليني أحكيها بتمنى أقابل شخص فيوم يكون عنده القدرة أن يخليني احكي .. احكي من غير ما أحس .
كملت يومي في كافيه بيطل على البحر، الصراحة هو مكاني المفضل من كثر ما بروحه بقى ليا مكان مخصص فـ ركن هادي بعيد عن الناس، قريب من ملمس البحر جدًا ..
فضلت قاعد مش حاسس بالوقت أسمع الأذان أقوم أصلي وأدعي نفس الدعوة "يا رب الاقي الشخص إللي أقدر أحكي له " وأرجع تاني مكاني.. متستغربش، أنا جوايا كلام كتير أوي محتاج يطلع لشخص واحد بس، الشخص إللي هيكون مهتم أنه يسمع بجد، الشخص إللي هيخليني أحكي من غير ترتيب .. أتنهدت، أنا ديمًا أحلامي صعبة كده !
ببص في الساعة لاقيت فاضل عشر دقايق عالفجر قومت حاسبت على الحاجات إللي طلبتها ومشيت دخلت الجامع مكنش في غيري أنا والشيخ، غريبة كل مرة الجامع كان بيكون مليان عن كده اتوضيت وصليت ركعتين تحية المسجد وكنت بدعي نفس الدعوة .. صلينا الفجر وكانت في شباب جُم ولسه هقوم أمشي لاقيت الشيخ قرب مني وبيقول بهمس :
- الصوت بيسري بالليل تخيل أنا سمعت صوتك الضعيف ما بالك بربك، أطمن يا ابني  هتلاقي إللي تسمعك في يوم هتسمع صوت سكوتك قبل كلامك وهتطمن .. هتطمن جدًا ..
حسيت براحة حقيقية روحت ونمت وقررت أخد ريست على غير العادة قبل ما أبدأ في شغل جديد ..